اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :4  (رابط المشاركة)
قديم 18.07.2010, 08:11

الاشبيلي

مشرف أقسام النصرانية و رد الشبهات

______________

الاشبيلي غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 23.04.2009
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 2.798  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
12.01.2024 (10:38)
تم شكره 157 مرة في 101 مشاركة
افتراضي


قديماً كان هناك جهل بعلم الأحياء
مما لا شك فيه أن كل من شاهد فيلم Matrix Reloaded، وهو الجزء الثاني من سلسلة أجزاء فيلم ماتريكس Matrix والذي يعد واحداً من أكثر صناعات السينما شعبية على الإطلاق سيتذكر المشهد الذي تم فيه إظهار كل واحد من الممثلين الثانويين في الفيلم على أنهم "برنامج حاسوب" ( Software). لقد عُرِض كل جسم في هذا المشهد من فيلم "ماتريكس" على أنه برنامج حاسوب. وحتى يتمّ توضيح ذلك الأمر بصورة أكبر للمشاهدين في مشهد إعطاء الدّواء لسيّدة و أن كلا من السيدة و الدواء قد ظهر كبرنامج حاسوب، تم إظهار كل من جسد المرأه و العلاج كصورة ظلية رقمية تتكون من أرقام وحروف خضراء اللون. وهذه الرّسوم التي تكررت في مشاهد متعددة من فيلم "ذي ماتريكس ريلووديد" عبارة عن سرد مرئي مؤثر، الغرض منه محاولة إقناع المشاهدين بأن الأشخاص الذين يرونهم ليسوا سوى برامج حاسوبية.

إن اظهار الانسان في فيلم Matrix على انه كتابة رقمية أو برنامج حاسوب هو امر لا يبعد كثيراً عن الحقيقة.

أمّا الحقيقة التي لم يدركها سواء من شاهد هذا الفيلم ومن لم يشاهده على حدٍ سواء فهي أن الأجسام في الحياة الواقعية أيضا ما هي إلا "برامج" وإن اختلف الشكل.***
فأجسامكم هي أيضاً عبارة عن برنامج معقد للغاية. فلو أنكم أردتم أن تُفَرِّغوا محتويات هذا البرنامج و تكتبوه في كتب فإن هذا يستلزم أن تقيموا مكتبةً كبيرةً تغطي جدران غرفة كبيرةً جدا. ولو أنّكم قارنتم بين هذا البرنامج وغيره من البرامج الأخرى المعروفة – مثل برامج التشغيل في حاسبكم الآلي مثل برنامج الويندوز أو ماك أو إس Mac OS أو مع غيرها من البرامج الأخرى – فسوف تدركون كم هو متطور ومعقد ذلك البرنامج الموجود في أجسامكم بدرجة لا يمكن قياسها أو مقارنتها ببرنامج آخر. والأكثر من ذلك أن نظام التشغيل في الحاسوب الخاص بكم كثيراً ما يصيبها الشلل والبطء مما يقتضي الأمر إعادة تشغيل الحاسب الآلي من جديد، حتى أنها قد تفسد في بعض الأحيان مما يترتب عليه تدمير كل المعلومات الخاصة بكم والمخزنة على الحاسب. غير أنّ البرنامج الموجود في أجسامكم يظل صالحا و لا يصيبه أذى طوال فترة بقائكم في الحياة. و إذا حدث ثمة خطأ في هذا البرنامج، فهناك برامج أخري تقوم بإصلاح هذا الخلل و ازالة آثاره. حسناً ما هي ماهية البرنامج الموجود في أجسادكم؟ هل هو حروف و أرقام خضراء مثل ذلك الذي رأيناه في فيلم ماتريكس ريلووديد؟**
إنّ البرنامج الموجود في أجسامكم مكتوب بالجزيئات وليس بالأرقام والأحرف الرقمية. وهذه الجزيئات هي عبارة عن أجزاء من سلسلة عملاقة من الجزيئات يطلق عليها اسم ”DNA “ موجودة في نواة كل خلية من تريليونات الخلايا التي تُكَوِّن الجسم. والـ DNA هي بنك معلومات يحتوي على كل التفصيلات الخاصة بجسمكم. ويتكون هذا الجُزيء العملاق من سلسلة متتابعة تتكون من أربعة جزيئات مختلفة يُطلق عليها اسم "الحامض النووي". وتعمل هذه الجزيئات الأربعة التي تشبه أبجدية تتكون من أربعة أحرف على إخفاء المعلومة الخاصة بكل الجزيئات العضوية التي تتكون في الجسم. أي أنّ هذه الجزيئات لم تُرتَّب اعتباطا أو عن طريق المصادفة و إنما جاء ترتيبها وفق معلومة محددة. وتنقسم هذه المعلومة إلى جمل وفقرات. ويطلق العلماء على هذه الأجزاء اسم "الجين". ويعمل كل جين على إعطاء تعريف التفاصيل المختلفة الموجودة في أجسامكم (فمثلا عندما تأكلون السكر فإنها تقوم بتحديد قاعدة هرمون الأنسولين الذي سيأخذه إلى داخل الخلايا وكذلك تحديد بناء خلايا القرنية الشفافة الموجودة في العين).
يعترف الجميع بان اكتشاف ال DNA كان واحداً من أهم الاكتشافات في تاريخ العلم. و قد جاء تحديد وجود و بنية هذا الجزيء في عام 1953 على يد العالمين الرائعين فرانسيس كريك Francis Crick وجيمس واطسون James Watson . و منذ ذلك الوقت و حتى نصف قرن مضت و هناك جهود مهمة تبذل من أجل فهم و قراءة و حل شفرة ال DNA و استخدامه. أما اهم نقطة على الاطلاق بين هذه الجهود الكبيرة فكانت " مشروع الجينوم ? صبغيات المشيج? الإنسانية " التي كانت قد بدات في التسعينات و حتى عام 2001. لقد تمكن العلماء الذين تولوا هذا المشروع من قراءة " الجينوم البشري " ( اى قراءة المعلومات الو راثية التي تحملها الكر وموسومات مجتمعة ) و استخراج " تفريغ " كامل لها.
و ما لا شك فيه أن مشروع الجينوم البشري سوف يعود بالنفع على الإنسانية في مجالات مختلفة يأتى على رأسها الطب و الهندسة الو راثية أو الجينية. و هناك نتيجة اخري على نفس الدرجة من الاهمية بل و تفوقها أيضاً هي أنه يمدنا برسالة تتعلق بأصل ال DNA . و يوضح اهمية هذه الرسالة العالم جيني مايرز Gene Myers و هو احد العلماء الذين اكتشفوا الجينوم البشري " المعلومات الوراثية " أى أنه كان أحد الذين عملوا في شركة Celera التي أدارت المشروع.
و تحدث مايرز مفرداً تعليقاً له في إحدى الأخبار التى نُشرت في جريدة سان فرنسيسكو كرونيكِل San Francisco Chronicle تحت عنوان ( Human Genome Map Has Scientists Talking About the Divine ) " علماء خريطة الجينات البشرية يتحدثون عن الخالق " على النحو التالي:
تتواجد الجزيئات في شكل متكامل و على درجة عالية من التعقيد في الوقت نفسه... إننا لم نتمكن حتى الآن من أن نفهم حتى انفسنا بدرجة تثير الدهشة بشكل كبير. من الواضح أن هناك عنصر ميتافيزيقي " غيبي " في الموضوع...اما الشيء الذي يثير دهشتى بشكل رئيسي فهو فن العمارة الخاص بالحياة ... انه نظام معقد للغاية. و كأنه قد خضع لتصميم دقيق... يوجد عقل معظم هنا ( في الجينوم ). 47
لقد فنَّدت هذه المعلومة الموجودة في ال DNA مذهب الدارونية الذي يعتبر الحياة وليدة المصادفة و أثبتت عدم صحة هذه النظرية. لأن هذه المعلومة، لان هذه المعلومة تهدم اساس مذهب الدارونية و هو " الاختزال أو التحويل " المادي.
نهاية الاختزال او التحول

أفنى واطسون Watson و كريك Crick عمرهما في الابحاث الخاصة بأصل ال DNA . و توصل كريك، إلى ان أصل الحياة كان " معجزة بكل المقاييس.

كما هو معروف أن الفلسفة المادية لا تؤمن بشيء سوي المادة فقط فكل شيء عبارة عن مادة. و في تري هذه الفلسفة أن المادة وجِدّت و ستظل موجودة حتى إلى اللانهاية و لن يكون هناك وجود لأي شيء آخر سواها. و يستخدم الماديون من انصار هذه الفلسفة منطقاً يطلقون علية اسم " الاختزال " ليدعموا به آراء هذه الفلسفة. و الاختزال او التحويل هو فكر يمكن عن طريقة تفسير أي شيء لا يُري مثل المادة بواسطة العوامل المادية.
و حتى نوضح تلك النقطة دعونا نسوق مثال الذهن. فكما هو معروف أن ذهن أو عقل الانسان ليس شيئاً " يُمسك باليد و يُري بالعين ". إضافة إلى ذلك فهو لا يوجد أيضاً في مخ الانسان " مركزا خاصا بالذهن ". و ينقلنا هذا الوضع سواء أأردنا أم لم نُرد إلى نتيجة وجود معناً للذهن خلف – المادة. أى أن " انا " التي نقولها تعنى وجودا لكائن يفكر و يحب و يغضب و يحزن و يًعجب بشيء و يتألم و لا تعنى ذلك الوجود المادي مثل الكرسي أو المنضدة أو الحجر.
أما الماديون، فيزعمون أنه " من الممكن تحويل الذهن إلى مادة ". فيري أصحاب هذا الزعم ان تفكيرنا و حبنا و حزننا و كافة انشطتنا العقلية عبارة عن تفاعلات كيميائية تحدث بين الذرات الموجودة في امخاخنا. فحبنا و ولعنا بشخص ما لا يتعدى كونه تفاعلا كيميائياً حدث في بعض الخلايا في أمخاخنا و بنفس الطريقة فإن شعورنا بالخوف في مواجهة قضية أو مسالة ما هي أيضاً عبارة عن تفاعل كيميائي آخر. ويعبر الفيلسوف كارل فوجت Karl Vogt و هو من المؤيدين للفلسفة المادية عن هذا المنطق قائلاً " إن المخ يفرز أفكاراً بنفس الكيفية التي تفرز بها الحويصلة المرارية في الكبد للسائل المراري ". 48 غير أن السائل المراري هو بالفعل عبارة عن مادة و لكن لا يوجد أي دليل يمكن ان يشير إلى أن الافكار هي الاخري عبارة عن مادة.
إن الاختزال او التحويل هو تنفيذ أو ادارة منطقي. الا ان هذا التنفيذ المنطقي يمكن ان يستند على الاسس الصحيحة و على الاسس الخاطئة أيضاً. و العلم هو واحد من الطرق المهمة لتمييز الصحيح من الخاطيء. و لهذا السبب يجب أن نسأل هذا السؤال: هل من الممكن أن يستقيم الامر إذا نحن قسنا " الاختزال او التحويل " الذي يعتمد على المادية بشكل أساسي بالمعطيات العلمي ؟
لقد أظهرت كافة الابحاث العلمية و نتائج التجارب و الملاحظات التي أجريت في القرن العشرين أنه يجب الاجابة على هذا السؤال ب " لا ".
و تحدث في هذا الموضوع أيضا الاستاذ الدكتور ويرنر جيت Werner Gitt و هو مدير معهد الفيزياء و التكنولوجيا بألمانيا على النحو التالي:
" إن أى نظام ترميز هو نتاج لسلسلة من العمليات الذهنية في كل زمان. و يجب علينا الانتباه إلى نقطة واحدة في هذا الموضوع? أن المادة لا يمكنها أن تصنع كوداً لأى معلومة. و تسبر كافة التجارب إلى ضرورة وجود عقل سليم يستخدم الارادة الحرة و الحكم و موهبة الابتكار من اجل ظهور المعلومة... و لا يوجد اى قانون في الطبيعة أو عملية فيزيائية أو مسألة مادية يمكن أن تضمن قيام المادة باستخلاص و استنتاج المعلومة... كما لا يوجد أى قانون في الطبيعة او عملية فيزيائية يمكن ان تضمن ظهور المعلومة من تلقاء نفسها داخل المادة. "49
إن كلمات ويرنر جيت هي في الوقت نفسه النتائج التي توصلت اليها " نظرية المعرفة أو العلم" التي تطورت خلال 20-30 عاما الاخيرة و يُنظر اليها باعتبارها جزء من الديناميكا الحرارية. و تبحث نظرية المعرفة تلك في بنية و أصل العلم و المعرفة في الكون. أما النتيجة التي تم التوصل اليها بفضل الابحاث المُطَوَّلة لقادة الفكر و العلم فهي كالآتى: " إن العلم هو شيء مختلف و منفصل عن المادة. و لا يمكن ان يتحول العلم إلى مادة بأى حال من الاحوال. و يجب ان يتم بحث العلم و المادة كل منهما بمعزل عن الآخر. "
تماماً كما ذكرنا في مثال ال DNA الذي تناولناه قبل قليل... يوجد في ال DNA على حد قول العلماء الذين بحثوا هذا البناء " معلومة عظيمة ". و اذا كان من المتعذر تحويل او اختزال هذا العلم إلى مادة فلا بد و انها تأتى من مصدر وراء- المادة.
لقد قبل جورج سي ويليمز George C. Williams و هو احد أشهر المدافعين عن نظرية التطور بهذه الحقيقة التي لم يرغب معظم الماديون و أنصار فكرة التطور ان يرونها. لقد دافع ويليمز لسنوات طوال عن و بشكل متعصب عن مذهب المادية، الا أنه اعترف في احدي كتاباته بتاريخ 1995 أن الطرح القائل بان كل شيء ياتى من المادة انما يعبر عن خطأ وجهة النظر المادية " الاختزال و التحول ":

يعد قبول ادعاء مثل أن أحداث الطبيعة تولد معرفة جينية، معتقد خاطيء تماماً.

لم يستطع علماء الاحياء من المؤيدين لفكرة التطور حتى الآن ان يدركوا أنهم يعملون في مجالين مختلفين عن بعضهما? و هذان المجالان هما المادة و العلم... كما انه لا يمكن جمع هذين المجالين في مكان واحد مع القاعدة التي نعرفها باسم " الاختزال أو التحويل "... و كل واحد من الجينات عبارة عن رزمة صغيرة من المعلومات أكثر من كونها جسم أو شيء مادي... و عدما تتحدثون عن فيم معينة مثل الجينات في علم الاحياء و الانماط الوراثية و الاحواض الجينية فإنكم تكونوا قد تحدثتم فيما يتعلق بالعلم و ليس بخصوص الاجسام المادية... و يشير هذا الوضع إلى وجود مجالين مختلفين للمادة و العلم و يجب أن يتم دراسة أصل هذين المجالين المختلفين بشكل منفصل كل عن الآخر. 50
يُعتبر الاختزال أو التحويل أحد حاصلات المستوي العلمي المتدنى في القرنين الثامن عشر و التاسع عشر. لقد اعتمدت هذه الخدعة التي اتخذها مذهب الدارونية أساساً لها على افتراض مفاده ان الحياة بسيطة و ان الصدفة هي المسبب لأصل هذه الحياة. إما علم الاحياء في القرن العشرين فجاء بما هو عكسٌ لذلك تماماً. يوضح البروفيسور المتقاعد فيليب جونسون Philip Johnson من جامعة كاليفورنيا بيركيلي و المعروف بأنه واحد من أهم نُقاد مذهب الدارونية في الوقت الحالي كيف ان الدارونية قد أغفلت " العلم " الذي هو أساس الحياة و كيف انها فتحت الطريق امام خطأ على هذا الشكل:
لقد كان خضوع علم الاحياء الذي جاء بعد داروين لسيطرة و هيمنة الفلسفة المادية السبب وراء افتراض علماء الاحياء أن الكائنات الحية باعتبارها كتلة عضوية لها شكل بسيط للغاية أكثر مما هو موجود فعلا في الواقع. ( و في رأيهم ) أن الحياة كانت يجب ان تكون عبارة عن الكيمياء فقط. أى أحضروا المواد الكيميائية إلى جانب بعضها البعض لتوجد الحياة بعد ذلك. و بالشكل نفسه كان يجب أن تكون نتاجا للكيمياء فقط في ال DNA. و قد عبر عن هذا أحد المعارض التي أقيمت في متحف تاريخ الطبيعة في مكسيكو سيتي على النحو التالي:
" غازات بركانية + صواعق = الحياة ". و عندما كان يتوجه أى شخص بسؤال بخصوص هذه الحكاية، كان المسئول عن المتحف يزعم بأنها حكاية مبسطة و لكنها صحيحة في أساسها. 51
بيد أن هذه الافتراضات البدائية و السطحية لم تفضي لشيء. لقد اتفقنا في الجزء الاول من الكتاب أن الخلية و هي أبسط شكل للحياة معقدة لدرجة كبيرة لم يكن ليتخيلها أحد من قبل و لهذا السبب فقد كانت " معرفة و علم " عظيمين. لقد ثبت ان مسألة تحويل المعرفة إلى مادة – مثل القول بأن غازات بركانية + صواعق = DNA = الحياة – كانت مجرد جهل كبير. و يوضح جونسون رأى العلماء " المؤيدين لفكرة التحويل أو الاختزال " موضوع حديثنا الذين يحاولون تحويل العلم و المعرفة إلى مادة على النحو التالي:

لا ينظر العلماء المؤيدون لفكرة الاختزال و التحويل إلى الحقيقة، و هم يوجهون اهتمامهم بديلا عن ذلك إلى الحياة في ظل برنامج يكن ان يصل بأهداف فكرة التحويل و الاختزال إلى النجاح. و هذا الامر يتشابه تماماً و حكاية انسان غير واعي يفقد مفاتيحه وسط الادغال و لكنه يبحث عنها تحت ضوء مصباح موجود في الشارع و عندما يسأله سائل عن تصرفه هذا يجيب قائلاً " حتى أري المفاتيح فهناك في الادغال لا يوجد ضوء ". 52
و يفضل عدد متزايد من العلماء اليوم الذهاب إلى العنوان الصحيح بدلا من البحث عن المفتاح في المكان الخاطيء. و هم يقبلون بالحقيقة الواضحة بدلا من الانخراط في جهد يائس لن يؤدي إلى نتيجة في قوانين الطبيعة و المصادفة للبحث عن أصل العلم العظيم الذي أقام الحياة: إن الحياة هي نتيجة لعملية خلق عبقرية. و يحتل العلم مكانة كبيرة للغاية في حياتنا سواء في الحاسبات و الانترنت و أو الحياة نفسها، و أصبحت هذه الحقيقة اكثر وضوحاً في القرن الواحد و العشرين عما مضيى. أما مذهب التطور " الدارونية " التي تعتقد أن الحية بسيطة و لم تستطع أن تلحظ وجود " المعلومة و المعرفة الاحيائية " فقد حُكِمَ عليها ان تُدفن في التاريخ مثلها مثل أى من أفكار القرن التاسع عشر العتيقة.
أما الحقيقة فهي كالآتى: إن الله هو الخالق لكل أشكال الحياة على سطح الارض و من نظمها بشكل دقيق لا ليس به نقص. و الخلق هو صِنعة الله التي لا توازيها صِنعة. لقد خلق الله سبحانه و تعالي الانسان منزه عن كل نقص أو عيب، بعد ذلك نفخ فيه من روحه. أما الحواس التي يمتلكها الانسان مثل حاستى الرؤية و السمع و المعانى المجردة مثل التفكير و الاحساس و الحس فهي من خصائص و قدرات " الروح " التي اعطاها الله للانسان " و ليست نتيجة للتفاعل اللاشعوري بين الذرات ". و الله سبحانه و تعالي يُذَكِّر الانسان في القرآن الكريم بما انعم عليه من قدرات:
" قل هو الذي أنشأكم و جعل لكم السمع و الابصار و الأفئدة قليلاً ما تشكرون (23) " ( سورة المُلك ).
و يحمل كل انسان بداخلة الروح التي منحها اياه الله و هو مسئول أمام الله الذي خلق كل شيء من العدم. و يخبرنا الله سبحانه و تعالي في القرآن الكريم عن خلق و موت ثم بعث كل من يتوهم انه سَيُترك هكذا حرا طليقاً بلا ضابط و لا رادع :
" أيحسب الانسانُ ان يُتْرك سُدي (36) ألم يكُ نُطفةً من مني يُمني (37) ثم كان علقةً فَخَلَقَ فَسَوَّي (38) فجعل منه الزوجين الذكر و الأنثى (39) أليس ذلك بقادرٍ على أن يُحي الموتى " ( سورة القيامة ).

47- Tom Abate, San Francisco Chronicle, 19, ?ubat 2001. http://www.sfgate.com/cgi-bin/articl...9/BU141026.DTL
48- Encyclop?dia Britannica. "Modern Materialism"
49- Werner Gitt. In the Beginning Was Information. CLV, Bielefeld, Germany, pp. 107, 141
50- George C. Williams. The Third Culture: Beyond the Scientific Revolution. (ed. John Brockman). New York, Simon & Schuster, 1995. pp. 42-43
51- Phillip Johnson's Weekly Wedge Update, "DNA Demoted" April 30, 2001, http://www.arn.org/docs/pjweekly/pj_weekly_010430.htm
52- Phillip Johnson's Weekly Wedge Update, "DNA Demoted" April 30, 2001 , http://www.arn.org/docs/pjweekly/pj_weekly_010430.htm

ساد الاعتقاد قديما بوجود " دليل من علم الاجنة " على التطور
شرح تشارلز داروين في كتابة الذي حمل عنوان The Descent of Man ( الظهور " المفاجيء " للانسان ) نظريته الخاصة بأصل الانسان و الادلة التي يزعم انه حصل عليها بخصوص هذا الموضوع. و لم يحتوي كتابه الا على صورتين اثنتين في الجزء الأول منه أحدهما لإنسان أما الاخري فهي لأجنة الكلب. " و في أحد اجزاء الكتاب التي حملت عنوان " الادلة على تطور الانسان عن صورة متدنية " تحدث داروين قائلاً:

يعتبر عالم الاحياء الالمانى هيكل هو اول من أسس علم الاجنة بشكل يتوافق مع نظرية داروين.
التطور الجنيني: ينشأ الانسان من بويضة واحدة لا يتعدى حجمها واحد على 125 من البوصة و لا تحمل هذه البويضة اية اختلافات تفرقها عن تلك التي في سائر الحيوانات الأخرى. يمكن التمييز بصعوبة كبيرة بين الجنين في مراحله المبكرة و بين سائر الفقاريات الاخري. فيستمر في هذه المرحلة وجود الشقوق على جنبي الرقبة ( في الجنين البشري ). " 53
يتحدث داروين بعد ذلك عن وجود شبة بين الجنين البشري و بين أجنة الفقاريات الأخرى مثل القرد و الكلب، إلا انه و مع تقدم مراحل " الحمل " يبدأ في الاختلاف عن أجنة الفقاريات الأخرى، و يزعم داروين أن آراءه تلك قد استندت إلى الملاحظة. و قد عرَّف داروين علم الاجنة في خطاب ارسل به إلى صديق أصا جراي على انه " واحد من أهم الحقائق التي تدعم نظريته " المزعومة. 54
إلا أن داروين لم يكن في أى يوم من الايام واحد من علماء الاجنة. كما انه لم يقم في اى يوم من الأيام بوضع الاجنة تحت عدسة المجهر لفحصها بشكل شامل دقيق. لهذا السبب فقد عمد داروين و هم يقيم حججه إلى الاقتباس من الاشخاص الذين لهم باعاً في هذا المجال. و قد لفت نظرنا اسم واحد على وجه الخصوص وضعه داروين في الحاشية: هذا الاسم هو للعالم الالمانى Ernst Haeckel اِرنست هيكِل الذي زوَّد كتابة الذي حمل عنوان Natürliche Schopfungsgeschichte ( تاريخ الخلق الطبيعي ) بصور اجنة مختلفة و كتب تعليقه على هذه الصور.
و بذلك كان التاريخ سيذكر هيكِل بعد مدة قصيرة من الحقيقة باعتباره هو من علَّق على الأجنة بشكل يتوافق و نظرية التطور.
لقد قرا هيكل بحماس شديد كتاب أصل الانواع لداروين الذي نُشر عام 1859 و تبني كل ما جاء في هذا الكتاب لرجة انه اصبح اكثر تعصبا لفكرة التطور ربما اكثر من داروين نفسه. و قام بسلسلة من الابحاث و ألَّف كتاباً رغبةً منه في ان يشارك باسمه في نظرية التطور. أما في كتابه ( تاريخ الخلق الطبيعي ) الذي نُشر عام 1868 فطرح نظرية علم الاجنة الذي سيكسبه الشهره الحقيقية. و زعم هيكل في هذا الكتاب أن بويضات الانسان و الحيوانات الاخري كانت على شكل واحد تماماً في بداية مراحل التطور. و دلَّل على هذا بصور أجنة الانسان و القرد و الكلب التي وضعها في الصفحة رقم 242 من الكتاب. و يري هيكل أن هذه الصور التي تبدوا متشابهة مع بعضها تماماً هي الدليل القاطع على أن هذه الكائنات الحية قد انحدرت من أصل واحد مشترك.

كان كتاب أصل الانواع، سبب في ارتكاب هيكل أخطاء فادحة.
و الحقيقة هي ان الكائنات الحية التي نتحدث عنها ليست هي التي انحدرت من اصل واحد و انما صور هذه الكائنات: لقد قام هيكل برسم صورة لجنين واحد، ثم اجري عليها تغيرات بسيطة للغاية و وضعها جنبا إلى جنب على انها صور لأجنة الانسان و القرد و الكلب! و عندما طبع نفس الصورة جنبا إلى جنب مع النسخة الاخري بدت و كل صورة من هذه النسخ و كأنها صور طبيعية.55
و ها هو داروين يستعين بهذه " الدراسة " في كتابه الظهور " المفاجيء " للانسان كواحد من المصادر. بيد ان داروين لاحظ قبل ان يكتب كتابة هذا وجود تحريف كبير في " دراسة " هيكل ". كما جاء في مقالة حملت توقيع روتيمير L. Rutimeyer و نشرت في مجلة Archiv für Anthropologie " أرشيف الانثروبولوجيا " العلمية الالمانية في خلال عام 1868 و هو نفس العام الذي نشر فيه هيكل كتابه أن ما قام هيكل لا يتعدى كونه تزييفا للحقيقة. و أعلن روتيمير و هو استاذ الحيوان و التشريح المقارن في جامعة باسيل Basel أنه قرء الكتابان اللذان قام هيكل بنشر صور الاجنة فيهما و هما Naturliche Schopfungsgeschichte ( تاريخ الخلق الطبيعي ) و Uber die Entstehung und den Stammbaum des Menschengeschlechts ( حول شجرة الجنس البشري و مراحل تكوينه ) و انتهي من بحثه لما جاء فيهما إلى أن صور الاجنة التي أوردها هيكل لا علاقة لها بالواقع تماماً. علَّق روتيمير على هذا الموضع على انحو التالي:
"يزعم هيكل هذه الدراسة من السهولة التي يمكن معها سواء لغير المتخصصين أو للباحثين و الأكاديميين على حد سواء فهمها بسهولة. و أن احداً لن يقف ضد الكاتب منذ اللحظة الاولي في كل ما جاء به، غير أن ما جاء به لم بالشيء الذي يمكن أن ندافع عنه و نؤيده. وهي أمور مغلفة بإجراءات شكلية خاصة بالعصر الوسيط. و أصبح من الواضح و الصريح الدلائل العلمية قد اُنتجت من العدم. و لكن الكاتب عمد إلى التصرف بشكل دقيق محكم حتى لا يُميِّز القُرَّاء هذه الحقيقة. " 56
و على الرغم من هذا استمر داروين مع علماء الاحياء الآخرين الذين يدعمونه في قبول ما جاء به هيكل. و هو الامر الذي جعل هيكل أكثر نشاطاً. فَشَمَّر عن ساعديه حتى يجعل من علم الاجنة الدعامة القوية التي تستند عليها الدارونية. و لك تكن الملاحظات التي قام بها تصلح لان تكون دعامة كتلك، و لكن كثير منها كانت تكسب هذه الصور و الرسوم اهميةً. و قام في السنوات التالية لذلك بعمل سلسلة من رسوم الأجنة المقارنة. فأعد رسوما تخطيطية وضع فيها أجنة الاسماك و السَمَنْدر و الارنب و الانسان إلى جانب بعضها البعض. وما يلفت النظر في هذه المخططات أن التشابه الكبير بين أجنة هذه الكائنات الحية المختلفة عن بعضها في المراحل الأولي كان يختفي تدريجياً في مراحل التطور التالية ليختلف كل منها عن الآخر. و كان أكثر ما لفت الانتباه حقاً هو ذلك التشابه الموجود بين أجنة الاسماك و أجنة البشر. و وصلت درجة التشابه بينهما لدرجة انه كان يُلحظ وجود خياشيم عند أجنة البشر شبيهةً لما هو موجود عند الاسماك، و أقام هيكل " نظريته " المزعومة التي أضفي عليها الصبغة العلمية بهذه الرسوم التي قدمها: و هي تكرار لتاريخ نشاة و تطور الفرد و لتاريخ نشأة و تطور السلالات ( أي تكرار نشأة و تطور الفرد منذ أن كان خلية و حتى البلوغ و نشاة السلالات أى التاريخ التطوري لمجموعة من المُتَعَضِيَات ) ". و تعنى هذه الشعارات كالتالي: فكما يري هيكل أن كل نوع من الانواع الحية يعيش في أثناء مراحل التطور التي يمر بها في البيضة التي يقبع داخلها أو في رحم امة يعيش " التاريخ التطوري " الخاص بنوعه منذ البداية. فمثلاً الاجنة البشرية تتشابه في بداية وجودها في البطن مع الاسماك، و بعد ذلك و مع تقدم أسابيع الحمل تمر بمراحل " تطورية " عدة مثل مرحلة السمندر و الزواحف و الثدييات وصولاً إلى مرحلة الانسان او البشر.
و قد تحولت هذه الحكاية التي عرفت باسم " نظرية التكرار " انطلاقا من مفهوم التكرار أو الاعادة (recaputilation) الموجودة في شعار " تكرار نشاة و تطور الفرد و تكرار نشاة السلالات " تحولت إلى واحد من اهم " القرائن و الدلائل " التي دعمت التطور المزعوم على مر الازمنة. و طوال القرن العشرين و مات الملايين من الطلاب يرون في كتبهم الدراسية مخطط السمك – السمندر – السلحفاة - الدجاجة – الارنب - الانسان و نشؤ على حكاية " أن الاجنة البشرية تحتوي على خياشيم ". و إذا سألنا كثير جدا من الاشخاص الذين مازالوا يؤمنون حتى الوقت الحالي بنظرية التطور، فستكون نظرية هيكل وحدة من بين عدة " دلائل على التطور " ستتوارد إلى أذهانهم.
غير ان الحقيقة هى ان هذه الحكاية لم تتعد منذ البداية كونها مجرد تزييف جائر.
فالحقيقة ان الاجنة لا يربطها مع بعضها علاقة تشابه. و أن ما قام به هيكل كان مجرد خرافات لا اساس لها. لقد أضاف هيكل هكذا و من تلقاء نفسه أعضاءً تخيلية لبعض الاجنة، و نزع اعضاءً أخري من البعض الآخر، و أظهر الاجنة المختلفة عن بعضها بشكل كبير من ناحية الحجم اظهرها جميعاً في حجمٍ واحد.
فالشَق الذي رآه هيكل في الاجنة البشرية و اعتبره " خياشيم " لا علاقة له في حقيقة الامر بالخياشيم: فهذا الشق عبارة عن بداية تكوين الغدة الجنبدرقية " احدي أربع غدد صماء مجاورة للغدة الدرقية " و الغدة الصعتريَّة " غدة صغيرة موجودة بالقرب من قاعدة العنق ". ( و قد اتضح ايضاً ان كافة تشبيهات هيكل الاخري لم تكون سوي خداع: فقد اتضح أن الجزء الذي شبَّهة ب " كيس صفار البيضة " لم يكن سوي الكيس الذي ينتج الدم من اجل الجنين. أما الجزء الذي عرَّفة هيكل و اتباعه بأنه " الذيل " فهي عظام العمود الفقري في الانسان و قد ظهر بشكل يشبه الذيل لان هذه العظام تظهر مبكراً قبل ظهور عظام الساق. )
لم يظهر الزيف الذي قام به هيكل في هذه الرسوم الا في بدايات القرن العشرين و " اعترف " هو نفسه أيضاً و بشكل صريح بما قام به. فنجده يقول:

الرسومات و الصور الخاطئة التي أعدها هيكل ليخلق انطباع يوحي بوجود تشابه بين أجنة الكائنات الحية المختلفة.
كان لا بد ان أقف في وقف المُدان و المُعاب عليه بعد أن اعترفت بما قمت به من تزييف و تشويه للحقيقة. إلا ان عزائي الوحيد في هذا الامر هو ان هناك مئات من الاصدقاء ممن يوثق فيهم من المراقبين علماء الاحياء المشهورين قد وقفوا بجانبي و شاركونى رأيى هذا ليس هذا فحسب بل و ارتكبوا تزييفاً يعادل ما ارتكبته انا بما نشروه في كتب علم الاحياء التي ألَّفوها و في رسائلهم و مجلاتهم العلمية و التي حوت معلومات غير مؤكدة قاموا بإعادة تنظيمها من جديد. 57
و مع هذا فقد استفاد النظام الدار وني للغاية من هذه الدعايا و لم يتوانى عن استخدام هذه الادوات الدعائية لصالحة. و تم غض الطرف هذا التزييف العلمي للرسومات. و ظلوا طيلة عشرات السنوات يعرضون كثير جدا من هذه الرسوم التطورية على الناس و في الكتب الدراسية على انها حقائق علمية.
إلا انه و مع النصف الثانى من التسعينات ظهر هناك من بدا يتحدث بصوت عالي عن تزييف هيكل لهذه الرسومات. فنُشر مقال في عدد مجلة العلم الشهيرة الصادر في تاريخ 5 أيلول عام 1997 اوضح أن رسومات الاجنة التي وضعها هيكل لا تتعدي كونهما نتاجاً لعملية تزييف تمت. وتحدث اليزابيث بينيسي Elizabeth Pennisi في مقالة له بعنوان " لقد تم اكتشاف تزييف أجنة هيكل من جديد " على النحو التالي:
يقول عالم الأجنة ميشيل ريتشاردسون من مدرسة سانت جورج الطبية في لندن " إن الانطباع الذي تركته ( رسوم هيكل ) أي انطباع وجود تشابه بين الاجنة و بعضها البعض كان انطباعاً خاطئاً "... لقد بحث ميشيل ريتشاردسون و أصدقائه أجنة الكائنات الحية من نفس نوع و عمر الأجنة التي رسمها هيكل و التقط لها صوراً قارن بينها و بين تلك عرضها هيكل. و في مقالة له كتبها في مجلة علم التشريح و علم الاجنة رصد ريتشاردسون ملاحظاته قائلاً " تبدوا الاجنة مختلفة عن بعضها البعض في معظم الاوقات بشكل يثير الدهشة ". 58
و كانت مجلة العلم قد تحدثت عن قيام هيكل إما بتعمد استنتاج بعض الاعضاء من الصور اوانه أضاف أعضاءً خيالية لا وجود لها رغبةً منه في ايجاد علاقة التماثل المزعومة بين الاجنة و اوردت المعلومات التالية أيضا ً بهذا الخصوص:
يري ريتشارد سون و فريقه ان هيكل لم يكتف بإضافة الأعضاء أو او استنتاج وجودها بشكل خاطيء فقط بل قام في الوقت نفسه باللعب في أمور أكبر من ذلك رغبة منه في اظهار تشابه بين الانواع المختلفة، فقد عرض بعض الاجنة في صور أكبر عشرة أضعاف من حجمها الحقيقي. و حتى يتمكن من اخفاء الاختلافات تهرَّب من تسمية هذه الأنواع و قام بعرض نوع واحد و كأنه الممثل عن الفصيلة الحيوانية. و يري ريتشارد سون و فريقه أنه حتى في أجنة الانواع السمكية القريبة للغاية من بعضها البعض توجد فروق كبيرةٌ جداً سواء من ناحية شكلها أو من ناحية مراحل و وتيرة تطورها. و يقول ريتشارد سون أيضاً " لقد تحولت ( صور هيكل ) إلى واحدة من أكبر الزيف في علم الأحياء ". 59
و قد تناولت احدي المقالات التي نشرت في مجلة العلم موضوع التكتم الذي فرض على اعترافات هيكل اعتبارا من بدايات هذا القرن و بدأ تدريس هذه الصور في الكتب الدراسية على اعتبار انها حقيقة علمية مسلم بها على النحو التالي: " لقد ضاعت اعترافات " هيكل " تماما بعد صدور كتاب في عام 1901 بعنوان “ Darwin and After Darwin “
( داروين و ما بعد داروين ) احتواء هذا الكتاب على صور التي اوردها هيكل. و انتشرت هذه الصور بشكل موسع للغاية في كتب علم الاحياء الانجليزية. "
60
و في 16 تشرين الاول 1999 نُشرت مقالة في New Scientist تحدثت عن زيف حكاية علم الأجنة الخاص بهيكل و بعدها عن الحقيقة على النحو التالي:
عُرفت نظرية هيكل باعتبارها " قانون النشوء الحيوي " و في خلال مدة زمنية قصيرة أصبحت هذه الفكرة اكثر رواجاً بين الناس باعتبارها " خلاصة الموضوع ". أما الحقيقة فقد ظهرت بعد ذلك بمدة قصيرة عندما وضح بشكل قاطع عدم صحة قانون هيكل. فعلي سبيل المثال اتضح ان ألأجنة البشرية في مراحل النمو المبكرة لم يكن لها أية خياشيم مثل التي في الاسماك كما انها لم تمر بأى مرحلة مشابهة لأى من الزواحف الناضجة أو للقرد ايضاً. 61
و بذلك تكون نظرية " الخلاصة " التي يمكن اعتبارها أكثر " أدلة التطور " رواجاً في كل الأزمنة قد انهارت بالفعل.
و بهذا الشكل يكون تزييف هيكل قد انكشف أيضاً . و على الرغم من هذا فهناك تزييفات أخري قريبة لما قام به هيكل و ما زالت مستمرة حتى الآن.
هذه التزييفات هي تزييفات داروين. فداروين و كما اوضحنا في البداية،أخذ صور هيكل و تعليقاته و الآراء المختلفة للعلماء الآخرين و استفاد من كل هذه الأشياء في تدعيم نظريته. و مع هذا فلم تكن هذه النقطة وحدها هي التي ابتعد فيها داروين عن الصدق. فهناك نقطة أخري أكثر اثارة من النقطة السابقة و هي أن داروين وقف معارضاً و بشدة لآراء كارل انرست فون بير Karl Ernest Von Baer الذي كان ألمع علماء الاجنة في هذا الوقت. و حقيقة هذا الموضوع التي اوضحها جوناثان ويللز في كتابه Icons of Evolution " أيقونات التطور " هي أن فون بير لم يكن يؤمن بنظرية داروين ليس هذا فحسب و كان ممن وقفوا ضدها بشدة. و عارض فون بير أيضاً و بشكل قاطع التأويلات التطورية التي تم الزج بها إلى علم الاجنة? و كتب في هذا الموضوع قائلاً " لا يمكن لأجنة الحيوانات العليا ان تتشابه في أى وقت من الاوقات مع شكل آخر مختلف عنها، فليس لها من شبيه الا الأجنة التي من نفس نوعها فقط ". 62 و اشار إلى ان أنصار داروين من المنتسبين إلى العقيدة( الدوغماتية ) " فهم يؤيدون فرضية التطور الدارونية تأييداً أعمي قبل أن يدرسوا الاجنة نفسها " 63
إلا ان داروين اصطدم بداية من الطبعة الثالثة لكتابة أصل الانواع مع آراء فون بير و تعليقاته و ما توصل اليه من نتائج ليس هذا فحسب بل و اعتبرها دليلاً على صحة نظريته. يشير جوناثان ويلز إلى هذا الموضوع على النحو التالي:

أثبتت صور الاجنة التي التقطها عالم الاحياء الانجليزي ريتشارد سون Richardson في عام 1999، أن رسومات هيكل مزيفة و لا تمت للحقيقة بأى صلة. يظهر في الجانب العلوي رسومات هيكل المتخيلة، و قد وُضعت أسفلها الصور الحقيقية.
لقد اقتبس داروين عن بير فون باعتباره مصدر أدلته في علم الاجنة، الا ان النقطة المهمة في هذا هي انه حرَّف و شَوَّه هذه الادلة حتى تتوافق مع نظريته. إلا ان فون بير وقف ضد استخدام داروين بشكل جائر لملاحظاته و تجاربه التي قام بها و ظل على موقفة كواحدٍ من أقوي المعارضين لفكرة التطور الدارونية حتى وافته المنية في عام 1876. و مع هذا استمر داروين في اظهار بير كمرجع أخذ منه و انه من المؤيدين له و لنظريته على الرغم من معارضة بير الواضحة له. 64
باختصار، لقد استغل داروين الظروف البدائية للفترة التي عاش فيها لا ليستنبط آراء و أفكاراً علمية خاطئةً تعتمد على الاحكام المسبقة فقط بل و ليحرف أيضاً نتائج أبحاث قام بها علماء آخرين مستفيداً من عدم كفاية وسائل الاعلام.
و إن كان ظهور هذه الحقيقة و جلاءها قد جاء متاخراً إلا انه كان ضربة قاسية بأى حال من الاحوال للدار ونية. لقد وجد داروين نفسه بسبب تزييفات هيكل اكثر قوة لهذا كان ينظر إلى علم الأجنة على حد قوله أنه " أقوي درجات الحقيقة التي تمثل دليلا على صحة ". 65
لقد انخدع كثير جداً من الناس بهذه الحكاية، و اقتنعوا نظرية التطور مصدقين بجهل و سطحية بوجود خياشيم عند الانسان في فترة من الفترات.
و لكن كان هذا في فترة من الفترات...
و لم يعد يخفي على أحد أن علم الاجنة ليس دليلا او قرينة تؤيد الدارونية. و من الضروري تكرار نفس الشعار في علم الأجنة أيضاً:
يوماً ما كان هناك شيء اسمه الدارونية! ...
53- Charles Darwin, The Origin of Species & The Descent of Man, The Modern Library, New York, p.398
54- Charles Darwin, Letter to Asa Gray, Sept. 10, 1860, in Francis Darwin (editor), The Life and Letters of Charles Darwin , Vol. II (New York: D. Appleton and Company, 1896), s.131
55- "HAECKEL'S FRAUDULENT CHARTS"; http://www.pathlights.com/ce_encyclopedia/17rec03.htm
56- L. Rutimeyer, "Referate," Archiv fur Anthropologie, 1868
57- Francis Hitching, The Neck of the Giraffe: Where Darwin Went Wrong, New York: Ticknor and Fields 1982, p.204
58- Science, 5 Eylül 1997
59- Science, 5 Eylül 1997
60- Elizabeth Pennisi, "Haeckel's Embryos: Fraud Rediscovered", Science, 5 Eylül 1997
61- Ken McNamara, "Embryos and Evolution", New Scientist, 16 Ekim 1999
62- Jonathan Wells, Icons of Evolution: Science or Myth?, p.84
63- Jonathan Wells, Icons of Evolution: Science or Myth?, p.85
64- Jonathan Wells, Icons of Evolution: Science or Myth?, p.86
65- Charles Darwin, Letter to Asa Gray, Sept. 10, 1860, in Francis Darwin (editor), The Life and Letters of Charles Darwin , Vol. II (New York: D. Appleton and Company, 1896), s.131






رد باقتباس