يقول الملك عز وجل
وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ (101)
قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (102)
وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ
هذا هى البداية ... فعندما كان يبدل الله عز وجل الأحكام ..لمصلحة العباد ... وهو أعلم بعيبده من أنفسهم ..!!!.. أتهم الكفار النبي علية الصلاة والسلام ...أنه يبدل فى القران .. ويكذب .... !!
على الرغم ان النسخ ثابت شرعا وعقلاً..فى كتابهم ...
تفسير الجلالين
(وإذا بدلنا آية مكان آية)... بنسخها وإنزال غيرها لمصلحة العباد
(والله أعلم بما ينزل قالوا) .. أي الكفار للنبي صلى الله عليه وسلم
(إنما أنت مفتر)..... كذاب تقوله من عندك
(بل أكثرهم لا يعلمون) ....حقيقة القرآن وفائدة النسخ
تفسير ابن كثير
يخبر تعالى عن ضعف عقول المشركين وقلة ثباتهم وإيقانهم وإنه لا يتصور منهم الإيمان وقد كتب عليهم الشقاوة وذلك أنهم إذا رأوا تغيير الأحكام ناسخها بمنسوخها..........
قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم "إنما أنت مفتر" أي كذاب وإنما هو الرب تعالى يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد
التفسير المُيسر
وإذا بدَّلنا آية بآية أخرى, والله الخالق أعلم بمصلحة خَلْقه بما ينزله من الأحكام في الأوقات المختلفة, ....قال الكفار: إنما أنت -يا محمد- كاذب مختَلِق على الله ما لم يَقُلْه. ومحمد صلى الله عليه وسلم ليس كما يزعمون. بل أكثرهم لا عِلْم لهم بربهم ولا بشرعه وأحكامه.
بماذا رد عليهم القران الكريم ؟؟؟
قال تعالى
قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ
ما أجمل هذا الرد ... نعم فهذا وذاك .. قران .. تلقاه الرسول صلى الله علية وسلم ..من حبريل .. تثبيت وبشرى وهدى للمسلمين ....
تفسير القطان
ثم بين الله لهؤلاء المعترضين على حكمة النسخ ، الزاعمين ان ذلك لم يكن من عند الله وان رسول الله قد افتراه ..
فقال : { قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ القدس مِن رَّبِّكَ بالحق لِيُثَبِّتَ الذين آمَنُواْ وَهُدًى وبشرى لِلْمُسْلِمِينَ } وهذا رد واضح من الله تعالى بانه هو الذي انزل هذا القرآن من عنده تثبيتا للمؤمنين وليكون هاديا للناس الى الصواب ومبشرا بالنعيم المقيم للمسلمين .
تفسير القرطبى
قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ ................يعني جبريل , نزل بالقرآن كله ناسخه ومنسوخه .
يقول ابن كثير
فقال تعالى مجيبا لهم "قل نزله روح القدس" أي جبريل "من ربك بالحق" أي بالصدق والعدل "ليثبت الذين آمنوا" فيصدقوا بما أنزل أولا وثانيا وتخبت له قلوبهم "وهدى وبشرى للمسلمين" أي وجعله هاديا وبشارة للمسلمين الذين آمنوا بالله ورسله.
يقول صاحب ظلال القران
(قل:نزله روح القدس من ربك بالحق). . فما يمكن أن يكون افتراء ....
وقد نزله (روح القدس)جبريل عليه السلام
(من ربك)لا من عندك (بالحق) لا يتلبس به الباطل
(ليثبت الذين آمنوا) الموصولة قلوبهم بالله , فهي تدرك أنه من عند الله , فتثبت على الحقوتطمئن إلى الصدق
(وهدى وبشرى للمسلمين) بما يهديهم إلى الطريق المستقيم , وبمايبشرهم بالنصر والتمكين .
ويقول السعدى
{ قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ } وهو جبريل الرسول المقدس المنزه عن كل عيب وخيانة وآفة.
{ بِالْحَقِّ } أي: نزوله بالحق وهو مشتمل على الحق في أخباره وأوامره ونواهيه، فلا سبيل لأحد أن يقدح فيه قدحا صحيحا، لأنه إذا علم أنه الحق علم أن ما عارضه وناقضه باطل.
{ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا } عند نزول آياته وتواردها عليهم وقتا بعد وقت، فلا يزال الحق يصل إلى قلوبهم شيئا فشيئا حتى يكون إيمانهم أثبت من الجبال الرواسي، وأيضا فإنهم يعلمون أنه الحق، وإذا شرع حكما [من الأحكام] ثم نسخه علموا أنه أبدله بما هو مثله أو خير منه لهم وأن نسخه هو المناسب للحكمة الربانية والمناسبة العقلية.
ويقول الشعراوى
جبريل لم يأْتِ بهذا القرآن من عنده هو، بل من عند الله بالحق، فمُحمد صلى الله عليه وسلم لم يَأْتِ بالقرآن من عنده، وكذلك جبريل، فالقرآن من عند الله، ليس افتراءً على الله، لا من محمد، ولا من جبريل عليهما السلام.
اذاً فالكلام أوضح من وضوح الشمس ... ان الناسخ والمنسوخ أمر الهى بحت .. لا دخل للعنصر البشرى فيه ....
|