
26.10.2010, 11:15
|
|
______________
|
|
الملف الشخصي
التسجيـــــل: |
08.05.2010 |
الجــــنـــــس: |
ذكر |
الــديــــانــة: |
الإسلام |
المشاركات: |
3.061 [ عرض ] |
آخــــر نــشــاط |
22.03.2021
(13:42) |
تم شكره 303 مرة في 228 مشاركة
|
|
|
|
|
الرسول يقبل المشورة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه .. وبعد
فقد كانت غزوة بدر الكبرى أول معركة من معارك الإسلام الفاصلة ، وأول لقاء بين دولة التوحيد والإيمان بقيادة محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ودولة الكفر والوثنية بقيادة أبى جهل بن هشام ، وكان المسلمون في عددهم يتجاوزون الثلاثمائة رجل بقليل ليس معهم إلا فرسان وسبعون بعيراً ، بينما جيش قريش يتجاوز الألف مقاتل مجهزين بمائة فرس وستمائة درع وجمال كثيرة لا يحصى عددها 0
وكان خروج المسلمين من المدينة أول الأمر لمواجهة عير قريش الآتية من الشام لعل الله يجعلها من نصيب المؤمنين بما فيها من التجارة والثروات عوضاً عن بعض ما اغتصبه المشركون من أموال المسلمين وثرواتهم عندما أخرجوهم مهاجرين من مكة بغير مال ولا زاد 0
ولم يكن في حسبان المسلمين أن الأمر سينتهي إلى قتال ومواجهة لهذا الجيش الذي أعدته قريش لضرب المسلمين ضربة قاصمة – كما يزعمون – وخرجوا بطراً ورئاء الناس ويصدون عن سبيل الله وكما قال قائدهم أبو جهل : والله لا نرجع حتى نرد بدراً فنقيم بها ثلاثاً فننحر الجزر – جمع جزور – ونطعم الطعام ونسقى الخمر وتعزف لنا القيان ، وتسمع بنا العرب وبمسيرنا وجمعنا ، فلا يزالون يهابوننا أبداً 0
ووجد المسلمون أنفسهم أمام معركة لابد منها ، وتحرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بجيشه ونزل به عند أقرب ماء من مياه بدر ، وهنا قام الحباب بن المنذر كخبير عسكري ، وقال : يا رسول الله أرأيت هذا المنزل ، أمنزلاً أنزلكم الله ليس لنا أن نتقدمه أو نتأخر عنه ؟ أم هو الرأي والحرب والمكيدة ؟ قال : بل هو الرأي والحرب والمكيدة 0
قال : يا رسول الله فإن هذا ليس بمنزل ، فانهض بالناس حتى نأتي أدنى ماء من القوم – أي من قريش – فننزله ونغور – أي نخرب – ما وراءه من الآبار ، ثم نبنى عليه حوضاً فنملؤه ماء ثم نقاتل القوم فنشرب ولا يشربون .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لقد أشرت بالرأي ، فنهض رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجيش حتى أتى أقرب ماء من العدو فنزل عليه ، ثم صنعوا الحياض وغوروا ما عداها من الآبار 0
إن الحباب بن المنذر كان حكيماً عند إبداء مشورته فهو يسأل أولاً إن كان المنزل الذي نزل فيه رسول الله بناءً على وحى من السماء فليس لأحد أن يغيره أو يبدى الرأي فيه ، فإن الالتزام بأوامر الله من موجبات الإيمان ، أما إذا كان من الرأي والاجتهاد والمكيدة للعدو فهو قابل لإبداء الرأي فيه والمشورة بخلافه ، فلما أخبره رسول الله بأن الأمر يقبل إبداء الرأي أشار الحباب بما أشار به من الرأي الذي رضيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأثنى عليه ونفذه 0
وذلك درس من دروس الإيمان يجب على كل مسلم أن يعيه وأن يفهمه وأن يلتزم به 0
والرسول القائد النبي المرسل المعصوم يقبل مشورة هذا الجندي ويعدل عن رأيه هو وينفذ ما أشار به الحباب بن المنذر وذلك درس آخر من دروس القيادة الرشيدة التي تقبل الرأي الصائب مهما كان صاحبه ، ولكم في رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسوة الحسنة 0
|