اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :4  (رابط المشاركة)
قديم 20.12.2010, 11:08

الاشبيلي

مشرف أقسام النصرانية و رد الشبهات

______________

الاشبيلي غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 23.04.2009
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 2.798  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
12.01.2024 (10:38)
تم شكره 157 مرة في 101 مشاركة
افتراضي


حول حديث ابن عباس ومتى سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم


لو حاولنا التدقيق في حديث ابن عباس رضي الله عنهما لتوصلنا لعدة أشياء مهمة.
فالحديث يقول :
حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا أيوب السخيتاني عن ابن سعيد بن جبير عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنهما
: أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة وجدهم يصومون يوما يعني عاشوراء فقالوا هذا يوم عظيم وهو يوم نجّى الله فيه موسى وأغرق آل فرعون فصام موسى شكرا لله فقال ( أنا أولى بموسى منهم ) . فصامه وأمر بصيامه رواه البخاري 3/1244

((أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة )) هنا استفهام ؟؟؟؟ لما قدم المدينة : أي قدوم إلى المدينة عند الهجرة أو بعد فتح مكة أو بعد حجة الوداع أو بعد أي غزوة ؟؟؟؟؟

بحثت في كتب الحديث كلها تقريبا وكتب التاريخ والسير وكل مؤلفيها يجمعون على انه لما قدم إلى المدينة عند الهجرة .

ولكن لا يذكرون طرق استدلالهم بذلك لا من قريب ولا بعيد ولا توجد شواهد لذلك حتى قال ابن حجر في فتح الباري شرح صحيح البخاري في شرحه لهذا الحديث لعل ذلك كان في العام في العام الثاني للهجرة وذلك أن هجرة النبي صلى الله عليه وسلم كانت في نهاية محرم

فالحديث نفسه لا يوضح ذلك بل يقول لما "قدم المدينة" ؟؟؟

فكما هو معلوم فأن النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم إلى المدينة كان في ربيع الثاني كما ذكر سابقا وربيع بعد محرم .

أما محرم في السنة الثانية للهجرة قبل فرض رمضان بسبعة أشهر فنرفضه لعدة أوجه

1- أن الحديث يذكر قدوم النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة حيث يذكر الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة
فلا يعقل أن يقال بعد عام من الهجرة لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة .
2- أن حديث أبن عباس رضي الله عنهما الثاني الموجود في صحيح مسلم يوضح أنه ليس في السنة الأولى للهجرة ولا في السنة الثانية للهجر بل بعد حجة الوداع عندما قدم النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة من مكة ونص الحديث هو
((حدثنا الحسن بن علي الحلواني حدثنا ابن أبي مريم حدثنا يحيى بن أيوب حدثني إسماعيل بن أمية أنه سمع أبا غطفان بن طريف المري يقول سمعت عبدالله بن عباس رضي الله عنهما يقول:
حين صام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء وأمر بصيامه قالوا يا رسول الله إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع "قال فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم"))
(( صحيح مسلم 2/797))

ومنه فأن قدوم النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ورؤية اليهود يصومون عاشوراء واحتفالهم به كما جاء في الأحاديث السابقة إلى المدينة كان بعد حجة الوداع قبيل وفاته صلى الله عليه وسلم فعندما أتى ورأى اليهود يصومونه أمر بصيامه والأمر هنا ( هو التشديد بصيامه بعد أن أهٌمل بفرض صيام رمضان في شعبان السنة الثانية للهجرة )

قال المازري )) ومختصر ذلك أنه صلى الله عليه و سلم كان يصومه كما تصومه قريش في مكة، ثم قَدِم المدينة فَوَجَد اليهود يصومونه فَصامه أيضا بِوَحي ، أو تواتر ، أواجتهاد ، لا بمجرد أخبار آحادهم . والله أعلم.))
انتهى كلامه

فقلت أنا انه لما وضّح له من هم مطّلعين على ذلك أن العاشر من محرم الذي تصومه اليهود والذي كان المسلمين يفرض عليهم صيامه قبل فرض رمضان والذي شدد النبي صلى الله عليه وسلم بصيامه لأنه أحق بموسى من اليهود إلى جانب ما لعشرة محرم من حرمه واجر كما ذكر سابقا اخبروه أن هذا اليوم عند اليهود والنصارى ليس فقط يوم صيام بل تعظيم أي أضافوا إليه من خرافاتهم المحرفة فأمر الرسول صلى الله عليه وسلم حينئذ بمخالفتهم والصيام التاسع والعاشر وقال ما جاء في الحديث السابق
فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع
قال ابن عباس رضي الله عنهما فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم

وهذا يؤكد ما قلته انه كان بعد حجة الوداع قبل وفاته صلى الله عليه وسلم
3- كذلك من الأدلة التي تؤكد أن الحديث المشار إليه أعلاه حول قدوم النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ليس عند الهجرة أو بعدها بعام
وانه بعد حجة الوداع هو أن راوي الحديث هو عبدالله أبن عباس ابن عبد المطلب ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم
وكما هو معلوم فأن ابن عباس رضي الله عنه ولد قبل هجرة الرسول إلى المدينة بثلاث سنوات أي كان عمره في السنة الأولى من الهجرة 4 سنوات وفي السنة الثانية 5 سنوات ولا يعقل لعاقل أن ابن 5 سنوات يروي حديثا
بينما كان عمره رضي الله عنه بعد حجة الوداع 14 سنة وهذا يؤكد أن

الحديث الأول : أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة وجدهم يصومون يوما يعني عاشوراء فقالوا هذا يوم عظيم وهو يوم نجّى الله فيه موسى وأغرق آل فرعون فصام موسى شكرا لله فقال ( أنا أولى بموسى منهم ) . فصامه وأمر بصيامه
(( رواه البخاري 3/1244))

والحديث الثاني : حين صام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء وأمر بصيامه قالوا يا رسول الله إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع قال فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم (( صحيح مسلم 2/797))

متزامنين أي وقعا بنفس الفترة الزمنية مع فرق أن الأول الذي في البخاري وغيره كان قبل الحديث الثاني الذي في مسلم بفترة زمنية قريبة

والدليل قوله (("حين صام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء وأمر بصيامه" قالوا يا رسول الله إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى))

أي عندما صام النبي صلى الله عليه وسلم عاشوراء(( والنبي كان يصومه قبل فرض رمضان ولكن صومه هنا من باب التشديد على ذلك)) وأمر (وشدد ) بصيامه بسبب رؤية اليهود يصومونه فذكّره من ذكّر أن هذا اليوم أيضا تعظمه اليهود والنصارى أي أضافوا له من البدع والتحريف. فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بمخالفتهم وقال ما قال(( فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع)) ولكنه صلى الله عليه وسلم توفى قبل ذلك وكان غرضه صلى الله عليه وسلم أن يخالف المسلمون اليهود وغيرهم بصيامه ويخالفونهم ببدعهم لأنه صلى الله عليه وسلم كان يعلم دنوا وفاته كما اخبر بذلك في حجة الوداع