وهذا الذي قاله المسيح مطابق لما جاء به أخوه محمد بن عبد الله عن ربه من قوله له : ليس لك من الأمر شيءفمن تأمل حال الرسولين الكريمين ودعوتهما وجدهما متوافقين متطابقين حذو القذة ، وأنه لا يمكن التصديق بأحدهما مع التكذيب بالآخر البتة ، وأن المكذب بمحمد صلى الله عليه وسلم أشد تكذيباً للمسيح الذي هو المسيح ابن مريم عبد الله ورسوله ، وإن آمن بمسيح لا حقيقة له ولا وجود وهو أبطل الباطل ، وقد قال يوحنا في رسالته الأولى :أحبابي إياكم أن تؤمنوا بكل روح ، لكن ميزوا الأرواح التي من عند الله من غيرها واعلموا أن كل روح تؤمن بأن يسوع المسيح قد جاء وكان جسدانياً فهي من عند الله وكل روح لا تؤمن بأن المسيح قد جاء وكان جسدانياً فليست من عند الله بل من المسيح الكذاب الذي هو الآن في العالم.