أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها
موقف ورائع كلما قرأته يشعرني بعظمة هذه الصحابية الجليلة بنت الصديق رضي الله عنهما...ودرجة التضحية لديها حتى استرخصت كل شئ في سبيل الحق والدين حتى الولد.. .ومدى الشجاعة التي كانت عليها لتُثبت بها فؤاد ابنها....
وذلك عندما جاء الحجاج وحاصر عبد الله بن الزبير رضي الله عنه في مكة,واشتد الحصار وتفرق عنه أكثر من كان معه، فدخل عبد الله على أمه قبل قتله بعشرة أيام، فقال لها: إن في الموت لراحة. قالت: لعلك تمنيته لي؟ ما أحب أن أموت حتى يأتي على أحد طرفيك: إما قتلت فأحتسبك، وإما ظفرت فتقر عيني.
فلما كان اليوم الذي قُتل فيه دخل عليها حين رأى من الناس ما رأى من خذلانه، فقال لها: يا أماه، خذلني الناس فلم يبق معي إلا اليسير ممن ليس عنده من الدفع أكثر من صبر ساعة، والقوم يعطونني ما أردت من الدنيا، فماذا ترين؟
قالت أسماء: أنت والله يا بني أعلم بنفسك: إن كنت تعلم أنك على حق، وإليه تدعو، فامض له، فقد قُتل عليه أصحابك، ولا تمكن من رقبتك غلمان بني أمية يلعبون بها، وإن كنت إنما أردت الدنيا فبئس العبد أنت! أهلكت نفسك، وأهلكت من قُتل معك، وإن قلت: كنت فلما وهن أصحابي ضعفت، فهذا ليس فعل الأحرار، ولا أهل الدين، وكم خلودك في الدنيا؟!.. القتل أحسن.
قال: إني أخاف أن يُمَثِّل بي أهل الشام.
قالت: إن الكبش لا يؤلمه سلخه بعد ذبحه.
فدنا ابن الزبير فقبَّل رأسها وقال: هذا والله رأيي، والذي قمت به داعيًا إلى يومي هذا، ما ركنت إلى الدنيا، ولا أحببت الحياة فيها، وما دعاني إلى الخروج إلا الغضب لله أن تستحل حرمه، ولكني أحببت أن أعلم رأيك، فزدتني بصيرة مع بصيرتي، فانظري يا أماه فإني مقتول من يومي هذا، فلا يشتد حزنك، وسلمي لأمر الله.
قالت: إني لأرجو من الله أن يكون عزائي فيك حسنًا.
قال: جزاك الله خيرًا، فلا تدعي الدعاء لي قبل وبعد.
قالت: لا أدعه أبدًا، فمن قتل على باطل فقد قُتِلتُ على حق. ثم قالت: اللهم ارحم طول ذلك القيام في الليل الطويل، وذلك الظمأ في هواجر المدينة ومكة، وبرَّه بأبيه وبي، اللهم قد سلَّمته لأمرك فيه، ورضيت بما قضيت فأثبني في عبد الله ثواب الصابرين الشاكرين.
وذهب عبد الله فقاتل الساعات الأخيرة قتال الأبطال، وهو يتمثَّل صورة أمه في عينيه، وصوتها في أذنيه، مرتجزًا منشدًا:
أسماء يا أسماء لا تبكني
لم يبق إلا حسبي وديني
وصارم لأنت بـه يميني
وما زال على ثباته حتى قُتل...
رضي الله عنهم وأرضاهم....خير مثال ليُحتذى...وخير قدوةٍ ليُقتدى بها...اللهم أكرمنا وأعنا على الاقتداء بهم...
هناك مواقف عظيمة كثيرة في حياة السيدة أسماء بنت أبي بكر رضوان الله عليها و التي تظهر فيها قوتها وشجاعتها وثباتها وجهادها ,لكني نقلت أحبها الي وأكثرها شجاعة لكيلا أطيل كثيرا...
توقيع carolina |
طرقتُ باب الرجا والناس قد رقدوا....وبتُ أشكو إلى مولاي ما أجدُ
وقلتُ يا أملي في كل نائبةٍ.... يا من عليه لكشف الضر أعتمدُ
أشكو إليك أموراً أنت تعلمها .... مالي على حملها صبرٌ ولا جلدُ
وقد مددتُ يدي بالذلِ مُفتقراً .... إليك يا خير من مُدت إليه يدُ
فلا تردنها يا رب خائبةً .... فبحرُ جودك يروي كل من يردُ |