اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :2  (رابط المشاركة)
قديم 26.09.2010, 18:57
صور جادي الرمزية

جادي

مشرف عام

______________

جادي غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 14.08.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.885  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
08.10.2020 (20:27)
تم شكره 130 مرة في 82 مشاركة
افتراضي



الحمد لله كما امر واصلي واسلم على سيد الخلائق والبشر سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم


احتوت هذه الشبهة على ثمانية امور طرحها صاحبها طاعنا بحكمة الله وعدله واعطى مثالا على ذلك حسب اعتقاده بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم متسائلا لماذا هو اخر الانبياء والمرسلين ؟ ولماذا لايوجد رسول بعده وما ذنبه هو وغيره حسب شبهته ان لم يكن هناك من رسالة تبين الاعجاز و المعجزات التي لم يروها اسوة بغيرهم من الرسل وهم في احيان كثيرة كان يجتمع اكثر من رسول خلال نفس الفترة الزمنية واعطى امثلة على ذلك ، وهذه الشبهة مما كثر تداوله في الايام الاخيرة على هذا الوجه او قريبا منه وهنا ان شاء الله سنقوم بالرد .

يقول الرجل :

اقتباس
فأي انسان يمتلك ذرة من التفكير لا يرى ما يمنع من بعث رسل او انبياء
لتوضيح نفس الرسالة الاسلام في كل زمان ومكان
ما هو المانع المقنع الذي يراه العادل الحكيم في ارسال شخصية توضح الاعجاز القرآني و ما استغلق علينا فهمه من القرآن بدلا من
يتنازع البشر في فهم الايات و يرمي كل طرف الاخر بان القرآن لا يعلم تأويله الا الله و ان تفسير المفسرين قد يخطئ و يصيب لانهم بشر غير معصوم؟



قال تعالى :
{وإذا جاءتهم آية قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما أوتي رسل الله الله أعلم حيث يجعل رسالته سيصيب الذين أجرموا صغار عند ربهم وعذاب شديد بما كانوا يمكرون}


في تفسير السعدي :

{ لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ } من النبوة والرسالة. وفي هذا اعتراض منهم على الله، وعجب بأنفسهم،وتكبر على الحق الذي أنزله على أيدي رسله، وتحجر على فضل الله وإحسانه.
فرد الله عليهم اعتراضهم الفاسد، وأخبر أنهم لا يصلحون للخير، ولا فيهم ما يوجب أن يكونوا من عباد الله الصالحين، فضلا أن يكونوا من النبيين والمرسلين،
فقال: { اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ } فيمن علمه يصلح لها، ويقوم بأعبائها، وهو متصف بكل خلق جميل، ومتبرئ من كل خلق دنيء، أعطاه الله ما تقتضيه حكمته أصلا وتبعا، ومن لم يكن كذلك، لم يضع أفضل مواهبه،عند من لا يستأهله، ولا يزكو عنده.
وفي هذه الآية، دليل على كمال حكمة الله تعالى، لأنه، وإن كان تعالى رحيما واسع الجود، كثير الإحسان، فإنه حكيم لا يضع جوده إلا عند أهله، ثم توعد المجرمين
فقال: { سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِنْدَ اللَّهِ } أي إهانة وذل، كما تكبروا على الحق، أذلهم الله. { وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ } أي بسبب مكرهم، لا ظلما منه تعالى.


فكيف للمخلوق ان يحاجج الله (تعالى الله عن ذلك) ، فالله سبحانه وتعالى خلق الخلق اجمعين وهم بذلك عبيد لمن خلقهم وهو احق بالطاعة سبحانه وتعالى فليس لله ان يخضع لرغباتك اورغبات غيرك وكيف يخضع من خلقك وخلق الكون بما فيه ( تعالى الله عما يشركون) بل البشر هم من عليهم الخضوع والطاعة والعبادة .

فحكمة الله سبحانه وتعالى قضت بارسال الرسل الى الامم ليدلوهم الى الطريق القويم ويدعوهم الى التوحيد وهنا عليك ان تلاحظ ان الدعوة دائما هي الى التوحيد بالله وان اختلفت الشريعة ، وهذه سنة الله سبحانه وتعالى من لطفه بالعباد وعدله وحكمته فمن اتبع الرسل فاز ونجى والا فخاب وخسر خسرانا مبينا .

يقول الشيخ ابن جبرين رحمه الله :

دين الأنبياء واحد في باب الاعتقاد والتوحيد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلم- الأنبياء إخوة لعلات؛ أمهاتهم شتى ودينهم واحد .

وهذه كانت وظيفة الانبياء والرسل على مرالعصور والاجيال حتى ارسل الله سبحانه وتعالى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وبه ختمت الرسالة وكمل للناس دينهم الا وهو الاسلام
قال تعالى : { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِينًا } [المائدة:3]

لذلك فقولك

اقتباس
ما يمنع من بعث رسل او انبياء لتوضيح نفس الرسالة الاسلام في كل زمان ومكان

ونجيبك وما هو الداعي لذلك ان كان الدين كامل وشامل والناس يدخلون فيه افواجا من عرب وعجم ؟
قال تعالى : (إنَ الدّينَ عِندَ الله الاسلام وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتوُاْالْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْد مَآجاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيَا بَيْنَهُمْ ، وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ الله فَإنَّ الله سَريعُ الْحِسابِ) .(آل عمران/19) فالدين شامل كامل واضح .

وهنا نسأل انفسنا ماهو الداعي لارسال الرسل؟ ونجيب فنقول الانبياء والرسل بعثوا بمنهج واحد من رب العالمين اصله عقيدة التوحيد وبهذا المنهج يبقى الدين سائدا الى ان تمر فترات
يحدث خلالها النسيان والخروج على منهج رب الارض والسماء فتنشاء الاهواء بادخال الناس الى الدين ماليس فيه من خرافات واساطير عندها تنشاء الحاجة الى ارسال الرسل ليعيدوا الناس الى المنهج الصحيح والدين القويم الذي ارتضاه رب العالمين وهكذا جيلا بعد جيل حتى ارسل الله سبحانه وتعالى محمد صلى الله عليه وسلم الى الناس اجمعين برسالة الاسلام الناسخة لماسبقها من الرسالات ، فاصل عقيدة الاسلام هي التوحيد وهو مالم يتبدل او يتحرف كما الشرائع السابقة والتي كان سبب انحرافها العقائدي (الاصل) هو الداعي لارسال الرسل والانبياء وهذا مالم يحصل في الاسلام الذي حفظه الله سبحانه وتعالى من التحريف والتبديل .وهنا علينا ان نلاحظ ان الاسلام صالح للبشرية جمعاء فالناس ومن كل البلدان يدخلون فيه افواجا وهنا تنتفي الحاجة لارسال مزيد من الرسل فالدين قائم لله ولم يتبدل والعقيدة هي التوحيد اصل كل الرسالات فالمنهج رباني والاسلام دعوة الرسل فهو والحمد لله منتشر ومع استقامة الدين قام المسلمين من علماء ودعاة الى الدعوة اليه فدخل به الملايين والحمد لله .

اما قولك عن اختلاف المفسرين واختلافهم بالتاويل وتنازعهم فهذا من البهتان فاختلاف المفسرين اختلاف تنوع :

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله شارحا اختلاف التنوع :
أحدهما : أن يعبر كل واحد منهم – يعني من المفسرين - عن المراد بعبارة غير عبارة صاحبه ، تدل على معنى في المُسَمَّى غير المعنى الآخر ، مع اتحاد المُسَمَّى ، كما قيل في اسم السيف : الصارم ، والمهند ، وذلك مثل أسماء الله الحسنى ، وأسماء رسوله صلى الله عليه وسلم ، وأسماء القرآن ، فإن أسماء الله كلها تدل على مسمى واحد ، وكل اسم من أسمائه يدل على الذات المسماة وعلى الصفة التي تضمنها الاسم ، وكذلك أسماء النبي صلى الله عليه وسلم ، مثل محمد ، وأحمد ، والماحي ، والحاشر ، والعاقب ، وكذلك أسماء القرآن : مثل القرآن ، والفرقان ، والهدى والشفاء ، والبيان ، والكتاب . وأمثال ذلك .

الصنف الثاني : أن يذكر كل منهم من الاسم العام بعض أنواعه على سبيل التمثيل وتنبيه المستمع على النوع ، لا على سبيل الحد المطابق للمحدود في عمومه وخصوصه . مثل سائل أعجمي سأل عن مسمى لفظ " الخبز " ، فأري رغيفا ، وقيل له : هذا . فالإشارة إلى نوع هذا لا إلى هذا الرغيف وحده . مثال ذلك : ما نقل في قوله تعالى : (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ) فمعلوم أن ( الظالم ) لنفسه يتناول المضيع للواجبات والمنتهك للمحرمات ، و ( المقتصد ) يتناول فاعل الواجبات وتارك المحرمات ، و ( السابق ) يدخل فيه من سبق فتقرب بالحسنات مع الواجبات .الفتاوى (13/332-338) .

لذلك يتفق المفسرون من السلف والخلف والعلماء على تفسير اكثر ايات القرآن .

قال شيخ الاسلام بن تيمية : وأما ما صح عن السلف أنهم اختلفوا فيه اختلاف تناقض : فهذا قليل بالنسبة إلى ما لم يختلفوا فيه (الفتاوى).
فمن كانت له عينين فليبصر .


ثم يتبع كلامه فيقول:

اقتباس
طبعا وجد محمد تبريرا منطقيا جدا لاهل زمانه في كونه اخر الرسل لانه في لآخر الزمان و بالتالي لا يوجد داع لوجود رسول آخر لأن الزمان حتى قيام الساعة قد اقترب و لا يتسع لمن يليه
ثابت الجحدري قالا حدثنا عبد الوهاب الثقفي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد الله قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خطب احمرت عيناه وعلا صوته واشتد غضبه كأنه منذر جيش يقول صبحكم مساكم ويقول بعثت أنا والساعة كهاتين ويقرن بين إصبعيه السبابة والوسطى
ويقول أما بعد فإن خير الأمور كتاب الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة وكان يقول من ترك مالا فلأهله ومن ترك دينا أو ضياعا فعلي وإلي * ( صحيح )

الارواء608 وأخرجه مسلم ( 7 ) باب اجتناب البدع والجدل

يبين هذا الحديث ان بعثة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هي من علامات الساعة فهو أخر الانبياء والمرسلين والاسلام آخر الشرائع وهو ماترفضه انت وتعود وتكرر كلامك العقيم وكان الامر بيد البشر ؟ راجع ماقلناه في الاعلى فقد تكلمنا في هذا الادعاء فيما سلف من قولنا .

وثم يتبع الرجل شبهته فيقول:

اقتباس
لمزيد من الادلة
طبعا سيبرر البعض هذا بأن العمر الكوني بالمليارات
او ان عمر البشرية بالملايين و بالتالي الف سنة او الفين ليست بشئ
لكنهم لن يستطيعوا مثلا تبرير وجود تلك الاعداد الهائلة من الرسل في فترات اقل كثيرا بل ان في بعض الفترات كان الانبياء موجودون في نفس الوقت
كلوط و ابراهيم أو عيسى و يحيى أو يعقوب و اسحق و يوسف
أوموسي و شعيب

ومن هذا الكلام ندينك ان شاء الله فنقول ونسآل فما هي وظيفة هؤلاء الرسل الذين تقول عنهم انت وبتقرير منك انهم تواجدوا في الفترة نفسها او في فترات اقل وذكرت منهم لوط و ابراهيم أو عيسى و يحيى أو يعقوب و اسحق و يوسف أوموسي و شعيب ؟
ونسآل لمن ارسل الله هؤلاء الرسل ؟ وهل كانت دعوتهم دعوة شاملة ام الى قوم معين ؟
يارجل هؤلاء الانبياء والرسل وغيرهم ارسلهم الله سبحانه وتعالى الى اقوام وشعوب وامم بعينها وليس الى كافة البشر لذلك نرى انه قد يكون في فترة من الفترات ان كثير من الرسل والانبياء قد اجتمعوا ومنهم من ذكرت فكل واحد من هؤلاء الرسل ارسله الله سبحانه وتعالى الى قوم بعينه ليدعوهم الى عبادة الله والتوحيد كل بلسان قومه ولحل ماشكل عندهم بشرع الله . اما عن قولك عن كثرتهم فعليك ان تعلم ان الله سبحانه وتعالى ارسل انبياء ورسل فالانبياء كثيرون مامورون بتبليغ نفس رسالة من سبقهم من الرسل الى اقوامهم بعد يحيدوا عن الطريق القويم والصراط المستقيم واما الرسل فهم من ارسلهم الله بشرع جديد وان كانت العقيدة واحدة ، وهذا على الراجح وما اختاره ابن تيمية رحمه الله وغيره من المحققين .

قال تعالى : وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (36)النحل

فسيدنا موسى ارسله الله الى بني اسرائيل وانزل الله عليه التوراة . وسيدنا عيسى عليه السلام ارسله الله الى بني اسرائيل بعد ان فسدت عقائدهم فلم يؤمن به الا القليل فسميو الحواريين . قال تعالى ( فلما أحس عيسى منهم الكفر قال من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله وأشهد بأنا مسلمون - ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين ) آل عمران /52 -53 .ومن هنا اخذ هولاء هذا الدين وسموا نصارى ونشروه بين الناس حتى فسد دينهم وادخلوا عليه ماليس فيه من اساطير وخرافات ومن هنا بعث سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وكانت رسالته آخر الرسالات والدين به قائم حتى اليوم ولله الحمد والمنة.

ثم يسترسل فيقول:

اقتباس
فبالتأكيد الذي يرسل الرسل في هذه الفترات المتقاربة
لن يدع البشرية كل هذه المدة بدون رسل
لأن هذا يتنافى مع العدل و الحكمة التي يتفاخر بهما اتباعه



وارسالهم كما اسلفنا لحكمة ربانية واضحة سبق الكلام عليها وما تحاجج به باطل ونعيد فنقول:
حكمة الله في ارسال الرسل لهداية الناس الى الطريق القويم ودعوتهم الى التوحيد فان حادوا عن الطريق وفشى فيهم الظلم والطغيان ارسل الله عليهم من جديد رسل وانبياء وهكذا ....
ونقول ان هذا مالم يحصل في الاسلام ولم يحصل اي تحريف او تبديل فما هو الداعي لرسول جديد والدين قائم والناس يدخلون فيه افواجا وهو ماتنكره وكان الشرك والكفر منتشرين؟


ويسترسل الرجل بنفس الكلام فيقول:

اقتباس
محمدبشر مثلنا يوحى اليه ما المانع ان يوحى لغيره لاكمال نفس الرسالة؟
ماهي الاشياء التي ميزت محمد بحيث لا يمكن تكرارها لكي يكون خاتما للرسل للانس و الجن ؟

ايهما اقرب للعدل و الحكمة
ارسال رسول مؤيد لنفس الرسالة
ام ترك البشر يتخبطون لمعرفة الحقيقة؟



لايتخبط الا من كان بلا بصر وبصيرة فلايوجد اوضح من رسالة الاسلام ومن كان ذو عقل عرف ذلك .
قال تعالى :
قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) طه .

وقال تعالى :
أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (الحج 46 ) .

ثم يقول :

اقتباس
ان العادل الحكيم لم يرسل احدا في اي زمان او مكان
ووضع في كل انسان او حيوان او انس او جن بالتساوي غريزة
وعقلا يوجهها نحو الافضل لا تحتاج لا لغة و لا معجزة
ام انه ارسل رسلا في ازمنة سابقة و اختص لغات بعينها لنقل ما يريد للبشر ثم قرر التوقف فجأة زمانا و مكانا عن تكرار نفس الشئ الذي ارتضاه لبعض خلقه ومنعه من الآخر




اما قولك عن الغريزة والعقل التي زرعها الله في الانسان وانها كافية للاستدلال على الحق من الباطل فهذا باطل لانه حتى مع العقل والغريزة الانسان بحاجة الى توجيه نحو المنهج الصحيح والطريق القويم وهنا بعقله يستطيع ان يفكر فيهتدي ولكن مع وجود التوجيه من ارسال للرسل واظهار للبينات وهنا اتسال هل خلق الانسان عالما ؟ بالطبع لا فالعقل والغريزة يدلون الانسان فحسب ولكن لايهدوه الى الطريق القويم ولا يدلوه على الخير والشر والصحيح من السقيم فهنا وجب تبليغه عن هذا الطريق وبيان كل هذه الامور وبالتالي يقع على عاتقه الاختيار فمنهم من هدى الله ومنهم من ضل الطريق .
وكم من اناس راو البينات والمعجزات والايات ولهم عقول يفكرون بها وعيون يبصرون بها ولم يزدهم ذلك الا ضلالاً .


اما مفهوم العدل عندك فهذا ليس من العدل بشي فالانسان بحاجة الى توجيه نحو منهج صحيح وهذا لايكون بالفطرة او الغريزة والتي هي امر نسبي محض فقد تفسد بعد ذلك وتوجه صاحبها الى الهلاك بدون منهج صحيح يكون ارضية لمن له عقل وانت بقولك هذا تشبه البشر بالحيوان الذي يملك الغريزة ولكن لايملك العقل ولا المنهج .وانت مثلا تملك عقلا وغريزة حسب قولك فاين ذهب بك هذا العقل وهذه الغريزة لكي تاتي وتطالب برسول لكي تهتدي، وانت تناقض هنا نفسك ، فحسب ادعائك لايشترط ارسال الرسل لكي تهتدي يكفي فقط ان يكون للانسان غريزة وعقل وهنا اسألك هل اهتديت بعقلك وغريزتك فان كنت اهتديت فلماذا تطالب برسول لكي يهديك؟

اما قولك الثاني عن الرسل وانه اختصها لاقوام دون اخرين فهذا والله من البهتان المبين ، فكل قوم ارسل الله لهم الانبياء والرسل يدعوهم الى الله وهكذا كان الحال كما اسلفنا حتى ارسل الله سيدنا محمد خاتم الانبياء والمرسلين بدين الاسلام فهو خاتم الرسل ودينه اخر الاديان والشرائع وهو قام حتى الان وقد دخله الملايين من البشر من عرب وعجم فما هو وجه الظلم هنا ؟ وما دخل اللغة بالموضوع ؟ وانت ترى ان اكثر من يدخلون الاسلام هم من العجم فهل وقفت اللغة حائلا بينهم وبين الاسلام؟اما مايخص من سبق من الامم والاقوام فبعث لكل امة رسول وانبياء بلسان قومهم وبذلك قامت عليهم الحجة .

ثم يقول الرجل:

اقتباس
المنطق القرآني يناقض نفسه
وقالوا لولا يأتينا بآية من ربه أو لم تأتهم بينة ما في الصحف الأولى{ 133 }ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك من قبل أن نذل ونخزى { 134 }

{ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله } قبل محمد الرسول {لقالوا }
يوم القيامة {ربنا لولا } هلا {أرسلت إلينا رسولا فنتبع
آياتك } المرسل بها {من قبل أن نذل } في القيامة
{ونخزى } في جهنم

(ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله) أي: من قبل بعثة محمد
صلى الله عليه وسلم (لقالوا) يوم القيامة (ربنا لولا أرسلت إلينا
رسولا) أي: هلا كنت أرسلت إلينا رسولا في الدنيا (فنتبع آياتك)
التي يأتي بها الرسول (من قبل أن نذل) بالعذاب في الدنيا
(ونخزى) بدخول النار.

الايات هنا واضحة و قد ارفقت التفسير من واقع الكتب حتى لا اتهم باننا لانفهم معنى الايات
من حقنا ان نتساءل نفس التساؤل و نعترض نفس الاعتراض
الذي وافق عليه القرآن
لقد اعتبر القرآن ارسال الرسول هو الحجة الوحيدة المقبولة حتي اذا توافرت الادلة و من رسل سابقين و البينات



بل ماذكرت حجة عليك وما فهمك للايات الاسقيم لايعتد به واما ماذكرت عن هؤلاء فهم مشركون وانت اذ تقارن نفسك بهم انما تقر على نفسك بالشرك والكفر ؟! فهذه الحجة عليك لا لك وعليك ان تراجع كتب التفسير التي يعتد بها

وتفسير الايات من التفسير الميسر:

وقال مكذبوك - أيها الرسول -: هلا تأتينا بعلامة من ربك تدلُّ على صدقك، أولم يأتهم هذا القرآن المصدق لما في الكتب السابقة من الحق؟
ولو أنَّا أهلكنا هؤلاء المكذبين بعذاب من قبل أن نرسل إليهم رسولا وننزل عليهم كتابًا لقالوا: ربنا هلا أرسلت إلينا رسولا من عندك، فنصدقه، ونتبع آياتك وشرعك، مِن قبل أن نَذلَّ ونَخزى بعذابك.
وقد ارسل الله لهؤلاء رسول (محمد صلى الله عليه وسلم ) فالله يقول لهم فها قد جاءكم رسولي ومعه آياتي وبراهيني، فإن كنتم كما تقولون، فصدقوه. فماذا كان جوابهم ؟
وانا استغرب كونك فسرت هذه الايات واهملت ماقبلها وما بعدها؟
اما ماذكرت في الشق الثاني فتكون الشريعة قائمة مالم يبدل و يحرف اصحابها فيها عندها كان لابد من ارسال الرسل لهداية الناس وردهم الى الدين القويم.


ثم يختم قوله فيقول

اقتباس
لكن اعطى القرآن العذر ووضحه وبين ما هو دور الرسول
هو اقامة الحجة
ولم يقبل البينة او اثار المعجزة علي السابقين كحجة
نحن الان في نفس الموقف لا يوجد رسول و مطالبين بالايمان بمعجزة ظهرت لغيرنا و ان القرآن أعجز فصحاء العرب ان يأتوا بمثله
فهل اذا طالبت الله بتطبيق هذه الاية و عدم الاكتفاء ببينة ما في الصحف الاولى أكون متجنيا ؟
انا في انتظار الرسول كي لا أضل وأخزى


فقولك هذا باطل فمثلا عندما ارسل الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الى الناس كافة كان العرب في جهل وضلال ولم يكونوا مطالبين بالايمان بالشرائع او الاثار او المعجزات التي سبقتهم لانها ببساطة لم يصل منها شي صالح او واضح او له سند يعتد به وما وصلهم انما هي بقية شرائع تم تحريفها من قبل اصحابها والدليل عبادتهم للاصنام والاوثان عند ارسال النبي صلى الله عليه وسلم و لهذا كان محمد صلى الله عليه وسلم ورسالة الاسلام ، اما بالنسبة لطلبك برسول ياتي الان كي لاتضل ولاتخزى فاعلم ان الحجة قد قامت عليك وعلى الامة لان الاسلام وصلنا بشرائعه وتعاليمه وبين يدينا القرآن الكريم المعجز وصلنا بالتواتر والسند الصحيح ، وبذلك نحن مطالبون بالايمان بهذه الرسالة لانها وصلت الينا كاملة من عقيدة وشرع محققة بصحيح السند وبذلك قامت علينا الحجة .

والحمد لله رب العالمين







توقيع جادي
رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آَمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآَمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ (193) رَبَّنَا وَآَتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ ( آل عمران )
جلس أبو الدرداء يبكي بعد فتح جزيرة قبرص لمّا رأى بكاء أهلها وفرقهم، فقيل: ما يبيكيك يا أبا الدرداء في يوم أعزالله به الإسلام؟ فقال: (ويحكم ما أهون الخلق على الله إن هم تركوا أمره بينما هم أمة كانت ظاهرة قاهرة، تركوا أمر الله فصاروا إلى ما ترون




رد باقتباس