الحمد له معنيان :
معنى اصطلاحي ومعنى لغوي
اللغوي : الثناء بالجميل على الجميل الاختياري على جهة التعظيم والتبجيل
فالوصف بالجميل هو الثناء بالجميل ،فالوصف لا يكون إلا باللسان أما القيد بالثناء باللسان فهذا قيد كاشف، وهناك نوعان من القيد : قيد كاشف ، وقيد مميِّز ،، ما الفرق بينهما ؟
القيد الكاشف : لبيان الواقع ، ولم يزد وصفًا على المبيَّن
القيد المميِّز : يؤتى به للإخراج وللاحتراز
من هنا : الجمهور على أن الثناء يكون بالخير ، فقط
العز بن عبد السلام يرى أن الثناء بالخير والشر ، واحتجّ بحديث مرت جنازة فأثنوا عليها خيرًا ، ومرت جنازة فأثنوا عليها شرًا
فلما كان ذلك كذلك : قال ( الجميل ) هذا لتمييز هذا الوصف
ورد عليه الجمهور ، قالوا : هذا من باب المشاكلة ، لأنه ذكر الثناء بالخير قبله ، فشاكل اللفظ الأول ، فذكره مشاكلة له ( أي مشابهةً ) ، مثل : وأكيد كيدًا، ردًا على : إنهم يكيدون كيدًا، قلتُ : والصواب ما ذكره العز بن عبد السلام ، إذ يلزم من قول الجمهور ذكر اللفظ على غير معناه، فجاء بالجميل : ليميزه عن القبيح
الثناء بالجميل على الجميل الاختياري : لابد من الجميل الاختياري، قالوا يثني الانسان على شخص لم يفعل جميلاً إما حياءً أو دفعًا لأذى ، قالوا : هذا لايسمى حمدا،بل قد يكون تهكمًا : ذق إنك أنت العزيز الكريم ، وأيضًا لو كان الحمد لا يستشعر فيه الحامد التبجيل والتعظيم ،فلا يسمّى حمدًا حينئذٍ
هناك جميل اختياري كسبيٌ ، وهناك جميل اضطراري لا كسب للشخص فيه
فما كان كسبيًا : فحمد ، وما كان اضطراريًا : فمدح
في العرف ، الحمد : فعل ينبئ عن تعظيم المنعم من حيث كونُه منعمًا، هذا القيد ( من حيث كونه منعمًا ) قيد به خلل ، فعدل شيخ الإسلام عن هذا التعريف ، لذا كان تعريفه هو المعتمد، فقال - رحمه الله - : الحمد : ذكر محاسن المحمود مع حبه وتعظيمه وإجلاله،
وذكر هذه المحاسن ممكن تكون في مقابل نعمة أو لا
موضع السؤال : حمدت الله بأسمائه ، على نعمه ومن أعظم نعمه اسمائه الحُسنى وصفاته العلا
الباء : للملابسة أثناء الفعل ،،، وعلى : للمجاوزة إلى النعمة ( أي يعلو النعمة أثناء الحمد )
ذكر في : النهاية في غريب الحديث والأثر لأبي السعادات المبارك بن محمد الجزري :
وفي حديث الدعاء سبحانك اللهم وبحمدك أَي وبحمدك أَبتدئ وقيل وبحمدك سبحت وقد تحذف الواو وتكون الواو للتسبب أَو للملابسة أَي التسبيح مسبب بالحمد أَو ملابس له
{ حمد } ... في أسماء اللّه تعالى [ الحميد ] أي المحمود على كل حال فَعيل بمعنى مفعول . والحمد والشكر مُتَقاربان . والحمد أعَمُّها لأنَّك تحمَد الإنسان على صِفاته الذَّاتيَّة وعلى عطائه ولا تَشْكُره على صِفاته
ومنه الحديث [ الحمدُ رأس الشُّكر ما شَكَر اللّهَ عبْدٌ لا يَحْمَده ] كما أنّ كلمة الإخْلاص رأسُ الإيمان . وإنما كان رأسَ الشُّكر لأنّ فيه إظهار النّعْمة والإشادة بها ولأنه أعم منه فهو شُكْر وزيادة ، والله أعلم
ضم هذا إلى ما نقلتْه الأخت – حفظها الله – تتحقق الفائدة التامة – إن شاء الله - واعذروني شيخنا أبا باسل ، كتبتُه على وجه السرعة ، ومعذرة شيخنا الراوي: تعجلتُ للفائدة ، ومخافة النسيان ، فالوقت – والله – لا يساعد ، ولو رأيتم التعديل فافعلوا بارك الله فيكم
وآخر دعوانا أن الحمد لـله رب العالمين
توقيع أبو عبد الله محمد بن يحيى |
خُـــــذْ لك زَاديْــنِ مِـنْ سِــيـــرَةٍ ** وَمِنْ عَمَـلٍ صَــالِــــحٍ يُدّخرْ
وكن في الطريق عفيفَ الخُطى ** شريفَ السماعِ كريمَ النَّظرْ
وكــن رجـــلاً إن أتَـــــــوْا بَعْدَهُ ** يَقُــولُـونَ مَــرّ وَهَـــذَا الأثَرْ
|
آخر تعديل بواسطة queshta بتاريخ
23.07.2010 الساعة 18:48 .