يا حاملة الكنز .....
قلبكِ كنزكِ .....
فبمن علّقتِ بعد الكسب قلبكِ ...؟؟!!
ولمن فتحت مغاليق الاسرار ....
ولأي الأحداق عرضتِ مفردات كنزكِ ؟؟؟
هل.... عرضته لعيون العابرين العابثين ....
وهل علقت قلبك بكل عابر لا يبالي ....
فكان غاية أمرهم أن انتقوا منه ما راق لعيونهم ....
ونالوا منه ما طالته أيديهم ....
ثم ... تركوك وانصرفوا عنك معرضين ... غير آبهين ....
حتى ... افتقر الكنز شيئاً فشيئاً .... فأوشك أن يفنى من بين يديك ...
أم .... ازددت في غبن البيع درجة ....
فعلقته بكل متاع زائل ... وكل عَرضٍ عارض ...
فاسرفت فيه وأسرفت منه ....
فما انتصف بك الدرب حتى افلستِ ....
فمن أين بعد الإفلاس سيقتات القلب فرحة روحه ....؟...
وأنَّى يأتيك به أحد بعد إذ ضيعته بيديك الذاهلتين ....
أنَّى يأتيك به أحدهم ...؟؟!!
أيتها الأريبة ....
لو علمتِ حقيقة كنزكِ لمنَّ عليك بالزيادة ,,
و لو تدبرت مفردات المعاني ....
لما تساقطت في عواثر الطرقات منك الجواهر ....
فكيف انشغلت بلصوص القوافل حيناً ....
وبأي عابر لا يبالي حيناً و حيناً ...؟؟!!
وكيف إذ أعجبك جمال كنزك وراق لعين القلب بهاء سمته ....
كيف انفقت بضاعته الأثيرة في زيف الدنيا والدنايا الكسيرة ....
فانشغلتِ بحمّال الهدايا عن صاحب الجود والعطايا ....
وعلقت قلبك بالاسباب ... ليغفل عن مسبب الأسباب ... سبحانه . !!
فلمّا عرضت لكِ الدنيا بهيئة الحمّال ....
اغتررت بها وعَشِيتِ فيها عن صاحب الهدايا ومالكها الحقيقي ....
فيـــا لقصور وعيكِ ....
أفيقـــــي ....
ومدّي في افق الكون عيون التدبّر ....
فلو علّقت القلب من البدء بمالك المُلك و الملكوت ....
لازدنت باللؤلؤ والياقوت ...
ولازددت ... ثراءاً و بهاءاً وبهجة ...
ولما ضللت و لا تعثرتِ ولا بيومٍ ... بأي يومٍ شقيتِ ....
فبالله عليك و بالله عليكِ .... أفيقـــــي ....
" يا حاملة الكنزِ ....
أيتها اللبيبة الأريبة ....
قلبكِ ... كنزكِ ....
فهلاّ تعهدتِ في القلب كنزكِ ...!?! "
منقول من صيد الفوائد