وفي تلك الساعات سمع عمار ـ رضي الله عنه ـ عن تلك الرسالة المحمدية فانفتح قلبه لنداء الايمان وبسط يده للحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقال بقلبه ولسانه
أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله
وعاد عمار الى أبويه وعرض عليهما الاسلام وقرأ عليهما القرآن واذا بتلك القلوب النقية الطاهرة تتفتح وتبتهج بسماع كلام الله وتشهد أن
لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله
وماهي الا ساعات معدوده حتى طار خبر اسلامهم الى
" بني مخزوم" فصبوا على آل ياسر أشد العذاب
فما كان منهم الا أن صبروا واحتسبوا لأنهم يعلمون يقينا أن
سلعة الله غـــالية الا وهي
" الجنــــــــــــــــــــة"
أول من أظهرت اسلامها من النساء
فكانت سمية ـ رضي الله عنها ـ أول من أظهرت اسلامها من النساء
استعذبت العذاب في سبيل الله
فعذبت في الله وصبرت على الأذى ـ رحمها الله ـ.
ظل المشركين يعذبون سمية وزوجها ياسر وابنها عمار ـ رضي الله عنهم ـ
واذا بالحبيب المحبوب الصادق الأمين ـ صلى الله عليه وسلم ـ يمر عليهم ويقول لهم
""صبراً آل ياسر فإن موعدكم الجنة ""
اللـــــه أكـبـــــر
لقد هبت رياح الجنة على قلوبهم فأطفأت نار العذاب في غمضة عين.
ظلت الصحابية الكريمة سمية ـ رضي الله عنها ـ تتحمل العذاب وتصبر على أذى أبي جهل
ولم تصبأ ولم تهن عزيمتها أو يضعف ايمانها الذي رفعها الى مستوى الخالدات من النساء بل الأوليات في لائحة الصابرات
فكتبت بدمها سطور من نور على جبين التاريخ حين تعرض لها الهالك أبو جهل فطعنها في موطن عفتها فقتلها ـ رضي الله عنها وأرضاها ـ
فكانت
أول شهيدة في الاسلام
رضي الله عن سمية ، ورحم الله أول شهيدة في الاسلام
والسلام عليك أيتها الأسرة الياسرية الصامدة فالله تعالى هو المسئول أن يعوضهم عن صبرهم وجهادهم بجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين وما ذلك على الله بعزيز.
|