
18.07.2010, 08:17
|
|
مشرف أقسام النصرانية و رد الشبهات
______________
|
|
الملف الشخصي
التسجيـــــل: |
23.04.2009 |
الجــــنـــــس: |
ذكر |
الــديــــانــة: |
الإسلام |
المشاركات: |
2.798 [ عرض ] |
آخــــر نــشــاط |
12.01.2024
(10:38) |
تم شكره 157 مرة في 101 مشاركة
|
|
|
|
|
خاتمة القول:
إن (توماس كوهنThomas Kuhn) فيلسوف العلم الشهير، وقف على مفهوم(Paradigma) في مؤلفه الموسوم بـ(بناء الثورة العلمية). وإن مفهوم(Paradigma) ما هو إلا " رأي العالم المجرد" الذي قبلت به الأوساط العلمية في فترة محددة. ورجال العلم كانوا أحيانا ما يرتبطون بمفهوم(Paradigma) هذا، لكن اتضح مع الوقت ومن خلال الاستنتاجات العلمية الحديثة أن هذا كان خطأ. فعلي سبيل المثال نجد أن نموذج الكون البطلميوسي ذا الثقل العالمي الذي كان رأيا مشتركا لفترات لدي الأوساط العلمية، قد انهار نتيجة الاستنتاجات العلمية لـ(Kopernik) بالرغم من كونه يتمتع بشيء كبير من الـ(Paradigma)، وقُبِل مكانه نوعا مختلفا من الـ(Paradigma). وعلي حد قول(توماس كوهنThomas Kuhn) فإن الأوساط العلمية أحيانا ما كانت تشهد العديد من التغيرات الخاصة بـ(Paradigma)، وإن هذا هو ما يُسمي بـ(الثورة العلمية).
ولقد لفت(توماس كوهنThomas Kuhn) الانتباه إلى المساعي الحثيثة او بقول أخر التصرفات المتعصبة لجزء كبير من رجال العلم الذين قاموا بها من أجل الحفاظ على الـ(Paradigma) الموجودة. ولهذا السبب فإن(توماس كوهنThomas Kuhn) يري أن من يحققون الثورات العلمية ليسوا أولئك الأشخاص المشهود لهم "بالتمكن والتفوق العلمي"، وإنما العقول الشابة التي دخلت الأوساط العلمية حديثا هي التي يمكنها تحقيق هذا الأمر. ولقد أشار(توماس كوهنThomas Kuhn) إلى ما قاله العالم الشهير(ماكس بلانك): يري (ماكس بلانك) " إن الحقيقة العلمية لا يمكن أن تحرز الانتصار من خلال إقناع الخصوم والمنافسين، وجعلهم يشاهدون النور؛ بل على العكس من ذلك فهؤلاء المنافسين يموتون، وإن الأجيال التي ستحل محلهم سيدركون ويألفون الحقيقة العلمية الحديثة."

وثمة ثورة موجودة في الأوساط العلمية الحاضرة. فنظرية(دارون) قد انهارت علميا وثبت فشلها، لكن معظم من يُشاهدون على أنهم " أفذاذ، ودهاة الأوساط العلمية" يقاومون حتى لا يقبلوا بهذا الأمر، وحتى لا يشاهدوا الضوء كذلك. فهذه مقاومة عقائدية إيديولوجية بتمامها. لكن مقاومتهم هذه تضعف بالتدريج حتى إن الرأي العام يتسنى له مشاهدة هذا وملاحظته. وبالنسبة لاسم الضوء الذي بُسط أمام الأوساط العلمية فإنما هو(حقيقة الخلق). فرجال العلم الذين بحثوا في هذا الموضوع، قد نادوا وأقروا بأن هذه الحياة لم تكن نتاج قوي طبيعية تصادفية كما تدعى النظرية الدارونية، وإنما هي من صنع الخالق ذي العلم العظيم. فهذا الخالق العظيم إنما هو الله تعالي رب كل العالمين. وإن هذه الحقيقة يؤكدها العلماء في كل يوم يمر على البشرية، كما أن سقوط وانهيار النظرية الدارونية يتأكد في كل يوم يمر أيضا.
وإن البروفيسور(فيليب إي. جونسون) بجامعة(California Berkeley) والتي تعد أحد أهم أسماء الحركات المناهضة لنظرية التطور بالولايات المتحدة الأمريكية، واثق من أنه عما قريب سيُلقي بالنظرية الدارونية في مزبلة التاريخ. فهذا العالم (جونسون) تحدث عن التعديلات القانونية التي تسمح بتدوين الأدلة العلمية التي تعارض النظرية الدارونية في الكتب الدراسية بالولايات الأمريكية المختلفة، ثم بعد ذلك قام بعمل التوضيح والبيان الأتي ذكره:
ها هي قد جاءت نقطة التحول التي ستقلب الأحداث رأسا على عقب، وتحققت نقطة التحول هذه ليس فقط في البرامج الدراسية، وإنما كذلك في كتابات، وأفكار الناس الذين يعرفون الأدلة، ويمتلكون عقولا وأذهانا مستقلة بعض الشيء. فأنصار النظرية الدارونية يعرفون أنهم أنفسهم يفتقرون إلى الأدلة، وأنهم لن ينتصروا، ولا حظوا كذلك أنهم قد فقدوا مساندة الرأي العام لهم. وهو يحاولون بشكل كله بؤس ويأس تأخير الاعتراف بهزيمتهم، وسقوطهم، والاعتراف كذلك بأن الفراشات المفلفلة على سبيل المثال لم تحط على جذوع الأشجار، وأن عملية الاصطفاء لم تأتي بإضافة حقيقية إلى علم الوراثة. وهم من ناحية أخرى أيضا يكتسبون الخبرات في مواراة هزيمتهم.163
ومن ثم يتعين على أنصار النظرية الدارونية الموجودين بتركيا أن يفكروا في كيفية وأسباب نقد وتفنيد تلك النظرية التي يؤمنون بها. فزملائهم في العمل في الغرب قد نجحوا في إدراك كافة الأدلة التي بحثناها في هذا الكتاب إلا أن العض منهم قد ضرب صفحا عن هذا، وبالرغم من كل هذا بدءوا يبذلوا مساعيهم من أجل، وقصارى جهدهم من أجل يقيموا للنظرية الدارونية قائمتها. وإن بعض الأشخاص الذين يحاولون في عالم الخمسينيات العيش في برج عاجي على ذكري الأيام الجميلة القديمة الخيالية للنظرية الدارونية بعيدا عن التطورات العلمية، إذا ما سئلوا عن دليل لنظرية التطور، فإنه يكون بمقدورهم أن يتحدثوا بشكل كله حرارة كعادتهم عن تجربة(Miller) التي ثبت عدم صلاحيتها، وعن الخياشيم الموجودة في الأجنة البشرية، وعن حكاية الفراشات المفلفلة، وعن سلسلة الخيول الخيالية. ويبذلون مساعيهم لغض الطرف عن العديد من الأمور والحقائق مثل انفلاق العصر الكمبري، والعقدة الغير مختزلة، وأصل العلم الوراثى. وإنه لم نكن هناك أي فائدة بعد للتصرف بإصرار شديد في الإيمان بهذه النظرية الواهية؛ وذلك بسبب كُتب(كوهنهKohne) التي قُرأت في الخمسينات والستينات، وبسبب الأشياء المادية التي استخدمها في الدعاية الدارونية. وه نحن ندعو أنصار النظرية الدارونية الموجودين بتركيا إلى تحاشي الوقوع في مثل هذا الموقف، رؤية الصواب، والتخلص من الأحكام المسبقة، لكن دون غض الطرف عن الأدلة العلمية.
وإن ما يتعين على أتباع النظرية الدارونية فعله إنما هو الإعراض عن الإيمان الأعمى بهذه النظرية. ناهيكم عن أنه يتعين عليهم كذلك دراسة وفحص النتائج العلمية، وتقيمها بشكل ليس فيه أي نوع من التحيز على الإطلاق. فإذا ما كانت هنالك أدلة ضد نظرية التطور فعليهم أن يُكشفوا النقاب عنها ولا يخفوها. وإذا ما ثبت بطلان وعدم صحة ما يذكرونه، فعندئذ لابد وألا ينقادوا لهذه النظرية هذا الانقياد الأعمى، وأن يعطوا أنفسهم الفرصة لمشاهدة الحقيقة.
فلو كان أكثر المدافعين عن النظرية الدارونية، ومن يزودون عنها مخلصين في أبحاثهم هذه، فإنهم كانوا سيرون أن هذه النظرية ليست بشيء سوى غش وخداع كبير. وهذه حقيقة ظهرت بشكل علمي.
ولا جرم أن انهيار نظرية التطور ما هو إلا إحدى تجليات الله سبحانه وتعالي التي أخبرنا بها في القرآن الكريم. فلقد أخبرنا الله سبحانه وتعالي في القرآن الكريم أن الباطل( أي الكذب والغش) سيزول وتنتهي دولته بمجرد مجيء الحق(أي الحقيقة): فلقد قال سبحانه وتعالي في الآية رقم 81 من سورة الإسراء:" وقل جاء الحق، وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا".
وما النظرية الدارونية إلا مبدأ وتعاليم باطلة، ومضللة، ولا تعرف للحق سبيلا. فلقد استطاعت في كثير من الأحيان التأثير مستغلة في ذلك نقص العلم، وضعف المستوي العلمي، ومن ثم تمكنت من خداع وتضليل بعض الناس. لكن هذا الباطل سرعان ما خبأت جذوته بمجرد أن ظهرت الحقيقة، والاستنتاجات العلمية الحقيقية التي تولي فحصها ودراستها أناس منصفين، وغير متحيزين.
وإن الشيء الذي يحاول أنصار هذه النظرية الدارونية فعله إنما هو رفض الحق، وستره، بل وغض الطرف عنه، هذا كله من أجل أن يعيدوا لهذا الباطل قوة كي يقف على قدميه من جديد. لكن هذا طريق، ومسلك غير صحيح، فهم بذلك لا يخدعون إلا أنفسهم، ويحقرونها كذلك. وينبغي على أنصار النظرية الدارونية أن يأخذوا لهم درسا وعبرة من الآية القرآنية التي يقول فيها المولي عز وجل:
"ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون ".( الآية رقم 42 سورة البقرة).
فلا جرم أن عدم المقاومة والعناد بعد مشاهدة الحقيقة ومعرفتها، والتوجه صوب ما هو حق وصائب، لمن التصرفات الصحيحة والسليمة. فمن الممكن بمكان أن ينخدع الإنسان بأكذوبة نظرية التطور بسبب نقص علمه حتى الآن، أو بسبب ما يُلقن به. لكن هذا الإنسان إذا كان إنسانا مخلصا صادقا فإن عليه ألا يقتفي أثر الخداع والغش، وأن يبحث عن الحق، والصواب ويتبعه حتى لا يكون حقيرا في كل من الدنيا والآخرة. ويجب ألا ننسي أن الصدق، والإخلاص لهما جزاء جميل جدا في كل من الدنيا والآخرة على حد سواء.
انتهى
رابط الكتاب على الانترنت
http://www.harunyahya.com/arabic/books/darwinism/there_was_darwinism/there_was_darwinism_arb_01.php
|