
20.12.2010, 11:13
|
|
مشرف أقسام النصرانية و رد الشبهات
______________
|
|
الملف الشخصي
التسجيـــــل: |
23.04.2009 |
الجــــنـــــس: |
ذكر |
الــديــــانــة: |
الإسلام |
المشاركات: |
2.798 [ عرض ] |
آخــــر نــشــاط |
12.01.2024
(10:38) |
تم شكره 157 مرة في 101 مشاركة
|
|
|
|
|
"قال المازري : خبر اليهود غير مقبول ، فيحتمل أن النبي صلى اللهعليه و سلم أُوحي إليه بصدقهم فيما قالوه ، أو تواتر عنده النقل بذلك حتى حصل لهالعلم به .
قال القاضي عياض ردًّا على المازري : قد روى مسلم أنقريشا كانت تصومه فلما قدم النبي صلى الله عليه و سلم المدينة صامه ، فلم يحدث لهبقول اليهود حُكم يحتاج إلى الكلام عليه ، وإنما هي صفة حال ، وجواب سؤال ، فقوله : " صامه " ليس فيه أنه ابتدأ صومه حينئذ بقولهم ، ولو كان هذا لحملناه على أنهأَخْبر به مَن أسلم مِن عُلمائهم كابن سَلاَم وغيره .
قال القاضي : وقد قال : قال بعضهم : يحتمل أنه صلى الله عليه و سلمكان يصومه بمكة ثم ترك صيامه حتى عَلِم ما عند أهل الكتاب فيه فَصامه . قال القاضي : وما ذكرناه أوْلَى بِلفظ الحديث .
قال النووي : قلت : المختارقول المازري ، ومختصر ذلك أنه صلى الله عليه و سلم كان يصومه كما تصومه قريش في مكة، ثم قَدِم المدينة فَوَجَد اليهود يصومونه فَصامه أيضا بِوَحي ، أو تواتر ، أواجتهاد ، لا بمجرد أخبار آحادهم . والله أعلم . اهـ .
وهذا مما يُعلم بالضرورة أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكنليصوم لِمجرّد خبر اليهود ، بل إن أفعاله عليه الصلاة والسلام تشريع ، وهو عليهالصلاة والسلام لا ينطق عن الهوى ، كما قال الله تعالى عن نـبِـيِّـه صلى الله عليهوسلم : (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى) .
كان عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - يكتب كل شيء سمعهمن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فنهتني قريش ، وقالوا : أتكتب كل شيء تسمعهورسول الله صلى الله عليه وسلم بشر يتكلم في الغضب والرضا ، فأمسكت عن الكتاب ،فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأومأ بأصبعه إلى فِيه ، فقال : أكتب ، فوالذي نفسي بيده ما يخرج منه إلاَّ حَقّ . رواه أبو داود والحاكم وابن أبي شيبة .
فالنبي صلى الله عليه وسلم لا ينطق إلا بالحق .
ومثل ذلك قصة الرجم .. وقراءة التوراة وإخبار عبد الله بن سلام رضيالله عنه بِكتمان اليهود للحق .
والقصة مُخرّجة في الصحيحين، وفيها : أن اليهود جاءوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له أن رجلامنهم وامرأة زنيا ، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما تجدون في التوراةفي شأن الرجم ؟ فقالوا : نفضحهم ويُجْلَدُون ، فقال عبد الله بن سلام : كذبتم ! إنفيها الرَّجم ، فأتوا بالتوراة فنشروها فوضع أحدهم يده على آية الرجم ، فقرأ ماقبلها وما بعدها ، فقال له عبد الله بن سلام : ارفع يدك ! فرفع يده فإذا فيها آيةالرجم ، فقالوا : صدق يا محمد ، فيها آية الرجم ، فأمَرَ بهما رسول الله صلى اللهعليه وسلم فَرُجِمَا .
والنبي صلى الله عليه وسلمإنما طلب التوراة لِعلمه عليه الصلاة والسلام بأن حدّ الرجم ثابت فيها ، وليسإقرارا للتوراة ؛ لأن دِينه عليه الصلاة والسلام ناسخ للديانات السابقة .
فتعظيم النبي صلى الله عليه وسلم لذلك اليوم ، وافتراضه على الأمةكان قبل عِلمه صلى الله عليه وسلم بِصيام اليهود له .
واحتفال اليهود بذلك اليومالذي نجّا الله فيه موسى كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم .
وفي حديث أبي موسى رضي الله عنه قال : كان أهل خيبر يصومون يومعاشوراء ، يتخذونه عيدا ، ويُلبسون نساءهم فيه حُلِيهم وشَارتهم ، فقال رسول اللهصلى الله عليه وسلم : فصوموه أنتم . رواه مسلم ."
إذن مما سبق نفهم أن صيام يوم عاشوراء كان من قبل البعثة وأنه استمر بذلك كفرض إلى أن فرض صيام رمضان فسقط فرضه وبقي كتطوع وسنة
بعد ذلك إلى قبيل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فأنه شدد على هذه السنة خوفا من ضياعها وشدد على الناس بصيامها
|