اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :2  (رابط المشاركة)
قديم 27.05.2009, 17:28

حارس العقيدة

عضو

______________

حارس العقيدة غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 03.05.2009
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 239  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
09.07.2009 (00:36)
تم شكره 6 مرة في 5 مشاركة
افتراضي رد: الخطيئة الأصلية والكفارة والخلاص -ياسر جبر-


التناقض في الاستدلال على الخلاص في المسيحية:
يؤمن المسيحيّون بأن عيسى (عليه السلام) جاء ليعلم البشريّة كلها دين اللّه وليبين لهم الطّريق إلى الخلاص. ولهذا، فإن كلّ البشريّة مطلوب منها إتباع رسالته. والذين يؤمنون بصلب المسيح والفداء هم فقط الذين سيتم إنقاذهم.
1- بولس قال لا خير في العمل بالشريعة ولكن بالإيمان حتى إن إبراهيم عليه السلام لم ينفعه عمله.
أ- (رسالة بولس إلى رومية 3: 28 فنَحنُ نَعتَقِدُ أنَّ الإنسانَ يتبَرَّرُ بِالإيمانِ، لا بِالعَمَلِ بأحكامِ الشريعةِ.)
ب- (رسالة بولس إلى غلاطية 2 : 16 إِذْ نَعْلَمُ أَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَتَبَرَّرُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ، بَلْ بِإِيمَانِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، آمَنَّا نَحْنُ أَيْضاً بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، لِنَتَبَرَّرَ بِإِيمَانِ يَسُوعَ لاَ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ. لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ لاَ يَتَبَرَّرُ جَسَدٌ مَا.)
ج- ( رسالة بولس إلى غلاطية 3 : 11 وَلَكِنْ أَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَتَبَرَّرُ بِالنَّامُوسِ عِنْدَ اللهِ فَظَاهِرٌ، لأَنَّ «الْبَارَّ بِالإِيمَانِ يَحْيَا».12وَلَكِنَّ النَّامُوسَ لَيْسَ مِنَ الإِيمَانِ، بَلِ «الإِنْسَانُ الَّذِي يَفْعَلُهَا سَيَحْيَا بِهَا».13اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، )
د –( رومية 4 : 2 لأَنَّهُ إِنْ كَانَ إِبْرَاهِيمُ قَدْ تَبَرَّرَ بِالأَعْمَالِ فَلَهُ فَخْرٌ - وَلَكِنْ لَيْسَ لَدَى اللهِ. )

2- السيد المسيح قال اعملوا واتبعوا الوصايا بما يتناقض مع أقوال بولس:
أ- عندما سئل السيد المسيح ما العمل لدخول ملكوت الله , قال اتبع الوصايا ( الناموس) , ولم يقل يكفيك الإيمان!:( متى 19 : 16 وَإِذَا وَاحِدٌ تَقَدَّمَ وَقَالَ لَهُ: «أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ أَيَّ صَلاَحٍ أَعْمَلُ لِتَكُونَ لِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ؟»17 فَقَالَ لَهُ: «لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحاً؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللَّهُ. وَلَكِنْ إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ فَاحْفَظِ الْوَصَايَا».)
فعيسى (عليه السلام) لم يقل أبداً بنفسه: ((آمنوا بتضحيتي على الصليب وسيتم خلاصكم)). لم يقل لذلك الشاب: ((إنك فاحش شرير وخاطئ ولن تدخل الملكوت إلا من خلال الفداء بدمي وإيمانك بتضحيتي)). بل كرر له قوله: ((إحفظ الوصايا)) ولا شيء غير ذلك. إن كان عيسى قد هُيّأ وأُعِدَّ لهذه التضحية منذ الأزل، فلماذا لم يذكرها لهذا الشاب؟.
ب- أعلن السيد المسيح أنه لم يأت لينقض الناموس( متى 5 : 17 «لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. )
ج- أوصى السيد المسيح بالعمل بالوصايا وليس الإيمان فقط وترك الوصايا ( متى 5 : 19 فَمَنْ نَقَضَ إِحْدَى هَذِهِ الْوَصَايَا الصُّغْرَى وَعَلَّمَ النَّاسَ هَكَذَا يُدْعَى أَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. وَأَمَّا مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ فَهَذَا يُدْعَى عَظِيماً فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ.).
د- يتوافق مع وصايا السيد المسيح رسالة يعقوب بالعهد الجديد ( يعقوب 2 : 14 مَا الْمَنْفَعَةُ يَا إِخْوَتِي إِنْ قَالَ أَحَدٌ إِنَّ لَهُ إِيمَاناً وَلَكِنْ لَيْسَ لَهُ أَعْمَالٌ؟ هَلْ يَقْدِرُ الإِيمَانُ أَنْ يُخَلِّصَهُ؟).
(يعقوب 2 : 17هَكَذَا الإِيمَانُ أَيْضاً، إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَعْمَالٌ، مَيِّتٌ فِي ذَاتِهِ.18 لَكِنْ يَقُولُ قَائِلٌ: «أَنْتَ لَكَ إِيمَانٌ، وَأَنَا لِي أَعْمَالٌ!» أَرِنِي إِيمَانَكَ بِدُونِ أَعْمَالِكَ، وَأَنَا أُرِيكَ بِأَعْمَالِي إِيمَانِي.19 أَنْتَ تُؤْمِنُ أَنَّ اللَّهَ وَاحِدٌ. حَسَناً تَفْعَلُ. وَالشَّيَاطِينُ يُؤْمِنُونَ وَيَقْشَعِرُّونَ!20 وَلَكِنْ هَلْ تُرِيدُ أَنْ تَعْلَمَ أَيُّهَا الإِنْسَانُ الْبَاطِلُ أَنَّ الإِيمَانَ بِدُونِ أَعْمَالٍ مَيِّتٌ؟ 21 أَلَمْ يَتَبَرَّرْ إِبْرَاهِيمُ أَبُونَا بِالأَعْمَالِ، إِذْ قَدَّمَ إِسْحَاقَ ابْنَهُ عَلَى الْمَذْبَحِ؟ 22 فَتَرَى أَنَّ الإِيمَانَ عَمِلَ مَعَ أَعْمَالِهِ، وَبِالأَعْمَالِ أُكْمِلَ الإِيمَانُ،)

أقوال السيد المسيح السابقة تتفق مع أقوال يعقوب وتتعارض مع أقوال بولس ولكن حسب أقوال بولس, تم وضع قوانين الإيمان التي يتم الرجوع لها !.
هل كان السيد المسيح يخدعهم حسب العهد الجديد ويطلب منهم الحفاظ على الوصايا, وجاء بولس فأخبر بالحقيقة أم أن بولس خالف المسيح عليه السلام ؟؟.

من الذي مات على الصليب!!؟؟
حسب العقيدة المسيحية ( السيد المسيح ) هو الإله المتجسد, فهو الله حسب مفهوم بعض الطوائف أو هو ابن الله حسب مفهوم البعض الآخر.
ويعتقدون أن الله عند نزوله ليفتدي البشرية أصبحت له طبيعة بشرية بجانب الطبيعة الإلهية.
والبعض قال إن له طبيعتين منفصلتين والبعض قال بل طبيعة واحدة تحتوي صفات الإله والإنسان.

السؤال الذي لا إجابة له عندما مات على الصليب بزعمهم هل الذي مات كان الإله أم الإنسان ؟؟ بمعنى آخر الذي مات هل هو الطبيعة الإلهية أم الطبيعة البشرية؟.
هناك ثلاثة احتمالات فقط:
1- الذي مات: الإله فقط ( الطبيعة الإلهية ) .
2 - الذي مات: الإله والإنسان ( الطبيعتين ).
3 - الذي مات: الإنسان( الطبيعة الإنسانية ).

يرفض النصارى بشدة الاحتمال الأول والثاني قائلين إن الإله لا يموت.
( التثنية 32 : 40 حي أنا إلى الأبــد ).
(إرميا 10: 10 لَكنَّ الرّبَّ هوَ الإلهُ الحَقُّ، الإلهُ الحَيُّ والمَلِكُ الأزَليُّ.)
(حبقوق 1 : 12" ألست أنت منذ الأزل يا ربُّ إلهي قدوسي لا تموت"......)
( 1 تيموثي 6 : 16 الَّذِي وَحْدَهُ لَهُ عَدَمُ الْمَوْتِ...)

بقي الاحتمال الثالث وهو أن الإنسان ( الطبيعة الإنسانية) هو الذي مات !!
والاعتراض على هذه الجزئية كالتالي:
أ-هذا القول يخالف ويعارض معتقد الأرثوذكس من أن للسيد المسيح طبيعة واحدة ولا يصح الحديث عن الصفات البشرية ( الناسوت ) كشيء منفصل عن ( الصفات الإلهية ) اللاهوت !!.
ب- إن كان الإنسان هو الذي مات على الصليب, فما هي التضحية التي قدمها الإله بزعمهم ؟؟.
ج- خطيئة البشر بزعمهم كيف يتحملها إنسان وقد جاءت النصوص واضحة:
(حزقيال 18 : 20 - 21 " النفس التي تخطيء هي تموت، الابن لا يحمل من إثم الأب، والأب لا يحمل من إثم الابن، بر البار عليه يكون وشر الشرير عليه يكون ").
(2 أيام25: 4 لا تموت الآباء لأجل البنين، ولا البنون يموتون لأجل الآباء، بل كل واحد يموت لأجل خطيته ).
د- جائت أقوال العهد الجديد تذكر أن من مات وقام من الأموات هو الرب !! مما يخالف النصوص التي يوردها النصارى من أن الإله لا يموت !!!
- (ِ 1 كُورِنْثُوسَ 2 : 8 ..... لأَنْ لَوْ عَرَفُوا لَمَا صَلَبُوا رَبَّالْمَجْد )
- (ِ 1 كُورِنْثُوسَ 6 : 14 وَاللَّهُ قَدْأَقَامَ الرَّبَّ ).
- (أفسس 1: 20 الَّذِي عَمِلَهُ فِيالْمَسِيحِ، إِذْ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ، وَأَجْلَسَهُ عَنْ يَمِينِهِ فِيالسَّمَاوِيَّاتِ،)
فذكر أن من أن من أقامه الله من الموت سيجلسه عن يمينه ! وبالطبع لنتكون الصفات البشرية أو الإنسان هو الذي سيجلس عن يمين الله !!
- ( ِرُومِيَة 4 : 24 ..الَّذِينَ سَيُحْسَبُ لَنَا الَّذِينَ نُؤْمِنُ بِمَنْأَقَامَ يَسُوعَ رَبَّنَا مِنَ الأَمْوَاتِ. )
- (الْعِبْرَانِيِّينَ 13 : 20وَإِلَهُ السَّلاَمِ الَّذِي أَقَامَ مِنَالأَمْوَاتِ رَاعِيَ الْخِرَافِ الْعَظِيمَ، رَبَّنَا يَسُوعَ،)

مما سبق يتضح أن الزعم بأن من مات على الصليب ( حسب رأيهم ) هو الطبيعة الإنسانية فقط مرفوض ويتعارض مع نصوص واضحة بالكتاب المقدس.
فمن الذي مات حسب الكتاب المقدس ؟

تناقض أخر:هل كان الله مع السيد المسيح كما قال أنه سيكون معه ؟ أم تركه كما صرح بذلك ؟.
( يوحنا 16 : 32 هوذا تأتي ساعة وقد أتت الآن تتفرقون فيها كل واحد إلى خاصته وتتركونني وحدي.وأنا لست وحدي لان الآب معي.).
( متى 27 :46 ونحو الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلا ايلي ايلي لما شبقتني أي الهي الهي لماذا تركتني.).

قال الله تعالى: وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً [النساء : 157].



الاعتقاد الإسلامي بشأن ضمان المصير:
يقدم الإسلام ضمانا لكل مسلم مخلص مطيع لله حتى يموت على ذلك بأنه سيدخل الجنة قطعا وجزما. قال الله تعالى في محكم تنزيله : (( وَالَّذِينَ ءامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلا )) [النساء : 122] وقال تعالى : ((وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ))[المائدة : 9]. وقال تعالى: ((جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيّاً)) [مريم : 61]، وقال : ((قُلْ أَذَلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كَانَتْ لَهُمْ جَزَاء وَمَصِيراً )) [الفرقان : 15]، وقال : ((وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ ))[الزمر : 73].
إن الإسلام وعد بالخلاص لجميع الذين يؤمنون بالله ويعملون أعمالا صالحة، يقول الله سبحانه وتعالى : (( بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ )) ( البقرة آية 112 ) .
وكذلك يضمن الإسلام للكافر المعرض عن أمر الله عز وجل بأنه سيدخل النار قطعا وجزما، قال تعالى:
((وَعَدَ الله الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ)) [التوبة : 68]، وقال سبحانه: ((وَالَّذِينَ كَفَرواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا أُولَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)) [البقرة : 39]، وقال تعالى عن الكافرين يوم الدّين : (( هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (63) اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ )) } يس63-64[ . فوعْد الله لا يتخلّف مع الفريقين كما ذكر عن حالهما بعد انتهاء يوم القيامة: (( وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ )) ]44 الأعراف[، فكلّ من آمن وعمل صالحا ومات على ذلك يدخل قطعا الجنة، وكلّ من كفر وعمل السيئات ومات على ذلك يدخل النّار قطعا، ثمّ إن من قواعد الإسلام العظيمة أن يعيش المؤمن بين الخوف والرّجاء فلا يحكم لنفسه بالجنة لأنّه سيغترّ ثمّ إنه لا يدري على أيّ شيء سيموت على خير أم شر، ولا يحكم على نفسه بالنّار لأنّ ذلك قنوط ويأس من رحمة الله، فهو يعمل الصّالحات ويرجو أن يثيبه الله عليها ويجتنب السيئات خوفا من عقاب الله، ولو أذنب أو أخطأ فإنه يسرع إلى التوبة لينال مغفرة الله تعالى ويتقي بتوبته عذاب النّار والله يغفر الذّنوب ويتوب على من تاب، وإذا خاف المؤمن أن ما قدّمه من العمل لا يكفي زاد في العمل خوفا ورجاء. ومهما قدّم من أعمال صالحة فإنّه لا يركن إليها ولا يغترّ فيهلك بل يعمل ويرجو الثواب، وفي الوقت ذاته يخشى على عمله من الرياء والعُجب وأن يحبط بالعجب والغرور كما قال الله تعالى في وصف المؤمنين: (( وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا ءاتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ )) [المؤمنون : 60]، فهكذا يبقى المؤمن يعمل ويرجو ويخاف إلى أن يلقى الله على التوحيد وعمل الصّالحات فيفوز برضوان الربّ وجنّته، ولو أنّك تمعنت في الأمر لعلمت أنّ هذه هي الدوافع الصّحيحة للعمل، وأنّ الاستقامة في الحياة لا تحصل إلاّ بهذا .
فمن المعلوم أن حرية الاختيار بين الصواب والخطأ هي طبيعة مخلوقة مع الإنسان وأنالخالق سبحانه وتعالى جعل النفس البشرية قابلة للخير والشر وقادرة على كليهماوالله سبحانه وتعالى لم يجعل الإنسان عاجزا عند حصول الذّنب بأن لا يملك أن يفعل شيئا حياله بل أعطاه الفرصة وفتح له الباب للتوبة والعودة ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث: " وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ ." [3]، وتظهر رحمة الربّ في شريعة الإسلام جليّة عندما ينادي سبحانه وتعالى عباده بقوله: (( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ )) ] سورة الزمر53 [.
وفي التفسير الميسر:
قل -أيها الرسول- لعبادي الذين تمادَوا في المعاصي, وأسرفوا على أنفسهم بإتيان ما تدعوهم إليه نفوسهم من الذنوب: لا تَيْئسوا من رحمة الله؛ لكثرة ذنوبكم, إن الله يغفر الذنوب جميعًا لمن تاب منها ورجع عنها مهما كانت, إنه هو الغفور لذنوب التائبين من عباده, الرحيم بهم.


الله تعالى يرضى الخير لعباده ولا يرضى لهم الكفر قال الله تعالى:
إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ [الزمر : 7]
ويبسط الله يده ليتوب عباده فيتوب عليهم ويغفر لهم.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إناللهعز وجليبسطيده بالليل ، ليتوب مسيء النهار . ويبسطيده بالنهار ، ليتوب مسيء الليل . حتى تطلع الشمس من مغربها"[4]
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الله أفرح بتوبة عبده من أحدكم، سقط على بعيره، وقد أضله في أرض فلاة "[5]
وهذا يتشابه مع قول السيد المسيح حسب الكتاب المقدس ( لوقا 15 : 7 اقول لكم انه هكذا يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب اكثر من تسعة وتسعين بارا لا يحتاجون الى توبة.)
فالخطأ طبيعة للنفس البشرية والتوبة حلّ مشكلتها إذا أذنبت، أما أن يكون هناك سداً منيعاً بين العبد وبين الرب وأن العبد لا يقدر على بلوغ مرضات الرب إطلاقا إلا بأن يُنزل لهم ابنه( المزعوم ! ) ليُصلب ذليلاً مهانا تحت سمع وبصر ( أبيه ! ) فعند ذلك يغفر للبشرية فأمر في غاية العجب والسّخافة ومجرّد حكاية هذا الكلام الباطل يُغني عن الردّ عليه.




[1] علم اللاهوت النظامي – تأليف القس جيمس أَنِس .راجعه ونقَّحه وأضاف إليه: القس منيس عبد النور- الفصل الثامن سؤال 4.

[2] (موسوعة قصة الحضارة- وول ديورانت–الجزء 11 ص 146-148 الهيئة المصرية العامة للكتاب.,وعلى الانترنت ص3850-3852 الرابطhttp://www.civilizationstory.com/civilization/).


[3] الراوي: أنس بن مالك - خلاصة الدرجة: حسن - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الرقم 3447.

[4] الراوي: أبو موسى الأشعري - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الرقم: 2754

[5] الراوي: أنس بن مالك - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الرقم: 6309





رد باقتباس