View Single Post
   
Share
  رقم المشاركة :10  (رابط المشاركة)
Old 26.10.2010, 13:05
أمــة الله's Avatar

أمــة الله

مديرة المنتدى

______________

أمــة الله is offline

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 24.04.2009
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.944  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
29.08.2013 (18:25)
تم شكره 30 مرة في 26 مشاركة
Default


الجيشان العاشر والحادي عشر

بعد انتصار المسلمين في "مهرة" جمع عكرمة الجيش ليذهب به إلى اليمن، وكان المتجه إلى اليمن جيشان من المدينة؛ الجيش العاشر بقيادة المهاجر بن أمية، والجيش الحادي عشر بقيادة سويد بن مُقَرِّن، وكان سويد بن مقرن متجها إلى تهامة، أما المهاجر بن أمية فوجَّهه أبو بكر إلى صنعاء، وكان بها أغلب المرتدين. وكان قد ظهر في اليمن رجل في عهد الرسوليَدَّعِي النبوة وهو الأسود العنسيّ واسمه عبهلة بن كعب، وتبع الأسودَ العنسيَّ الكثيرُ من المرتدين، وكان النبيأرسل معاذ بن جبل إلى اليمن بعد أن أسلم أهلها ليعلِّمهم ويفقِّههم، وكان أمير اليمن رجلاً يُدعى شهر بن باذان، وظهر الأسود العنسي في إمارة شهر بن باذان وكان معاذ بن جبل t يعلِّم الناس في ذلك الوقت، وقام الأسود العنسي بجيشه على "شهر"، وقتله، وتزوج امرأته، وكانت امرأة صالحة إلا أنه تزوجها قهرًا، واضطهد الأسود العنسي المسلمين فكان يقتل كل من يعرف أنه مسلم، وهرب معاذ بن جبل إلى حضرموت، وانقسم من ثَبُتَ من المسلمين إلى قسمين: البعض هرب مع معاذ إلى حضرموت، وكان واليها من قِبل الرسولاسمه طاهر بن أبي هالة، وكان من صحابة الرسول. ومن بقي في اليمن عامل الأسود العنسي بالتقيَّة، واشتدَّ أمر الأسود العنسي، وكان له جيش كبير، وكان له ثلاثة قادة هم: قيس بن مكشوح، والثاني داذويه، والثالث فيروز الديلمي.

ولما علم النبيبأمر الأسود العنسي وادِّعائه للنبوة، بعثبرسالة إلى معاذ بن جبل؛ ليجمع حوله المسلمين، ويقاتلوا الأسود العنسي حتى يقتله، وبدأ معاذ بن جبل t في تجميع المسلمين، سواءٌ من أخفوا إسلامهم أو من كانوا معه في حضرموت. وفي ذلك الوقت فكَّر القوّاد الثلاثة المرتدُّون أن ينقلبوا على الأسود العنسي ليأخذوا منه قيادة اليمن، فبعث معاذ برسالة إلى قيس بن مكشوح سرًّا وأرسل قيس إلى داذويه، وفيروز الديلمي، واتفقوا على الدخول في الإسلام ليساعدهم جيش المسلمين في تحقيق هدفهم، وهو القضاء على الأسود وجيشه. وكانت امرأة شهر بن باذان التي تزوجها الأسود العنسيّ قهرًا امرأة صالحة وذات دين، وكانت ابنة عم فيروز الديلمي، فراسلها فيروز الديلمي سرًّا لتعاونهم على قتل الأسود العنسي، فوافقت على ذلك وحددت لهم ليلة، وحددت لهم بابًا لا يقف عليه أحد من الحراس، وتسلَّل القواد الثلاثة إلى قصر الأسود العنسي في الليلة المتفق عليها، وفتحت امرأة الأسود الباب بعد أن سقته الخمر، فدخل عليه فيروز الديلمي، فوجده قد سَكِرَ سُكرًا شديدًا، فخنقه بيده حتى ظن أنه قد مات، ولما دخل عليه القواد الثلاثة وجدوه حيًّا، فتقدم إليه قيس بن مكشوح، فذبحه، وخبَّأ رأسه، ثم خرج على أهل صنعاء في اليوم التالي بعد أن جمعهم ليعلن إسلامه، وإيمانه بمحمد، وأن الأسود العنسيّ كذاب ورمى لهم برأسه، فهرب المرتدون، وانقضَّ عليهم المسلمون يقتلونهم. وجاء الطاهر بن أبي هالة بجيشه، وفيه معاذ بن جبل، ودخل اليمن، وعاد الناس إلى الإسلام مرة أخرى، وأرسل المسلمون رسالة إلى النبيبقتل الأسود العنسي، ووصل البريد إلى المدينة صبيحة وفاة النبي، فرجع البريد إلى اليمن ليخبرهم بوفاة النبي، فلما وصلهم خبر وفاة النبيارتدُّوا، وكان على رأس المرتدين قيس بن مكشوح، وبمكيدة منه قتل داذويه الأمير الثاني، وهرب فيروز الديلمي، وهرب معاذ بن جبل t أيضًا إلى حضرموت عند الطاهر بن أبي هالة، وسيطر قيس بن مكشوح ومعه جيش المرتدين على المنطقة مرة أخرى، وعلم بذلك أبو بكر الصِّدِّيق t، فوجَّه إلى اليمن الجيش العاشر، وكان على رأسه المهاجر بن أميَّة.

ولما علم المسلمون في حضرموت خبر هذا الجيش راسلوه وتواعدوا على موعد دخول اليمن، ودخل فيروز الديلمي معهم من داخل صنعاء بجيشه، واجتمعت الجيوش الثلاثة، وقاتلوا قيس بن مكشوح قتالاً شديدًا، وكتب الله النصر للمسلمين فاستسلم قيس بن مكشوح، واستسلم معه عمرو بن معديكرب، وكان من الصحابة إلا أنه ارتدَّ في اليمن، وأرسلهما معاذ بن جبل إلى أبي بكر الصِّدِّيق مع أحد الرسل، وفي الطريق أسلما قبل أن يصلا إلى المدينة، وقَبِل منهما أبو بكر بعد أن عنّفهما بشدة.

أما الجيش الحادي عشر فلم يلقَ قتالاً في منطقة تهامة بعد أن سيطر المسلمون على اليمن, فقد رجع الناس إلى دين الله. وبذلك انتهت حروب الردة، وبفضل الله كتب اللهالنصر للمسلمين في كل المواقع، ولم يبقَ في الجزيرة العربية مرتدٌّ واحد.

بقلم / د راغب السرجاني





Reply With Quote