بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ثم أما بعد
-الأصل في القرآن الكريم أنه ثابت ، لا يتغيّر ولا يتبدّل ولا يقبل القياس ..
-الأصل في العلم أنه قابل للتجربة والتغيّر والتغيير ..
-الأصل في ترتيب آيات القرآن الكريم أنها على أحوال ، فمنها العدُّ الكوفيُّ ومنها البصريُّ ومنها المكيُّ ومنها المدنيُّ -وكلها صحيحةٌ لا إشكالَ فيها ولا يختلف بها المعنى المعتبر للآيات- ، وبذلك فهي متغيّرة في أصلها وليست ثابتة ..
-بناءً على ما سبق لا يجوز الحكم بالمتغير إجمالاً على الثابت تفصيلاً وإجمالا ، فحتى إن كان هناك ماهو مسلّم به في العلم ، فالحكم لايكون به ، وإنما الحكم يكون بمكافئ على مكافئ ، وكلام الله أزلي ثابت لا يتغيّر ولا يتبدّل وهو الأصل ، منهاج حياة وموافق لكل الأزمنة ؛ أما العلم فليس كذلك ، فمهما بلغنا من العلمِ فنحن لم نؤتَ من العلم إلا القليل ..
-نخلُصُ من كل ذلك إلى أنَّ القرآنَ لا يُعرَضُ على العلم ؛ أما العلمُ فيُعرَضُ على القرآن، فإن وافقه فبها ونِعمَت وإلا فما في القرآن به وكفى..
وعليه يجب أن يقول لسان حالي: العلماء الأفاضل الأثبات المحققين يؤخذ كلامهم باعتباره كلاماً طيّباً مُعتَبَرا ، لأنه يخدم الدعوه إلى الله تعالى ، ولكني موقن في قرارة نفسي أنه حتى مع عدم وجود أي اكتشاف أو إعجاز فكتاب الله تعالى مُعجِزٌ في ذاته ، لكل أحد ، وعلى السواء ، وبدون أية شواهد أو مسلّمات ، ولا يحتاج كافر إلى دليل من دلائل العصر ليؤمن بالقرآن ، لسبب رئيس وهو أني مطالب بإعادة الناس إلى اللغة العربية ودعوتهم إلى تعلمها ، كي يدَّبَّرُوا آيات القرآن الكريم كما أنزلهها الله عز وجل بلسانٍ عربيٍّ مبين
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
للمزيد من مواضيعي