اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :3  (رابط المشاركة)
قديم 05.07.2010, 10:51

الاشبيلي

مشرف أقسام النصرانية و رد الشبهات

______________

الاشبيلي غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 23.04.2009
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 2.798  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
12.01.2024 (10:38)
تم شكره 157 مرة في 101 مشاركة
افتراضي


كان مشحوناً جداً، وزاد كلامي من ضرام أحاسيسه. لم يجبني على سؤالي، ولكنه قال: "يا إنعام الله! تعال غداً إلى بيتي لتشرب معيالشاي ونتحدث".

في اليوم الثاني توجهت إلى بيته وضغطت على جرس الباب،قابلني صبي نوراني الوجه وأخبرني بأن والده هيأ الشاي في غرفته وهو ينتظرني. عندمادخلت عالمه الداخلي ذرفت عيناي دموع شفقة كانت قد تجمعت كسحاب تنتظر باعثاً أوعذراً للانهمار... جلست بجانبه، وبدأ يتحدث.

تحدث عن خلق الأرض وكيف جُعلتصالحة للحياة. كان عندما يتحدث عن الإجراءات الإلهية ينفعل ويكاد أن يغيب عن نفسه. تحدث عن الغيوم السديمية، وكيف أنها تطيع إرادة معينة في هذا الكون الواسع، وتحدثعن توسع المكان، وتحدث عن الإجراءات الإلهية في جميع هذه الأمور. كان يتحدث أحياناًعن حقائق العالم الكبير (الكون)، وأحيانا عن العالم الصغير (الذرة) وكأنه يفسر قولهتعالى:

﴿سَنُرِيهِم آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىيَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىكُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾ (فصلت: 53). وبلغ منه التأثر حيناً مبلغاً كبيراً فقال: "ياإنعام الله! إنني مندهش: كيف يتسنى للإنسان أن يطلع على هذا الكون الواسع الشاسعويلم بقوانينه ثم لا يؤمن بالله؟!. إنني مندهش". كانت اللحظة المناسبة قد حانتتماماً، فقلت لـه: يا استاذي أتسمح لي؟ قال: تفضل. قلت: "هناك آية في القرآن، يردفيها قول الله تعالى لرسوله r: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِالْعُلَمَاء﴾ (فاطر: 28). عند ذلك بلغ منه التأثر غايته، وقال: "أهذا هو ما يقولهمحمد؟ إن كان هذا هو ما يقوله فاشهد يا إنعام الله أنه رسول الله".

أرجو أنتتفكروا لحظة! هذا الإنسان الذي هو أشرف المخلوقات وأعقلها وأكثرها قابلية وذكاءبينما لا يستطيع أن يرسم مربعاً مساوياً تماماً لمربع سبق وأن رسمه، بل لا يستطيعحتى رسم خط مستقيم مساو تماماً -دون استعمال آلة قياس- لخط سبق وأن رسمه... كيفيستطيع هذا الإنسان أن يدعي بوجود أي احتمال لظهور سلاسل الأحماض الأمينية، أوجزيئة من جزيئات البروتين أو خلية من الخلايا، أو عضو من الأعضاء، أو كائن حي أوعضو في الجسم تلقائياً أو نتيجة المصادفات ضمن هذا التعقيد الشديد والمتداخلللأحياء؟! ثم كيف يمكن بعد هذا الادعاء -وسط كل هذه الاستحالات المتداخلة بعضها معالبعض الآخر- بأن سلسلة من الأحماض الأمينية أو أي كائن صغير تخيلنا ظهوره يمكن أنيتطور إلى أحياء معقدة ضمن بوتقة التطور؟!

إن أكثر المتفائلين في هذاالموضوع يرون -من زاوية الزمن- أن عمر الأرض لا يكفي لظهور سلسلة من الأحماضالأمينية. فمن حق الإنسان أن يتساءل اذن: هل تم التطور في العالم الآخر، وأنه بعدأن نضج واكتمل جاء إلى أرضنا وأعطى ثمرته؟ فإن لم يكن هذا هو ما حصل فكيف اكتسب هذاالوجود الرائع جماله الأخاذ وروعته وفخامته ودقته تاركاً وراءه الفوضى والاضطرابومتجاوزاً له؟ وكيف استطاعت الحياة تسجيل هذا النجاح والوصول إلى مثل هذا الوجودالرائع على الرغم من وجود قانون الانتروبيا؟ وكيف ظهرت هذه الملايين من أنواعالأحياء تلقائياً إلى الوجود؟ وكيف استطاعت الأشياء تحدي القانون الثاني منالديناميكا الحرارية الذي يمنع اتجاه الأشياء من الفوضى إلى النظام، ومن البساطةإلى التعقيد وإلى الروعة الفنية؟

وهل نستطيع الإجابة على كل هذه الأسئلةإجابات متمشية مع روح العلم؟ أم نتهرب من الإجابة ونقول مثلما يقول بعضهم: "لقد حصلالتطور وإن كنا لا نعرف كيف حصل، ولا حاجة هناك إلى إثبات هذا الأمر"؟! وأنا أريدأن أسألكم: هل نستطيع إذن أن نتجاوز شواهق وذرى الفن البادية في كل مخلوق منالمخلوقات ببالونات المصادفة؟!






رد باقتباس