
06.07.2010, 21:02
|
|
______________
|
|
الملف الشخصي
التسجيـــــل: |
04.04.2010 |
الجــــنـــــس: |
أنثى |
الــديــــانــة: |
الإسلام |
المشاركات: |
3.143 [ عرض ] |
آخــــر نــشــاط |
09.02.2016
(19:34) |
تم شكره 33 مرة في 28 مشاركة
|
|
|
|
|
بين الله تعالى أن الدنيا هي محل امتحان واختبار للإنسان, فقال الله تعالى: " الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ " [الملك : 2].
وفي التفسير الميسر للآية السابقة : الذي خلق الموت والحياة؛ ليختبركم - أيها الناس-: أيكم خيرٌ عملا وأخلصه؟ وهو العزيز الذي لا يعجزه شيء, الغفور لمن تاب من عباده. وفي الآية ترغيب في فعل الطاعات, وزجر عن اقتراف المعاصي.
فما معنى الاختبار والامتحان ؟
الامتحان: هو مجموعة من المثيرات تقدم للمستجيب لاستثارة استجابات لديه يعطى عليها درجة عددية تعتبر مؤشرًَا للقدر الذي يمتلكه المستجيب من الخاصية التي يقيسها الاختبار.
وفي تعريف بسيط
الامتحان: يعني تقديم أمر أو مسألة إلى مجموعة محددة, ويُطلب التعامل معها بأسلوب معين لاختيار أكفأهم أو أفضلهم أو أكثرهم استجابة, فيمكن بذلك ترتيبهم حسب كفاءتهم واستبعاد الفاشلين.
هل من الممكن تقديم امتحان لمجموعة, لا يظهر منه المتفوق من البليد والمجتهد من الكسول, أم سيعتبر هذا ظلماً بينا !؟
مثال:
إن جاء امتحان نهاية العام في " كلية العلوم - قسم الرياضيات", عبارة عن : اكتب ناتج جمع 1 + 1 = ؟
هل أدى هذا الاختبار وظيفته وفرق بين من قضى العام مجتهداً, وبين من قضاه عازفاً عن الدراسة ؟
بالطبع الامتحان في هذه الحالة, أدى إلى ظلم شديد, فقد تساوى في الجميع في الدرجات.
الشاهد من المثال, أن الله تعالى وضع أدلة وجودة في الكون, يراها من يعمل عقله ويأخذ بالأسباب والقوانين التي خلقها الله تعالى, وأعطى الله تعالى الدين واضحاً في أغلب أجزاءه وخاصة أسس الإيمان, وبقيت بعض الأمور التي تشتبه على البعض وذلك امتحانا وتمحيصاً لقلوب العباد.
والأمور المتشابهة وإن كانت قليلة مقارنة بالثوابت إلا أنها أيضاً ليست في أصل الدين فلا تجد المتشابه في :( وحدانية الله تعالى , الكفر والإيمان , قدرة الله تعالى , الثواب والعقاب , كبائر الذنوب مثل الزنا والسرقة والخمر والربا ..... الخ ).
بل وجدت الأمور التي تتشابه على بعض الناس في بعض قضايا الحلال والحرام ووجدت في نص القرآن الكريم, كما وجدت في بعض أمور الاعتقاد مثل صفات الله تعالى.
جاء في الحديث الشريف : عن النعمان بن بشير قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ « الْحَلاَلُ بَيِّنٌ وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ ، وَبَيْنَهُمَا مُشَبَّهَاتٌ لاَ يَعْلَمُهَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ ، فَمَنِ اتَّقَى الْمُشَبَّهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِيِنِهِ وَعِرْضِهِ ، وَمَنْ وَقَعَ فِى الشُّبُهَاتِ كَرَاعٍ يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى ، يُوشِكُ أَنْ يُوَاقِعَهُ . أَلاَ وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى ، أَلاَ إِنَّ حِمَى اللَّهِ فِى أَرْضِهِ مَحَارِمُهُ ، أَلاَ وَإِنَّ فِى الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ . أَلاَ وَهِىَ الْقَلْبُ » . ( البخاري 52 – 2051 و مسلم 4178.).
وقال الله تعالى : هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ [آل عمران : 7]
وجاء في التفسير الميسر : هو وحده الذي أنزل عليك القرآن: منه آيات واضحات الدلالة, هن أصل الكتاب الذي يُرجع إليه عند الاشتباه, ويُرَدُّ ما خالفه إليه, ومنه آيات أخر متشابهات تحتمل بعض المعاني, لا يتعيَّن المراد منها إلا بضمها إلى المحكم, فأصحاب القلوب المريضة الزائغة, لسوء قصدهم يتبعون هذه الآيات المتشابهات وحدها; ليثيروا الشبهات عند الناس, كي يضلوهم, ولتأويلهم لها على مذاهبهم الباطلة. ولا يعلم حقيقة معاني هذه الآيات إلا الله. والمتمكنون في العلم يقولون: آمنا بهذا القرآن, كله قد جاءنا من عند ربنا على لسان رسوله محمد صلى الله عليه وسلم, ويردُّون متشابهه إلى محكمه, وإنما يفهم ويعقل ويتدبر المعاني على وجهها الصحيح أولو العقول السليمة.
السؤال ولكن بطريقة آخرى ؟
لماذا لم ينزل الله نصوص القرآن واضحة جلية بحيث يفهمها العالم والجاهل على نحو واحد؟ وكذلك لماذا لم تأتِ نصوص السنة هكذا؟ لماذا هذا الإجمال الذي يسمح بفهم النص على عدة أوجه حسب أفهام الناس؟.
الإجابة :
ولذلك قال: "والراسخون في العلم" ولم يقل: والراسخون في الدين؛ لأن العلم أعم وأشمل، فمن رحمته تعالى أن جعل في الدين مجالا لبحث العقل بما أودع فيه من المتشابه، فهو يبحث أولا في تمييز المتشابه من غيره، وذلك يستلزم البحث في الأدلة الكونية والبراهين العقلية وطرق الخطاب، ووجوه الدلالة ليصل إلى فهمه ويهتدي إلى تأويله، وهذا الوجه لا يأتي إلا على قول من عطف "والراسخون" على لفظ الجلالة، وليكن كذلك.
1- إن الله أنزل المتشابه ليمتحن قلوبنا في التصديق به، فإنه لو كان كل ما ورد في القرآن معقولا واضحا لا شبهة فيه عند أحد من الأذكياء ولا من البلداء لما كان في الإيمان شيء من معنى الخضوع لأمر الله تعالى، والتسليم لرسله. 2- جعل الله المتشابه في القرآن حافزا لعقل المؤمن إلى النظر كيلا يضعف عقله فيموت. فإن السهل الجلي جدا لا عمل فيه للعقل، والدين أعز شيء على الإنسان. فإذا لم يجد فيه مجالا للبحث يموت فيه، وإذا مات فيه لا يكون حيا بغيره. 3- إن الأنبياء بعثوا إلى جميع الأصناف من عامة الناس وخاصتهم، فإذا كانت الدعوة إلى الدين موجهة إلى العالم والجاهل، والذكي والبليد ، وكان من المعاني ما لا يمكن التعبير عنه بعبارة تكشف عن حقيقته وتشرح كنهه بحيث يفهمه كل مخاطب عاميا كان أو خاصا، ألا يكون في ذلك من المعاني العالية والحكم الدقيقة ما يفهمه الخاصة ولو بطريق الكناية والتعريض ويؤمر العامة بتفويض الأمر فيه إلى الله تعالى، والوقوف عند حد المحكم، فيكون لكل نصيب على قدر استعداده.
مثال ذلك: إطلاق لفظ " كلمة الله وروح من الله " على عيسى عليه السلام، فالخاصة يفهمون من هذا ما لا يفهمه العامة؛ ولذلك فتن النصارى بمثل هذا التعبير؛ إذ لم يقفوا عند حد المحكم وهو التنزيه واستحالة أن يكون لله جنس أو أم أو ولد، والمحكم عندنا في هذا قوله تعالى: "إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم ". ( مجلة مجمع الفقه الاسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الاسلامي بجدة - جزء 7 ص 1938-1944 بتصرف , وتفسير المنار- محمد عبده - بتصرف).
وقال السيوطي رحمه الله : " وقال بعضهم: إن قيل ما الحكمة في إنزال المتشابه ممن أراد لعباده به البيان والهدى قلت إن كان مما يمكن علمه فله فوائد:
منها الحث للعلماء على النظر الموجب للعلم بغوامضه والبحث عن دقائقه فإن استدعاء الهمم لمعرفة ذلك من أعظم القرب
ومنها ظهور التفاضل وتفاوت الدرجات إذ لو كان القرآن كله محكما لا يحتاج إلى تأويل ونظر لاستوت منازل الخلق ولم يظهر فضل العالم على غيره
وإن كان مما لا يمكن علمه فله فوائد : منها ابتلاء العباد بالوقوف عنده والتوقف فيه والتفويض والتسليم
الإتقان في علوم القرآن - جلال الدين السيوطي.
قال الزمخشري في تفسيره : فإن قلت : فهلا كان القرآن كله محكماً؟ قلت : لو كان كله محكماً لتعلق الناس به لسهولة مأخذه ، ولأعرضوا عما يحتاجون فيه إلى الفحص والتأمّل من النظر والاستدلال ، ولو فعلوا ذلك لعطلوا الطريق الذي لا يتوصل إلى معرفة الله وتوحيده إلا به ، ولما في المتشابه من الابتلاء والتمييز بين الثابت على الحق والمتزلزل فيه ، ولما في تقادح العلماء وإتعابهم القرائح في استخراج معانيه وردّه إلى المحكم من الفوائد الجليلة والعلوم الجمة ونيل الدرجات عند الله ، ولأنّ المؤمن المعتقد أن لا مناقضة في كلام الله ولا اختلاف ، إذا رأى فيه ما يتناقض في ظاهره ، وأهمه طلب ما يوفق بينه ويجريه على سنن واحد ، ففكر وراجع نفسه وغيره ففتح الله عليه وتبين مطابقة المتشابه المحكم ، ازداد طمأنينة إلى معتقده وقوّة في إيقانه. ( الكشاف - الزمخشري .).
لذلك على الإنسان البحث عن الواضح أولاً, عن المحكم وأدلته, وعند التعرض لشبهة أو سوء فهم في موضوع عليه رده إلى الأصل المحكم الذي قبله عقله.
مثال على ذلك :
حقيقة ثابتة ومحكمة : الماء أثقل من زيت الطعام.
حقيقة لا جدال فيها وليست نسبية, تم بناؤها بناء على التجربة, وتم التأكيد على ذلك بناء على القياس والأبحاث.
يتبع ....
|