في هذا الكتاب
كلُّ الإجابات عن كلِّ ما يشغل بالك من تساؤلات حول الكون والخالق والدِّيانات والجنَّة والنَّار , بأسلوب علمي ومنطقي , واضح وسهل , ربَّما لم تعهدْهُ في أيِّ كتاب آخر .
ولو قرأتَ كلَّ الأجزاء , من أوَّل صفحة إلى آخرها , بقليل من الانتباه وبنيَّة البحث عن الحقيقة , فبإذن اللَّه , بإذن اللَّه , لن تملك بعد ذلك إلاَّ أن تنطق بالشَّهادتين وتدخل في الإسلام .
أسأل اللَّهَ أن يشرح صدرك لهذا الدِّين العظيم , دين إبراهيم وموسى وعيسى ومحمَّد وكلّ الأنبياء عليهم السَّلام . ويا ربّ اهْدِ كلَّ النَّاس إلى دينك الحقّ فإنَّ أكثرهم لا يعلمون , ولو علموا وصدقوا مع أنفسهم لَأَسلموا .
إهداء
إلى خاتم الأنبياء والمرسلين , المبعُوث رحمة للعالمين , سيِّد البشريَّة على الإطلاق , محمَّد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم , الذي شرَّفه ربُّه بالرِّسالة فبلَّغها على أكمل وَجه .
يَحكي عنه عمر بن الخطَّاب حادثَةً مُعبِّرة , فيقول : دخلْتُ على رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم وهو على حصير . فجلَسْتُ , فإذا عليه إزارٌ وليسَ عليه غَيْرُه , وإذا الحصيرُ قد أثَّر في جَنْبه , وإذا أنا بقَبْضَة من شعير نحو الصَّاع وقرظ في ناحيَة في الغُرفة , وإذا إهابٌ مُعَلَّق . فابْتَدرتْ عَيْناي (أي دمعَتْ) , فقال : ما يُبْكِيكَ يا ابنَ الخطَّاب ؟ فقلتُ : يا نَبيَّ اللَّه , وما لي لا أبكي وهذا الحصيرُ قد أثَّر في جَنْبك , وهذه خزانتكَ لا أرى فيها إلاَّ ما أرى , وذلكَ كِسْرَى (ملك الفُرس) وقَيْصَر (ملك الرُّوم) في الثِّمار والأنهار , وأنتَ نبيُّ اللَّه وصَفْوَته وهذه خزانَتك ! فقال : يا ابنَ الخطَّاب , ألا ترضَى أن تكون لنا الآخرة ولهم الدُّنيا ؟! قلتُ : بلى ! (سنن ابن ماجة – الجزء 2 – ص 1390 – رقم الحديث 4153) .
إلى الصَّحابة الكرام والتَّابعين الأفاضل , الذين ضحَّوْا بأنفسهم وأَمْوالهم وبكلِّ ما لَديهم في هذه الدُّنيا , مِن أجل إيصال دَعْوَة الإسلام إلينا .
إلى كلِّ مَن عَمل ويَعمل لِنُصرة هذا الدِّين ودَعْوة النَّاس إليه , أُهدي هذا الكتاب , راجِيًا من اللَّه أن أكون قد ساهمتُ معهم بهذا العمل في إرشاد المسلمين الحَيَارَى إلى طريق اللَّه , حتَّى تعلُو كلمةُ اللَّه من جديد , وتَعود العزَّةُ لهذا الدِّين العظيم وأهله .
ألف شكر !
لقد استعنتُ في تأليف هذه الأجزاء بِمَراجع عديدة ومُتنوِّعة , منها الكُتب , ومنها المقالات الصّحفيَّة , ومنها المحاضرات , ومنها الحوارات التّلفزيونيَّة . وأجِدُ من واجبي أن أتقدَّم بالشُّكر الجزيل إلى أصحاب هذه المراجع , لِلخدمة الجليلة التي قدَّمُوها لي بطريقة غير مباشرة . فأنا لم أكن لِأَستطيع أن أكتب هذه الأجزاء , لو لَم أعتمد على ما وصل إليه الشَّيخ الجليل عبد المجيد الزّنداني مثلاً , وغيره من العلماء , في ميدان الإعجاز العلمي في القرآن , وما تفضَّل به بعض عُلماء المسلمين من فتاوى بخصوص مسائل دقيقة , وما كَتَبَتْهُ بعض السَّيِّدات الفُضْلَيَات من آراء قيِّمة حول المرأة .
وأنا لا أملِكُ إلاَّ أن أسألَ اللَّهَ لهؤلاء جميعًا , وأيضًا لكلِّ من ساعدَني في تصميم هذا الكتاب وطباعته ونشره , أن يُعطيهم من الخير ما يَتمَنَّون , وأن يَختِمَ بالصَّالحات أعمالَهم , وأن يكْتُبَهم من أصحاب جنَّة الفردوس , آمين .
ولا أنسَى أن أَخُصَّ بالشُّكر أصحابَ القصص الواقعيَّة التي وَردتْ في هذا الكتاب , لِشجاعَتهم في نَشر تفاصيلَ مُؤلمة من حياتهم على مواقع إسلاميَّة , حِرْصًا منهم على تَحذير غيرهم من المسلمين أن يَقعُوا في مثل ما وَقعُوا هُم فيه . أسألُ اللَّهَ العظيم أن يَقبلَ تَوبَتهُم , وأن يجعل في ميزان حسناتهم الأجرَ الكبير عن كلِّ قارئ يتَّعِظُ بقصصهم ويأخذ منها العبرة .
أخيرًا , لا بُدَّ من التَّنبيه إلى أنَّني اجتهدتُ قدر المستطاع أن تكون كلّ المعلومات الواردة في هذا الكتاب مُنتقاة من مصادر موثوق منها , وأن تكون مُوافِقة لِمَا يُنادي به الإسلام . لكنّ الإنسان يُخطئُ ويُصيب . وعلى هذا , فإنْ وافقَ ما كَتَبْتُه الحقَّ فذلك بتَوفيقٍ من اللَّه , وإن أخطأتُ في بعض المسائل فالخطأ منِّي وليس من الإسلام .. اللَّهُمَّ فاشْهَدْ !
|