منتديات كلمة سواء الدعوية للحوار الإسلامي المسيحي - اعرض مشاركة منفردة - تدوين السنة النبوية
اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :2  (رابط المشاركة)
قديم 13.04.2009, 06:15

Mo3azEbnGabal

عضو

______________

Mo3azEbnGabal غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 10.04.2009
الجــــنـــــس:
الــديــــانــة:
المشاركات: 30  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
02.05.2010 (11:34)
تم شكره مرة واحدة في مشاركة واحدة
افتراضي


تدوين السنة في عصر التابعين
بقلم‏:‏د‏.‏ علي جمعة
مفتي الجمهورية


كان للتابعين دور بارز في تدوين السنة لايقل أهمية عن دور الصحابة رضي الله عنهم‏,‏ فقد تلقي التابعون الرواية علي أيدي الصحابة الأجلاء‏,‏ وحملوا عنهم الكثير من حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم‏,‏ وفهموا عنهم متي تكره كتابة الحديث‏,‏ ومتي تباح‏,‏ فقد تأسوا بالصحابة رضي الله عنهم‏,‏ فمن الطبيعي أن تتفق آراء التابعين وآراء الصحابة حول تدوين وكتابة الحديث‏,‏ ولذلك فقد ظهرت بعض تلك الأحاديث المدونة والصحف الجامعة للحديث الشريف التي اعتني بكتابتها أكابر التابعين‏.‏

ومن أشهر ما كتب في القرن الأول الصحيفة الصحيحة لهمام بن منبه الصنعاني‏(‏ المتوفي سنة‏131‏ هـ‏)‏ تلك الصحيفة التي رواها عن أبي هريرة رضي الله عنه‏,‏ وقد وصلتنا هذه الصحيفة كاملة كما رواها ودونها‏,‏ وقد طبعت عدة طبعات‏,‏ منها طبعة بتحقيق الدكتور رفعت فوزي طبعة مكتبة الخانجي‏(1406‏ هـ‏)‏ ويزيد من توثيق هذه الصحيفة أن الإمام أحمد قد نقلها بتمامها في مسنده‏,‏ كما نقل الإمام البخاري عددا كثيرا من أحاديثها في صحيحه‏,‏ وتضم صحيفة همام مائة وثمانية وثلاثين حديثا‏,‏ ولهذه الصحيفة أهمية تاريخية لأنها حجة قاطعة علي أن الحديث النبوي قد دون في عصر مبكر‏,‏ وتصحح القول بأن الحديث لم يدون إلا في أوائل القرن الهجري الثاني‏,‏ وذلك أن هماما لقي أبا هريرة قبل وفاته‏,‏ وقد توفي أبو هريرة رضي الله عنه سنة‏59‏ هـ‏,‏ فمعني ذلك أن الوثيقة دونت في منتصف القرن الأول الهجري

وهذا سعيد بن جبير الأسدي‏(‏ المتوفي سنة‏95‏ هـ‏)‏ كان يكتب عن ابن عباس حتي تمتلئ صحفه‏,‏ وكانت للحسن بن أبي الحسن البصري كتب يتعاهدها‏,‏ فقد قال إن لنا كتبا كنا نتعاهدها وممن كتب في هذه الفترة التابعي الجليل عامر بن شراحيل الشعبي‏(‏ المتوفي سنة‏103‏ هـ‏),‏ فقد روي عنه أنه قال‏:‏ هذا باب من الطلاق جسيم‏,‏ إذا اعتدت المرأة وورثت‏..‏ ثم ساق فيه أحاديث‏.‏

ويبرز من جيل التابعين عدد آخر من العلماء الذين أهتموا بالحديث واحتفظوا بأجزاء وصحف كانوا يروونها‏,‏ منهم محمد بن مسلم بن تدرس الأسدي‏(‏ المتوفي سنة‏126‏ هـ‏)‏ والذي كتب بعض أحاديث الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الأنصاري‏,‏ وقد وصلت إلينا من آثاره أحاديث أبي الزبير عن غير جابر‏,‏ جمعها أبو الشيخ عبد الله بن جعفر بن حيان الأصبهاني‏(‏ المتوفي سنة‏369‏ هـ‏)‏ وقد طبع بتحقيق بدر بن عبد الله البدر طبعة مكتبة الرشد بالرياض‏(1417‏ هـ‏)‏ وأيوب بن أبي تميمة السختياني‏(‏ المتوفي سنة‏131‏ هـ‏)‏ وقد وصل إلينا بعض حديثه جمعه إسماعيل بن إسحاق القاضي البصري‏(‏ المتوفي سنة‏282‏ هـ‏)‏ وهو مخطوط في المكتبة الظاهرية مجموع‏2/4‏ ويقع في خمس عشرة ورقة وغير هؤلاء كثير‏.‏

وهكذا شاعت الكتابة بين مختلف الطبقات في ذلك العصر‏,‏ حتي إن الأمراء قد ظهرت عنايتهم بالكتابة‏,‏ فهذا الخليفة الخامس الراشد عمر بن عبد العزيز‏(‏ المتوفي سنة‏101‏ هـ‏)‏ يروي عنه أبو قلابة قال‏:‏ خرج علينا عمر بن عبد العزيز لصلاة الظهر ومعه قرطاس‏,‏ ثم خرج علينا لصلاة العصر وهو معه‏,‏ فقلت‏:‏ يا أمير المؤمنين‏,‏ ما هذا الكتاب؟ قال‏:‏ حديث حدثني به عون بن عبد الله فأعجبني‏,‏ فكتبته

ولم يعد أحد ينكر كتابة الحديث في أواخر القرن الأول الهجري وأوائل الثاني وعليه فقد نشطت الحركة العلمية وازداد التدوين والقراءة علي العلماء‏,‏ ولكن ذلك كان بشكل فردي‏,‏ ومع كثرة الكتابة في ذلك العصر إلا أنه قد ظهرت أمور أقلقت العلماء واستنفرتهم للحفاظ علي الحديث الشريف‏,‏ فمن تلك الأمور المستجدة‏.‏

‏1‏ ـ ظهور الوضع بسبب الخلافات السياسية أو المذهبية‏,‏ حتي إنه ظهرت أحاديث وروايات أنكرها كثير من المتخصصين في الحديث‏,‏ أمثال الزهري‏(‏ المتوفي سنة‏124‏ هـ‏)‏ حيث يقول‏:‏ لولا أحاديث تأتينا من قبل المشرق ننكرها لا نعرفها ما كتبت حديثا ولا أذنت في كتابته‏,‏ وعلي أثر ذلك اتجه العلماء إلي وضع علم يحفظ الرواية من التحريف أو الكذب‏,‏ فاهتموا بتمييز الرجال‏,‏ والحكم عليهم فكانت تلك بذور علم يسمي علم الجرح والتعديل‏.‏

‏2‏ ـ خشية ذهاب العلم بموت العلماء الحاملين لحديث رسول الله صلي الله عليه وسلم‏,‏ وبذلك يضيع ميراث النبوة‏.‏

وتلك الأمور دفعت العلماء إلي خدمة السنة وكتابتها‏,‏ حتي إن أولياء الأمر اتجهوا إلي تدوين السنة‏,‏ فحمل الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز الأموي لواء ذلك الاتجاه‏,‏ فكتب إلي عامله علي المدينة أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم‏(‏ المتوفي سنة‏117‏ هـ‏)‏ قال‏:‏ اكتب إلي بما ثبت عندك من الحديث عن رسول الله صلي الله عليه وسلم‏,‏ فإني خشيت دروس العلم وذهابه وأمره في موطن آ خر بجمع رواية عمرة بنت عبد الرحمن الأنصاري‏(‏ المتوفاة سنة‏98‏ هـ‏)‏ وكانت خالة أبي بكر بن حزم‏,‏ وقد نشأت في حجر أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها‏.‏

وقد شارك العلماء في تلك الخدمة مشاركة فعالة‏,‏ فقام محمد بن مسلم بن شهاب الزهري‏(‏ المتوفي سنة‏124‏ هـ‏)‏ بجمع السنن بأمر من عمر بن عبد العزيز‏,‏ وقد وصلت تلك الصحف التي جمعها ابن شهاب لعمر بن عبد العزيز قال ابن شهاب‏:‏ أمرنا عمر بن عبد العزيز بجمع السنن‏,‏ فكتبناها دفترا دفترا فبعث إلي كل أرض له عليها سلطان دفترا‏.‏

ولكن لم يكتب لعمر بن عبد العزيز رؤية ثمار دعوته تلك كاملة فقد توفي قبل إتمام ذلك الأمر‏


منقول لتكملة الفائدة . .





رد باقتباس