أن الطريق إلى الآخرة مثل الطريق الحسية .. مثل الطريق الحسية الواقعية على الأرض.. أي كأنك قادم من ميدان الجيزة إلى مسجد الرحمة .. هذا طريق .. وأنت تمر تمر بمحطات .. أول محطة عند منطقة نصر الدين .. ثم منطقة ويمبي .. ثم منطقة المساحة ... أنا لا أعلم المناطق جيداً .. قولوا ثم منطقة مدكور ... حتى تصل إلى منطقة الطالبية ومنها إلى هنا .. هذه محطاااات..
كذلك الطريق إلى الله هناك محطااات .. بها أعلام تعرف كيف تصل بها إلى الله ..أول محطة قد تكلمنا عنها هي في صيف كانت ماذا ؟.. كانت اليقظة .. أول مدرجة من مدارج السالكين ومنزلة من منازل السائرين إلى الله كانت اليقظة .. أي نحن نستيقظ .. ونصحى ومن ثم البصيرة ؛ ومن ثم العزم ؛ ومن ثم المحاسبة ؛ ومن ثم التوبة .... مناااازل تنزل منزلة منزلة .. منازل واقعية تراها بماذا ؟ .. بالعلم .. اللهم علمنا ما جهلنا .. منزلة منزلة .. واحدة تلو أخرى كلما نزلت منزلة عرفتها وعشتها تنتقل إلى التي تليها .. إذا انتهيت تنتقل إلى التي هي بعدها ... فهذا العلم يوريك أعلام الطريق .. وفي نفس الوقت يذكر لك آفات هذه المسالك .. لذلك أقول كثيراً يا شباب .. أسأل الله أن يهدينا وشباب المسلمين ..
مصيبتكم يا شباب ..بليتكم يا شباب .. فتنتكم يا شباب... أنكم لا تجدون من يأخذ بأيديكم ليدلكم على مزالق هذا الطريق .. الطريق إلى الله .. أنك تسير لوحدك ، وتتخبط،وتجتهد بنفسك ، فلابد من أن يفعل هذا ..أن يقع مرة ويقوم مرة .. ويقع مرة ويقوم مرة .. هو سبيله أن يصل إن شاء الله ؛
كما قال الله عز وجل أن الله كتب على نفسه هداية هؤلاء أنه سيهدي المؤمنين المتقين :{ إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ } [ النحل/128]
معك .. سيرشدك حسب اجتهادك .. ولكن هذا غير من يؤخَذ بيده فيصل إلى الله ..
القوة العلمية أن تتعلم .. يعرف هذا الطريق والقوة العملية أن يسير حقيقةً ..أن يمشي فعلا بل السير هو حقيقة القوة العملية ،فإن السير هو عمل المسافر وكذلك السائر إلى ربه إذا أبصر الطريق وأعلامها ، وأبصر المغابر والوهاد والطرق الناكبة عنها ؛ فقد حصل له شطر السعادة ، أليس كذلك يا شباب ؟.. لو أنك علمت أي عرفت الطريق فإنك قد حصلت على نصف السعادة ؛ لأن السعادةَ .. قسمان : علم وعمل ، فإذا حصلت العلم ؛ بقي العمل ..
إذا حصلت العلم فقد بقي العمل .. فقد حصل له شطر السعادة والفلاح وبقي عليه الشطر الآخر .. ما هو؟.. أن يضع عصاه على عاتقه ويشمرَ مسافراً في الطريق .. أي إذا علمت تبدأ تضع العصاه وتضع فيها الزاد والزواد وماذا تفعل.. تنطلق إلى الله .. تنطلق حقيقةً إلى الله .. إنطلاقةً حقيقيةً إلى الله سبحانه وتعالى ،ويشمر مسافراً في الطريق قاطعاً منازلها منزلة بعد منزلة ..فكلما قطع مرحلة .. استعد لقطع أخرى .. وكلما قطع مرحلة ؛ استشعر القرب من المنزل فهانت عليه مشقة السفر ، أي كلما تقطع مرحلة انتقلت من منزلة المحاسبة إلى منزلة التوبة ، تحس أنك اقتربت من الله أكثر ..فإذا استشعرت نفسه كلال السير ورفضت وتمنعت مواصلة الشد والرحيل؛ وعدها قربَ التلاقي وبرد العيش عند الوصول ..
نفسك ستقول لك إلى متى سنظل في هذا التعب ؟.. قيام ليل ..وتسميع حضورتعلم علم ..حفظ .. وتسميع حضور مجالس .. ودعوة إلى الله إلى متى سنظل في هذا الهم؟... لم لا تنام؟.. ففلان نااائم وفلاان نائم ، وفلان يلعب وفلان ذاهب وفلان قادم .. وتذكر لك أسماء نفسك ، تقول لها ...يا نفس إنما الدنيا ساعة .. فصبر جميل .. فصبر جميل
اصبري.. ولذلك في وصية لقمان لإبنه ..يا شباب يقول لقمان لابنه: إن الإيمان قائد والعمل سائق .. والنفس حرون ماذا يقول لابنه ماذا .. إن الإيمان قائد في الأمام .. والعمل سائق من الخلف .. والنفس دابة ولكنها دابة ماذا؟.. دابة حرون .. ماذا تعني حرون؟.. دابة حرون أي لا تسمع الكلام .. تقل لها سيري يمينا فتسير يسارا .. تحركي سريعا فتقف .. تبرك وتقعد على الأرض ..فالنفس حرون ..
فإن فتَر سائقها .. من الخلف ضلت عن الطريق وإن فتر قائدها حرنت ..
لابد أن تعلم هذا .. أن الإيمان قائد .. الإيمان في الأمام .. لابد الإيمان نسميه هنا.. كلنا نعلم أن الإيمان علم وعمل .. الإيمان قول وعمل ، لابد فهذا الإيمان قائد يقود لأنه علم ... والعمل سائق يسوقها من الخلف .. كما ترى دابة لا تريد أن تمشي فتجد واحداً يمسك اللجام من الأمام .. وواحد يمسك بعصا من الخلق ، إذا فتر السائق الذي يضرب من الخلف .. ماذا يحدث؟.. تضل ..
وإن فتر القائد حرنت .. فإذا اجتمعت استقامت .. اللهم أرزقنا الاستقامة .. إن النفس إذا أُطمِعت طمِعت ، وإذا فوضّت إليها أساءت .. ، وإذا حملتها على أمر الله صلُحت .. وإذا تركت الأمر إليها فسدت
هذه هي النفس ...
..اللهم أصلح نفوسنا .. النفس هكذا حالها .. مصيبتها الكبرى أن هذه النفس كما ذكر هنا لقمان إذا أُطمِعت ..طمِعت إذا أطمعتها فيك ماذا يحدث؟.. تطمع ، كما قلنا قبل هذا أنك تريد أن تقوم في الفجر أو تريد أن تقوم الليل فتقوم قبل الفجر بساعة ..فستيقظ لتجد الساعة الرابعة فتقول حسنا بقي ساعة على الفجر فيقوم ليصلي ركعتين .. نفسك تقول لك .. إلى أين أنت ذاهب ؟ وأنت تزيل غطاءك من عليك .. تقول لها أني سأقوم لأصلي ركعتين .. النفس تقول لك : الجو بااارد ولم تنم بالنهار جيداً ولديك عمل بالصباح ، نااام وصلي الفرض .... فتذهب لتضع عليك غطاءك مرة ثانية ..ونايم خخخخخخخخ تستيقظ لتجدها التاسعة صباحاً ، أين الفجر ؟؟؟... إنها إذا أُطِمعت طمِعت تستيقظ في أذان الفجر فتقول لك : يكفي .. لابد أنهم قد أقاموا الصلاة فلتصلي هنا في البيت ... فتسمع كلامها ، إذن خمس دقائق مادمت ستصلي بالبيت إلى أن يفرغ الحمام .. لتجد الساعة أصبحت العاشرة .. فتذهب مسرعاً لتلحق بالعمل ولا تصلي.. وتصبح تاركاً للصلاة والعياذ بالله .كافراً ..
إذا أٌطمِعت طمعت .. وإذا فوضت إليها أساءت
إن النفس لأمارة بالسوء هكذا قول ربنا - عز وجل .. إذا فوضت إليها أي تركت لها الأمر التي تريده تسئ وإذا حملتها على أمر الله صلحت ..إذا شددت عليها وحملتها على أمر الله تنصلح وإذا تركت الأمر إليها فسدت .. فاحذر نفسك واتهمها على دينك .. احذر نفسك على نفسك واتهمها كلما تقول لك نفسك شيئا .. مثلا تقول لك الظهر فلتنم ساعتين لكي تستطيع أن تقوم الليل .. قل لها.. لا
__________________ يتبع.....
توقيع راجية الاجابة من القيوم |
|