اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :32  (رابط المشاركة)
قديم 11.11.2010, 09:03

الاشبيلي

مشرف أقسام النصرانية و رد الشبهات

______________

الاشبيلي غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 23.04.2009
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 2.798  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
12.01.2024 (10:38)
تم شكره 157 مرة في 101 مشاركة
افتراضي



وأيضاً فإنه لم يوجد أحد وبخ جميع العالم على الخطيئة إلا محمد-صلى الله عليه وسلم-، فإنه أنذر جميع العالم من أصناف الناس ووبخهم على الخطيئة من الكفر والفسوق والعصيان ولم يقتصر على مجرد الأمر والنهي بل وبخهم وفزعهم وتهددهم.

وأيضاً فإنه أخبر أنه ليس ينطلق من عنده بل يتكلم بكل ما يسمع.

وهذا إخبار بأن كل ما يتكلم به فهو وحي يسمعه ليس هو شيئاً تعلمه من الناس أو عرفه باستنباط، وهذه خاصة محمد -صلى الله عليه وسلم-، وأما المسيح فكان عنده علم بما جاء به موسى قبله يشاركه به أهل الكتاب تلقاه عمن قبله، ثم جاءه وحي خاص من الله فوق ما كان عنده، قال تعالى: ويعلمهالكتاب والحكمة والتوراة والإنجيلفأخبر سبحانه أنه يعلمه التوراة التي تعلمها بنو إسرائيل، وزاده تعليم الإنجيل الذي اختص به، والكتاب الذي هو الكتابة ومحمد -صلى الله عليه وسلم- لم يكن يعلم قبل الوحي شيئاً ألبتة، كما قال تعالى: وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان.

وقال تعالى: نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليكهذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين، فلم يكن -صلى الله عليه وسلم- ينطق من تلقاء نفسه بل إنما كان ينطق بالوحي كما قال تعالى: وماينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحىأي ما نطقه إلا وحي يوحى، وهذا مطابق لقول المسيح أنه لا يتكلم من تلقاء نفسه بل إنما يتكلم بما يوحى إليه، الله تعالى أمره أن يبلغ ما أنزل إليه، وضمن له العصمة في تبليغ رسالاته، فلهذا أرشد الناس إلى جميع الحق وألقى للناس ما لم يكن غيره من الأنبياء إلقاه خوفاً أن يقتله قومه، وقد أخبر المسيح بأنه لم يذكر لهم جميع ما عنده، وأنهم لا يطيقون حمله وهم معترفون بأنه كان يخاف منهم إذا أخبرهم بحقائق الأمور، ومحمد -صلى الله عليه وسلم- أيده الله سبحانه تأييداً لم يؤيده لغيره، فعصمه من الناس حتى لم يخف من شيء يقوله، وأعطاه من البيان والعلم ما لم يؤته غيره، وأيد أمته تأييداً أطاقت به حمل ما ألقاه إليهم، فلم يكونوا كأهل التوراة الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها، ولا كأهل الإنجيل الذين قال لهم المسيح: إن لي كلاماً كثيراً أريد أن أقوله لكم ولكن لا تستطيعون حمله .

ولا ريب أن أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- أكمل عقولاً وأعظم إيماناً وأتم تصديقاً وجهاداً، ولهذا كانت علومهم وأعمالهم القلبية وإيمانهم أعظم، وكانت العبادات البدنية لغيرهم أعظم.

وأيضاً فإنه أخبر عن الفارقليط أنه سيشهد له، وأنه يعلمهم كل شيء، وأنه يذكرهم كل ما قال المسيح، ومعلوم أن هذه الشهادة لا تكون إلا إذا شهد له شهادة يسمعها الناس لا تكون هذه الشهادة في قلب طائفة قليلة، ولم يشهد أحد للمسيح شهادة سمعها عامة الناس إلا محمد-صلى الله عليه وسلم-، فإنه أظهر أمر المسيح وشهد له بالحق حتى سمع شهادته له عامة أهل الأرض، وعلموا أنه صدق المسيح ونزهه عما افترته عليه اليهود وما غلت فيه النصارى، فهو الذي شهد له بالحق



ولهذا لما سمع النجاشي من الصحابة ما شهد به محمد -صلى الله عليه وسلم- للمسيح قال لهم: ما زاد عيسى على ما قلتم هذا العود.
وجعل الله أمة محمد-صلى الله عليه وسلم-: شهداء على الناسشهدوا عليهم بما علموا من الحق، إذ كانوا وسطاً عدولاً لا يشهدون بباطل، فإن الشاهد لا يكون إلا عدلاً، بخلاف من جار في شهادته فزاد على الحق أو نقص منه كشهادة اليهود للنصارى في المسيح.
.





رد باقتباس