منتديات كلمة سواء الدعوية للحوار الإسلامي المسيحي - اعرض مشاركة منفردة - لماذا نهتم بالقران ؟
اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :5  (رابط المشاركة)
قديم 16.04.2009, 09:41
صور نوران الرمزية

نوران

مديرة المنتدى

______________

نوران غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 13.04.2009
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 4.608  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
30.06.2014 (14:52)
تم شكره 92 مرة في 54 مشاركة
افتراضي رد: لماذا نهتم بالقران ؟بحث د.


بسم الله الرحمن الرحيم
[IMG]http://kaheelaalmanaar.***********/اللهم.jpg[/IMG]




نواصل على بركة الله تعالى







الدافع الرابع



( شفاء القرآن لما في الصدور )




وكان من بين الدوافع التي دفعت المسلمين كذلك إلى بذل كل ما يستطيعون من أجل حفظ القرآن وصيانته على النحو الذي مضى :
شفاء القرآن لما في الصدور ،
وذلك أن القلب من الإنسان هو ملك الجوارح ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم
( إن الحلال بين ، والحرام بين ، وبينهما مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس ، فمن اتقي الشبهات استبرأ لدينه وعرضه ، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام ، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ، ألا وإن لكل ملك حمى ، ألا وإن حمى الله محارمه ، ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله إلا وهي القلب ) (1)
وهذا القلب هو محور اهتمام عدونا الأكبر إبليس وجنوده ، حيث يوقع هذا نوعين من المرض في القلب أحدهما : مرض الشبهات ، والآخر مرض الشهوات . وقد جعل الله من القرآن دواء وعلاجا لهذين المرضين ، فمثلا يزين الشيطان أمام المرء إنكار وجود الله سبحانه وتعالى :

قال تعالى {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ {35} أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَل لَّا يُوقِنُونَ }[ الطور : 35 36 ] . { هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ } [ لقمان : 10 ] { اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَفْعَلُ مِن ذَلِكُم مِّن شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ }[ الروم : 40 ] .
ويعود هذا الخبيث فيلقى على من يوقن بوجوده ووحدانيته هذا السؤال : إذا كان الله موجوداً وواحدا كما يتصور المؤمنون ، فأين هو ؟ إذ ما من موجود إلا ويرى ؟ ومع أن السؤال غير مسلم به – إذ يلزم من الوجود الرؤية ؛ فهذا الأثير موجود ولا يرى ، وهذا العقل موجود ولا يرى ، وهذه الكهرباء موجود ولا ترى .... وهلم جرا – فإن الحق – تبارك وتعالى – يرد في كتابه
{ لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ } [ الأنعام:103 ] .


وإذا ما رأى هذا العدو الإصرار على وحدانية الله – عز وجل – والإيمان بكماله فإنه ينقلب إلى قضية اليوم الآخر مبتدئا بالبعث فيقول للمؤمن : كيف يعاد من تفتت عظامه ، وبليت أجزاؤه ، وتفرقت هنا وهناك بفعل الهواء أو السباع أو الهوام أو نحوها ؟ !
ويحكي رب العزة ذلك قائلا : { وَقَالُواْ أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا } [ الإسراء : 49 ، 98 ] { بَلْ عَجِبُوا أَن جَاءهُمْ مُنذِرٌ مِّنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ } [ ق : 2 – 3 ] . { وَقَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاء الْآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ وَلَئِنْ أَطَعْتُم بَشَرًا مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذًا لَّخَاسِرُونَ أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُم مُّخْرَجُونَهَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ} [ المؤمنون : 33- 37 ] .
{ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ } [ سبا : 7 ] { وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ } [ يس : 78 ]
إلى غير ذلك من هذه المغالطات ثم يرد قائلا: { قُل كُونُواْ حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا أَوْ خَلْقًا مِّمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَن يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيبًا يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً } [ الإسراء : 50 – 52 ] .. { قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِندَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ } [ ق : 40 ] .
{ قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ {79}الَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنتُم مِّنْهُ تُوقِدُونَ {80} أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُم بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ {81} إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ {82} فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } [ يس : 79 – 83 ]{ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } [ فصلت : 39 ] .
بل يسوق سبحانه نماذج لوقوع البعث في الدنيا مثل ما حدث لأصحاب الكهف : { وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَانًا رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ} [ الكهف : 21 ] ومثل عزيز مع طعامه وحماره ، وإبراهيم مع طيوره :
{ أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىَ يُحْيِـي هَـَذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {259} وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } [ البقرة : 259 – 260] .
ومنها استيقاظ المرء بعد كل نوم عند بقاء أجله . قال تعالى : { اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }
[ الزمر : 42 ] ، ثم ينتهي من ذلك ليقرر أن مجيء اليوم الآخر لابد منه ليأخذ كل واحد حقه ولتقوم الحجة على المكذبين والمبطلين ، فيقول تعالى :
{ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاء وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ {27} أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ } [ ص : 27 – 28] ، { أًمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ } [ الجاثية : 21 ] { إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا وَعْدَ اللّهِ حَقًّا إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ } [ يونس : 4 ] { وَأَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لاَ يَبْعَثُ اللّهُ مَن يَمُوتُ بَلَى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ {38} لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَاذِبِينَ {39} إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ } [ النحل : 38 – 40 ] .

فإذا رأى إبليس أنه لم يفلح في صرف المرء عن الإيمان بالله واليوم الآخر وأثار شبهة حول الالتزام بمنهج الله والدعوة إليه وحمايته من كيد الكائدين وعبث العابثين فحواها :
إن هذا سيكلف المرء تعب ومشاق ومعاناة قد تصل إلى حد مصادرة الأموال ، أو النفي والتشريد في الأرض ، أو الحبس والتعذيب بل ربما القتل ، وحينئذ ترمل الزوجة وييتم الأولاد وتسكن الدور ، وهكذا .
وهنا يبطل رب العزة هذا الشبهة بأكثر من رد أو جواب ، فيبين أن هذه هي سنته سبحانه في خلقه قائلا :
قال تعالى{ ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاء اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ } [ محمد : 4 ] { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ } [ محمد : 31 ] { أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ } [ البقرة : 214 ] . { أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ } [ آل عمران : 142 ].
وتبعا لذلك فإنه لابد من الصبر والتحمل للحصول على عظيم الأجر والمثوبة: { الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ {156}أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ } [ البقرة : 155- 157 ] . { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } [ آل عمران : 200 ] .
ومن وافته منيته وهو على هذه الحال قتيلا فهو حي يظل يتقلب ليل نهار في نعيم الجنة : { وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ }[ البقرة : 154 ]
{ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ {4} سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ {5} وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ } [محمد : 4 – 6 ] . { وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ {169} فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } [ آل عمران : 169 – 170 ] .
بل يجمع الله أجر الالتزام بهذا المنهج ، والجهاد في سبيله سواء مات الإنسان على فراشه ، أو قتل في أرض المعركة في قوله : { فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّن عِندِ اللّهِ وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ } [ آل عمران : 195 ] .

وهكذا يثير الشيطان الشبهات ، شبهة بعد شبهة ويلقيها في القلب باستمرار حتى تعلق بالقلب فيكون المرض ، ويتولي رب العزة في كتابه علاج هذا النوع من المرض ،
بل وضع التدابير وقاية وحفظا ليبقي معافى سليما.
أما المرض الثاني : أعني مرض الشهوة فيلقيه الشيطان في القلب عن طريق التزيين والإغراء ،
داعيا إلى أكل الحرام ، والزنا وشرب الخمر ، والنظرة الحرام ، والتعري ونحوه ،ويداوي المولي – تبارك وتعالى – القلب من هذا المرض بالترهيب والتخويف وبيان العواقب ،
فيقول سبحانه : { وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً } [ الإسراء : 32 ] {يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ {168} إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} [ البقرة : 168 – 169 ] { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ {278} فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ }
[ البقرة : 278 – 281 ] .
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {90} إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ {91} وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَاحْذَرُواْ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاَغُ الْمُبِينُ } [ المائدة : 90 – 92 ] .
{ قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ {30} وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا } [ النور : 30 – 31 ] .
{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا } [ الأحزاب : 59 ] .
ويؤكد رب العزة أن هذا الكتاب شفاء لما في الصدور في أكثر من آية ، فيقول : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ {57}قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ } [ يونس : 57 – 58 ] . { وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ } [ الإسراء : 82 ] . { قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء } [ فصلت : 44 ] .
وقد وعي المسلمون ذلك من قديم فانطلقوا يصونون هذا الكتاب من الضياع بكل الأساليب والوسائل ؛ شفاء ودواء لما في الصدور .


(1) الحديث أخرجه البخاري في : الصحيح : كتاب الإيمان : باب فضل من تبرأ لدينه 1/20 عن أبي نعيم ( الفضل بن دكين ) ، عن زكرياء بن أبي زائدة وكتاب البيوع : باب الحلال بين والحرام بين وبينهما مشتبهات 3/69 – 70 عن محمد بن المثني ، عن بن أبي عدي ، عن عبيد الله بن عون ، وعن علي ابن عبد الله ، وعن عبد الله بن محمد ، كلاهما عن سفيان بن عينية وعن محمد بن كثير ، عن سفيان الثوري ، كلاهما عن أبي فروة الهمداني ، ومسلم في : الصحيح : كتاب : المساقاة : باب أخذ الحلال وترك الحرام الشبهات 3/1219 – 1221 رقم 1599 عن محمد بن عبد الله بن نمير عن أبيه – وعن أبي بكر بني أبي شيبة عن وكيع ، وعن إسحق بن إبراهيم ، عن جرير ، عن مطرف – وأبي فروة – وعن عبد الملك بن عشيب بن الليث ، عن أبيه ، عن جده عن خالد بن يزيد ، عن سعيد بن أبي هلال ، عن عون بن عبد الله بن عتبة – وعن قتيبة بن عبد الرحمن ، عن محمد بن عجلان ، عن عبد الرحمن بن سعيد ، وأبو داود : في السنن : كتاب البيوع باب في اجتناب الشبهات 3/623 – 625 رقم 3329 ، 3330 ، عن إبراهيم بن موسي عن عيسي بن يونس ، وأحمد بن يونس ، عن أبي شهاب الحناط عن أبي ابن عون والترمذي في : السنن : كتاب البيوع : باب ما جاء في ترك الشبهات 3/511 – 512 رقم 1205 عن هناد ، عن وكيع ، عن مجالد – والنسائي في : السنن : كتاب البيوع : باب اجتناب الشبهات 7/241 – 243 عن محمد بن عبد الأعلى ، عن خالد بن الحارث – وكتاب الأشرية : باب الحث على ترك الشبهات 8/327 عن حميد بن مسعدة ، عن يزيد بن زريع ، كلاهما عن أبن عون ، وابن ماجة في : السنن : كتاب الفتن : باب الوقوف عند الشبهات ، 2/1318 – 1319 رقم 3984 عن عمرو بن رافع ، عن ابن المبارك ، عن زكرياء – والدرامي في : السنن: كتاب البيوع : باب في الحلال بين والحرام بين 2/245 ، عن أبي نعيم ، عن زكرياء – ستتهم أعني : ( زكرياء بي أبي ، وعبد الله بن عون ، وأبا فروة الهمداني ، وعون بن عبد الله بن عتبة ، وعبد الرحمن بن سعيد ومجالدا ) عن الشعبي ، عن النعمان بن بشير بهذا اللفظ بنحوه = = وعقب الترمذي على حديثه بقوله ، ( هذا حديث حسن صحيح ، وقد رواه غير واحد عن الشعبي ، عن النعمان بن بشير ) ، وأحمد في المسند 4/267 عن هاشم بن القاسم ، عن شيبان ، عن عاصم عن خيثمة والشعبي عن النعمان بن بشير مرفوعا بلفظ ( حلال بين ، وحرام بين ، وشبهات بين ذلك ، من ترك الشبهات فهو للحرام أترك ، ومحارم الله حمي ، فمن أرتع حول الحمي كان قمنا أن يرتع فيه ) ، 269 عن يحيي بن سعيد عن مجالد ، 270 عن يحيي بن سعيد عن زكرياء ، 271 عن سفيان عن أبي فروة وعن مجالد 275 عن مؤمل ، عن سفيان ، عن أبي فروة ، ثلاثتهم ، أعني ( زكرياء ، ومجالدا وأبا فروة ) عن الشعبي ، عن النعمان بن بشير مرفوعا بهذا اللفظ ونحوه .


يتبع باذن الله تعالى






رد باقتباس