فإن كثيرا ً من الناس قد تنقدح في نفسه المعاني , لكن تقصر عبارته عن الإفصاح عنها , فإذا وقف علي من فتح عليه في هذا الباب , وصادف عنده جرح قلبه ومعاناة نفسه , انتفع بها .
كما أن من أعتاد مناجاة ربه _ عزوجل . في الخلوات , ذاق من حلاوة المعرفة ولذة المناجاة ما تتصاغر معه الدنيا بما فيها , حتي قال بعضهم :
" إنه ليكون لي إلي الله حاجة , فأدعوه , فيفتح لي من لذيذ معرفته , وحلاوة مناجاته ما لا أحب معه أن يعجل قضاء حاجتي خشية أن تنصرف نفسي عن ذلك , لأن النفس لا تريد إلا حظها , فإذا قضي انصرفت " .
ولا شك أن الثناء علي الله عز وجل ودعائه بما صح عن رسول الله صل الله عليه وسلم هو الأفضل مطلقا ً والأحسن والأسلم , لكن يبقي دعاء الصالحين في دائرة المباح بشرط سلامته من التكلف والتعدي ومخالفة العقيدة الصحيحة .
قال النووي رحمه الله تعالي في شرح قول النبي صل الله عليه وسلم
" ثم يتخير من المسألة _ وفي لفظ : من الدعاء _ ما شاء ".
وفيه أن يجوز الدعاء بما شاء من أمور الآخرة والدنيا , ما لم يكن إثما وهذا هو مذهبنا ومذهب الجمهور
وقال أبو حنيفة رحمه الله تعالي " لا يجوز إلا بالدعوات الواردة في القرآن والسنة " .
__________________
آخر تعديل بواسطة ابوحازم السلفي بتاريخ
05.11.2010 الساعة 11:13 . و السبب : حرف