اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :3  (رابط المشاركة)
قديم 14.07.2010, 13:06

الاشبيلي

مشرف أقسام النصرانية و رد الشبهات

______________

الاشبيلي غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 23.04.2009
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 2.798  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
12.01.2024 (10:38)
تم شكره 157 مرة في 101 مشاركة
افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم
1- يقول خصوم محمد صلى الله عليه و اله و سلم : ان دليل النبوة هو المعجزة و لم يات محمد بمعجزة و القران ينفى عنه المعجزة


و جوابنا الجازم : ان ابا الزهراء كله معجز
و قد سبق مقدمة موجزة فى بيان ذلك و قبل الافاضة فى ذلك نذكر بعض المقدمات :

1- لقد بحث علماء الاسلام سلفا و خلفا مسالة ادلة النبوة و اشبعوها بحثا , و هناك اتفاق بينهم ان الدليل الاساس على النبوة هو المعجزة
يقول امام الحرمين :
"لا دليل على صدق النبى غير المعجزة . فإن قيل : هل فى المقدور نصب دليل على صدق النبى غير المعجزة ؟ قلنا : ذلك غير ممكن ! فإن ما يقدر دليلا على الصدق لا يخلو إما أن يكون معتادا ، و إما أن يكون خارقا للعادة : فإن كان معتادا يستوى فيه البر و الفاجر ، فيستحيل كونه دليلا ، و إن كان خارقا للعادة يجوز تقدير وجوده ابتداء من فعل الله تعالى ، فإذا لم يكن بد من تعلقه بالدعوى ، فهو المعجزة بعينها " . الارشاد ص 331
و المعجزة هى : أمر خارق للعادة، و ليست خارقة للعقل
و كما يقول بعض المحققين :"هناك من الأمور ما تعدّ خارقة للعقل، أي مضادة لحكم العقل الباتّ، كاجتماع النقيضين وارتفاعهما، ووجود المعلول بلا علّة، وانقسام الثلاثة إلى عددين صحيحين... فإنّ هذه أمور يحكم العقل باستحالتها وامتناع تحققها.
وهناك أمور تخالف القواعد العادية، بمعنى أنّها تعدّ محالاً حسب الأدوات والأجهزة العادية، والمجاري الطبيعية، ولكنها ليست أمراً محالاً عقلاً لو كان هناك أدوات أخرى خارجة عن نطاق العادة، وهي المسماة بالمعاجز.
ولأجل تقريب ما ذكرنا تمثّل بمثال :جرت العادة على أنّ حركة جسم من مكان إلى مكان آخر تتحقق في إطار عوامل وأسباب طبيعية بدائية أو وسائل صناعية متحضرة. ولكن لم تعرف العادة أبداً حركة جسم كبير من مكان إلى مكان آخر بعيد عنه، في فترة زمانية لا تزيد على طرفة العين، بلا تلك الوسائط العادية. ولكن هذا غير ممتنع عقلاً، إذ لا يمتنع أن تكون هناك أسباب أخرى لتحريك هذا الجسم الكبير، لم يقف عليها العلم بعد.
مثال ثان: إنّ معالجة الأمراض الصعبة كالسِّل والعَمَى، أمر ممكن لذاته عقلاً، ولكنه كان أمراً محالاً عادة في القرون السالفة، لقصور علم البشر عن الوقوف على الأجهزة والأدوية الّتي تعيد الصحة إلى المسلول، والبصر إلى الأعمى. ومع تقدم العلم تذلّلت الصعاب أمام معالجة هذه الأمراض، فصار بإمكان الطبيب الماهر القيام بالمعالجة عن طريق الأدوية والعمليات الجراحية.
وفي المقابل هناك طريقة أخرى للعلاج، وهي الدعاء والتوسّل إلى الخالق تعالى.
والعلاج ـ بكلا الطريقتين ـ يشترك في كونه أمراً ممكناً عقلاً، غير أنّه يختلف في الطريقة الأولى عن الثانية، بالطريق والسبب، فالطبيب الماهر يصل إلى غايته بالأجهزة العادية، فلا يعد عمله معجزة ولا كرامة، والنبي ـ كالمسيح وغيره ـ يصل إلى نفس تلك الغاية عن طريق غير عادي، فيسمى معجزة
فالعمل في كلتا الصورتين غير خارق لأحكام العقل، إلاّ أنّه موافق للعادة في الأولى دون الثانية.
وقس على ما ذكرنا كثيراً من الأمثلة يتميز فيها خارق العادة عن خارق العقل. "


لكن هناك من يرى انه لا يصح حصر اسباب اليقين بنبوة نبى فى المعجزة , فالاقتناع بصدقه قد يتحقق باسباب اخرى
و من الطرق التى يحصل بها الاقتناع بالنبوة :
1)ان ينص نبى سابق ثبتت نبوته على نبوة مدعى النبوة
2)شهادة القرائن الداخلية والخارجية.
وهذا الطريق- كما يقول بعض المحققين - متين يستخدم في المحاكم القضائية في هذا العصر، لتبيين صدق المدّعي والمنكر أو كذبهما، والتوصّل إلى كنه الحوادث). ولكنه لا يختصّ بالمحاكم، بل يمكن تعميمه إلى مسائل مهمّة، منها إثبات صدق دعوى المتنِّبئ ,ومن هذه القرائن يمكن أن يستنتج صدق الدعوى و كما يقول ابو حامد الغزالى :
"اذا فهمت معنى النبوة , فاكثرت النظر فى القران و الاخبار يحصل لك العلم الضرورى بكونه صلى الله عليه و سلم على اعلى درجات النبوة , و اعضد ذلك بتجربة ما قاله فى العبادات و تاثيرها فى تصفية القلوب ..فمن هذا الطريق اطلب اليقين بالنبوة , لا من قلب العصا ثعبانا , و شق القمر , فان ذلك اذا نظرت اليه وحده و لم تنضم اليه القرائن الكثيرة الخارجة عن الحصر ربما ظننت انه سحر و تخييل ..فليكن مثل هذه الخوارق احدى الدلائل و القرائن فى مجلة نظرك , حتى يحصل لك علم ضرورى لا يمكنك ذكر مستنده على التعيين كالذى يخبره جماعة بخبر متواتر لا يمكنه ان يذكر ان اليقين مستفاد من قول واحد معين بل من حيث لا يدرى ..
فهذا هو الايمان القوى العلمى " المنقذ من الضلال /138-139
و هو ما اشار اليه ابن كمونة اليهودى عند ذكره لطرق الاقتناع بالنبوة , قال :"فمن يفهم معنى النبوة اذا اكثر من النظر فيما ياتى به مدعى النبوة , و تامل اخباره و احواله , و ما يامر به من العبادات و افعال الخير ,ربما حصل له من ذلك مضافا الى قرائن لا يمكن التعبير عنها على وجه التفصيل : الايمان بنبوته, مستغنيا عن الاستدلال عليها بما يظهر على يده من خوارق العادات "تنقيح الابحاث /20


و مع ذلك يبقى الدليل الاساس على النبوة المعجزة,فالنبوة من المناصب العظيمة التى يكثر لها المدعون ، ويرغب في الحصول عليها الراغبون ، ونتيجه هذا أن يشتبه الصادق بالكاذب ،. فلا بد لمدعى النبوة أن يقيم شاهدا واضحا يدل على صدقه في الدعوى ، وأمانته في التبليغ ، ولا يكون هذا الشاهد من الافعال العادية التي يمكن غيره أن يأتي بنظيرها, بل لا بد ان يتوفر فى مدعى النبوة حالة خارقة للعادة او استثنائية تدل على انه مرسل من قبل الخالق
-----------

2- المعجزة لا تنحصر فى المعجزات الحسية كقلب العصا ثعبان و نحوه , بل هى كل شىء خارق للعادة معنويا كان او حسى
و وجه دلالة المعجزة على النبوة – او الرابطة المنطقية بين حصول المعجزة و بين صدق دعوى مدعى النبوة – يتضح من خلال الامور الاتية :
1) ان الخالق كما يثبت العقل : حكيم , و لا يجرى شىء فى الكون الا باذنه و مدده
2) ان الحكيم يستحيل ان يمكن انسانا كاذبا من الاتيان بامر معجز خارق للعادة
لان هذا إغراء بالجهل وإشادة بالباطل ، وذلك محال على الحكيم تعالى .

هذه هى دلالة المعجزة على النبوة
و يتضح من هذا انه لا معنى ابدا لاثبات النبوة الا بعد اثبات وجود الخالق و اثبات حكمته , و اثبات انه لا يجرى فى الكون شىء الا باذنه
اى لا معنى للحوار فى مسالة النبوة مع ملحد ينكر وجود الخالق , او مع من لا يثبت خالقا للكون حكيما متصرفا فيه .
و هذا يقودنا الى تناول فكرة الاله الغائب التى يقول بها بعض اللادينيين
الخالق ليس معزولا عن خلقه
بشىء من التبسيط فان الممكن اى المخلوق محتاج دوما الى الخالق فى بقاءه كما انه محتاج اليه فى حدوثه, فلا فرق عقلا فى ذلك بين حدوث الشىء و بين بقاءه , اى ان الخالق لم يخلق العالم ثم تركه و انعزل عنه , بل الشىء الذى يخلقه الخالق يبقى محتاجا الى المدد من هذا الخالق ليظل موجودا و هو ما ينطبق على كل شىء فى هذا الكون
فالاشياء مثلها مثل المصباح الكهربائي المضيء، فالحس الخاطئ يزعم أنَّ الضوء المنبعث من هذا المصباح هو استمرار للضوء الأول، و يتصور أنَّ المصباح إنَّما يحتاج إلى المولّد الكهربائي في حدوث الضوء، دون استمراره.
و الحال أنَّ المصباح فاقد للإِضاءة في مقام الذات محتاج في حصولها إلى ذلك المولد في كل لحظة، لأنَّ الضوء المتلألئ من المصباح إنما هو استضاءَة بعد استضاءَة، و استنارة بعد استنارة من المولد الكهربائي. أفلا ينطفئ المصباح إذا انقطع الإِتصال بينه و بين المولد؟
فالعالم يشبه هذا المصباح الكهربائي تماماً، فهو لكونه فاقداً للوجود الذاتي يحتاج إلى العلّة في حدوثه وبقائه لأنه يأخذ الوجود آناً بعد آن، و زماناً بعد زمان
هذه هى العقيدة الاسلامية فهى كما سبق لا تكتفى باثبات حاجة الكون الى خالق او علة , بل تثبت ايضا استمرار حاجة و فقر هذا العالم-الى هذا الخالق و هذه العلة- ليبقى ,و كما يقول بعض العلماء فى منظومة :
و الإِفتقَارُ لازمُ الإِمكَانِ * منْ دُون حَاجَة إلى البُرْهَانِ
لاَ فَرْقَ ما بينَ الحُدوثِ والبَقا * في لازمِ الذَّات ولَنْ يَفْتَرِقا
و نصوص القران واضحة فى تقرير ذلك :
يقول سبحانه: (يا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الفُقَراءُ إِلى اللّهِ و اللّهُ هُو الغَنِىُّ الحَمِيدُ)
فالآية نصّ في كون الفقر ثابت للإِنسان في جميع الأحوال، فكيف يستغني عنه سبحانه بعد حدوثه، و في بقائه. أو كيف يستغنى في فعله عن الواجب مع سيادة الفقر عليه.
و يقول سبحانه: (وَ مَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَد إِلاَّ بِإِذْنِ اللّه).
ـ و يقول سبحانه: (كَمْ مِنْ فِئَة قَلِيلَة غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّه).
ـ و يقول سبحانه: (فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللّه).
و يقول سبحانه: (وَ مَا كَانَ لِنَفْس أَنْ تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّه).
و يقول سبحانه: (وَ ما كَانَ لِنَفْس أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّه كِتاباً مَؤَجَّلا).

"إلى غير ذلك من الآيات التي تقيد فعل الإِنسان بإذنه، و المراد منه مشيئته سبحانه. فيكون المراد أنَّ أفعال العباد واقعة في إطار مشيئته تعالى، فكيف تستقل عنه سبحانه؟ و ما ورد في الذكر الحكيم مما يفنّد هذه المزعمة أكثر من ذلك"
----------

يتبع ان شاء الله





رد باقتباس