بارك الله فيك أختي زهراء .. دائما تطرحين وتثيرين مواضيع مفيدة لأمتنا في هذا العصر ..
تعددت الآراء في هذه المسألة .. فالبعض يقول الثروات التي تملكها بعض الدول الإسلامية .. والبعض الآخر يقول اليهود وأحلامهم .. والبعض الآخر يقول لأن ديننا هو الإسلام ...إلخ من الآراء .
من وجهة نظري .. هناك سببين رئيسيين لهذا العداء .. سبب سياسي وسبب نفسي ..
السبب السياسي :
على مر التاريخ ، أي حضارة تصل للقمة في عصرها .. تتمنى لو أنها تحافظ على كرسيها الحضاري إلى الأبد .. وقد تسعى لذلك بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة .. ومن الطرق غير المشروعة .. أن تعيق قيام أي حضارة أخرى تنافسها بشتى الوسائل الخبيثة .
الغرب .. في عصرنا هذا .. تعتبر حضارة القمة .. لها من القوة - خاصة في الجانب العسكري - ما ليس لغيرها .. ومن خططها لتعيق قيام أي حضارة أخرى تنافسها .. هي أنها تستغل قوتها هذه لتفرض قيمها ومبادئها على العالم ، وتعادي بشدة كل من يرفض اعتناق هذه المبادئ والقيم .. لأنه إن قامت حضارة أكبر في آسيا مثلا بنفس القيم والمبادئ الغربية .. فلن تكون الحضارة الغربية قد انهارت في الحقيقة ولكن ستكون حضارة آسيا الجديدة مجرد امتداد للحضارة الغربية !
الغرب .. يثقون في إمكانية قيام حضارة إسلامية جديدة ربما أكثر من ثقة المسلمين أنفسهم في ذلك ! .. ففي الوقت الذي تنتج لنا السنما الأمريكية أفلاما عن "العصر الذهبي" (الحضارة الإسلامية في القرون الوسطى) وتمدح فيها مجهودات العلماء المسلمين مثل الفلم هنا .. نجد أن أغلب الحكومات والمسؤولين في الدول الإسلامية يسعون لفصل الدين عن الدولة وتطبيق القيم والمبادئ الغربية كتطبيق الرأسمالية والمنادات بمساوات الرجل بالمرأة في العمل وغيرها ...
نتيجة لهذه الثقة الغربية في قدرة الإسلام على صنع حضارة جديدة منافسة .. ولأنهم فوجئوا بأن المسلم يعتبر القيم والمبادئ الإسلامية فوق أية مبادئ وقيم أخرى دخيلة .. وبالتالي يرفض قيمهم ومبادئهم .. وبالتالي تعطيل خطتهم للحفاظ على الكرسي الحضاري .. كل ذلك جعل المسلمين على قمة أعداء الغرب .
ولكن هناك بعض المسلمين يرحبون بالقيم والمبادئ الغربية .. الغرب أراد أن يعرف الفرق بينهم وبين المسلمين الذين يرفضون هذه القيم والمبادئ .. فوجدوا أن الفرق ببساطة هو أن الصنف الأول من المسلمين غير ملتزم بالإسلام ، أو أنه ملتزم لكن يفهم الدين ويطبقه بطريقة أخرى غير الطريقة التي كان يفهمه بها الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله عليهم ، أي أنهم محرفون لمعنى الدين .. بينما الصنف الثاني ملتزم ، ويفهم الدين ويطبقه بفهم سلف الأمة .. لذلك أصبحنا نجد الغرب يقول نحن لا نحارب "الإسلام" ولكن نحارب "الإرهاب" و"الأصولية" و"الوهابية" .. ويقصد هنا بقوله أنه لا يحارب "الإسلام" أي لا يحارب "الإسلام الأمريكي" - المرجو الإطلاع على التقرير المشهور لمؤسسة راند الأمريكية لمعرفة ما هو الإسلام الأمريكي - .. ويقصد بقوله أنه يحارب "الأصولية" و"الوهابية" و"الإرهاب" أي أنه يحارب الإسلام الحق كما كان يفهمه ويطبقه الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة .. لأن هذا من وجهة نظرهم هو الخطر الأكبر المهدد لحضارتهم بقيام حضارة إسلامية أخرى جديدة أقوى .
السبب النفسي :
قد يكون من الغربيين من يعادي الإسلام فقط لأنه الدين الحق .. كما قال الله عز وجل في القرآن الكريم :{وأكثرهم للحق كارهون} .
وطبعا لا ننسى القوة الخفية التي تشجع كل هذا العداء الغربي وتوجهه .. وهم اليهود .. فعندما نقول الغرب كأننا نقول اليهود .. وعندما نقول اليهود كأننا نقول الغرب .. لا فرق .. فكما قال أحد السياسيين : القرار الأمريكي يصنع في تل أبيب !
توقيع إدريسي |
لا إله إلا الله .. محمد رسول الله " فإذا ما اشتبهت عليك السبل؛ فإن على الحق نورًا "
أنا الفقيـر إلـى ربِّ الســـمـــوات * * * أنا المسيكين فى مجموع حالاتــــي
أنا الظلوم لنفسي وهـي ظالمتـي * * * والخير إن جاءنا من عنده ياتــــــي |
آخر تعديل بواسطة إدريسي بتاريخ
09.07.2010 الساعة 14:04 .