اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :7  (رابط المشاركة)
قديم 30.09.2010, 14:34

الاشبيلي

مشرف أقسام النصرانية و رد الشبهات

______________

الاشبيلي غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 23.04.2009
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 2.798  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
12.01.2024 (10:38)
تم شكره 157 مرة في 101 مشاركة
افتراضي


دلالة الحس :
ودلالة الحس على وجود الله تعالى من وجهين :
* أولهما : ما نشهده ونسمعه من إجابة الداعين وغوث المكروبين ، وهو يدل دلالة قاطعة على وجوده تعالى ، قال تعالى : ( أمّن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلاً ما تذكرون ) ( النمل : 61 ) ، وما زالت إجابة الداعين أمراً مشهوداً إلى يومنا هذا لمن صدق اللجوء إلى الله تعالى وأتى بشرائط الإجابة .
بل إن إجابة الله جل وعلا لدعوة المظلومين والمكروبين من جنس ربوبيته لهم فهو لا يرد دعوة المظلوم وإن كانت من كافر ، وكثيراً ما يجيب دعاء المضطرين من المشركين ممن كانوا يخلصون له الدين في الشدة ويشركون به في الرخاء ، كما قال تعالى :( قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر تدعونه تضرعاً وخفية لئن أنجانا من هذا لنكونن من الشاكرين ، قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب ثم أنتم تشركون ) ( الأنعام : 63 -64 ) ، وكما قال تعالى : ( وإذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر فمنهم مقتصد وما يجحد بآياتنا إلا كل ختار كفور ) ( لقمان : 32 ) .
* ثانيهما : ما أيد الله به رسله من المعجزات ، ودلالة المعجزة إحدى الطرق القرآنية في إثبات الربوبية ذلك أن المعجزة كما تدل على صدق الرسل ، فإنها تدل أيضاً على ربوبية المرسل وألوهيته وذلك لما يأتي :
أولاً : أن المعجـزة تدل بنفسها على ثبوت الصانع كسائر الحوادث ، بل هي أخـص من ذلك لأن الحوادث المعتادة ليست في الدلالة كالحوادث الغريبة ، ولهذا يُسبَّح الرب عندها ويُمجَّد ويُعظَّم مالا يكون عند المعتاد ، ويحصل بها في النفوس ذلة من ذكر عظمته ما لا يحصل للمعتاد ، إذ هي آيات جديدة فتعطى حقها .
ثانياً : أنه إذا تقررت بها النبوة والرسالة فقد تقررت بها الربوبية كذلك ، إذ لا يكون هناك نـبي ولا رسول إلا وهناك مُرسِل ، فالإقرار بالرسالة يتضمن الإقرار بالربوبية بلا نـزاع .
ثالثاً : أن النبوة إذا ثبتت بالمعجزة ، فقد صارت أصلاً في وجوب قبول جميع ما دعـا إليه النبي من حقائق الربوبية والألوهية وغيرها .
وقد جاء القرآن بهذه الطريقة في قصة فرعون فإنه كان منكراً للرب جل وعلا ، فحاجّة موسى في ذلك ، ثم عرض عليه الحجة البينة التي جعلها دليلاً على صدقه في كونه رسول رب العالمين ، وفي أن له إلهـاً غير فرعون ، فاستدل بالمعجزة على كلا الأمرين : ربوبية الله جل وعلا ، وكونه مرسلاً من عنده تعالى .
قال تعالى : ( قال فرعون وما رب العالمين ، قال رب السماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين ، قال لمن حوله ألا تستمعون ، قال ربكم ورب آبائكم الأولين ، قال إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون ، قال رب المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون ، قال لئن اتخذت إلهاً غيري لأجعلنك من المسجونين ، قال أولو جئتك بشيء مبين ، قال فأت به أن كنت من الصادقين ، فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين ، ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين ) ( الشعراء : 23، 33 ).
فقد أقام عليه الحجة أولاً بالآيات التي يستلزم العلم بها العلم بالخالق جل وعلا فلما عاند وكابر رده إلى دلالة المعجزة ، التي هي أبلغ في الدلالة على المقصود ، ليثبت بها كلا الأمرين : الربوبية والرسالة .
وقال تعالى : ( أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتـم من دون الله إن كنتم صادقين ، فإن لم يستجيبوا لكم فاعلموا أنما أنزل بعلم الله وأن لا إله إلا هو فهل أنتـم مسلمون ) ( هود : 13،14 )
فبين أن المعجزة تدل على الرسالة والوحدانية ، فإذا أثبتت المعجزة إحداهما فقد أثبتت الأخرى .
دلالة إجماع الأمم :
ومن الأدلة على وجود الخالق جل وعلا إثبات الأمم كلها له ، وإجماعهم على ذلك ، بحيث لم يذهب إلى نقيضه طائفة معروفة من بني آدم ، اللهم إلا شذاذ وحثالات لا يعتد لمثلهم بخلاف ، ولا يؤبه لمثلهـم بقول .
وقد ذكر أرباب المقالات ما جمعوا من مقالات الأولين والآخرين في الملل والنحل والآراء والديانات ، فلم ينقل عن أحد إثبات شريك مشارك له في خلق المخلوقات ، ولا مما ثل له في جميع الصفات ، فضلاً عن إنكار الربوبية بالكلية ، ولهذا فإن ظاهرة الإلحاد لم تكن فيما مضى إلى شذوذاً تخلف به أصحابه عن مواكب العقلاء ،وهووا به إلى دركات سحيقة من الضلالة والبهتان !
دلالة العقل :
لقد دل القرآن الكريم على الأدلة العقلية التي بها يعرف الخالق وتوحيده وكثير من صفاته جل وعلا ، ففي القرآن من بيان أصول الدين التي تعلم مقدماتها بالعقل الصريح ما لا يوجد مثله في كـلام الناس ، بل عامة ما يأتي به حذاق النظار من الأدلة العقلية يأتي القرآن بخلاصتها وبما هو أحسن منها ، قال تعالى : ( ولا يأتونك بمثل إلى جئناك بالحق وأحسن تفسيراً ) ( الفرقان : 33 ) وقد أخطأ من ظن أن دلالة الكتاب والسنة على أصول الدين بمجـرد الخبر أو بطريقة خطابية ، بل فيهما من الدلائل العقلية والبراهين اليقينية ما يقوض كل شبهة ويذهب كل ريبة ، ويبنى اليقين في النفوس بعيداً عن سفسطة الفلاسفة وتعقيدات المتكلمين !
قال الرازي : تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية فما وجدتها تشفي عليلاً ولا تروي غليـلاً ، ورأيت أقرب الطرق طريقة القرآن .
انتهى





رد باقتباس