رد آخر للشبهه
للأستاذ الدكتور علي جمعة:
من أعلم المؤلف بأن هامان كان وزيرا لفرعون ؟
وهذا السؤال على معنى أن هامان اسم شخص.
ولا أحد أعلمه بأن هامان اسم شخص إلا الرواة الذين لا يوثق بمروياتهم .
وإذا أصر على أن هامان اسم شخص .
فليسلم بأن فرعون اسم شخص. ومعلوم أن لقب "الملك" كان لرئيس المصريين في زمن يوسف ـ عليه السلام ـ وأن لقب "فرعون" كان لرئيس المصريين في زمن موسى ـ عليه السلام ـ مما يدل على تغير نظام الحكم.
وإذا صح أن "هامان" لقب بكل نائب عن الملك ، لا اسم شخص . فإنه يصح أن يطلق على النائب عن فرعون أو عن أي ملك من الملوك . وعلى ذلك يكون معنى : {إن فرعون وهامان وجنودهما} هو إن رئيس مصر الملقب بفرعون ، ونائبه الملقب بهامان {وجنودهما كانوا خاطئين} ومثل ذلك : مثل لقب الملك الذي يطلق على رؤساء البلاد ؛ فإنه يطلق على رؤساء فارس واليونان ومصر واليمن وسائر البلاد ، ولا يتوجه على إطلاقه خطأ من أخطاء التاريخ.
وفي الإنجيل أن اليهود كانوا يطلقون لقب"المضل" على من يخالفهم في الرأي . وإذا أطلقه العبرانيون على رجل منهم يقولون له : يا سامري ، بدل قولهم يا مضل . وذلك لأنهم يعتبرون السامريين كفارا . وإذا أطلقه السامريون على رجل منهم يقولون له : يا عبراني ، بدل قولهم يا مضل . وذلك لأنهم يعتبرون العبرانيين كفارا. وإذا سمع العبراني عنهم كلمة "سامري" لا يفهم منها اسم شخص ، وإنما يفهم منها أنها لقب للذم . وعن هذا المعنى جاء في إنجيل يوحنا أن علماء اليهود قالوا لعيسى ـ عليه السلام ـ : "إنك سامري، وبك شيطان"ورد عليهم بقوله : "أنا ليس بي شيطان ، لكني أكرم بي وأنتم تهينونني . أنا لست أطلب مجدي . يوجد من يطلب ويدين" [ يو 8 : 48 ـ 50 ].