
19.07.2010, 16:57
|
|
______________
|
|
الملف الشخصي
التسجيـــــل: |
26.12.2009 |
الجــــنـــــس: |
ذكر |
الــديــــانــة: |
الإسلام |
المشاركات: |
1.222 [ عرض ] |
آخــــر نــشــاط |
25.10.2015
(14:30) |
تم شكره 9 مرة في 8 مشاركة
|
|
|
|
|
دورة صناعة الدعاة
(1)
المقدمة
إن الحمد لله ، نحمده ونستغفره ، ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .
وبعد ...،
فإن الإسلام دين حيوي يتمتع بجاذبية ذاتية نابعة من صدق نصوصه الداعية إلى التمسك به ، ولكنه مع ذلك لا يعمل بذاته ولكنه يحتاج إلى قلوب تحمله ودعاة يتشرفون بالعمل له فالدعوة إلى الله شرف (1) لا يضاهيه شرف، لكنها وحتى يرزق الداعية التوفيق في دعوته فعليه أن يخلص لله (2) ابتداء فيتق الله فيما تعهد بالتزامه من تبليغ وحمل هذه الأمانة أمانة تعبيد الناس لله، وما أعظمها من مهمة يصلون بها إلى تحقيق شعبية الدين في كل مكان فلا يترك بيت حجر ولا مدر ولا وبر إلا دخله بعز عزيز أو بذل ذليل ...
وحتى تتحقق شعبية الدعوة (3) المترامية الأطراف ، لابد أن تتحقق شعبية الداعية (4) أو ما يسمى بـالداعية (الكاريزما) دون التنازل عن المستوى المطلوب من سُلم الالتزام (5) بالتكاليف الشرعية (فروض أعيان ، ثقافة شرعية وفقه واقع) مع عدم الاهتمام بالتفاصيل والخلاف بداية (6)،
وحتى تتحقق له الشعبية المترامية الأطراف (7)، يجب أن يضمن الداعية لدعوته المستوى المطلوب والمناسب للقاعدة الشعبية (8) من حيث البناء الشرعي المحكم للشخصية المطلوبة بمرحلية دعوية (7) تقوم ابتداء على تحصيل فروض الأعيان وثقافة الواقع وفقهه وقضاياه المعاصرة ،
ثم يتدرج في تدعيم ذلك القدر من تعبيد الناس لله (10) ولا يتم ذلك إلا ببناء أصولي عقدي محكم مع مضمون لغوي مفهوم طبقا لثقافة وشخصية العامي وحتى مستواه الاجتماعي كذلك،
فتتحقق حينئذ الصورة الشرعية المطلوبة للمجتمع المسلم (11) والتي تضرب بجذورها في تربة الالتزام الباطني الذي يظهر أثره في الأعمال والمعاملات الظاهرة والتي بدورها تكون صورة المجتمع الملتزم بشرع الله،
فيتدرج الداعية المسلم بسلم التزامه في دعوته بين تغيير نفسه حتى احتراف الدعوة (12) وتغيير مجتمعه حتى تتحقق خيرية الأمة (13) فنسلم الراية مرفوعة (14) لمن بعدنا ، وأما التمكين فلسنا مطالبين (15) به فإنما هو منة من الله يجعله حيث يشاء ,,,
هذه خمسة عشر هدفا قد تزيد أو تنقص حسب همة الداعية نجعلها نصب أعيننا خلال دورتنا نسأل أنفسنا في نهاية الدورة ماذا حققنا منها؟
وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى... والحمد لله رب العالمين الذي تتم بنعمته الصالحات.
وكتب أبو أنس : أمين بن عباس عفا الله عنه وعنكم
الدرس الأول محمد مات خلف رجالا
بسم الله الرحمن الرحيم
رب يسر وأعن بمددك يا كريم
يقول الأخ الحبيب رضا صمدي في رسالته القيمة (ثلاثون طريقة لخدمة الدين) والتي يسعدني أن أنقل منها بتصرف لقيمتها عندي
يقول:
عندما استولى اليهود على القدس في عام 1967
خرجوا في مظاهرات عارِمة وصاحوا قائلين :
محمد مات مات ...
محمد مات مات ...
محمد مات مات ...
كلمة كالإعصار المدمر
(محمد خلَّف بنات)
(محمد خلَّف بنات)
(محمد خلَّف بنات)
وحق لهم أن يقولوها عن مجتمع دافع عن
عروبته و قوميته (المنتنة)
مجتمع والى الشرق والغرب وكل ملة ولم يرفع بالإسلام رأسا
فأما المسلمون الخُلَّص فيقولون:
هذا زور وبهتان ...
لا .
لا .
لا .
محمد - صلى الله عليه وسلم - لم يخلف بنات ...
بل خلف رجالا ...
رجالا ...
رجالا
ولسوف يرى أحفاد القردة والخنازير.
وعسى أن يكون قريبا
أليس تتفق معي في ذلك أخي الحبيب.
جـ........................(أجب)
فإلى متى السلبية في حياتنا؟
جـ........................(أجب)
ومتى نكون رجالا بحق كما أرادنا الله؟
جـ......................(أجب)
أم أنك لا تريد أن تكون ممن قال الله فيهم:
{ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا } [سورة الأحزاب: 23]
أخي في الله لماذا الانهزامية؟
لما ذا نقول مستحيل ونحن لم نحاول?
لماذا الانهزامية? وقد أخبرنا ربنا تعالى أن ما يحدث مقدر محتوم وأنه ناصر دينه ، وأن ما يحدث سنة ربانية لا تتغير ولا تتبدل (ولن تجد لسنة الله تبديلا)
قال تعالى:
(... وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40)
(وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)
(وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)
(وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ
إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)
هذه هي السنة الربانية الخالدة
فهيا أُخي هيا للعمل وشمر عن ساعد الجد
واستعن بخير معين الله رب العالمين
قال النبي صلى الله عليه وسلم :
( اسْتَعِنْ بالله ولا تَعْجِزْ ) .
وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم :
( اللهم إني أعوذ بك من العَجْزِ والكَسَل ) .
…في أساليب الإدارة الحديثة :
يُلَقَّنُ العامِل عبارةَ : سَأُحاول ،
بدلا من عبارة :
لا أستطيع .
ويُعَلَّم أن يستعمل عبارة :
هذا تَحَدٍّ ،
بدل أن يقول :
هذا الأمر صَعْب .
نعم أخي الحبيب …
فالخلل هو أن تُهْمَلَ تلك النفس البشرية ، ويُهْمَلَ تدريبُها ، ويَرْضَى مَنْ حولَها بمستواها الدون ، وإذا ما حاولت أمرا ترقّب الناس فشلها كأنه أجل محتوم .
…إن هذه هي المصيبة ، والرُّزْءُ المُعْضِل ، إن رجالَ أمتنا كُثُرٌ ، وأبطالَها موفورون ، وكُمَاتَها يملؤن الأفق ، ولكن أحدا لم يُجرِّبْهم ، كما أن أحدا لم يكتشفْهم .
فاكتشف نفسك أخي
حتى أعود إليك في الحلقة القادمة إن شاء الله
ولِتَقْطَعَ المعاذير على شيطانك وهواك ونفسك الأمّارة بالسوء ،
ولِتعْلم أنك من جنود الحق ،
لا يَسَعُكَ التَّوَلِّي يوم الزحف إلا مُتَحَرِّفا لقتال أو مُتَحَيِّزَا إلى فئة .
…وأنا أدعو كلَّ داعية غيور أن يَنبِذ الارتجالية في دعوته ،
بل إنني أدعو كل مثقف مسلم أن يُدْلِيَ بدلْوه في شئون الدعوة في حدود تخصصه غير متجاوز لها، معاونا إخوانه الدعاة بخبْراته واطّلاعاته ، لعله أن يستفيد من علمه مستفيد أو ينجو به ناج .
…فها هي ذي مسالك خدمة الدين ، فَجَرِّدْ نفسك لها كلها ،
{ وما يُلَقّاها إلا الذين صبروا ، وما يُلقاها إلا ذو حظ عظيم } .
…واعلم أن ما أوردته هنا من اقتراحات وأفكار مُرْتَهَنٌ تطبيقُها بالاستطاعة والمناسبة ،
وكلُّ داعيةٍ خبيرٌ بواقعه وما يلائمُه .
وكلُّ داعيةٍ بصيرٌ بما يجب المصيرُ إليه من مسالك خدمة الدين .
…وما كان من خطأ في التأصيل والتقدير والتحليل يراه القارئ لهذه الصفحات.
فَحَقِّي عليه النصيحة ،
وحقُّه عليَّ القَبول ،
{ والله يحكم بيننا وإليه المصير } .
…ومن سويداء قلبي أسأل الله تبارك وتعالى أن ينفعك بما فيه وأن يقوّيَك على العمل بما انتفعت به ، وأن يرزقك الصبر على ما قد يلحقك من عَنَتٍ وأذى ، وأن يتقبل منك سعيك في خدمة الدين ، وعند الله اللقاء ، وعند الله الجزاء .
يتبع بإذن الله
توقيع أبو السائب أكرم المصري |
|
|