اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :2  (رابط المشاركة)
قديم 19.10.2010, 14:00

الاشبيلي

مشرف أقسام النصرانية و رد الشبهات

______________

الاشبيلي غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 23.04.2009
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 2.798  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
12.01.2024 (10:38)
تم شكره 157 مرة في 101 مشاركة
افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: }وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ{
أقسم تعالى بالعصر وهو الدهر الذي هو زمن تحصيل الأرباح والأعمال الصالحة للمؤمنين وزمن الشقاء للمعرضين, ولما فيه من العبر والعجائب للناظرين([1]).
وقد عرض القرآن الكريم والسنة المطهر للزمن, قيمةً وأهميةً وأوجه انتفاع وأثراً, وأنه من عظيم نعم الله التي أنعم بها سبحانه...
يقول الله تعالى في بيان هذه النعمة العظيمة التي هي من أصول النَّعم: }وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ{[النحل: 12].
ويقول جل وعلا: }وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا{ [الفرقان: 62].
ولبيان أهمية الزمن وأثره, نجد أن المولى سبحانه يُقسم بأجزاء منه في مطالع سورٍ عديدة:
فيقسم بالفجر: }وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ{ [الفجر1-2].
ويقسم بالليل والنهار }وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى{ [الليل 1-2].

([1]) حاشية ثلاثة الأصول صـ 7.


ويقسم بالضحى }وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى{ [الضحى 1-2].
وقَسمُه سبحانه بأجزاء الزمن تلك كان لفتاً للأنظار نحوها, لعظيم دلالتها عليه, ولجليل ما اشتملت عليه من منافع وآثار([1]).
فلا شيء أنفس من العمر, وفي تخصيص القسم به إشارة إلى أن الإنسان يضيف المكاره والنوائب إليه, ويحيل شقاءه وخسرانه عليه, فإقسام الله تعالى له دليل على شرفه, وأن الشقاء والخسران إنما لزم الإنسان لعيب فيه لا في الدهر, ولذلك قال r: " لا تسبوا الدهر, فإن الله هو الدهر"([2])0
وعمر الإنسان القصير والذي لا يتجاوز عشرات معدودة من السنين سيُسأل عن كل لحظة فيه وعن كل وقت مر عليه وعن كل عمل قام به.
قال r "لا تزول قدما عبدٍ يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع خصال: عن عمره فيم أفناه؟ وعن شبابه فيم أبلاه؟ وعن ماله من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟ وعن علمه ماذا عمل فيه؟".
لن تزول قدما العبد في هذا الموقف العظيم حتى يحاسب عن مدة أجله فيما صرفه.. وعما فعل بزمانه ووقت شبابه بخاصة فإنه أكثر العطاء وأمضاه, وهو تخصيص بعد تعميم, لأن تمكن الإنسان

([1]) سوانح وتأملات 15.

([2]) تفسير غرائب القرآن.







رد باقتباس