السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته , بودي أن أسألك يا شيخ عن الفرق بين الفاسق والعاصي والفاجر؟؟؟
وسؤال آخر : منذ حوالي 4 سنين وأنا أصلي بالناس التراويح في رمضان مذ كنت ابن 14 سنة , ولكن لي معاص بالنظر إلى سني فإذا تبت من هذه المعاصي قبل شهر من رمضان أو أقل أو أكثر فهل يمكنني أن أصلي بهم مرتاحا ؟؟ أرجو الإفادة يا شيخ
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
قال الراغب الأصفهاني : فَسَقَ فلان : خَرج عن حجر الشّرع ، وذلك من قولهم : فَسَقَ الرُّطَبُ ، إذا خرج عن قشره . وهو أعمّ من الكفر . والفِسْقُ يَقع بالقليل من الذّنوب وبالكثير ، لكن تُعُورِف فيما كان كثيرا ، وأكثر ما يقال الفَاسِقُ لمن الْتَزَم حُكْم الشّرع وأقـرّ به ، ثمّ أخلّ بجميع أحكامه أو ببعضها ، وإذا قيل للكافر الأصليّ : فَاسِقٌ ، فلأنّه أخلّ بِحُكْم ما ألْزَمه العقل واقتضته الفطرة .
وقال أيضا : والفُجُورُ : شقّ ستر الدّيانة ، يقال : فَجَرَ فُجُوراً فهو فَاجِرٌ ، وجمعه : فُجَّارٌ وفَجَرَةٌ ... وسُمِّي الكاذِب فاجِرا لكون الكَذب بعض الفجور .
وقال : وعَصَى عِصْيَانا : إذا خرج عن الطاعة ، وأصله أن يتمنّع بِعَصَاهُ . اهـ .
والمعصية أعَمّ من ذلك ، فهي تُطْلَق على المعاصي الكبيرة وعلى المعاصي الصغيرة ، وتُطْلَق على مُجرّد المخالفة لأمْر الله ولأمر رسوله صلى الله عليه وسلم ، مما هو معصية ، ولو لم يصِل إلى حدّ الفسوق ، كما قال الله تعالى عن أبينا آدم عليه الصلاة والسلام : (وَعَصَى آَدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى) .
وقد تُطْلَق المعصية على الكُفر ، كما في قوله تعالى : (وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ) ، وقوله تعالى : (وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُبِينًا) ، وقوله سبحانه وبحمده : (وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا) .
وقال شيخنا د . ناصر العقل وفقه الله :
المعصية والفسق والفجور كلمات مُتَرَادِفَة تُؤدِّي غَالِبًا إلى معنى واحد ، والفروق بينها قليلة ؛ فالمعصية أهم هذه المصطلحات ، فهي تشمل الكبائر والصغائر ، والْفِسْق أخصَ مِن المعصية ، وقد يُفَسَّر بها، فَالْفِسْق هو معصية الله وترك أمره ، لكن غالبا يكون الفسق في فِعل الكبائر وترك الواجبات ، والفجور أخص منها فهو مِن قبائح الذنوب ، وعظائم المعاصي ، وهتك الحرمات .
والله تعالى أعلم .
للمزيد من مواضيعي