اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :19  (رابط المشاركة)
قديم 28.06.2009, 02:27

Dr-AlGharieb

عضو

______________

Dr-AlGharieb غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 10.04.2009
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة:
المشاركات: 27  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
30.08.2009 (03:21)
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
افتراضي رد: هل نُثْبِت لله عز وجل الجهة والمكان أم لا؟


السلام عليكم.
بالنسبة للفظ المكان والجهة والحيز والجسم ..الخ من الألفاظ الموهمة فهذه لا تذكر إلا مقيدة كما ذكره الأخ ابن عراق نقلا عن شيخ الإسلام في كتابه التدمرية وكذلك نقله في مواضع من مجموع الفتاوي ..وهذا هو الحق وما ذكره شيخ الإسلام كان في باب الرد على الأشاعرة النفاة للمكان مرتبين عليه نفي استواء الله على عرشه واستقراره عليه وعلوه وارتفاعه وصعوده ..
وأنا أقول دعوى الاجماع على ذكر المكان العدمي والجهة العدمية بهذا اللفظ دعوى عارية عن الصحة..ولم أقف فيما اطلعت عليه من كتب في العقيدة لشيخ الاسلام وغيره أن أحدا من السلف ذكر المكان العدمي في كلامه إلا ما ذكره عن ابن رشد الحفيد الفيلسوف المعروف.
ولذلك أخبر الإمام أحمد أن دعوى الإجماع في كثير من المسائل غير موجود فمن الذي قد أحاط علما بكل أقوال العلماء وهذا ما قرره ابن القيم في كتابه إعلام الموقعين عن رب العالمين..
إذن نتوصل إلى نتيجة أن الأصل عدم إطلاق المكان العدمي والجهة العدمية في تقرير العقيدة لعدم ورودها بهذا اللفظ في الكتاب والسنة بل ولا كلام السلف الصالح وهاكم كتب السلف منتشرة بيننا ما وقفنا على كتاب واحد لهم ينقل فيه لفظ الجهة العدمية أو المكان العدمي ولما أقول كتب السلف أعني بهم كتب السلف المسندة ككتاب الالكائي والآجري وابن بطة والدارمي والامام أحمد في رده على الزنادقة وكتاب السنة للخلال ومثله لعبدالله بن الإمام احمد والبينة على من ادعى.
نتوصل كذلك إلى أن هذا اللفظ ذكره شيخ الإسلام في ردوده على المعطلة النفاة لعلو الله بدعوى أن المكان مخلوق فلا يجوز تحيز الخالق فيه .
ثم نتوصل كذلك إلى أن هذا الكلام لا يذكر للعوام عند تقرير العقيدة لأمرين..أحدهما عدم وروده في الكتاب والسنة والثاني عسر فهمه عليهم.
ويدلل على كلامي هذا أن شيخ الإسلام ابن تيمية نفسه لم يتطرق للمكان العدمي والوجودي ومثله الجهة في كتابه العقيدة الواسطية لأنها مرسلة إلى أهل بلد عامتهم من العوام وكان هدفه هو تقرير العقيدة السلفية الصحيحة من غير دخول فيما استحدث من ألفاظ تحتمل الصحة والبطلان.
إذن الخلاصة باب تقرير العقيدة للعوام يختلف عن تقريرها في الرد على شبهات المخالف ودحض أقواله بأسلوبه ومنطقه الذي يعتمد عليه.
نقطة أخيرة أهل علم الكلام كانوا من الأذكياء ولذلك قال عنهم الذهبي أو غيره أهل علم الكلام أوتوا ذكاء ولم يؤتوا زكاء فعقولهم لم تنفعهم وأفكارهم زلت بهم لذلك قال قائلهم:
نهاية إقدام العقول عقال وغاية سعي العالمين ضلال الخ وهو الرازي.
ثم إن الأشاعرة والماتريدية لم يضلوا في الصفات فقط بل خالفوا في الإيمان والقدر ومصادر التلقي وغيرها من أمور ذكرها الشيخ دالدكتور سفر الحوالي حفظه الله في رسالته في الرد على الأشاعرة ..وكما هو معروف في كتبهم كشرح البيجوري على الجوهرة وكتاب المحصول للرازي والتوحيد لأبي منصور وغيرها.والله الموفق