(5)الخاتم السحري!
فى ظلال القرآن للشيخ سيد قطب
يقول الشيخ سيد قطب فى تفسير الآيتين 34،31 من سورة "ص"
كلتاهما إشارتان لم تسترح نفسي لأي تفسير أو رواية مما احتوته التفاسير والروايات عنهما. فهي إما إسرائيليات منكرة، وإما تأويلات لا سند لها. ولم أستطع أن أتصور طبيعة الحادثين تصوراً يطمئن إليه قلبي، فأصوره هنا وأحكيه. ولم أجد أثراً صحيحاً أركن إليه في تفسيرهما وتصويرهما سوى حديث صحيح. صحيح في ذاته ولكن علاقته بأحد هذين الحادثين ليست أكيدة. هذا الحديث هو ما رواه أبو هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأخرجه البخاري في صحيحه مرفوعاً. ونصه: " قال سليمان: لأطوفن الليلة على سبعين امرأة. كل واحدة تأتي بفارس يجاهد في سبيل الله. ولم يقل: إن شاء الله. فطاف عليهن فلم يحمل إلا امرأة واحدة جاءت بشق رجل. والذي نفسي بيده، لو قال إن شاء الله لجاهدوا في سبيل الله فرساناً أجمعون " .وجائز أن تكون هذه هي الفتنة التي تشير إليها الآيات هنا، وأن يكون الجسد هو هذا الوليد الشق. ولكن هذا مجرد احتمال.. (أما الحادثه الثانيه المشار إليها فى الآيه 31 وهى حادثة الخيل فلا مجال لذكرها هنا فهى ليست محل الشبهه .)
وكلتا الروايتين لا دليل عليها. ويصعب الجزم بشيء عنها.
ومن ثم لا يستطيع متثبت أن يقول شيئاً عن تفصيل هذين الحادثين المشار إليهما في القرآن.
الوسيط فى القرآن الكريم - الشيخ سيد طنطاوى
وقول بعضهم: إن سبب فتنة سليمان أنه وُلِدَ له ولد فخاف عليه من الشياطين، فأمر السحاب بحفظه وتغذيته. ولكن هذا الولد وقع ميتا على كرسى سليمان، فاستغفر سليمان ربه لأنه لم يعتمد عليه فى حفظ ابنه. إلى غير ذلك من الأقوال الساقطة الباطلة، التى تتنافى مع عصمة الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - وتتنافى - أيضا - مع كل عقل سليم، ولا مستند لها إلا النقل عن الإِسرائيليات وعن القصاص الذين يأتون بقصص ما أنزل الله بها من سلطان.
قال أبو حيان - رحمه الله -: نقل المفسرون فى هذه الفتنة وفى إلقاء الجسد أقوالا يجب براءة الأنبياء منها، يوقف عليها فى كتبهم، وهى مما لا يحل نقلها، وهى إم من أوضاع اليهود، أو الزنادقة، ولم يبين الله - تعالى - الفتنة ما هى، ولا الجسد الذى ألقاه على كرسى سليمان.
وعلى هذا فتكون رواية الخاتم السحرى التى ذكرتها أما من الإسرائيليات والتى يقول فيها أبن كثير فى "مختصر التفسير" :
هذه الأحاديث الإسرائيليه تذكر للإستشهاد لا للإعتضاد فإنها على ثلاثة أقسام
(أحدها) ما علمنا صحته مما بأيدينا مما يشهد له بالصدق فذاك صحيح
(والثانى) ما علمنا كذبه مماعندنا مما يخالفه
(والثالث) ما هو مسكوت عنه لا من هذا القبيل ولا من هذا القبيل فلا نؤمن به ولا نكذبه ويجوز حكايته لما تقدم ، وغالب ذلك مما لافائده فيه تعود إلى أمر دينى
فالقصة التى ذكرتها تقع تحت البند الثانى لأن لايصح أن نبيا من أنبياء الله يأمر بعمل تمثال ويترك إمرأة تسجد له أربعين يوما ...أو يقوم بقتل أبيها حتى يظفر بها وبالتالى شبهتك مرفوضة
تم بفضل الله وإذنه .....
آخر تعديل بواسطة راجية الاجابة من القيوم بتاريخ
05.12.2010 الساعة 10:55 .