
05.07.2010, 10:51
|
|
مشرف أقسام النصرانية و رد الشبهات
______________
|
|
الملف الشخصي
التسجيـــــل: |
23.04.2009 |
الجــــنـــــس: |
ذكر |
الــديــــانــة: |
الإسلام |
المشاركات: |
2.798 [ عرض ] |
آخــــر نــشــاط |
12.01.2024
(10:38) |
تم شكره 157 مرة في 101 مشاركة
|
|
|
|
|
ووجود برنامج في بذرة التفاح يساعد على تحول هذهالبذرة إلى تفاح وإلى نمو البذرة وتحولها إلى شجرة، وإلى ظهور الأوراق وتفتحالبراعم عن الزهور مكوناً الثمرة. وإلى جانب هذا نرى وجود تعاون كامل بين هذهالبذرة وبين الشمس والماء والهواء.
والخلاصة أن الكرة الأرضية والحياةالموجودة عليها تتطلب آلية مذهلة وعلماً وإرادة وشعوراً وقدرة بحيث يستحيل هذا علىالمصادفات العشوائية، وعلى المادة الصماء والعمياء والخالية من الحياة ومن الشعورومن العلم. إن إسناد هذا الأمر إلى المصادفة أو إلى المادة أو إلى أي كائنات أخرىيعد إنكاراً للعقل وللإنصاف وابتعاداً عنهما.
وكمثال آخر: لندخل إلى صيدليةأو إلى مصنع للأدوية طلباً لدواء معين. نجد أن جميع الأدوية -ومنها الدواء المطلوبمن قبلنا- موجودة على الأرفف، وأن جميع المواد اللازمة لهذه الأدوية موجودة داخلالقناني. فهل هناك عاقل يتصور أن في الإمكان أن تهب ريح فتسيل هذه المواد وتكونالأدوية المطلوبة بالمقادير الدقيقة المطلوبة لكل دواء؟ أو أن يحدث هذا باي تاثيرخارجي أو من قبل هذه المواد نفسها؟ علما بأن المواد المطلوبة موجودة في مثالنا هذاومتوفرة وموضوعة داخل القناني. وبما أن المواد موجودة فما على المصادفة سوى معرفةالدواء المطلوب من قبلنا، أو فهمها لكلامنا ولطلبنا، ثم القيام بإسقاط هذه القنانيوسكب المواد الموجودة فيها وجمعها بالمقادير الصحيحة لتكوين الدواء المطلوب.
بينما إن نسبنا الوجود إلى المصادفات، أو قلنا إنه تشكل من نفسه، أوأسندناه إلى الطبيعة أو إلى المادة، فإنه لكي يتكون هذا الدواء من مختلف المواد مننفسه، يجب على المواد العديدة المكونة له أن تظهر إما تلقائياً أو من قبل الطبيعةأو بتوجيه من المادة. وعلاوة على هذا يجب وجود إنسان -أي صاحب حياة وشعور وعلموإرادة وقوة- يقوم بوضع هذه المواد في القناني ويرتبها فوق الرفوف، ويصنع المصانع. ويجب أن يظهر هذا الإنسان من قبل الطبيعة أو المادة أو المصادفات أو يظهر تلقائياًإلى مسرح الحياة.
ونتساءل: أي صاحب عقل يمكن أن يقبل إمكانية حدوث كل هذهالأمور؟ ولكن كم من المؤسف أن نرى أن الذين يسندون الوجود إلى التطور أو إلىالطبيعة أو إلى المصادفات يؤمنون بمثل هذه الخرافات في سبيل شيء واحد وهو إنكاروجود الله.
قد يرد الاعتراض الآتي: إن العلم لا يستند إلى العقيدة أوالإيمان، بل يستند إلى المعطيات الموضوعية لكي يهيء المستقبل وينتج التكنولوجيا. ونحن نقول: حسناً!.. إن الوجود يوجب بشكل واضح وجوب وجود شعور وإرادة وتخطيط وعلموعناية وقدرة. وكل هذا يشير إلى أدلّة لا حصر لها حول وجود الله تعالى، لذا فأي كسبنكسبه للعلم إن ربطنا منشأ الوجود بالمادة أو بالطبيعة أو بالمصادفة أو بالظهورالتلقائي أو بغيرها من الخرافات؟ واي خسارة للعلم إن قبلنا بحقيقة وجود الله، ثماستمررنا بجهودنا العلمية؟
وفي الحقيقة فإن ذرة واحدة، وخلية واحدة فقط -دعك من الكون كله- تكفي دليلاً على وجود الله تعالى المتصف بالقدرة المطلقةوبالإرادة وبالعلم اللانهائي. لأن أجزاء الكون متداخلة بعضها ببعض -مثل جسمالإنسان- تداخلاً كبيراً وتعرض أمام الأنظار وحدة متكاملة تمام التكامل، بحيث إن منلا يستطيع خلق الكون لا يستطيع خلق ذرة واحدة. والعلماء الحقيقيون يرون هذاويعترفون به. وقد سرد إنعام الله -وهو شخص باكستاني- إحدى ذكرياته مع العالم سيرجيمس جينز الذي أقدره كثيرا فقال:
(كنت في أمريكا، وكنت كثيراً ما ألتقي معسير جيمس جينـز. وفي أحد الأيام كنت في الشارع فإذا بالمطر يهطل غزيراً، ورأيتالأستاذ جيمس يهرع نحو الكنيسة وشمسيته مطوية في إبطه. توجهت حالاً نحوه بصمت،وقلت: "يا أستاذي!... الظاهر أنكم مشغولون ذهنياً، لأن المطر يهطل وشمسيتك تحتإبطك". رجع إلى نفسه وكأنه أفاق من نوم. كان بصره شاخصاً وكأنه يرمي ببصره إلى أفقبعيد... كانت نظرته عميقة. وعلى إثر كلامي فتح شمسيته. سرنا معاً. وعندما علمت أنهذاهب إلى الكنيسة قلت له: "كيف تذهب إلى الكنيسة مع أن الكثيرين كلما توغلوا فيالعلم ابتعدوا عن الكنيسة."
|