الموضوع: العداء الدفين
اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :1  (رابط المشاركة)
قديم 27.10.2010, 19:35
صور جادي الرمزية

جادي

مشرف عام

______________

جادي غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 14.08.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.885  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
08.10.2020 (20:27)
تم شكره 130 مرة في 82 مشاركة
افتراضي العداء الدفين


العداء الدفين

لا يعلم أحدٌ سرَّ هذا العداء الدفين في نفوس بعض الأوربيين للإسلام، وكأنه ثأر قديم مع المسلمين، ويتعجَّب المرء لذلك أشدَّ التعجُّب؛ فلم يسجِّل التاريخ معاملة حضارية وإنسانية من جيش فاتح ومنتصر مثلما سجَّل للجيوش الإسلامية على مرِّ العصور، بل لقد استفاد العالم - وأوربا على وجه الخصوص - بالفتوح الإسلامية في كل المجالات ما لا يستطيع أن ينكره أحد.

فقدكان لدخول الإسلام في قارة أوربا أعظم الأثر، وذلك باعتراف الأوربيين أنفسهم، وليس أدلّ على ذلك مما جاء في كتاب (حضارة العرب) للمستشرق الفرنسي الشهير جوستاف لوبون؛ حيث ذكر صراحة أنَّ الحضارة الأوربية في القرن التاسع والعاشر من ميلاد المسيح عليه السلام كانت غارقةً في الجهل والتخلف، وكان أمراؤها يفخرون بأنهم لا يقرءون، وقد دامت هذه الهمجية الأوربية البالغة زمنًا طويلاً، وعلى النقيض كانت الحضارة الإسلامية في إسبانيا ساطعة ومشرقة، وحينما أرادت أوربا التحرر من قيود الجهل والتأخر ولَّت وجهها شطر المسلمين الذين كانوا الأئمة وحدهم، ثم يعترف جوستاف لوبون بأن الحروب الصليبية لم تكن هي السبب في إدخال العلوم إلى أوربا، وإنما دخلت العلوم إلى القارة الأوربية عن طريق إسبانيا وصقلِّيَة وإيطاليا؛ حيث بدأت في مدينة طليطلة الأندلسية حركة الترجمة التي نقلت أهم كتب المسلمين من العربية إلى اللغة اللاتينية، ولم يتوانَ الغرب في أمر هذه الترجمة طوال القرنين الثاني عشر والثالث عشر من الميلاد، فتمت ترجمة كل كتب نوابغ المسلمين من أمثال الرَّازي وابن سينا وابن رشد وغيرهم الكثير، كما لم تعرف أوربا شيئًا عن علماء اليونان القديمة أمثال جالينيوس وأرسطو وأرشميدس إلاَّ من خلال ما قام المسلمون بنقله إلى اللغة العربية، ولم يكن في القرن العاشر من الميلاد على مستوى العالم بلاد يمكن الدراسة فيها غير الأندلس وبلاد الشرق الإسلامي، كما لم يظهر في أوربا حتى القرن الخامس عشر الميلادي أيُّ عالِمٍ لم يعتمد على استنساخ كتب المسلمين؛ فقد ظلَّت هذه الكتب طوال ستة قرون تقريبًا مصدرًا وحيدًا للتدريس في جامعات أوربا[1].

ارجوا سماع آرائكم اخوتي الافاضل واخواتي الفضليات حول الموضوع جزاكم الله خيرا

--------------------------------------------------------

[1] جوستاف لوبون: حضارة العرب، ترجمة عادل زعيتر، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 2000م، ص567- 569.
للمزيد من مواضيعي

 

الموضوع الأصلي : العداء الدفين     -||-     المصدر : مُنتَدَيَاتُ كَلِمَةٍ سَوَاءِ الدَّعَويِّة     -||-     الكاتب : جادي







توقيع جادي
رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آَمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآَمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ (193) رَبَّنَا وَآَتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ ( آل عمران )
جلس أبو الدرداء يبكي بعد فتح جزيرة قبرص لمّا رأى بكاء أهلها وفرقهم، فقيل: ما يبيكيك يا أبا الدرداء في يوم أعزالله به الإسلام؟ فقال: (ويحكم ما أهون الخلق على الله إن هم تركوا أمره بينما هم أمة كانت ظاهرة قاهرة، تركوا أمر الله فصاروا إلى ما ترون




رد باقتباس