كل ما تفضلت به من الإيضاح لا خلاف فيه وهو كما ذكرتم - تأييدا لما ذكرته - من قبل إجتهاد علماء ثقاة
لكن ليس من ضروريات العقيدة الصحيحة التي تبرأ بها ذمتي من الكفر والتعطيل وغيرها مما لا يرضي الله تعالى أن أقول أن الله تعالى في مكان عدمي
فلو كان ضروريا لذكره الله تعالى لنا ولنبهنا عليه رسولنا
وأنا كمسلمة أسعد عندما أقول أنَّ الله تعالى الرحمن الرحيم على استوى عرشه استواءا يليق بجلاله
وكما تعلمنا : أنَّ الاستواء معلوم والكيف مجهول والسؤال عنه بدعة والإيمان به واجب
وعندما أقول مثلا الله تعالى وسع كرسيه السموات والأرض ولا يؤده حفظهما وهو العلي العظيم
أعلم قول المصطفى
( ما السموات السبع مع الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة ، وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على الحلقة )
وأتعامل مع أسماء الله تعالى في إطار ليس كمثله شئ وهو السميع البصير
لا تعطيل ولا تكييف ولا تشبيه وأعلم أنَّ لعقلي حدودا يجب أن يقف عندها
وحدوده التفكر في نعم الله تعالى ومخلوقاته والبعد كل البعد عن التفكر في ذات الله تبارك وتعالى
فالله تعالى ( يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا (110)طه )
وأحتسب الأجر من الله تعالى على ذلك
وأمّا إجتهاد شيخ الإسلام رحمه الله مع الفلاسفة والملاحدة وغيرهم من الفئات الضالة فله أجره عليه
لكنه لا يلزمني الإلتزام بلفظه هو بل يكفيني ألفاظ القرآن الكريم
فلم يرد عن الحبيب
أنَّه قال للجارية التي قالت عن الله تعالى أنَّه في السماء مع إشارتها إلى أعلى ( قولِ أنَّه في مكان عدمي )
ومع قوله تعالى ( وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطًا (126)النساء )
( وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ (67)الزمر )
مما دل على أنِّ المقصود اثبات صفة العلو فقط لا المكان بعينه في السماء
ووالله إنَّي مع احترامي وتقديري لعلماء الإسلام وفي مقدمتهم ابن تيمية وتلميذه النجيب ابن القيم ومعرفة فضلهما على الأمَّة وأنهما أئمة في محاربة الإبتداع
فإنَّ قلبي وعقلي لا يطاوعني على هذا القول - رغم فهمي لما رمى إليه شيخنا من استخدامه - فأنا لن أخسر شيئا إن لم أقله
لأن الله لم يطالبني به بوضوح تام في كتابه ولا على لسان نبيه كما هو الحال في ديننا العظيم الكامل الوافي التام خاصة في أمور العقيدة
وفي العقيدة تحديدا - كما علمتمونا - مرجعنا فقط الكتاب والسنة بفهم سلف الأمَّة في خير القرون
إنَّ أجمل ما في إسلامنا البساطة و اليسر والوضوح مما كان سببا في أقبال الناس على الدخول فيه أفواجا والحمد لله