اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :5  (رابط المشاركة)
قديم 16.12.2010, 21:52
صور mosaab1975 الرمزية

mosaab1975

عضو

______________

mosaab1975 غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 17.05.2009
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 479  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
02.06.2012 (01:54)
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
افتراضي


وعندما نستعرض تاريخ الإسلام الطويل فلسوف نجد أن الإسلام ارتفع بأمرين:
الأمر الأول: اندفاع المؤمنين به إلى نشره كدين يهدي الناس وفي هذا قوة المدد الإلهي الذي ينتصر به دينه.
الأمر الثاني : هو استغاثة الشعوب - المحكومة بالباطل - بالمسلمين (حيث مدوا أيديهم إلى الحق ليأخذ بيدهم ).
ولذلك نجد كثيرا من فتوحات الإسلام قامت على أساس من دعوة أهل البلاد المفتوحة حيث طلب هؤلاء الناس أن يأتي إليهم المسلمون ليخلصوهم مما فيه من شر .
ولذلك نجد غالبية المسلمين أو كثرتهم في أمم لم يدخلها الإسلام بالقتال بل غالبية الأمم المسلمة أخذت الإسلام بالقدوة الطيبة و الأسوة الحسنة.

ومن هذا نستنتج أن الإسلام لو جاء لإجبار الناس عليه لما وجدنا ديانات أخرى في البلاد التي فتحها الإسلام. وذلك يدل على أن الإسلام لم يحمل السيف ليجبر إنسانا على الاعتقاد بالإسلام لأن الإسلام في جوهره هو جماع القيم النابعة , والقادرة على هداية البشر ومنحه طاقات لا حدود لها من أجل الحب و الخير و العدل و السلام .
قال تعالى : (وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقاً) (الكهف : 29 )
هكذا يؤكد الله سبحانه وتعالى منهجه . الحق هو منهج الله, و الباطل يقود إلى نار تحيط بالإنسان الكافر بالحق من كل الجهات .....
وإذا نظرنا إلى كلمة ( إسلام ) نفسها نجدها قد جاءت اسما وصفا و علما, فالشيء إذا كان وصفا يظل يحمل معناه , لكن الشيء إذا كان اسما فإنه يأخذ معناه و أكثر من معناه.
كيف ؟
إن الإنسان لا يسلم قياده الا لمن هو أقوى منه.فالإنسان عادة لا يسلم قياده لمساوية بل يسلم قياده الى من هو أكثر قدرة وحكمة وعلوا. فالحق سبحانه لم يكلف الإنسان الا بعد البلوغ حتى يكون الأمر إلزاما بمعنى الكلمة .
اذا العاقل لا يسلم زمامه الا لمن هو اعلي منه , فليس من المعقول ان اسلم زمامي الى مساو لي وهو الإنسان,وكان الإسلام أكثر الأديان فهما لهذه الحقيقة , فالإسلام يقرر أن الأديان جاءت ممن هو اعلي من الإنسان , فآدم عليه السلام تلقى المنهج من الله , و ادم عليه السلام بلغ أبناءه ما عرف و الرسل تلقوا أمر الإيمان ممن هو اعلى من البشر جميعا من الله تبارك وتعالى .
وأنت حين تقرا القرآن تجد عبارات تؤدي المعنى تماما , فكل من قرأ القران الكريم تعرف على قصة ملكة سبأ والنبي سليمان عليه السلام ,والقصة في القران من اجل العبرة و لتصبح دستورا ينتفع به المؤمن في حياته .
نعلم جميعا ان الله تعالى سخر لسليمان الجن والانس و الطير والريح و لذلك لم يستطيع أحد من البشر أن يقاوم سيدنا سليمان عليه السلام , وهنا نتساءل : لماذا اختار الله معظم رسله غير ملوك , و اختار ايضا أحد الرسل وكان ملكا؟
لأن في ذلك مثلا واضحا للإنسان في ان الله تعالى لو اراد ان تستقيم الأمور لما استطاع أحد من خلقه رفع رأسه , فها هو يختار رسولا لا يستطيع أحدا ان يرفض له طلبا لأنه يملك القهر والسلطان .
لكن الله لا يريد ذلك ’ بل سبحانه يريد ان نذهب اليه طواعيه , و ان نسير في طريقه حتى و لو كان الذين يدعون االيه من الضعاف, لأن معنى ذلك ان الحب هو الذي دفعنا الى الإيمان .
ونحن نعرف كم تعب النبي صلى الله عليه في أول ايام حياته في الدعوة, ولم يكن في قدرة النبي عليه السلام حماية أصحابه .و هذا فيه حكمه .
عن الله تعالى لم يرد ان تناصر قريش الرسول صلى الله عليه وسلم في البداية , لأنها لو ناصرته في البداية لقال الناس : انها قبيلة تعودت على السيادة فتعصبوا لواحد منهم ليسودوا به الدنيا . و لو حدث ذلك لكان ما وصل عن الإسلام إلينا هو انه دين العصبية و انه انتشر بعصبية قبيلة محمد صلى الله عليه وسلم لكن الله أراد أن تقف قريش ضد محمد صلى الله عليه وسلم و أراد ان يكون ضعيفا في مولده , ضعيفا في مركزه الاقتصادي, لكنه قوي بالإيمان و القدرة على الإدراك .وهكذا أصبح الإيمان بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم هو الذي خلق العصبية لمحمد صلى الله عليه وسلم .
اذا إن الإسلام حينما يكون مجرد وصف ينطبق على رسالات جميع الرسل , لكن محمد صلى الله عليه و سلم امتازت بأنها أخذت الإسلام و صفا لأنها أسلمت الزمام لله , و رسالة محمد صلى الله عليه وسلم أخذت الإسلام اسما و علما عليا وقال تعالى في ذلك : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ()وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ) (الحج : 78-77 )







توقيع mosaab1975
http://www.vip70.com/smiles/data/dd6.gif


رد باقتباس