القس يعقوب حنا
لما بتيجي على الكتاب المقدس نقولها بتصوير عقلاني ولما بتيجي على غيرنا نقولها بصورة ثانية
ثانيا : أدعى " هوايت " أن القصص الواردة فى التوراة مأخوذة من أساطير الديانات الوثنية القديمة مع إدخال بعض التحريفات عليها 0 وأن " موسى " هذا قد تمثله : أوزوريس عند المصريين ، وبكخوس عند العرب وابولون عند الرومان 0
وللرد على ذلك نورد الآتى :
· بديهى جداً لاتخلو العصور التى سبقت توراة موسى ، وكذا الأماكن الأخرى ، من مؤمنين بالله الذى يعرفون كثيراً عن الأمور التى ترضيه أو تغضبه 0 فإذا تشابهت بعض المعتقدات بينها وبين ما كتبه موسى، يكون ذلك بسبب التجاور والانتقالات بين هذه البلدان 0 وان وان كان ما يعتقدوه قد اعتراه بعض الانحرافات 0
· ثم أن هناك الناموس الطبيعى الذى زرعه الله فى ضمائر خليقته ، فإذا حدثت المشابهة ، لا تعنى نقص احدهما أو اقتباس واحدة من الأخرى كدليل انقصانها 0 بل أتت هذه وتلك وحياً من الله وإن اختلفت الوسيلة والتدبير والشكل 0
· ما روته أساطير الوثنية لا يخلو بأى حالِ من الخرافات والمبادىء الخاطئة التى ترجح إما عبادة وثنية شيطانية ، أو تمجيد شخص والارتفاع به إلى مستوى الألوهية ، فأين هذه الخرافات والوثنيات من استقامة وصحة الوحى الالهى بما كتبه موسى أو غيره ؟
· ولماذا نفترض الجزم بأن ما أتت به هذه الشعوب فى أساطيرها سابقاً لما كتبه موسى ؟ أليس من الإنصاف أن نقول ونقرر أن موسى كتب أولا وبسبب الجوار أخذت منه هذه الشعوب قصصها الخرافية ؟
ثالثا : وهذه دعابة 00 ساخرة 000 تدعو للاشمئزاز 000 إذ ادعى فولتير عدو الدين ، أنه لا وجود لموسى هذا بالمرة ، بل هو شخصية خيالية وأن كل ما كتبه هو قصص خيالية 0
ونرد عليه باجماع التاريخ ، وكل شعوب العالم ، المصريين والفينيقيين ، والأشوريين واليونان والرومان ،، على حقيقة شخص موسى فى التاريخ الدينى للبشرية 0
ونظرة واحدة شاملة لكتب الأديان تجده مذكوراً عند اليهود والاسلام ، والمسيحية بالطبع
أما إن كان فولتير قد رأى أن فى أبطال الشعوب من يشبه موسى ، فهذا لا يعنى عدم وجود موسى 0 بل يؤكده 0 وندلل على ذلك بأنه إن كان نيرون الطاغية قد أحرق روما لكى يرى صورة واقعية لحريق ترواده التى أحرقها أوليس ملك اليونان وجيشه ، فهل ينفى عمل نيرون هذا وجود أوليس ؟ بالطبع لا بل يؤكده كما ذكرنا 0
--------------------------------------------------------
" كل الكتاب هو موحى به من الله " ( 2 تى 3 : 26 )
وقد كان يكفى شاهد واحد فقط ليبين لنا قوة الوحى وأصالة مصدر وأهمية أن نصدقه ، ولكن لبرهان عقلى اكثر يفيد المتشككين من ابنائنا والمشككين من أعداء كتابنا المقد ، ولمزيد من الأقناع القلبى والعقلى لكل دارس ، لندرس بتمعن أدلة أخرى توكد عظمة وقوة واصالة الوحى فى كتابنا وعقيدتنا 0
ما هو الوحى ؟.
هو ذلك التأثير الفائق للطبيعة ، الذى يعمل به روح الله فى عقل بعض الناس الذين يختارهم الرب لشهادة مكتوبة أو مسموعة – ليسوقهم الى اشهار الحق 0 وهذا الحق قد يكون اما حقائق روحية حدثت وتحدث ، أو حوادث مستقبلية 0 تعلن كلها شفاهة للسامعين أو كتابة للقارئين 0 مظهرة فى كل تدبير حكمة الله ومشيئته وحقه 0
الوحى والصفات الطبيعية فى الشخصية
الوحى الالهى رغم عظمتة وارتفاعه ولا محدودية مصدره ، الا انه لا يلغى شخصية الكاتب ، انما يؤثر عليه بالروح القدس ، تأثيرا كما قلنا فائق للطبيعة والادراك ، بحيث يستعمل ما عنده من قوة وصفات ومواهب ، يستعملها كلها وفق ارشاد الله 0
وهذا الاحترام والتقدير من الله لمواهب الانسان الطبيعية ، ومهاراته العقلية ايضا اللغوية ، هو الذى أوجد ذلك التمايز الواضح بين نمط الكتابة عند الكتاب المتنوعين لأسفار الكتاب المقدس 0 فنرى :
علماء : يكتبون مثل موسى وسليمان
وفحصاء : مثل اشعياء وارميا
عاميون مثل عاموس ( جانى الجميز ) 0
كل هؤلاء صاحبهم الروح القدس ، لم يلغ شخصياتهم بل عصمهم من الزلل اثناء الكتابة ، فكتبوا وأعلنوا حق الله مطابقا تمام لما يريده الله ، كل يحسب مواهبه وشخصيته ومهاراته اللغوية والعقلية والثقافية 0
ومما يجب علينا مطالعته والتعجب منه ، أن نرى كتبة الأسفار مطمئنين وعديمى الخفة عندما كانوا يكتبون فى أعجب الأمور 0 وهذا وجه من أوجه التمييز بين الوحى والبشر 0 فان الوحى يجعل الكتاب يضبطون أنفسهم دون عناء أو أنين 0 وكانت لهم فرص عديدة وغير عادية لاطالة الكلام فى روايات معينة ولكنهم امتنعوا 0 هذا اذن ليس من انسان بل من الله 0
وعن أسلوب الكنابة فما أعجب بلاغته ، تجد السهولة التى كانوا يعتبرون عن الأفكار 0 تجدهم يحكمون حكما قاطعا فى أغمض المواضيع وأعمقها سرا وأبعدها جدا عن أفكار البشر ، ذلك بدون خطأ أو تأخر أو تكلف ولاتردد أو شل 0 الأمور التى كنا ننتظرها منهم لو كانوا متروكين لقواهم الضعيفة المحدودة فقط ، لقد كانوا يتكلمون ويكتبون بسلطان الهى مسوقين من روح الله ليعلنوا حق الله فقط 0
من ذلك نفهم أنه لا معنى مطلقا لآلية الوحى والكتابة ، أو ميكانيكيته ، أن يغيب الوحى الانسان ويدخله فى حالة من ضياع العقل ، هذا باطل ولا معنى له سوى حتمية الشك فى وحى كهذا 0 ليفهم القارىء
ترجمة الوحى
الوحى الحرفى ( الذى فيه يلغى الله شخصية الانسان ويغيب عقله )
اقتبس السيد المسيح عبارات وردت فى أسفار موسى :
" فقال لهم يسوع : أنظر لا تقل لأحد ، بل أذهب أر نفسك للكاهن وقدم القربان الذى أمر به موسى شهادة لهم " ( مت 8 : 4 )
وهذه وردت فى ( لا 14 : 4 و 10 )
قارن ايضاً : ( مت 19 : 8 ) ؛( مر 10 : 5 )مع ( تث 24 : 1 ) ، ( مر 7 : 10 ) مع ( خر 20 : 12 ) ، ( مر 12 : 26 ؛ لو 20 : 37 ) مع ( خر 3 : 6 ) 0
كذلك اعتبر العهد الجديد أن القراءة فى الناموس هى القراءة فى موسى :
" لأن موسى منذ أجيال قديمة له فى كل مدينة من يكرز به إذ يقرأ فى المجامع كل سبت "
( أع 15 : 21 )
الرموز فى سفر التكوين
قدم لنا السفر – إلى جانب النبوات – شخصيات وأحداث عديدة رمزت بوضوح للمخلص والفادى ربنا يسوع المسيح نستعرضها هنا :
1- شجرة الحياة التى فى وسط الجنة ( تك 3 : 23 )
2- بدأت العبادة بعد السقوط بتقديم الذبائح ، إشارة إلى دم يسوع المسيح بكونه الذبيحة الفريدة ، الذى به وبدمه فقط نقترب إلى الله 0
3- فلك نوح والطوفان ، رمز للمسيح واهب الحياة والتجديد للطبيعة البشرية ، بالمعمودية
4- تقدمة ملكى صادق إشارة صريحة جداً لكهنوت السيد المسيح ، وكونه قد ذاته خبزاً وخمراً ، جسداً ودماً أقدسين ( تك 14 مع عب 8 )
5- تقديم ابراهيم اسحق ابنه ذبيحة ، إشارة إلى مسرة الآب أن يسحق إبنه ، ذبيحة عنا 0
6- طاعة اسحق مثال عجيب لطاعة المسيح حاملاً صليبه ( تك 22 ، مع فى 2 : 8 )
توايخ هامة فى
1- المسيح هو نسل المرأة الذى يسحق رأس الحية
" أضع عداوة بينك وبين المرأة وبين نسلك ونسلها 0 هو يسحق رأسك وأنت تستحق عقبة "
( 3 : 15 )
تجد اتمام هذه النبوة فى ( غلا 4 : 4 ؛ لو 2 : 7 ؛ 1 يو 3 : 8 ؛ رؤ 12 : 9 )
وهذه النبوة بالذات تشير إلى ولادته من عذراء بدون زرع بشر ( حاول أن تدرس ذلك ) 0
2- المسيح من نسل ابراهيم
" وابراهيم يكون أمة كبيرة وقوية وبتبارك به جميع امم الأرض " ( 18 : 18 )
" وبتبارك فى نسلك جميع أمم الأرض " ( 22 : 17 ، 18 )
وتجد اتمام هذه النبوة فى ( مت 1 : 1 ؛ لو 3 : 34 ؛ أع 3 : 25 ؛ غلا 3 : 16 )
3- المسيح من نسل اسحق
" بل سارة إمراتك تلد لك ابناً وتدعو اسمه اسحق 0 واقيم عهدى معه عهداً أبدياً لنسله من بعده "
( 17 : 19 )
وتجد اتمام ذلك فى ( مت 1 : 1 ، لو 3 : 34 )
1- نير و عبودية المصريين إشارة إلى نير الخطية وعبوديتنا للشيطان ، ما قبل معموديتنا وخلاصنا 0
2- كما خلصهم الرب بموسى محررهم ، هكذا خلصنا المسيح وحررنا 0
3- الخروج رمز لحريتنا وتركنا لواقع الخطية والشر 0
4- دم خروف الفصح الذى أنقذهم إشارة لدم المسيح ، واسطة فدائنا 0
5- تعقب فرعون للهاربين ( خر 14 : 8 ، 9) رمز لتعقب قوى الشر لنا مت نسمية بالحرب الروحية 0
6- شق البحر الأحمر ( 14 : 21 ) معموديتنا ، وخلاصنا من الضيقات 0
7- عمود السحاب والنار ( 14 : 19 ، 20 ) إشارة للحضور الإلهى فى رحلة غربتنا 0
8- ترنيمة موسى ( 15 : 1 – 9) تهليل حياتنا بالخلاص ( الهوس الأول )
9- مارة وايليم ( 15 : 23 –27 ) إختبارات فى حياتنا الروحية 0
10- قدور اللحم ( 16 : 3 ) اللذات الحسية التى تحاربنا 0
11- المن ( 16 : 4 ) جسد المسيح حياتنا وزاد طريقنا إلى السماء 0
12- ماء الصخرة ( 17 : 6 ) المسيح ينبوع المياه الحية ، معطى الروح القدس 0
13- حروب عماليق ( 17 : 6 ) مطاردة إبليس لنا وحسده إيانا 0
14 رفع يدى موسى ( 17 : 9 ) أهمية الصلاة مجلبة النعمة فى الحروب 0
15- نضال يشوع ( 17 : 9 ، 13 ) أهمية أن نجاهد ونعمل للنصرة 0
16- خيمة الإجتماع ( 25 –27 ) الكنيسة فى حياتنا ، مكان لقائنا مع الله 0000 وكلها رموز روحية نعرفها فى وقتها :
17- الوصايا والشريعة ( 20 ، 21 ) نور لحيتنا مثلنا سلمنا المسيح دستور المسيحية فى الموعظة على الجبل ، وباقى وصاياه وتعاليمه 0
8- فى ( تك 18 : 1 ) ذكر أن الرب ظهر لإبراهيم 0 وفى ( عب 13 : 2 ) قال عنهم بولس أنهم ملائكة 0
الرد : كلمة الرب تعنى السيد ، ومن اتلممكن أن يكون ذلك السيد ملاكاً او انساناً ، ففى اللغة العبرية والآراميه لا يقصد بها دائماً الله " يهوه " 0
فبلا شك ، الذين زاروا إبراهيم كانوا ملائكة ظهروا بشكل رجال 0 ولايمكن اعتبار هذه الحادثة تجسدا ً للمسيح فى العهد القديم ، فهذه بدعة تسمى " بالوجود السابق " Preexistance فجسد المسيح أخذه من العذراء مريم وهو جسده الوحيد الذى به عاش وصلب ومات وقام وصعد 00 وهو الذى يأتى به فى مجده ليدين العالم 0
ب) العليقة المشتعلة بالنار .
فهى إعلان عن سر التجسد الإلهى 0 وأقوى دليل على وحدانية الطبيعة فى المسيح 0 لاهوته متحد بناسوته بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تقسيم ولا تغير 0 وهى من ناحية أخرى إشارة للعذراء القديسة مريم كما نعلم
ج) الله يعلن عن اسمه
إذ قال لموسى لما سأله عن إسمه :" أهيه الذى أهيه " ومعناها " الكائن الذى هو " ( خر 3 : 14 ) 0 وهى ما قاله المسيح عن نفسه " أنا هو "
" قبل ان يكون إبراهيم أنا كائن " ( يو 8 : 58 ) وقد تكرر الإسم كثيراً فو سفر الرؤيا ( 1 : 4 ؛ 4 : 8 ؛ 11 : 16 ، 17 ؛ 16 : 5 ) 0
د) خروف الفصح
وما أدق رمزتيه للسيد المسيح من وجوه عديدة 0
1- شاة ذكر كامل ابن سنة ( 12 : 5 ) وهكذا قد المسيح نفسه بلا عيب كامل السن وهو الذى قال عنه أشعياء
" كشاة تساق إلى الذبح ومثل حمل بلا صوت أمام جازيه فلم يفتح فاه "
اما كونه بلا عيب فقد قال عن نفسه : من منكم يبكتنى على خطية ؟ 00 بل وكل من رآه وناهضه كان يتعجب من كونه جميلاً ايضاً وبلا عيب حتى شهد بذلك بيلاطس نفسه فى رسالته للقيصر 0
وعنه قال بطرس الرسول " عالمين أنكم افتديتم 000 لا بأشياء تفنى 000 بل بدم كريم كما من حمل بلا عيب ولا دنس ، دم المسيح " ( 1 بط 1 : 18 )
2- يكون تحت الحفظ إلى اليوم الرابع عشر من نيسان ( خر 12 : 6 ) وهذا تممه المسيح بصفه حرفية إذ مكث من اليوم العاشر إلى الرابع عشر فى ربوع أورشليم يحاورونه ويجادلونه كمن يفحصونه إعداداً للذبح !
3- يذبحه كل جمهور اسرائيل فى العشية ( 12 : 6 ) 0
وهذا ما تم ، إذ خرجوا عليه مع الجند وقبضوا عليه عشية آلامه ، وربما تشير ايضاً إلى جمهرتهم عليه يوم صلبوته ، واصرارهم على تهيج بيلاطس للأمر بقتله مصلوباً ،
سفر التكوين
الخليقة 5500 قبل الميلاد بحسب حساب كنيستنا
نوح لا يعرف تاريخه على وجه التحديد
ولادة ابراهيم 2166 ق 0م0
ابراهيم يدخل كنعان 2091 ق 0م0
ولادة أسحق 2066 ق 0م0
ولادة يعقوب وعيسو 2006 ق 0م0
هروب يعقوب إلى حاران 1929 ق 0م0
ولادة يوسف 1915 ق 0م0
يوسف يباع عبداً 1898 ق0 م
يوسف يحكم مصر 1885 ق 0م0
موت يوسف 1805 ق 0م0
7- السلم الذى رآه يعقوب ( تك 28 ) إشارة لصليب المسيح الذى به وعليه ندخل السماء 0 بعدما صارت لنا المصالحة ( 2 كو 5 : 18 ؛ أف 2 : 16 ) 0
8- أما حياة يوسف فهى غنية بالرموز إلى شخص ربنا يسوع :
· كونه الإبن المحبوب لأبيه يعقوب ، هكذا المسيح مسرة الآب
· قميص يوسف الملون ، إشارة لكنيسة المسيح الغنية بالمواهب
· نزول يوسف بمحبة لإفتقاد أخوته ، مثال لنزول المسيح لنا
· القاء يوسف فى الجب وبيعه كعبد ، يرمزان لنزول المسيح إلى الجحيم ، وكذا خيانة يهوذا له
· سقوطه – يوسف – تحت العبودية فى مصر بلا ذنب ، إشارة إلى صيرورة المسيح عبداً لأجلنا بلا ذنب اقترفه ؛ فهو القدوس
· إنقاذ يوسف لمصر من الموت جوعاً ، إشارة إلى إنقاذ المسيح لنا وكانت الحكمة هى محرك الإنقاذ ومحوره
يدعي القمس