{بِسْمِ اللَّه الرَّحْمَنِ الَّرحِيمِ }
الحَمْدُللَّهِ الكَرِيم ، نَورُ السَّماواتِ والأَرَاضِينِ ،رَبَّ الأكْوَانِ ، وَخَالِقَ الإنْسَانِ ، ومُحْيي العِظَامِ ، أَبْدَعَ فَسَوَّى، مَنَّانٌ ، مَتَكَبِّرٌ ، مُتَعَالٍ ، عَظِيمٌ ، جَلِيلٌ ، غَفَّارٌ للذنوب ، أرسَلَ المَصطَفَى وَمَعَه المُعْجِزَات ، هَادِي البَشَر وَمُخْرِجَهم مِنَ الظُلُمَاتِ إلى النُّورِ ، فصَلَّ الإلَهُ عَلى النَّبِيِّ المُجْتَبَى مُحَمَّدٍ، وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنِ اقْتَفَى .
فَإنَّ النَّاظِرَ لِأَحْوَالِ الشَّبابِ والفَتَياتِ اليوم، يُصَابُ بالغثَيانِ مِنَ المَنَاظِرِ الفَظيعَة ، والأشْكَالُ المُرِيعَة ، فَذَاكَ شَابٌّ كَثْنَخٌ عِتْرِيفُ، مَضَارِبٌ مُتَفَّخُ، على الأَنَاسِ يَنفَخُ،
وآخَرٌ أكولُ ،مَتَعَجْرِفٌ عَجُولُ ، وَفِي الشُّغْلِ كَسُولُ ، يَنَامُ الوَقْتُ كَلَّه ، حَتَّى لَتَأتِي أَمَّه ، فَتَرْكُلُهُ بِرَكْلَة لايَأْكُلُ بَعْدَها أَكْلَة ، وَذا غُلامٌ طَائِشٌ ،يُدَاعِبُ النِّسَاءَ،مُغَازِلٌ مُمَاذِقُ ،يَشْحَذُ أَو يُنافِشْ ، وأمَّا هَذا فَيَزْعَمُ الرُّجولة وِأَنَّه مُقَاتِلٌ هُمَامُ وبَاسِلٌ صِنْدِيدُ، إذا الهَيْجَاءُ سَتَسْتَعِرّ، كَانَ أوَّلَ مَنْ يَفِرّ ، مِنْ شّدَّةِ الخَوفِ يَهِرَّ ، وشعره مِنْ رَعْدَةٍ أَضْحَى كَشَوكٍ مَسْمَهِرْ ، وذا الأخيرُ مِنْ كَوكَبِ البَنَاتِ ، نَاعِمٌ وَطْوَاطُ، مُتَسَكِّعٌ خَرَّاطُ ،قميصُه مُلَزَّزٌ،ويَلبَسُ الأقراطَ ، ،تُغَطّي خَصْلاَتُهُ المُقَل ، عاطِفِيٌّ مُغْرَمُ ، شِعارُهُ ( وَمِنَ الحَبِّ ماقَتَل) ،أَجَل ..أَجَل ، شُعورَهُ بِالرُّجُولَةِ قَدْ أَفَلْ ، وَغَيرُها جَمٌّ طَويلُ ، فَأصْنَافُ الشَّبابِ كثيرة ، وجُلُّها مِمَّا ذُكِر ، نَأتِي إلى الفَتياتِ ، فّقَدْ تَكَرْدَحوا مِنْ قَيصَرْ ، لَمْ يكتفي بِالصَفْعَة ، فَأَرْهَبَ القُلوب ، وأَضْحَكَ السُّنون حتى غَدَتْ بُطونُنَا مبقورة من كركرة وقهقهه،لذا عَزَمْتُ مِنْ بَابِ العَدْلِ أَنْ أكتُبَ للشباب قصيدة ، كهدية من لمعَة البروقِ ، أسْمَيتُها ( أَجْيالُ السيجــارَة) فهاكمُ أَسْواطي .
أَجْيَــالُ السِّيجــَارَةِ , |!
يَسُرُّكَ أَنْ تَرَى سَعْدًا كَسَارَة؟ ** كَحِيـــلَ العَيــنِ يَرْقُصُ في العَمَارَة
وَشَعْــــرٌ كَالخَنَــافِسِ ثَــائِـرَاتٌ ** وَبِــنْـــطَـــــالٌ تَــشَـــقَّقّ يـاخَـســــــَـارَة
وَحَولَ الجِيـدِ جُمْجُمَةٌ وَعَظْمٌ ** وفي الكَفَّــيــــــنِ مُــلْتَـــمـــــــِعٌ سِــــوارَه
يُـــــــرَقِّقُ صَـــــوتَهُ وَيَـــهُزُّ كَتْفًا ** وَيَغْمِـــــزُ لِلْبِنِـــاتِ بِكُـلِّ حـَـــــــــــارَة
وَصَدَّقَ حِينَمَا قَالَتْ فَتَاةٌ: ** مَلِيــــــــــحَ الوَجْــــهِ مــــــاأَحْلَى حِـــوَارَه
وَآخَرَ "عَرْبَجِيٌّ" عَنْجَهِيٌّ ** يُضَــــــــــارِبُ ثُــــــلَّةً عِنْـدَ الإِشـَـــــــــارَة
وَيَمْشِي نَافِخَ العَضَلاتِ حَتَّى ** يَــــــــرَاهُ الكَلُّ مِنْ أَهَـــــلِ "الشَّطـــــاَرَة
"يُفَحِّطُ ثــائِرًا فَيُمِـيتُ طِفْلاً ** وَيَجْــري خَلْفَـــــهُ شُرْطِـــي الخَفـَــــــارَة
بَرَاطِمَــــــهُ كَعَبْــــــدٍ بَــرْبِرِيٍّ ** كَذُوبَ الطَّبْــــــعِ مُحْتـــرِفَ الجَـــــــزَارَة
يَـــــقُولُ لأُمِّــــهِ:كَـــــلاَّ وَأُفٍّ ** يَعِــــــــقُّ أَبـــــَاهُ ،لَمْ يَـــــــرْعَى جِـــــوَارَه
وَيَدْخَلَ بَيتَهُ ضَجْرَانَ دَومـًا ** يُخَــــاصِمُ زَوجَــهُ ، يُبْكِي صِغَـــــــــارَه
ثَقِيلَ الدّمِّ ،جُعْسُوسٌ، وَخِبْلٌ ** إلى "الكَشْتَاتِ" يَهْــــــــــــرَبُ بِالغَمَــارَة
وأَحولُ لايُجيدُ القَنْصَ لمَّا ** يُصَوِّبُ سهمه هملاً خســــــــارة
وَرِعْدِيدٌ يَهَابُ الليل إِذْمـا ** رَأى ذِئْبًــــــــا فَلَــــمْ يُكْمِـــــــلْ مَسَـــــارَه
أَلا يـَاأيُّهــا المغوَارُ فَهْــــدٌ ** لِتَنْظُرَ حــالَ أَجْيــالَ السِّيجــــــــــــارة
سُمُومَ الغَرْبِ تَسْقِي كُلَّ فِكْرٍ ** فهــذا الشـــــــــرُّ أَوَّلُـــــهُ عِبَـــــــارَة
إذَا أَبْصَرْتُ قَومِي زَادَ هَمِّي ** عَـــذَابَ اللَّه لَمْ يَخْشَــــوا وَنَــــــارَه
فَقُلْ لِصَدِيقِكَ الميمُونُ قَيصـرْ ** يَسُرُّكَ أَنْ تَــرَى سَعْدَاً كَسَــــــــارَة؟
فَبَعْدَ شُرُوعِكُم لِهِجَاءِ حَوَّا ** سَأَخْسِــفُ بِالشَبَــــابِ وَكُلُّ غَــارَة
اسأل الله ان يهدي شبابنا وبناتنا اللاتي صرن الان ينافسن الشباب فيه
للمزيد من مواضيعي