View Single Post
   
Share
  رقم المشاركة :10  (رابط المشاركة)
Old 09.07.2010, 17:02

MALCOMX

عضو

______________

MALCOMX is offline

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 09.07.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 206  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
14.08.2012 (23:08)
تم شكره مرة واحدة في مشاركة واحدة
Default


انضمّ يسوع إلى حركة ’’المقاومة’’ اليهوديّة، المتناثرة في منطقة الجليل و خاصّة في قرية جمالا، و كلّ جليليّ في ذلك الوقت تنظر إليه روما بعين الريبة و الشكّ لكثرة الإضطرابات التي كانوا يُحدثونها، و إذ كان يسوع مقاوما و يحرّض على الثورة فهو أيضا رجل دين حكيم ’’نجار’’ و يعرف الناموس معرفة تامّة لذلك فهو يريد تطبيقه، و هو في ذلك يعادي اليهود الموالين لروما أيضا من ناحية و الذين لا يطبّقون التوراة كما ينبغي من ناحية أخرى، فيشتم كهنة المعبد:
أيّها الجهال والعميان ما الذي أعظم، الذهب أم الهيكل الذي يقدس الذهب؟
أيّها الجهال والعميان ما الذي أعظم، القربان أم المذبح الذي يقدس القربان؟
أيّها الحيّات أولاد الافاعي، كيف تهربون من دينونة جهنم؟
[متى23]

و يسوع يعتبرهم أعداءه أيضا، و ليس فقط يشتمهم بل يطالب بقتلهم:

أعدائي اولئك الذين لا يريدون أن أملك عليهم، فأتوا بهم الى هنا واذبحوهم أمامي [لو19، 27]

و كما يقول برتراند رسّل Bertrand Russell [المشكلة الأخلاقيّة، الفصل13، ص39-42 ] : نكتشف و لعدّة مرّات في الأناجيل أنّ يسوع يحمل حقدا و رغبة في الإنتقام ممّن لا يقبلون بتعاليمه.

و إذ حاولت الأناجيل تغطية أو محو هذا المحور الثاني العنيف من شخصيّة يسوع فقد أوقعت نفسها في العديد من التناقضات، فمرّة يقول: من ليس له [مال] فليبع ثوبه ويشتر سيفا [لو22، 36] و مرّة أخرى يقول العكس:كل الذين يأخذون السيف بالسيف يهلكون.[متى26، 52] و لم يقتصر التناقض على محاولة إخفاء شخصيّة يسوع الثائرة بل امتدّ إلى كلّ الأناجيل في أحداث عديدة، بسبب كثرة الإشتغال على هذه الأناجيل و التنقيحات المتتالية التي أحدثوها فيها، و قد أحصى بعضهم 250 تناقضا في العهد الجديد، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
يقول يسوع:
ان كنت اشهد لنفسي فشهادتي ليست حقا.[يو5، 31] = شهادته ليست حقّا
و يقول أيضا يسوع:
ان كنت اشهد لنفسي فشهادتي حق [يو8، 14]= شهادته حقّ

تشير الأناجيل إلى أنّ يسوع أحيا الموتى، لكن بولس له رأي آخر:
أعني، أن يتألّم المسيح و يكون هو أوّل من يقوم من بين الاموات لينادي بالنور للشعب وللامم[أعمال26، 23]
ولكن ان كان المسيح يكرز به انه قام من الاموات فكيف يقول قوم بينكم ان ليس قيامة اموات.(...) ولكن الآن قد قام المسيح من الاموات وصار باكورة الراقدين. [كو1، 15]

فيسوع هو أوّل من يقوم من بين الأموات حسب بولس الذي لا يعرف القصص الأخرى الخياليّة ، لكنّه استطاع إحياء ثلاثة موتى حسب الأناجيل الأخرى.
و حين تمّ صلب يسوع فقد كان بين لصّين مصلوبين معه و قد أخذا يعيّرانه و يستهزئان منه: واللذان صلبا معه كانا يعيّرانه [مر15، 32] بينما يبدو أنّ حسب لوقا لم يعجبه الأمر كثيرا فأعاد الصياغة و ذكر أنّ واحدا فقط يعيّره بينما الآخر آمن به.
و يسوع يقول:
فقال له لماذا تدعوني صالحا.ليس احد صالحا الا واحد وهو الله.[متى19، 17]=يسوع ليس صالحا
انا هو الراعي الصالح [يو10، 11]=يسوع صالح

و هو لا يمانع أن تسكب امرأة قارورة عطر باهض الثمن عليه حتّى أنّ تلاميذه اغتاظوا من هذا التبذير و تعجّبوا كيف لا تعطى أموال هذا العطر إلى الفقراء بدل سكبها على رأسه [أو قدميه] بلا معنى، و الحديث يطول عن التناقضات و ليس مكانه هنا و إنّما ما يلفت الإنتباه فعلا [بغضّ النظر عن التناقض في تاريخ ميلاده بين متّى و لوقا] هو الجهد الذي بذله متّى و لوقا لإعطاء أسماء أجداد يوسف زوج مريم، و حاولا أن يجعلاه من نسل داود، و أقول أنّه ملفت للإنتباه لأنّ يوسف لا علاقة له بيسوع إطلاقا فلا يهمّنا إن كان من البيت الداوديّ أم لا، بل الذي يهمّ هو أن يكون يسوع نفسه من ذلك البيت و رغم ذلك لم يكلّفا نفسيهما [أي متى و لوقا] اختلاق شجرة عائليّة لمريم يربطانها بالبيت الداوديّ!
و النقطة الثانية التي تلفت الإنتباه هي التالية:
واذا واحد تقدم وقال له ايها المعلم الصالح اي صلاح اعمل لتكون لي الحياة الابدية [ها هنا رجل يأتي إلى يسوع و يطلب منه أن يوصيه ماذا يعمل لينال الحياة الأبديّة، فماذا كان ردّ يسوع ’’ابن الله’’ ؟، لنستمع:] ان اردت ان تدخل الحياة فاحفظ الوصايا [فيسأله الرجل:] قال له ايّة وصايا؟ [فيجيب يسوع:] فقال يسوع لا تقتل.لا تزن.لا تسرق.لا تشهد بالزور. اكرم اباك وامك واحب قريبك كنفسك. [ما هذا؟ ما الجديد الذي جاء به؟ إنّها وصايا موسى و الجميع يعرفونها، بل لم يقدّم الوصايا العشر كاملة بل فقط نصفها، هل جاء يسوع ليعيد تكرار الوصايا العشر؟!، فيجيبه الرجل:]قال له الشاب هذه كلها حفظتها منذ حداثتي.فماذا يعوزني بعد [كأنّ الرجل يقول له: يا أخي هذه نعرفها، فهل من جديد؟، فيجيب يسوع:]قال له يسوع ان اردت ان تكون كاملا فاذهب وبع املاكك واعط الفقراء فيكون لك كنز في السماء وتعال اتبعني [لكنّه لا يمانع أن تبذّر امرأة قارورة عطر باهض الثمن على قدميه و لا تعطيها للفقراء]

و يمرّ يسوع إلى التطبيق و الفعل فيذهب إلى معبد أورشليم و يستولي عليه، و كما أشرنا سابقا أنّه كان معه كتيبة من الثوّار حتّى يستطيع مقاومة حرس الهيكل، و أحدث فوضى عارمة حتّى أنّه منع كلّ شخص يخرج من هناك بمتاع:
وجاءوا الى اورشليم.ولما دخل يسوع الهيكل ابتدأ يخرج الذين كانوا يبيعون ويشترون في الهيكل وقلب موائد الصيارفة وكراسي باعة الحمام. ولم يدع احد يجتاز الهيكل بمتاع [مر11، 15-16]
لا بدّ أنّه كان في موقع قوّة ليمنع الناس من المرور رغم الحراسة المشدّدة، فأين الرومان، ألم يتدخّلوا؟
بلى لقد تدخّلوا و سنورد تحليلنا لهذه الحادثة:

كما أشرنا سابقا فإنّ معبد أورشليم كان كبيرا و واسعا، و يشير فلافيوس إلى أنّه كان مكتوبا على المدخل: كانت توجد أعمدة، بمسافات متساوية، مكتوب عليها باليونانيّة و اللاتينيّة، قانون الطهارة، و تمنع كلّ شخص أجنبيّ من الدخول إلى المعبد [حروب اليهود5، 5، 2] فاليهود فقط لهم الحقّ في الدخول إلى المعبد [و ذلك حتّى لا يدنّسه الوثنيّون] ، و قد جاءت الأبحاث الأركيولوجيّة لتؤكّد كلام فلافيوس، حيث اكتشف Clermont-Ganneau سنة 1871 حجرا كبيرا ينتمي إلى حجارة المعبد مكتوب عليه باليونانيّة: لا يحقّ لأيّ أمميّ [وثنيّ] الدخول إلى المعبد، و كلّ شخص [غير يهوديّ] يدخل، فإنّه سيتعرّض للموت. ’’1’’

و يقدّم لنا حسب لوقا رواية غريبة:
1 وكان حاضرا في ذلك الوقت قوم يخبرونه عن الجليليين الذين خلط بيلاطس دمهم بذبائحهم. 2 فاجاب يسوع وقال لهم أتظنون ان هؤلاء الجليليين كانوا خطاة اكثر من كل الجليليين لانهم كابدوا مثل هذا. 3 كلا اقول لكم.بل ان لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون. 4 او اولئك الثمانية عشر الذين سقط عليهم البرج في سلوام وقتلهم أتظنون ان هؤلاء كانوا مذنبين اكثر من جميع الناس الساكنين في اورشليم.[لو13]

هاهنا يذكر برجا اسمه سلوام سقط و قتل بعض الأشخاص، و لا تذكر المصادر التاريخيّة أيّ شيء عن سقوط هذا البرج، و لا يمكن أن يكون قد سقط بفعل زلزال و إلاّ لما تردّدت المصادر في ذكره باعتباره عقابا إلهيّا، و قد اكتشفت الأبحاث الأركيولوجيّة ’’2’’هذا البرج سنة 1913 بقيادة الأركيولوجيّ Raymond Weill و هو برج يتبع معبد أورشليم يقع في جنوب المعبد و هو مبنيّ لحراسة الجانب الجنوبيّ و يتناوب عليه الجنود الرومان.
يقول Carmichael: يبدو أنّه من المستبعد أنّ هذا البناء [أي المعبد] الذي تمّ بناؤه حديثا من طرف هيرودس الكبير [مع العلم أنّ هناك صخورا فيه تزن 10 أطنان] أن يسقط منه برج هكذا بلا سبب، و ربّما سقوط هذا البرج الذي أشار إليه لوقا حدث حين استولى يسوع على المعبد، و تدخّل الرومان لإعادة حفظ النظام، و ربّما وقعت محاصرة المعبد من طرفهم، [حيث أنّ بعض أفراد كتيبة يسوع استولوا على البرج كمكان استراتيجيّ] و ضربهم الرومان بالمنجنيق، و إلاّ فمالذي يدعو الرومان إلى إسقاط برج حراسة لهم إذا لم يكن قد تمّ الإستيلاء عليه؟ ’’3’’

لكنّ يسوع استطاع الهروب و مات بعض من كان معه في هذا التصادم [18 شخصا] ، لكنّ الجنود الرومان لن يبقوا مكتوفي الأيدي بطبيعة الحال، يقول حسب يوحنّا: [18، 3] فأخذ يهوذا الجند وخداما من عند رؤساء الكهنة والفريسيين وجاء الى هناك بمشاعل ومصابيح وسلاح.
الترجمة هنا غير دقيقة، فالكلمة التي بالأحمر كما جاءت في النصّ اليونانيّ تعني ’’الكتيبة’’:
ο ουν ιουδας λαβων την σπειραν

و ترجمة الجملة إلى الإنجليزيّة:
Judas then, having received the Roman cohort

و الكتيبة الرومانيّة لا تقلّ عن 600 شخص، و لكنّها في حالة يسوع كانت متكوّنة من ألف شخص، حيث يقول يوحنّا:
ثم ان الجند والقائد وخدام اليهود قبضوا على يسوع واوثقوه [يو18، 12]
كلمة ’’القائد’’ في الأصل اليونانيّ مكتوبة هكذا: χιλιαρχος و بالأحرف اللاتينيّة تنطق: chiliarchos
و تعني حرفيّا: قائد كتيبة الألف جنديّ.

و هذه الكتيبة لا تخرج إلاّ بأمر مباشر من بيلاطس، حيث يقول James Tabor :هذه عمليّة عسكريّة منظّمة، و تحدث بموافقة بيلاطس. ’’4’’

ما الذي يدعو الرومان إلى إرسال ألف جنديّ للقبض على رجل يدعو إلى الحبّ و السلام و ليس معه إلاّ 11 تلميذا؟
لهذا فإنّ إرسال مثل هذا العدد يدعّم رأينا بأحداث الشغب التي اثارها يسوع في الهيكل، ثمّ هربه مع كتيبته [ربّما يكون عددهم 900 رجل كما ذكر قاضي بتينيا في القرن الرابع ميلادي، ’’راجع البحث’’ ] و لا ينفي حدوث قتال بين أتباعه و بين الجنود، بل نرجّحه بشدّة و إن كان اقتصر كتبة الأناجيل على ذكر قطع سمعان لأذن الجنديّ، بل و زادونا من الشعر بيتا بأن جعلوا يسوع يقول: أغمد سيفك! و هو كلام متناقض مع الكلام الآخر ليسوع كما أوضحت أعلاه.

إذن فالقبض على يسوع كان بتهمة التحريض على الثورة و قتل بعض الناس، و هي تهمة ’’باراباس’’ نفسها، حيث لننظر كيف يقع التحريف:
تهمة باراباس:
وكان المسمى باراباس موثقا مع رفقائه في الفتنة الذين في الفتنة فعلوا قتلا[مر15، 7]
كلمة: ’’قتلا’’ تعني بطبيعة الحال إثارة الفوضى و قتل ناس أبرياء، و انظروا كيف يذكرها النصّ اليونانيّ:
ην δε ο λεγομενος βαραββας μετα των στασιαστων δεδεμενος οιτινες εν τη στασει φονον πεποιηκεισαν

بينما لننظر تهمة يسوع:
لانه علم انهم اسلموه بسبب الحسد [متى27، 18] أيّ أنّ بيلاطس علم أنّ تهمة يسوع من طرف اليهود كانت بسبب الحسد.
و انظروا النصّ اليونانيّ، حين يذكر الحسد:
εγινωσκεν γαρ οτι δια φθονον παραδεδωκεισαν αυτον οι αρχιερεις

تهمة باراباس:φονον
تهمة يسوع:φθονον

ماذا فعل كتبة الأناجيل؟
قاموا بإضافة حرف واحد و هو حرف التاتا θ فكانت الكلمة: phonon فصارت phtonon فتغيّر المعنى تماما، و لكن و رغم ذلك فإنّهم قدّموا لنا صورة طفوليّة لا ترقى لشخصيّة بيلاطس! فهو يعرف أنّهم أسلموه بسبب الحسد و رغم ذلك يصلبه، هل يوجد استهزاء أكثر من هذا؟
الرومان الذين يطبّقون القانون بدقّة و ساهموا في الحضارة الإنسانيّة بالعلوم القانونيّة و الإداريّة، و المحافظ بيلاطس الذي يطبّق القانون في أورشليم، لا يجد أيّ تهمة على يسوع، بل يقول أنّه بريء من دمه، و رغم ذلك يصلبه نزولا عند رغبة اليهود، هؤلاء اليهود الذين قتل منهم أعدادا بالجملة في مواطن أخرى و لا يقيم لهم وزنا، نراه الآن يبدو مضطرّا و ضعيفا و نازلا عند رغبتهم!
بل صار بيلاطس هنا يهوديّا أكثر من اليهود!
و صار اليهود هنا رومانيّين أكثر من الرومان! [حيث يطالبون بصلب من تحدّى روما]

كلّ هذه الرواية تشير إلى أنّ بيلاطس هو الذي قبض على يسوع و هو الذي صلبه، و باراباس و يسوع هما شخص واحد قسمهما كتبة الإنجيل إلى شخصيّتين، و بيلاطس لا يتسامح مع من يتحدّى و يثور ضدّ روما خاصّة أنّ الإشاعات متواترة بين اليهود عن المخلّص الذي سيظهر و يحرّرهم، لذلك كلّما رفع أحد رأسه ليدّعي الملوكيّة انقضّ عليه الرومان مباشرة، و يسوع قد تمّ صلبه مع قاتلين آخرين حيث لهما تهمة يسوع نفسها لذلك صلبوا جميعهم مع بعض.
ربّما لو لم يوجد يسوع ’’المسيحيّ’’ أي كما تقدّمه المسيحيّة لنا، كرجل يكره العنف و يحرّض على الخير و المحبّة، قلت لو لم يوجد لأوجده بيلاطس أصلا! ففي مصلحته أن يأتي رجل و يقول أنّه المسيح لكن بطريقة ’’معنويّة’’ و يأمر بإعطاء لقيصر ما لقيصر [كما تزعم الأناجيل] و يمنع حمل السيف، فهذا الرجل سيكون في مصلحة روما و ليس ضدّها و لو وجد لسانده بيلاطس بل و قام بحمايته و وفّر له كلّ ما يلزم.
لكن يسوع لم يكن كذلك.

يتبع.........................

1- Deissmann's Licht vom Osten, 4e éd., 1923, p. 62
نقلا عن: http://assoc.pagespro-orange.fr/cerc...enan/Celse.htm
2-المصدر السابق
3-المصدر السابق
4-سبق ذكره/ص 218

المشهد اليتيم ???


المشهد هو ذهابه إلى الهيكل و مخاطبته للكهنة -على حدّ زعمهم- و عمره 12 سنة:

ولما كانت له اثنتا عشرة سنة صعدوا الى اورشليم كعادة العيد. 43 وبعدما اكملوا الايام بقي عند رجوعهما الصبي يسوع في اورشليم ويوسف وامه لم يعلما. 44 واذ ظناه بين الرفقة ذهبا مسيرة يوم وكانا يطلبانه بين الاقرباء والمعارف. 45 ولما لم يجداه رجعا الى اورشليم يطلبانه. 46 وبعد ثلاثة ايام وجداه في الهيكل جالسا في وسط المعلمين يسمعهم ويسألهم. 47 وكل الذين سمعوه بهتوا من فهمه واجوبته. 48 فلما ابصراه اندهشا.وقالت له امه يا بنيّ لماذا فعلت بنا هكذا.هوذا ابوك وانا كنا نطلبك معذبين. 49 فقال لهما لماذا كنتما تطلبانني ألم تعلما انه ينبغي ان اكون فيما لأبي. 50 فلم يفهما الكلام الذي قاله لهما. 51 ثم نزل معهما وجاء الى الناصرة وكان خاضعا لهما.وكانت امه تحفظ جميع هذه الأمور في قلبها. 52 واما يسوع فكان يتقدم في الحكمة والقامة والنعمة عند الله والناس [لوقا2]

ثمّ بعد هذا المشهد [حيث يقول الكاتب: و كان يسوع يكبر في الحكمة إلخ...] تمرّ ’’الكاميرا’’ إلى يسوع و له 30 سنة.


إثنان أهل الأرض: ذو عقل بلا ** دين، و آخرُ دَيِّنٌ لا عقل لَهْ
أبو العلاء المعرّي

وجود المسيحيّين هو الدليل على عدم وجود الله!
Louis Scutenaire / 1905-1987

Mors turpissima crucis:الصلب، العقوبة الكبرى

عقوبة الصلب هي عقوبة ذات أصول شرقيّة استوردها الإغريق من الفرس و ربّما من الفينيقيّين و انتقلت إلى القرطاجنيّين و منهم استوردها الرومان، و يصفها فلافيوس فيقول: هي أقسى أنواع الموت [حروب اليهود2، 6، 203]
و قد تمّ اكتشاف سنة 1968 في القدس بقايا عظام شخص مصلوب ’’1’’ يعود إلى الفترة الرومانيّة ممّا ساعد العلماء على فهم كيفيّة الصلب التي كان يقوم بها الرومان.
كان الرومان يدقّون المسامير في أسفل ذراع الضحيّة [و ليس كالصور التي نراها في الكنائس الآن التي تصوّر المسامير في بطن كفّ يسوع] و الغرض من ذلك هو أن تظلّ الضحيّة معلّقة أقصى قدر ممكن من الوقت، أمّا لو كانت المسامير مدقوقة في كفّها فلن تستطيع حمل الجسد و تتمزّق يده و تسقط الضحيّة من على الصليب.
إذن فإنّ المسمار يتمّ إدخاله أسفل الذراع و فوق الكفّ [في المفصل] لكن في مكان محدّد و دقيق، حتّى لا يقطع المسمار الأوردة الدمويّة فيحدث نزيف تموت على إثره الضحيّة بسرعة، و هو عكس هدف الصلب الذي يجعل الضحيّة تتألّم أكبر وقت ممكن دون أن تموت، قد تصل إلى يومين، لذلك فهم يدقّون المسمار في مكان محدّد، يمنع أن يحدث للضحيّة نزيف كبير يؤدّي إلى إغمائه ثمّ موته بسرعة، و يمنع كذلك سقوط جسده و تمزّق كفّه.
و المسمار في الساق يتمّ دقّه في الخلف أي في عقب الساق، و هو أيضا مكان مختار بدقّة يحافظ على توازن الجسد و لكن ليس لحمله و يمنع النزيف الكثير.
يتمّ تعرية الضحيّة تماما من ملابسها و جلدها ثمّ صلبها، و الوفاة تكون إثر عوامل الكسور و التعب و الإنقباضات العضليّة و فراغ الجسد من الماء تحت أشعّة الشمس و النزيف البطيء، و في الأخير الإختناق الذي تسبّبه وضعيّة الذراعين المفتوحتين التين تحملان الجسد، و تجعل التنفّس صعبا مع مرور الوقت، فتعتمد الضحيّة على قدميها لتقف قليلا و تحمل العبء عن اليدين فتزداد تألّما بسبب المسامير في القدمين، و هذه العوامل يمكن الإسراع فيها أو جعلها بطيئة جدّا حسب الحالات، حيث في حالة الإسراع يقوم الجنود بكسر ركبتي الضحيّة ممّا يؤدّي إلى خلق ضغط كبير على القفص الصدري يعجّل في الوفاة.
و الرومان لا تهتمّ بمصير المصلوب بعد وفاته بل تتركه على الصليب، تنهشه الكلاب الضالّة و العقبان، لكن الشريعة اليهوديّة تشير إلى ضرورة إنزاله و دفنه: واذا كان على انسان خطية حقها الموت فقتل وعلقته على خشبة، فلا تبت جثته على الخشبة بل تدفنه في ذلك اليوم.لان المعلّق ملعون من الله [التثنية21، 22-23] رغم أنّ الآية تشير هنا إلى قتل الخاطئ ثمّ صلب جثّته، و ليس كما تفعل الرومان فإنّه في كلّ الحالات تطبّق عليه الشريعة اليهوديّة و يتمّ إنزاله و دفنه كما حدث مع يسوع.
و القانون الرومانيّ يمنع تطبيق عقوبة الصلب على المواطنين الرومان و إنّما فقط على غيرهم و خاصّة الثوّار الأجانب الذين يهدّدون الدولة.
و أمر الصلب يأتي مباشرة من الحاكم الرومانيّ، كما حدث مع يسوع، فيتمّ نزع ملابسه و القيام بجلده، و الجلد هنا لا يقلّ وحشيّة عن الصلب حيث يروي أحد الكتّاب المجهولين من القرن الثاني ميلادي تحت اسم Martyre de Polycarpe حادثة عن جلد الرومان لبعض المسيحيّين فيقول: تمّ تمزيق جسدهم بالسوط حتّى أنّنا نستطيع -عبر الجروح- رؤية الأوردة و العروق ’’2’’
إذن فبعد أن يقوم الجنود بجلد يسوع، و لا بدّ أنّه كان معه شخصان اثنان أيضا و هما الذان صلبا معه، فإنّه عليه أن يحمل الصليب و يذهب به إلى المكان المعدّ له، فيمشي عاريا تماما بجسده الممزّق من أثر السوط و يقوم الجنود بدفعه ليسرع و البصاق عليه و ضربه أمام أعين الجماهير،و التنكيل به، و هذا هو الغرض من التشهير به، فهو إنذار لكلّ من تسوّل له نفسه الثورة أو التفكير في الثورة ضدّ روما، و من يفعل ذلك فهو يعرف ماذا ينتظره.
الرؤية المسيحيّة تتّفق على مشي يسوع حاملا صليبه، لكن لو دقّقنا جيّدا في إنجيل مرقس الأصلي باليونانيّة، نراه يشير إلى عدم قدرة يسوع على المشي أصلا من أثر التعذيب: فسخّروا رجلا مجتازا كان آتيا من الحقل وهو سمعان القيرواني ابو ألكسندرس وروفس ليحمل صليبه [مر15، 21] فهذا الرجل هو الذي يحمل الصليب و ليس يسوع، لكن حسب لوقا أراد تصحيح الأمر قليلا ليوافق المشهد رؤيته قال أنّ يسوع هو الذي يحمل الصليب بمساعدة سمعان القيرواني، لكن الإنجيل حسب يوحنّا ربّما لم تعجبه هذه الفكرة التي قام بها حسب لوقا و ربّما رأى أنّها قد تتناقض مع رؤيته، فقال أنّ يسوع حمل صليبه وحده.
لكن لنعد إلى إنجيل مرقس و تحديدا إلى الآية 20 من الإصحاح 15، حيث يقول:
20 وبعدما استهزؤوا به نزعوا عنه الارجوان والبسوه ثيابه ثم خرجوا به ليصلبوه. 21 فسخّروا رجلا مجتازا كان آتيا من الحقل وهو سمعان القيرواني ابو ألكسندرس وروفس ليحمل صليبه.22 وجاءوا به الى موضع جلجثة الذي تفسيره موضع جمجمة.

أغلب الترجمات تستعمل كلمة : ’’جاءوا به’’ لكن لو عدنا إلى النصّ الأصلي باليونانيّة لوجدناه يقول:
και φερουσιν αυτον επι τον γολγοθαν τοπον ο εστιν μεθερμηνευομενον κρανιου τοπος

و الترجمة الحرفيّة للكلمة هي: احتملوه. ’’3’’و تعني بطبيعة الحال أيضا: قادوه، جاءوا به إلخ... لكن معناها الحرفيّ في طبقته اللغويّة الأولى يعني: حمل الشيء، أي أنّ الجنود الرومان حملوا يسوع حملا فلم يعد يستطيع الوقوف على قدميه أصلا من شدّة التعذيب، لكن لا ينفي أنّهم يلقونه على الأرض بين الفينة و الأخرى ليمشي وحده، بينما على الأغلب ليس هو من حمل الصليب.[و هذا الأمر ضدّ المعتقد المسيحيّ]
و الطريق التي مشى فيها يسوع و تسمّى طريق الجمجمة، و تسمّى كذلك طريق الآلام، يزورها السيّاح إلى اليوم و يقرؤون فيها الكتاب المقدّس و يترنّمون، لكن هذا المكان ليس تاريخيّا!
في الحقيقة فإنّ هذا المكان تمّ تحديده في القرن الرابع ميلادي حين اعتنق قنسطنطين المسيحيّة فأمر بالبحث عن طريق الآلام و عن قبر يسوع و تكفّل بهذا الأمر الأسقف ’’ماسير’’ Saint Macaire و لكنّه لم يجد شيئا في الأرشيف الرسمي لروما يشير إلى هذا المكان، فأخذ يصلّي طول الوقت و يدعو الله أن يكشف الله له هذه الأمكنة، و فعلا رأى في الحلم [!]المكان الذي عبر منه يسوع و كذلك قبره، فأخبر الأمبراطور و صار ذلك المكان رسميّا، اعتمادا على حلم و ليس على حقيقة أركيولوجيّة أو تاريخيّة! هذا إن صحّ أنّه قد رأى فعلا شيئا في الحلم و لم يقم باختلاق هذه الأمكنة لتمتين عقيدة الشعب، بل و وجد أيضا هذا الأسقف الصليب الذي صلب عليه يسوع! و هذا جهل كبير بالتاريخ في تلك الفترة أو أنّه يعلم و لكنّه أخذ الناس على قدر عقولها، كما يقول المثل.
و قد حاول الأركيولوجيّون البحث عن المكان الصحيح، لكن لم يكن عندهم إلاّ نصّ يوحنّا حيث يعطي إشارة طوبوغرافيّة عن المكان فيقول: المكان الذي صلب فيه يسوع كان قريبا من المدينة [يو19، 20] و في موضع آخر يضيف: وكان يوجد بستان في الموضع الذي صلب فيه [يو19، 41] لكن بعض الباحثين لم يأخذوا كلامه مأخذ الجدّ، و لم يعتبروه إشارة إلى مكان حقيقيّ و إنّما هو كلام يدخل في رؤية حسب يوحنّا الدينيّة التي ترى أنّ الصليب هو شجرة الحياة المغروسة في وسط الجنّة، و الجنّة هي البستان، لذلك ذكره حسب يوحنّا و ليس اعتمادا على مكان حقيقيّ.
تجدر الإشارة إلى أنّه لا يوجد رجل مسيحيّ واحد كان شاهد عيان على الطريق التي مشى فيها يسوع، فتقدّمه لنا الأناجيل يمشي إلى الصليب في وحدة كاملة بين اليهود و الرومان، و يبدو أنّ المصحّحين فيما بعد لاحظوا هذا الأمر فأدخلوا العنصر النسائيّ كشهود عيان بقين يراقبن من بعيد، و أسماء هاته النساء تختلف عند مرقس و لوقا و متّى، لكن الذي يلفت الإنتباه بشدّة هو أنّه لا أحد يذكر فيهم حضور مريم أمّه و لا أيّ شخص من الحواريّين،[و هذا الأمر يدعّم رأينا عن حركة المقاومة التي يرأسها يسوع، و بالتالي فأتباعه قد فرّوا بوصفهم مطلوبين عند روما] و يبدو أنّ يوحنّا لاحظ هذا الأمر فأدخل مريم في الصورة و جعلها تحت الصليب تراقب مع أحد تلاميذ يسوع [حتّى تكون الرواية فيما بعد قائمة على شهود عيان مسيحيّين].
تجدر الإشارة إلى أنّ أغلب المشاهد الموجودة في حكاية صلب يسوع مأخوذة من العهد القديم، و يضيق المقام عن ذكرها كلّها هنا، و كأنّ كتبة الأناجيل يقرؤون و يقرؤون العهد القديم اليونانيّ [و خاصّة سفر اشعياء]و يروون الحكاية عن يسوع،[ممّا دفع البعض أن يقول: لولا سفر إشعياء لما وُجدتْ المسيحيّة] و بما أنّهم لا يعتمدون على أحداث تاريخيّة بل على نبوءات فهم يختلفون حتّى في آخر كلمات قالها يسوع، فلوقا يقول: ونادى يسوع بصوت عظيم وقال يا ابتاه في يديك استودع روحي.ولما قال هذا اسلم الروح [لو26، 46]
بينما يوحنّا يقول: قال [يسوع] أنا عطشان ، و بعد أن سقاه الجنديّ بعض الخلّ يقول يوحنّا: فلما اخذ يسوع الخل قال قد اكمل.ونكس راسه واسلم الروح [يو19، 28-30]
بينما مرقس [و اتّبعه متّى] له رأي آخر حيث يذكران أنّ يسوع قال: الهي الهي لماذا تركتني [مرقس15، 34]ثمّ بعد أن سقوه خلاّ صرخ يسوع و مات.
هذه الإختلافات و غيرها في كامل الأناجيل دفعت الفيلسوف Porphyre في القرن الثالث ميلادي أن يقول: إنّه من الواضح أنّ هذه القصّة غير صحيحة [أي مشاهد صلب يسوع] أو أنّها تجميع لقصص متعدّدة عن مصلوبين آخرين، أو عن شخص يموت و لا يهتمّ به أحد من الشهود، و لكن لو كان هؤلاء الشهود غير قادرين على رواية كيفيّة موت [يسوع] ، و أنّهم لم يقدّموا لنا سوى رواية أدبيّة [و ليس حقائق تاريخيّة]، فإنّه حتّى الروايات الأخرى في الأناجيل لا تستحقّ أن نثق فيها. ’’4’’ مع العلم أنّ هذا الفيلسوف [و هو ملحد نسبيّا] يعتبر إله المسيحيّة سخيفا و غير عقليّ من وجهة نظر دينيّة بحتة، و من وجهة نظر فلسفيّة متسامية.

كنت قد ذكرت في بداية البحث أنّ يسوع حين قال: إلهي، إلهي، لم تركتني، فلأنّه ربّما كان يقصد يوحنّا المعمدان - إن صحّت هذه الرواية بالطبع- و هناك أيضا احتمال آخر و هو إمّا أنّه بدأ يقرأ المزمور رقم 22 قبل موته أو أنّ مرقس و متّى قوّلاه ذلك اعتمادا على هذا المزمور الذي يقول على لسان داود:
الهي الهي لماذا تركتني
بعيدا عن خلاصي عن كلام زفيري
الهي في النهار ادعو فلا تستجيب
في الليل ادعو فلا هدوء لي
وانت القدوس الجالس بين تسبيحات اسرائيل


و يقول هذا المزمور فيما بعد و الذي يبدو أنّهما بنيا عليه حكاية صلب يسوع:

16لانه قد احاطت بي كلاب.جماعة من الاشرار اكتنفتني.ثقبوا يديّ ورجليّ. 17 احصي كل عظامي.وهم ينظرون ويتفرسون فيّ. 18 يقسمون ثيابي بينهم وعلى لباسي يقترعون 19 اما انت يا رب فلا تبعد.يا قوتي اسرع الى نصرتي.

و ربّما أراد يسوع قراءته كدعاء أخير إلى الله [و هذا بالطبع غير ما تقوله المسيحيّة عن أنّ الأمر كان مخطّطا من قبل لتخليص العالم، فالرجل [أي يسوع]في سكرات الموت يدعو الله ليخلّصه،و ليسرع إلى نصرته، فجعلوه ابن الله الذي جاء لتخليص العالم]

لن نتعرّض إلى دفن يسوع و قيامته فهي أسطورة و لا تستحقّ التوقّف عندها، و سنقدّم عرضا سريعا للأحداث لنرى كيف انبثقتْ المسيحيّة منها و خاصّة مع بولس الذي سنفرد له الفصل القادم.
شهدت السنوات 40 و 50 و 60 بعد الميلاد اضطرابات عنيفة، و الإنتظارات المسيانيّة [أي مجيء المسيح مخلّص إسرائيل] كانت في ذروتها، و تكاثر الذين يعلنون عن نهاية العالم و قرب مجيء الملكوت، حتّى قام كلود بطرد اليهود من روما [بسبب تطلّعاتهم المسيانيّة] ، ثمّ انفجرتْ سنة 66 ميلادي الثورة اليهوديّة الكبرى في فلسطين، و من ضمن الثائرين يوسفيوس فلافيوس نفسه الذي روى لنا ذلك فيما بعد، و أحد قادة الثورة هو مناحيم بن يهوذا الجليليّ،[افترضنا في بداية البحث أنّه أخو يسوع] و مناحيم تعني الفارقليط، و استطاع [بين 66-67] الإستيلاء على قلعة مصعدة و قتل كلّ الجنود الرومان و كذلك قلعة أنطونيا، ثمّ دخل أورشليم على أنّه المسيح و استقبله الشعب بسعف النخيل [هذا المشهد تذكره الأناجيل عن يسوع] لكنّه كان جائرا جدّا -كما يصف فلافيوس- و تمّ قتله بيد الشعب نفسه، و تمّت محاصرة أورشليم بأربعة جحافل، الجحفل رقم 15 جاء من مصر، و الجحافل رقم 5 و 10 و 12 جاءوا من سوريا، و قطعوا فلسطين تماما عن العالم الخارجيّ، حتّى انتشرت المجاعة في الداخل بسبب الحصار و يشير فلافيوس [الذي كان يتابع الحصار بعد أن انضمّ إلى الجانب الروماني و صار مقرّبا من الحاكم] إلى حالات ’’كانيباليّة’’ لأناس أكلوا لحوما بشريّة، أمّا من يحاول الفرار إلى الخارج فإنّه يقع في قبضة الجنود الرومان، و يشير فلافيوس إلى أنّ العدد كان تقريبا 500 شخص كلّ يوم يفرّ، و لكن يتمّ القبض عليهم و صلبهم على عين المكان حتّى أنّه لم تظلّ شجرة واحدة موجودة فكلّها تمّ قطعها و صنع صلبان بها.
في الداخل كان ’’الثائرون أو المتعصّبون’’ [الذين كان ينتمي إليهم يسوع كما أشرنا] يقودون هذه الحركة الشعبيّة و يرفضون كلّ مفاوضات مع الرومان، و يشير فلافيوس إلى أنّهم قبلوا في الأخير إحدى المفاوضات و حين وضع أحد الفيالق الرومانيّة اسلحته كما هو مكتوب في المعاهدة، غدر بهم الثوّار و ذبحوهم، فازدادت الأوضاع تعقيدا، و في قيصريّة قام المواطنون بالقبض على كلّ شخص يهوديّ و ذبحه [يشير فلافيوس إلى 20 ألف شخص قُتلوا، و أظنّه مبالغا فيه قليلا] و في صيف سنة 70 ميلادي استطاع الرومان إحداث فجوات في الحصون و من ثمّة دخلوا إلى المدينة و حطّموها عن بكرة ابيها و سوّوا بمعبد أورشليم الأرض و لم يبقوا إلاّ ثلاثة أبراج لا تزال قاعدتها مرئيّة إلى اليوم، لكن الحروب لم تنته و صارت حروبا أهليّة، اليهود ضدّ اليهود و اليهود ضدّ الرومان.
في خضمّ هذه الإضطرابات و الدماء و الحروب، انبثقت رؤية و نظرة جديدة-قديمة، و هي أنّ الملكوت القادم هو ملكوت روحيّ و ليس أرضيّا، و الخلاص ليس ماديّا بل معنويّ، و الشخص الذي تبنّاها و شكّلها و صارت بعده دينا رسميّا، اسمه بولس، و هو الذي سنتعرّض إليه في الفصل القادم.

يتبع............................

1- James Tabor/ سبق ذكره/ ص 227
2-Gerard Mordillat/ سبق ذكره/ ص 81
3- راجع استعمال مرقس لها في 11، 7 حيث يقول:
فأتيا بالجحش الى يسوع وألقيا عليه ثيابهما فجلس عليه.
و المعنى هو :حملا الجحش إلى يسوع، :
και φερουσιν τον πωλον προς τον ιησουν
And they brought the colt to Jesus

4-المصدر رقم 2/ ص 93







توقيع MALCOMX
https://www.kalemasawaa.com/vb/search...&starteronly=1
https://www.ebnmaryam.com/vb/f4
http://www.almwsoaa.com/Forum/
http://www.ansaaar.net/vb/search.php...&starteronly=1
http://www.11emam.com/vb/search.php?...&starteronly=1


Reply With Quote