وطابق بين هذا وبين هذه البشارات التي ذكرها المسيح ، فمن الذي ساد العالم باطناً وظاهراً وانقادت له القلوب والأجساد وأطيع في السر والعلانية في محياه وبعد مماته في جميع الأعصار ، وأفضل الأقاليم والأمصار ، وسارت دعوته مسير الشمس ، وبلغ دينه ما بلغ الليل والنهار ، وخرت لمجيئه الأمم على الأذقان ، وبطلت به عبادة الأوثان ، وقامت به دعوة الرحمن ، واضمحلت به دعوة الشيطان ، وأذل الكافرين والجاحدين ، وأعز المؤمنين وجاء بالحق وصدق المرسلين ، حتى أعلن بالتوحيد على رؤوس الأشهاد وعبد الله وحده لا شريك له في كل حاضر وباد ، وامتلأت به الأرض تحميداً وتكبيراً لله وتهليلاً وتسبيحاً ، واكتست به بعد الظلم والظلام عدلاً ونوراً؟ وطابق بين قول المسيح : إن أركون العالم سيأتيكم وقول أخيه محمد صلى الله عليه وسلم : أنا سيد ولد آدم ولا فخر ، آدم فمن دونه تحت لواثي ، وأنا خطيب الأنبياء إذا وفدوا وإمامهم إذا جمعوا ومبشرهم إذا أيسوا ، لواء الحمد بيدي وأنا أكرم ولد آدم على ربي.
وفي قول المسيح في هذه البشارة وليس لي من الأمر شئ إشارة إلى التوحيد وأنالأمر كله لله ، فتضمنت هذه البشارة أصلى الدين : إثباتب التوحيد ، وإثبات النبوة