اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :39  (رابط المشاركة)
قديم 08.07.2010, 16:06
صور mosaab1975 الرمزية

mosaab1975

عضو

______________

mosaab1975 غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 17.05.2009
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 479  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
02.06.2012 (01:54)
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
افتراضي تعظيم الله وشعائره


تعظيم الله وشعائره
ان تعظيم الله تعالى وتعظيم ما يستلزم ذلك من شعائر الله تعالى وحدوده من أجل العبادات القلبية واهم أعمال القلوب والتي يتعين تحقيقها والقيام بها وتربية الناس عليها وبالذات في هذا الزمان الذي ظهر فيه استخفاف واستهزاء بشعائر الله تعالى , والتسفيه والازدراء لدين الله تعالى وأهله.
إن الايمان بالله تعالى مبني على التعظيم و الإجلال لله عز وجل و قال تعالى : (تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً) (مريم : 90 ), قال الضحاك في تفسير هذه الاية : (( يتشققن من عظمة الله عز وجل)) ( العظمة لأبي الشيخ 1/341)
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في الصارم المسلول : ( فمن اعتقد الوحدانية في الإلوهية لله سبحانه وتعالى والرسالة لعبده و رسوله ثم لم يتبع هذا الاعتقاد موجبه من الإجلال والإكرام الذي هو حال في القلب يظهر أثره على الجوارح بل قارنه الاستخفاف والتسفيه والازدراء بالقول أو الفعل , كان وجود ذلك الاعتقاد كعدمه وكان ذلك موجبا لفساد ذلك الاعتقاد ومزيلا له لما فيه من المنفعة والصلاح).
وقد ذم الله تعالى من لم يعظمه حق عظمته ولا عرفه حق معرفته ولا وصفه حق وصفه : ((مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً) (نوح : 13 )
وتعظيم الله وإجلاله لا يتحقق الا بإثبات الصفات لله تعالى كما يليق به سبحانه من غير تحريف او تعطيل او تكييف او تمثيل والذين ينكرون بعض صفاته تعالى ما قدروا الله حق قدره وما عرفوه حق معرفته ( مجموع الفتاوى لأبن تيمية 13/160)
يقول العلامة محمد الامين الشنقيطي : ( أن الانسان اذا سمع وصفا وصف به خالق السموات والارض نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم فليملأ صدره من التعظيم ويجزم بأن ذلك الوصف بالغ من غايات الكمال والجلال والشرف والعلو ما يقطع جميع علائق أوهام المشابهة بينه وبين صفات المخلوقين , فيكون القلب منزها معظما له جل وعلا غير متنجس بأقذار التشبيه) ( منهج و دراسات لآيات الأسماء والصفات)
ومما يوجب تعظيم الله تعالى واجلاله , أن نتعرف على نعم الله تعالى ونتذكر آلاء الله عز وجل .
ولقد كان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يربي أمته على وجوب تعظيم الله تعالى , فعن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: جاء حَبر من الأحبار إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال:يا محمد، إنا نجد أن الله يجعل السماوات على إصبع، والأرضين على إصبع، والشجر على إصبع، والماء على إصبع، والثرى على إصبع، وسائر الخلق على إصبع، فيقول: أنا الملك.
فضحك النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى بدت نواجذه تصديقا لقول الحبر، ثم قرأ: وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ . ( متفق عليه)
وما في الآية يدل على ان عظمة الله تعالى أعظم مما وصف ذلك الحبر .
وأما حال رسولنا عليه الصلاة والسلام في تعظيمه لربه فحاله لا يوصف، فمن ذلك أنه لما قال له رجل: فإنا نستشفع بالله عليك، فقال النبي: ((سبحان الله سبحان الله!)) فما زال يسبّح حتى عرف ذلك في وجوه أصحابه، ثم قال: ((ويحك، أتدري ما الله؟! إن شأن الله أعظم من ذلك، إنه لا يستشفع بالله على أحد من خلقه). ( رواه أبو داود وغيره)
ومن أروع الأمثلة التي دوّنها التاريخ عن سلفنا الصالح وتعظيمهم لله عزّ وجلّ ما وقع للإمام مالك رحمه الله تعالى لما سأله أحدهم عن قوله تعالى: (الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى) [طه:5] فقال: كيف استوى؟ فما كان موقف الإمام مالك إزاء هذا السؤال إلا أن غضب غضبا شديدا لم يغضب مثله قط، وعلاه العرق، وأطرق القوم إلى أن ذهب عن الإمام مالك ما يجد، فقال: "الكيف غير معلوم، والاستواء غير مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وإني لأخاف أن تكون ضالاً"، ثم أُمر به فأُخرج.
تأمّل ـ رحمك الله ـ ما أصاب الإمام مالك رحمه الله من شدة الغضب وتصبّب العرق إجلالاً وتعظيمًا لله تعالى وإنكارًا لهذا السؤال عن كيفية استواء الربّ تعالى.

ومن الأمثلة في هذا الباب ما جرى للإمام أحمد رحمه الله تعالى لما مر مع ابنه عبد الله على رجل يحدث الناس بغير علم ويذكر حديث النزول فيقول: إذا كان ليلة النصف من شعبان ينزل الله عزّ وجلّ إلى سماء الدنيا بلا زوال ولا انتقال ولا تغير حال، وهذا كذب على الله، يقول عبد الله: فارتعد أبي، واصفر لونه، ولزم يدي، وأمسكته حتى سكن، ثم قال: "قف بنا على هذا الكذاب"، فلما حاذاه قال: "يا هذا، رسول الله أغيَر على ربّه عزّ وجلّ منك، قل كما قال رسول الله". ( الاقتصاد في الاعتقاد لعبد الغني المقدسي).
ومن تعظيم الله تعالى : تعظيم كلامه وتحقيق النصيحة لكتابه تلاوة وتدبرا و عملا , حتى ان بعض السلف كانوا يكرهون أن يصغروا المصحف ( الحلية لأبي نعيم)
ومما يجب تعظيمه و توقيره تعظيم رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوقيره وتعظيم سننه وحديثه , يقول ابن تيمية ( إن الله أمر بتعزيره و توقيره , فقال : (لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً) (الفتح : 9 )
والتعزير اسم جامع لنصرة و تأييده ومنعه من كل نا يؤذيه والتوقير اسم جامع لكل ما فيه سكينة وطمأنينة من الاجلال والاكرام وأن يعامل من التشريف والتكريم والتعظيم بما يصونه عن كل ما يخرجه عن حد الوقار ... ومن ذلك أنه حرم التقدم بين يديه حتى يأذن وحرم رفع الصوت فوق صوته ,وأن يجهر له بالكلام كما يجهر الرجل بالرجل).( الصارم المسلول ص 422- 424 باختصار)
وقد عني السلف الصالح بتعظيم السنة النبوية واجلال رسول الله صلى الله عليه وسلم , ومن ذلك ما قاله عبدالله بن المبارك عن الإمام مالك بن انس: ( كنت عند مالك وهو يحدثنا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فلدغته عقرب ست عشرة مرة ومالك يتغير لونه ويصفر ولا يقطع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم , فلما فرغ من المجلس وتفرق الناس قلت: يا ابا عبدالله لقد رأيت منك عجبا , فقال :نعم إنما صبرت إجلالا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم . ( الديباج المذهب لأبن فرحون)
ومما يجب تعظيمه و إجلاله, صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم و فيتعين احترامهم وتوقيرهم وتقديرهم حق قدرهم والقيام بحقوقهم رضي الله عنهم.
ورد في طبقات الحنابله أن ابا القاسم الخرقي الحنبلي ( ت 360هـ) هاجر من بغداد لما ظهر فيها سب الصحابة رضوان الله عليهم .
وإن مما يعيننا على تعظيم الله أمورا كثيرة منها:

1- التفكر في آياته المشاهدة التي نراها صباحا ومساء، فمنها خلق السماوات والأرض؛ فإن الناظر في السماء ليدهش من بديع صنعها وعظيم خلقها واتساعها وحسنها وكمالها وارتفاعها وقوتها، كل ذلك دليل على تمام عظمته تعالى، أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمْ السَّمَاءُ بَنَاهَا رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا [النازعات:27، 28]، وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْيدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ [الذاريات:47]، أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ [ق:6].

ومن نظر إلى الأرض كيف مهدها الله وسخرها لنا وجعل فيها جبالا رواسي شامخات مختلفة الألوان، وكيف جعل الله تعالى الأرض قرارا للخلق لا تضطرب بهم ولا تزلزل بهم إلا بإذن الله، من تأمل ذلك استشعر عظمة الله جل وعلا،( وَفِي الأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ )[الذاريات:20].
ومن آيات عظمته عز وجل ما بث الله تعالى في السموات والأرض من دابة، ففي السماء ملائكته، لا يحصيهم إلا الله تعالى، ما من موضع أربع أصابع إلا وفيه ملك قائم لله تعالى أو راكع أو ساجد، يطوف منهم كل يوم بالبيت المعمور في السماء السابعة سبعون ألف ملك، لا يعودون إليه إلى يوم القيامة.
وفي الأرض من أجناس الدواب وأنواعها ما لا يحصى أجناسه، فضلا عن أنواعه وأفراده، هذه الدواب مختلفة الأجناس والأشكال والأحوال فمنها النافع الذي به يعرف الناس عظم نعمة الله عليهم، ومنها الضار الذي يعرف الإنسان به قدر نفسه وضعفه أمام خلق الله، فكيف حاله مع خالقه عز وجل؟!

ومن آيات عظمته تعالى الليل والنهار، قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلا تَسْمَعُونَ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلا تُبْصِرُونَ وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمْ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [القصص:71-73].

ومن آيات عظمة الله تعالى الشمس والقمر، حيث يجريان في فلكهما منذ خلقهما الله تعالى حتى يأذن بخراب العالم، يجريان بسير منتظم، لا تغيير فيه ولا انحراف ولا فساد ولا اختلاف، وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ [يس:38-40].

ومن آياته تعالى الدالة على عظمته هذه الكواكب والنجوم العظيمة التي لا يحصيها كثرة ولا يعلمها عظمة إلا الله تعالى، تسير بأمر الله تعالى وتدبيره، زينة للسماء ورجوما للشياطين وعلامات يهتدى بها، فالكون كله من آيات عظمة الله، هو الذي خلقه، وهو المدبر له وحده، لا يدبر الكون أحد غير الله.
2- تحقيق العبودية الكاملة لله تعالى؛ فالعبد كلما تقرب إلى ربه بأنواع العبادات وأصناف القرُبات عظُم في قلبه أمر الله؛ فتراه مسارعًا لفعل الطاعات مبتعدًا عن المعاصي والسيئات.

3– ومن الأمور كذلك التدبر الدقيق للقرآن الكريم، والنظر في الآيات التي تتحدث عن خلق الله وبديع صنعه، والآيات التي تتحدث عن عقوبته وشديد بطشه، وآيات الوعد والوعيد، فإن تدبر القرآن يؤثر في القلب ولا شك، ويجعله يستشعر عظمة الخالق والخوف منه، فمن قرأ كتاب الله وتأمل فيه يجد فيه صفات الرب سبحانه، ملك له الملك كله، والأمور كلها بيده، مستوي على عرشه، لا تخفى عليه خافية، عالم بما في نفوس عبيده، مطلع على أسرارهم وعلانيتهم، لا تتحرك ذرة إلا بإذنه، ولا تسقط ورقة إلا بعلمه.

4– مما يعيينا على تعظيم الله النظر في حال السابقين؛ فلقد عاش على هذه الأرض أقوام وشعوب أعطاهم الله بسطة في الجسم وقوة في البدن لم يعطها أمة من الأمم، ولكنها كفرت بالله وكذبت بالرسل، فأذاقها الله لباس الجوع والخوف ودمرهم تدميرًا.

5- ومن ذلك الدعاء، وهو أنفع الأدوية وأقوى الأسباب متى ما حضر القلب وصدقت النية؛ فإن الله لا يخيب من رجاه.

6– ومما يعين كذلك التعرف على الله من خلال صفاته جل وعلا، فإنه موصوف بكل صفة كمال، فله العلم المحيط والقدرة النافذة والكبرياء والعظمة، فعلى قدر معرفة العبد لربه يكون تعظيم الله عز وجل في قلب العبد، وأعرف الناس به أشدهم له تعظيمًا وإجلالاً.

7– وكذلك مما يوجب التعظيم التعرف على نعم الله وآلائه وشكرها، فإنك إذا تفكرت في نعم الله عليك أن هداك للإسلام وأعطاك سمعا وبصرا وعقلا ومالا وصحة وعافية وغنى ومسكنا وأولادا وأمنا وأمانا وأن سلمك من الشرور والمحن فإنك إذا رجعت إلى نفسك وتأملت وتفكرت في تلك النعم فإنك ستعظم الله حق التعظيم وتجله جل وعلا.

ويلحظ الناظر إجمالا في حال المسلمين أن ثمت مخالفات تنافي تعظيم الله تعالى وشعائره كالاستهزاء او الاستخفاف او الازدراء او الانتقاص لدين الله تعالى وشعائره.
وان من اهم اسباب وقوع هذه المخالفات المنافية للتعظيم, الجهل بالدين وقلة العلم الشرعي وغلبة نزعة الإرجاء في هذا الزمان , فمرجئة هذا الزمان الذين يقررون أن الايمان تصديق فقط ويهملون العبادات القلبية, فيمكن أن يكون الرجل عندهم مؤمنا ما دام مصدقا وإن استخف بالله تعالى أو استهزأ برسوله صلى الله عليه وسلم .
ومنها ظهور البدع والمحدثات واستفحالها ,منها تعظيم القوانين الوضعية والدساتير الأرضية وكثرة الترخص والمداهنات والتنازلات من علماء السوء,ورحم الله ابن القيم حين قال في الفوائد : ( كل من آثر الدنيا من أهل العلم واستحبها فلا بد أن يقول على الله غير الحق في فتواه وحكمه لأن أحكام الرب سبحانه كثيرا ما تأتي على خلاف أغراض الناس و لاسيما أهل الرياسه والذين يتبعون الشبهات فإنهم لا تتم لهم أغراضهم الا بمخالفة الحق ودفعه كثيرا, فإذا كان العالِم والحاكم محبين للرياسة متبعين للشهوات لم يتم لهما ذلك الا بدفع ما يضاده من الحق..)







توقيع mosaab1975
http://www.vip70.com/smiles/data/dd6.gif


رد باقتباس