اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :5  (رابط المشاركة)
قديم 04.06.2009, 14:13
صور هِداية الرمزية

هِداية

عضوة مميزة

______________

هِداية غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 29.05.2009
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 438  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
23.03.2014 (22:22)
تم شكره 5 مرة في 5 مشاركة
افتراضي رد: عقيدة أهل السنة والجماعة في نعيم القبر وعذابه


من أقوال علماء أهل السنة في إثبات عذاب القبر ونعيمه

·قال المروزى: قال أبوعبد الله – يعني الإمام أحمد -: عذاب القبر حق لا ينكره إلا ضال مضل.
قال حنبل: قلت لأبي عبد الله في عذاب القبر. فقال: هذه أحاديث صحاح نؤمن بها ونقر بها, كلما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم إسناد جيد أقررنا به, إذا لم نقر بما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم ورفضناه ورددناه, رددنا على الله أمره. قال الله تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ} [ الحشر: 7 [.
قلت له: وعذاب القبر حق؟ قال: حق يعذبون في القبور.
قال: وسمعت أبا عبد الله يقول: نؤمن بعذاب القبر, ومنكر ونكير, وأن العبد يسأل في قبره فـ {يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ} [إبراهيم: 27 ] في القبر. اهـ.
·قال الإمام الطحاوي في ذكر العقيدة الإسلامية: ونؤمن بملك الموت الموكل بقبض أرواح العالمين, وبعذاب القبر لمن كان له أهلا, وسؤال منكر ونكير في قبره عن ربه ودينه, ونبيه, على ما جاءت به الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة رضوان الله عليهم, والقبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النيران. اهـ.

·وقال الإمام القرطبي في "التذكرة":
الإيمان بعذاب القبر وفتنته واجب، والتصديق به لازم, حسب ما أخبر به الصادق, وأن الله تعالى يحيي العبد المكلف في قبره برد الحياة إليه, ويجعله من العقل في مثل الوصف الذي عاش عليه, ليعقل ما يسأل عنه, وما يجيب به, ويفهم ما أتاه من ربه, وما أعد له في قبره من كرامة أوهوان, وبهذا نطقت الأخبار عن النبي صلى الله عليه وعلى آله آناء الليل وأطراف النهار, وهذا مذهب أهل السنة والذي عليه الجماعة من أهل الملة, ولم تفهم الصحابة – الذين نزل القرآن بلسانهم ولغتهم – من نبيهم عليه الصلاة والسلام غير ما ذكرنا, وكذلك التابعون بعدهم إلى هلم جرا. ا هـ.
سبحان الملك العظيم! بعد كل ما مر معنا من آيات من كلام الملك جل جلاله, وأحاديث صحاح من أصح الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم, ثم أقوال الصحابة رضوان الله عليهم والتابعين وأكابر العلماء وإجماع الأمة قاطبة على مر الدهور وتكرار العصور, ثم يأتي دعموص مغمور مارق ليطعن في عقائد المسلمين، ويسأل المناظرة. علام تناظر يا هذا؟ ومن تناظر؟.
استهد الله يهدك, وسل الله العافية.
* * * * *
الرد على العقلانيين المنكرين لعذاب القبر
لا يتصور هؤلاء أن يكون عذاب في القبر, ويقولون: نحن ندفن الرجل بجوار الآخر, ولا نرى أونسمع عما تتحدثون عنه من أن القبر يكون روضة من رياض الجنة للمؤمن, أوحفرة من النار للكافر أوالفاجر.
ومنشأ هذه الشبهة هوالجهل بالله تعالى: {وَمَا قَدَرُواْ اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} [الأنعام: 91], لذلك يقول ابن القيم رحمه الله: وكيف يستنكر من يعرف الله سبحانه, ويقر بقدرته, أن يُحدث حوادث يصرف عنها أبصار بعض خلقه حكمة منه ورحمة بهم, لأنهم لا يطيقون رؤيتها وسماعها, والعبد أضعف بصرا وسمعا من أن يثبت لمشاهدة عذاب القبر, وكثير ممن أشهده الله ذلك صعق, وغشي عليه, ولم ينتفع بالعيش زمنا، وبعضهم كشف قناع قلبه فمات, فكيف ينكر في الحكمة الإلهية إسبال غطاء يحول بين المكلفين وبين مشاهدة ذلك, حتى إذا كشف الغطاء رأوه وشاهدوه عيانا.
ثم إن النار التي في القبر ليست من نار الدنيا, والخضرة التي في القبر ليست من زروع الدنيا, فيشاهده من شاهد نار الدنيا وخضرتها, وإنما هي من نار الآخرة وخضرتها, وهي أشد من نار الدنيا, فلا يحس بها أهل الدنيا, فإن الله سبحانه يحمي عليه ذلك التراب والحجارة التي عليه حتى يكون أعظم حرا من جمر الدنيا, ولومسّها أهل الدنيا لم يحسوا بذلك, بل أعجب من هذا في حفرة من حفر النار لا يصل حرها إلى جاره، وذلك في روضة من رياض الجنة لا يصل روحها ونعيمها إلى جاره.
وقدرة الرب تعالى أوسع وأعجب من ذلك, وقد أرانا الله من آيات قدرته في هذه الدار ما هو أعجب من ذلك بكثير, ولكن النفوس مولعة بالتكذيب بما لم تحط به علما, إلا من وفقه الله وعصمه.
فيفرش للكافر لوحان من نار, فيشتعل عليه قبره بهما كما يشتعل التنور, فإذا شاء الله سبحانه أن يطلع على ذلك بعض عبيده, أطلعه وغيّبه عن غيره, إذ لو اطلع العباد كلهم لزالت كلمة التكليف, والإيمان بالغيب، ولما تدافن الناس, كما روى أنس رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر"
ولما كانت هذه الحكمة منفية في حق البهائم سمعت ذلك وأدركته, كما حادت برسول الله صلى الله عليه وسلم بغلته. وكادت تلقيه لمّا مرّ بمن يعذب في قبره.





رد باقتباس