اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :5  (رابط المشاركة)
قديم 21.07.2010, 18:29
صور ندى الاسلام الرمزية

ندى الاسلام

عضو

______________

ندى الاسلام غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 10.06.2010
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 941  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
30.07.2022 (19:32)
تم شكره 8 مرة في 6 مشاركة
افتراضي


رسائل الجوال التي تُختم بعبارة "انشر، تُؤجر"

وصلتني رسالة في الجوال فيها دعوة لسماع برنامج في إذاعة القرآن ، وكتبتْ صاحبة الرسالة
في نهايتها : " انشر ، تؤجر " ، وأنا بدوري أرسلت هذه الرسالة لزميلاتي ؛
عملاً بقول النبي صلى الله عليه وسلم : (من دعا إلى هدى.... الحديث ) ، فأنا أرجو الأجر
والمثوبة لي ولغيري بسماع هذا البرنامج ، ولكن إحدى الأخوات أنكرت عليَّ كتابة هذه العبارة
" انشر ، تؤجر " ، وأن فيها جزماً بالأجر ، فهل في هذه العبارة محذور شرعي ، أم لا ؟ .

الحمد لله .. وعد الله تعالى كل من أطاعه بالثواب والأجر الجزيل في الدنيا والآخرة ،
والله تعالى لا يخلف الميعاد . قال تعالى :
(
رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ ) آل عمران/ 194 ،
وقال : (
لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ
وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ ) الزمر/ 20 .
وقال تعالى : (
أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ . الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ .
لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) يونس/ 62 – 64 .

فكل من أطاع الله تعالى ، وكان مخلصاً في عبادته ، متبعاً للرسول صلى الله عليه وسلم فيها ،
فهو مأجور من الله تعالى على تلك الطاعة .

ولا يمكننا الجزم لشخص معين بأن الله تعالى قد أثابه على تلك الطاعة لأننا لا نطلع على ما في القلوب ،
ولا ندري هل كان مخلصاً لله تعالى فيها ، أم فعلها لغير الله .

فهناك فرق بين الكلام العام المطلق ، والكلام الخاص في حق شخص معين ،
فالكلام العام بأن (من أطاع الله أثابه) صحيح لا غبار عليه .

وأما إثبات الأجر في حق شخص معين ، فهو مما لا يمكن لنا الجزم به .
ولكن ...هذه العبارة (انشر تؤجر) لا يظهر لنا أن فيها الجزم لشخص معين بحصول الأجر ،
وإنما فيها الترغيب في هذا العمل ، بأنك إذا فعلته كنت مأجوراً ، أي : إذا فعلته وكنت
مخلصاً فيه لله تعالى ، متبعاً فيه للرسول صلى الله عليه وسلم ،
فهو كقول الرسول صلى الله عليه وسلم :
(
مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنْ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا ) رواه مسلم ( 2674 ) .
يعني : من دل غيره على الخير مخلصاً لله تعالى ، وحقق شروط العمل الصالح .

على أنه يمكن أن يقال : إن هذه العبارة "انشر تؤجر" المقصود منها الدعاء للشخص ،
وليس المقصود منها الجزم بحصول الأجر ، فهي كما لو قلت :
نسأل الله تعالى أن يأجرك إذا نشرت هذا الخبر .

والحاصل : أنه لا حرج من تذييل الرسائل التي تدعو إلى الخير بهذه العبارة :
"انشر تؤجر" ففيها ترغيب للمؤمن في فعل الخير وتنشيط له ،
وتذكير له بالإخلاص لله تعالى حتى ينال الأجر من الله .

والذي ينبغي أن يُعلم أنه ليس كل رسالة قيل في آخرها :
"انشر تؤجر" يكون مضمونها خيراً.
فقد وجد من يذكر حديثاً ضعيفاً أو موضوعاً ، ثم يطلب نشره ،
ويختم بعبارة " انشر تؤجر " ! ووجد من يحث على بدعة ، ويختم رسالته
بتلك العبارة ، ووجد من يحذِّر من مسلم أو يطعن في عرض ، ويختم بتلك العبارة ،
ووجد من يدعو للتصويت لصالح النبي صلى الله عليه وسلم ، وختم بتلك العبارة ،
وتبين أنها عملية احتيال لصالح شركة في بلاد الكفر ! ، ووجد من يدعو للتبرع في حساب
شخصية معروفة في عمل الخير ، ويختم بتلك العبارة ، وتبيَّن أن الحساب لا يرجع لتلك الشخصية ،
وأمثال هذه الرسائل كثير ، فيجب التأكد من مضمون تلك الرسائل قبل نشرها وتذييلها بتلك العبارة .

وقد أجرت " مجلة الدعوة السعودية " تحقيقاً علميّاً حول رسائل " انشر تؤجر " ،
ومما جاء في ذلك التحقيق : " من جانبه يؤكد الشيخ " وليد بن عبد الرحمن المهوس " ، من منسوبي "
هيئة التحقيق والادعاء العام " أن ما يقع فيه بعض مستخدمي رسائل الهاتف الجوال هو تساهلهم
في إرسال الرسائل التي تحمل عبارات وعظية ، أو شرعية ، أو انتقاد لشخص ، أو جهة ما ،
دون تثبت من صحتها ، وهذا تفريط كبير يلحق صاحبه ، ويسبب البلبلة في المجتمع دون وجه حق ،
خاصة وأنه يختم رسالته بعبارة " انشر تؤجر " .

ويشدد الشيخ المهوس على ضرورة الالتزام بالضوابط في إرسال الرسائل ، ويذكر من أبرزها :
1. لا بد من التأكد من صحة ما يُنشر ، بعضها يكون حديثاً ، أو أثراً ضعيفاً ، أو موضوعاً ،
وإذا نشر هذا الحديث الضعيف ، أو الموضوع : فقد يُخشى أن يدخل في حديث :
(
من كذب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار) أخرجه البخاري ومسلم .

2. أنه قد ينشر بدعة وهو لا يدري ، والبدع تهدم الدين ، وهذا خطير جدّاً .

3. أنه قد يعمل بهذا الحديث أو الأثر ، ويترك ما يعارضه وهو صحيح ، فيكون قد استبدل
الذي هو أدنى بالذي هو خير ، فيترك الصحيح للعمل بالضعيف .

4. أن هذا المرسِل كالإمعة والببغاء يردد ما يأتيه بدون وعي ، ولا عقل ، فهذا يقدح في عقل
المسلم العاقل المدرك ؛ فإنه لا يقول شيئاً إلا بعد تمحيص وروَّية .

5. أن المطلوب من المسلم نشر الخير بعد ما يعلم به ، وأما الذي يرسل بلا عِلم : فقد يرسل الشرَّ .
6. أن هذا المرسِل قد يظن أنه يزيد حسناته بذلك ، وهو بالعكس فقد يزيد من سيئاته ؛
لأنه نشر شيئاً بلا علم ، ومعرفة .

7. أن بعض الأعمال والأفكار قد تكون صحيحة ، ولكن قد لا يناسب المرسَل إليه ،
أو يفهمه فهماً خاطئاً ، وهذا من المحاذير " انتهى باختصار ." مجلة الدعوة " ،
العدد ( 2043 ) ، 20 ربيع الأول 1427هـ . والله أعلم

يتبع...،،،







توقيع ندى الاسلام
مــصــر
أنا ان قدر الاله مماتى لا ترى الشرق يرفع الرأس بعدى