بسم الله الرحمن الرحيم
بَدءُ قولي وكلامي حمدُ ربِ العالمينَ ..
وصلاةُ اللهِ تالٍ تبلغُ الهادي الأمينَ ..
وعلى صحبٍ وآلٍ وجميعْ التابعينَ ..
*****
في مُستهل القول ..
عودًا حميدًا أخي الحبيب
الإشبيلي ..
حمدًا لله على تواجدك الطيب العطر ..
تغمدَ اللهُ الفقيد بواسعَ رحمتهِ وغُفرانهُ ..
وغفرَ لهُ ولنا والمسلمين ..
آمين
*******
ضيفنا المُحترم
تنوير ..
كنت ضربت بعض الأمثلة ..
التي لا تهتم طبعًا بها أو بمدى صحتها ..
 |
اقتباس |
 |
|
|
|
|
و هذه الأمثلة بالطبع أنا لا آخذها بشكل شديد الجدية، فبها أو بدونها أنا لا أرى الإيمان بالله مبرَّرَاً،
|
|
|
 |
|
 |
|
و هي من الأمثلة التي لاكتها ألْسُنْ كثيرًا مِنْ غيرِ الفاهمين ..
فوجبَ شرحها ..
لنقطع شكها باليقين ..
ونحْسِمَ أمرها ..
ونقطع أي حُجةٍ على الإسلام العظيم ..
ونتحدى بعقيدتنا العالمين ..
وهُمْ أربعة ..
1-
غاية الوجود ..
وقد قُمتَ بالرد عليها ..
2-
ثواب وعقاب ..
وقد أجبتكَ عليها كذلك ..
3-
العقاب الأبدي ..
سأجيبكَ عنها الآن ..
وبإجابتها يكتمل التوضيح للسابقين ..
وتكتمل الصورة عن معنى الرحمة الذي لم تفهمه ..
4-
رحمة الله ..
أجبتكَ عنها ..
ومُستعد لأي تسأول يكشف ما إلتبسَ عليكَ فهمهُ ..
وإن كنت اطلب منك وضع الشُبهات الجديدة التي تحتج بها بمواضيع مُستقلة بنفس القسم فنجيبكَ عنها ..
منعًا لتشتيت الحوار أو الخروج عليه ..
وحِرصًا مِنا على ذلك ..
******
 |
اقتباس |
 |
|
|
|
|
ثالثاً: العقاب الأبدي.
تؤكدون دائماً على أن الجزاء من جنس العمل فماذا يعني ذلك؟ هو يعني فيما أرى أن الجزاء يكون من نوع و مقدار الفعل المجزي عليه. إذاً فلماذا العقاب الأبدي؟ الإنسان كائن محدود في الزمان و المكان و كذلك كل أفعاله محدودة لا يمكن أن يصدر عنه ما لا نهاية له، فمهما ارتكب من أخطاء و إن كبر حجمها و استوجبت العقاب، سيكون العقاب الأبدي بزيادة في المقدار على الفعل الإنساني أياً كان هذا الفعل. ثم إن عقاب من هذا النوع لا يسمى عقاباً أصلاً لأن العقاب يكون بغرض الإصلاح و التهذيب، أما ؟
|
|
|
 |
|
 |
|
وهو يحتوي على إستدلال فاسد لا يصح لا عقلاً ولا إفتراضًا ولا حتى نقلاً ..
فتقول أخره ..
 |
اقتباس |
 |
|
|
|
|
العذاب الأبدي فيجب أن يدخل تحت بند الانتقام لا العقاب. و الانتقام هو فعل سيء لا يأتي من إله كامل، فهو يدل على الندية، لأن الشخص ينتقم بإيذاء من آذاه، فلم ينتقم الله إلا لو كانت أفعال البشر قادرة على أذيته
|
|
|
 |
|
 |
|
قال جلّ مَنْ قائل ..
{
يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ }
النحل
فلا نِديةَ بالأمر ولا إنتقام ..
فالعقاب أو المثوبةُ على قدر العمل ..
ولا ظُلمَ بالأمر بمقتضى الرحمة والحكمة الإلهية ..
وهو مِنْ موجبات
الإيمان بالإسم والوصف والإعتقاد ..
وللهِ في الأمر حكمة وإن خفت على البعض فهو لعيبٍ فينا لا لنقصٍ في كمال الله - حاشاه تعالى وتباركَ عن ذلك -
وهو مِن قبيل تكليف العقل بما لا يقدر مِنْ محاولة عقّل من خلقَ العقول ..
لكن لمن لايؤمن بالله ..
يسأل ..
نعم أنا إنسان وقد عصيت الله ..
فِلمَ الخلود في النار بذنبٍ لم يستغرق سوى لحظات ؟؟؟
سؤال يدُل على عدم فهم وإلتباس واضح على السائل ..
فالناس صِنفان
مؤمنٌ ..
مِمَنْ بلغتهُ الرسالة فآمنَ وأقرَ للهِ بما يستحق من موجب الصفات وسليم الإعتقاد ..
ولكنهُ ككُل البشر يُخطئ ويعصي ولا عاصِمَ مِن الخطأ إلا من رَحِمَ ربي وعصّمْ ..
*****
وكافر ..
ويطول فيهِ الحديث ..
فمن الكفر
كفر جحود ..
بمعنى بلغتهُ الرسالةُ فأنكرَ وجحد ..
وكافر ..
لم تبلغهُ الرسالة أو مات على فترةٍ مِنِ الرسل ..
وكافر ..
أشركَ معَ الله إلهً أخر ..
أو اشركَ هواه فهو مُتبعٌ للهوى منكرٌ للحق ..
وكافر
بلغتهُ الرسالة فلم يعترض ولم يُصدق وظل على الكُفر حتى مات ..
*****
قالَ تعالى ..
{
إنَّ اللّهَ لاَيَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ
وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً }
و قال عز وجل :
{
إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ
وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً }
و قال تعالى في عُلاه :
{
إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّه
ِفَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ}
وقالَ تعالى ..
{ وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ
لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتُكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ } الزمر: 65،
*****
فالمؤمن مِمن جاء لله بالذنب والمعصية لكنهُ أتاهُ مُحققًا لمعاني التوحيد ولا يُشرك بهِ شيئًا ..
فهو من يُعاقب على قدر الذنوب -
ولعفو اللهُ أكبر - والرحمةُ مِنهُ ومنها أسمهُ جلّ وعلا فهو الرحمنُ الرحيم
{
نسألُ اللهُ أن يجعلنا ممن يتغمدهم برحمته }
ففي الحديث القدسي ..
''يا ابن آدم لو جئتني بقِراب الأرض خطايا ثم جئتني لا تشرك بي شيئًا لأتيتك بقرابها مغفرة''
رواه الترمذي وغيره.
أما منْ كفرَ وخاصةً مِنْ بعدِ علمٍ ..
وبعدما تبينت لهُ الآيات البينات وجحد..
أو منْ سمِعَ بالحق فأعرض ولم يبحث ويكلف نفسهُ عناء معرفة الحق ..
فمثواهُ النار إلى أن يشاء الله ..
فكان العِقاب أو الخلود بالنار ..
هو جزاء الكافرين ..
مِمَنْ قضى عمرهُ كلهُ مُنكرًا للحق جاحدًا له وكان يمتلك من العقل والإدراك ما يُمَكنهُ مِن التمييز بين الخير والشر ..
وعظم الذنب يقاس بعظمة من أخطأت في حقه ..
وقد فتحَ اللهُ باب التوبةِ والمغفرةُ لعبادهِ فلم يُغلقه حتى يغرغر العبد ويُسلمْ الروح..
وإن مُجرد قبول التوبةَ من العبد لكرم وأيُ كرم ..
وإنهُ سُبحانه ليفرح بتوبة عبادهِ ..
كما روي مسلم من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ
" قَال قَال رَسُولُ اللهِ صلي الله عليه وسلم :
(
للهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ أَحَدِكُمْ مِنْ أَحَدِكُمْ بِضَالتِهِ إِذَا وَجَدَهَا ) "
ولا تعارض هنا بين علمْ الله الأبدي المُسبق بمن في الجنةِ ومن بالنار ..
{
أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ }
وخِيرةُ الإنسانَ مِنْ أمره ..
فكُلٌ مُيسر لِما خُلِقَ له ..
فمَنْ كان للنارِ مصيرهُ يعمل وييسر لهُ عمل أهل النار ..
ومن كان للجنةِ مصيرهُ
يعمل ويتخير ما يُسر لهُ من عمل أهل الجنة ..
وهو يمتلك من العقل والإدراك ما يجعلَ القرارَ بيدهِ ..
****
فكان اصل العقاب على الجحود والإنكار بعدما تبين لهم الحق واعرضوا عنه ..
وكفروا وأرتضوا عن طيبِ خاطر الكُفر وهم يعلمون الحق ..
وعليها كان العقاب الأبدي - إلى أن يشاء الله -
وهل مِنَ العدل أن يستوي من كفر بمن آمن ..
وهذا الكافر قد أعطي مِنْ الفرص طول عُمرهِ ليتوب ويعود وليثبت عبوديتهُ لله ولكنهُ أبى ..
*****
أما من كفرَ فلم يسمع بالرسالة ولم تبلغهُ الأخبار ولا خبرها ..
فهو مِنْ أهل الفترة ..
والكلام في هذه النقطة لأهل العلم ..
أنَ اللهَ يختبرهم وعليه ..
فإما إلى جنة أو إلى نار ..
واللهُ تعالى أعلى وأعلم ..
ومستعد لتوضيح ما قد يكون قد إستشكلَ عليك أو ما أسأت التعبير عنهُ ..
حتى تصل لكَ الصورةَ كاملة ..
بموضوع مُنفصل بنفس المُنتدى في الرد على العلمانية ..
حتى لا نشتت موضوع الحوار أكثر من ذلك ..
هذا وأستغفرُ اللهَ العظيمَ لي والمسلمين ..
واخرُ دعوانا أنْ الحمدُ للهِ ربْ العالمين ْ..