بسم الله الرحمن الرحيم
وحتى عودة ضيفنا المُهذب
لي إستطراد بسيط
ضيفنا الطيب
شعر البشّر دومًا أن هُناكَ قوىً علويةً ترعاهم وأدركت فطرتهم لما رأت الموتَ يتوفاهم ..
و لا قدرةَ لهم على دفعهُ أو تجنبهُ او حتى الإختباء منه
و لما لا حظوه من ضعف البشر ونقص قدرتهم حتى عن جلب الطعام لأنفسهم { بدون رعاية هذه القدرة } أو توفير الحماية لهم ولذويهم ..
فترى على مرّ الأزمان حاجة البشر الفطرية إلى وجود رب معبود يرعاهُم ..
فترى الموحدين مِمَنْ كانوا على الإبراهيمية السمحاء ..
وترى عبدة الأصنام والأوثان ..
وترى عبدة الكواكب ..
وترى في شرق آسيا عبادة الأسلاف وفي جزر الكاريبي عبادة الموتى وأرواحهم والأجداد ..
وترى عبادة الطوطم والأسلاف عند القبائل الهندية ..
وعبادة بعّل وآمون وحتحور ..
وغيرها من النُصب التي عُبدت كُفرًا وزورًا ..
و الكثير من المعبودات على مر الأزمان والأماكن ..
والكثير طبعًا قد جانبهُ الصواب
{ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ }
ومنهم مَنْ مرّ بالكثير ليتعرف إلى الله
ولنا في قصة الخليل إبراهيم { عليه السلام} لعبرة لأولي الألباب ..
{ وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ *
فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ *
فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ *
فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَاقَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ *
إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ }.
سورة الأنعام الآيات من 75إلى 79
وستجد السورة كاملة على الرابط
ستجد فيها إجابة الكثير من أسئلتك لو تَكّرمت بمطالعتها ..
وقد تعرّفَ عليهِ السلام بفطرته النقية على أن للكون معبود وإله ..
وانكرّ ما عليهِ البعض من عبادة أصنام لا تنفع ولاتضر
أو كواكب تُشرقْ وتغيب { تبزُغ وتأفل } ..
ولا يليق بجلال الله أن يغيب ويأفل فالإله واجب الوجود دائم الحضور ..
وإذا تخلصت الفطرة البشرية من أغلال الحضارة ونحّت عنها شهواتها فسترى اللهُ جل في علاه حاضرًا في كل شيء ..
والسؤال هو لماذا يشعر الإنسان دومًا بفطرته بالحاجةَ إلى معبود .. ؟؟
وأجاب أهل العلّم بتعريف الفطرة
أنها هي العهد والميثاق الذي أخذهُ الله تعالى على عبادهِ بعبادتهِ ..
فدومًا كان هذا الميثاق دافعًا للبحث عن الله ..
وقد يضل البعض ..
وهذا من دلائل نقص البشر ..
وعدم إمتلاكهم العلم أو الكمال ..
أو حتى القدرة على الوصول للحق بدون رعاية رب العالمين لهم ..
*********
وتقول ضيفنا
 |
اقتباس |
 |
|
|
|
|
و نفس القضية بالنسبة للحياة. فلو لم تكن الشمس سبباً للحياة لما ظهرت الحياة من الأساس، فالسؤال يجوز مثلاً عن كيفية الحياة، عن تأثير الشمس على الحياة، عن كيفية ظهور الحياة. و لا بد أن هناك كثيراً من الظواهر التي لا تسمح لها الشمس مثلاً بالحدوث، أو لا تسمح لها الجاذبية بالحدوث، فهذه ظواهر لا تحدث. أما الحياة فهي ظاهرة تحدث بالفعل و السؤال عن لماذا تحدث هي و لا يحدث غيرها سؤال لا معنى له لأنه يمكن سؤاله مع أي ظاهرة أخرى.
|
|
|
 |
|
 |
|
واقول
أن الحياة ظاهرة تحدث ..
والموت والفناء ظاهرة أيضًا تحدّث ..
بل وتشّمل الحياة بين جنباتها وأركانها على عوامل الفناء والهلاك أكثر من البقاء والإستمرار ..
فحياة بهذه الهشاشة ..
من احاطها بالرعاية وقّدَرَ لها البقاء والإستمرار ..
والحياة يعقبها موت يعقبه حياة يعقبها موت ..
وإذا أعدنا السلسلة بالعكس
فستكون
الموت يعقبهُ حياة يعقبها موت ..
وهكذا حتى نصّل للمرة الأولى التي نشأت فيها الحياة ..
وأثبتت العلوم النظرية أن لكل شيء مرة أولى ..
فكل مخلوق مسّبوق بمخلوقٍ غيره حتى يصل إلى المخلوق الأول الا مسبوق بغيره ..
ولاشك ان اي مخلوق لاهو قادر على خلق مثل ماخلق الله { تحدثنا عن عدم قدرة الإنسان خلق أو تصنيع يد تقوم بمهام وقدرات ووظائف اليد المبتورة } كما انه ينتهي الى إندثار او موت او هلاك و فناء او انقسام وتجزيء ثم انتهاء واعدام ..
فمن خلّقَ الخلائق وصاغها من عدم ..
بهذا التكامل والتناسق والتوافق البديع ..
{ أَمَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } سورة النمل64
وادركت البشرية هذا ولكن
كان التخبط والجهالات التي إكتنفت البشرية في طريق توصلها للخالق هي دلالة على نقص القدرة البشرية على البحث او حتى معرفة الإدراك بذاتها وعدّم قدرتها على تمييز الحق والباطل وإن أشعرتهم الفطرة بخطأ ما يفعلون ..
ولهذا أرسلَ اللهُ الرسل والأنبياء بالدين
الذي هو بيان ودليل يوافق الفطرة البشرية التي فطر اللهُ الخلائقَ عليها ..
وهو منهج مسبب الاسباب الله الحي القيوم منهاج الشريعة والعقيدة الربانية القرآنية التي إشتملت بين جوانبها على حقيقة التوحيد والتمجيد لله رب العالمين { سبحانهُ }
{ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ *
أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاء مَاء فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ *
أَمَّن جَعَلَ الأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ * أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلا مَّا تَذَكَّرُونَ *
أَمَّن يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَن يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ * أَمَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }
سورة النمل
الآيات من 59 : 64
تحياتي