
23.08.2010, 01:17
|
|
______________
|
|
الملف الشخصي
التسجيـــــل: |
14.06.2010 |
الجــــنـــــس: |
ذكر |
الــديــــانــة: |
الإسلام |
المشاركات: |
163 [ عرض ] |
آخــــر نــشــاط |
28.03.2012
(17:11) |
تم شكره 7 مرة في 7 مشاركة
|
|
|
|
|
الوصية الثامنة:
فلتصم جوارحك
قال ابن القيم - رحمه الله تعالى -: "فالصوم هو صوم الجوارح عن الآثام، وصوم البطن عن الشراب والطعام، فكما أن الطعام والشراب يقطعه ويفسده، فهكذا الآثام تقطع ثوابه وتفسد ثمرته، فتصيره بمنزلة من لم يصم"
1- صيام القلب :
والقلب الصائم : قلب متحرر من حب الدنيا والتعلق بشهواتها وملذاتها , طلباً للنعيم الأعلى والراحة الدائمة .
قال بعضهم: شغلوا قلوبهم بحب الدنيا عن الله عز وجل , ولو تركوها لجالت في الملكوت , ثم رجعت إليهم بطرائف الفوائد .
والقلب الصائم : قلب مشغول بالفكر في الآخرة , والقدوم على الله عز وجل .
والقلب الصائم: قلب سالم من الأحقاد والضغائن لا يضمر لأحد من المسلمين غلاً ولا شراً ولا حسداً بل يعفو ويصفح ويغفر ويتسامح, ويحتمل أذى الناس وجهلهم.
وقد سئل إبراهيم بن الحسن عن سلامة القلب فقال : " العزلة ،، والصمت وترك استماع خوض الناس ولا يعقد القلب على ذنب , ويهب لمن ظلمة حقه " .
والقلب الصائم : قلب ساكن مخبت متواضع ليس فيه شيء من الكبر والغرور والعلو في الأرض
قال النبي صلى الله علية وسلم : " لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر " ( رواة مسلموالقلب الصائم : قلب مخلص لا يريد غير وجه الله , ولا يطلب إلا رضي الله , ولا يلتذ بغير محبة الله وذكره وشكره وحسن عبادته .
قال يحيى بن معاذ : النسك هو العناية بالسرائر واخراج ما سوى الله عز وجل من القلب .
وقال ضيعم : إن حبه تعالى شغل قلوب محبيه عن التلذذ بمحبة غيره فليس لهم في الدنيا مع حبة لذة تداني محبته , ولا يأملون في الآخرة من كرامة , الثواب أكبر عندهم من النظر إلى وجه محبوبهم
.
2- صيام اللسان:
اللسان سلاح ذو حدين: فإن استخدم في طاعة الله: كقراءة القرآن، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونصر المظلوم كان هذا هو المطلوب من كل مسلم، وكان هذا شكراً لله على هذه النعمة.
وإن استخدم في طاعة الشيطان، وتفريق جماعة المسلمين، والكذب وقول الزور، والغيبة والنميمة، وانتهاك أعراض المسلمين وغير ذلك مما حرمه الله ورسوله. كان هذا هو المحرم على كل مسلم فعله وكان كفراناً لهذه النعمة العظيمة.
وفي اللسان آفتان عظيمتان:
1- آفة الكلام بالباطل. 2- آفة السكوت عن الحق.
فالساكتُ عن الحق شيطانٌ أخرس، عاصٍ لله، مراءٍ، مداهنٍ، إذا لم يخف على نفسه القتل ونحوه، والمتكلم بالباطل شيطان ناطق، عاصٍ لله، وأكثر البشر منحرف في كلامه وسكوته بين هذين النوعين. وأهل الوسط كفّوا ألسنتهم عن الباطل، وأطلقوها فيما يعود عليهم نفعُه
3- صيام العينين:
قال الله تعالى: ( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْأَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَخَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْأَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ) (النور:30-31(.
وهذا أمر رباني عام للرجال والنساء بغض الأبصار عمّا حرّم الله تعالى عليهم ،والمراد غض البصر عن العورة وعن محل الشهوة ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمهالله تعالى – (قد أمر الله في كتابه بغضّ البصر، وهو نوعان: غضّ البصر عنالعورة، وغضّه عن محلّ الشهوة. فالأول منهما كغضّ الرجل بصره عن عورة غيره، كماقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: ((لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل، ولا المرأةإلى عورة المرأة )) ، ويجب على الإنسان أن يستر عورته .... وأمّا النوع الثاني: فهو غضّ البصر عن الزينة الباطنة من المرأة الأجنبية، وهو أشدّ من الأول ) [ الفتاوى : 414) .
كم نظرة فتكت في قلب صاحبها ** فتك السهام بغير قوس ولا وترِ
يسر مقلته ماضر مهجته ** لا خير بسرور جاء بالضرر
امتثال لأمر الله الذي هو غاية سعادة العبد في معاشه ومعادهيمنع من وصول أثر السهم المسموم الذي لعل فيه هلاكه إلى قلبه.
يورث القلب أنسا بالله وجمعية على اللهيقوي القلب ويفرحه،
يكسب القلب نورا كما أن إطلاقه يكسبه ظلمة، ويسد على الشيطان مدخله من القلب
إن بين العين والقلب منفذا أو طريقا يوجب اشتغال أحدهما بما يشغل به الآخر، يصلح بصلاحه ويفسد بفساده، فإذا فسد القلب فسد النظر، وإذا فسد النظر فسد القلب، وكذلك في جانب الصلاح، فإذا خربت العين وفسدت خرب القلب وفسد، وصار كالمزبلة التي هي محل النجاسات والقاذورات والأوساخ، فلا يصلح لسكنى معرفة الله ومحبته والإنابة إليه، والأنس به، والسرور بقربه، وإنما يسكن فيه أضداد ذلك. اهـ من كلام ابن القيم بتصرف
4- صيام الأذنين:
لو تأمل الإنسان في قوله تعالى : (إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولاً)
لأدرك تماماً أن الله تعالى منحه نعماً عظيمة و ما من جارحة إلا وقد خلقها الله تعالى مهيأة لفعل الطاعات , وابتلاها بشهوة من الشهوات امتحاناً واختباراً
لا يمكن للجوارح أن تستقيم إلا إذا وجدت ما يشغلها منسبل الخير , ويتم لها ذلك إن سعينا جاهدين لحفظ أوقاتنا بما هو مفيد منعمل ديني أو دنيوي أو هواية مثمرة . للمزيد من مواضيعي
توقيع ابن عباس |
قال الشافعي رحمه الله: من تعلم القرآن عظمت قيمته. ومن تكلم في الفقه نما قدره. ومن كتب الحديث قويت حجته. ومن نظر في اللغة رقَّ طبعه. ومن نظر في الحساب جزل رأيه. ومن لم يصن نفسه لم ينفعه علمه.
|
|