اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :3  (رابط المشاركة)
قديم 24.06.2010, 10:57

الاشبيلي

مشرف أقسام النصرانية و رد الشبهات

______________

الاشبيلي غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 23.04.2009
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 2.798  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
12.01.2024 (10:38)
تم شكره 157 مرة في 101 مشاركة
افتراضي


الحلقة الثالثة غير متوفرة

الحلقة الرابعة:
"الإنسان الإنجليزي المبكر" في خَطَر:
توصل الأستاذ (كنيت أوكليKenneth Oakley) الذي كان يعمل في المتحف البريطاني، سالف الذكر، إلى طريقة يختبر بها مستوى قِدم المواد العظمية التي توجد في التربة، من خلال قياس نسبة غاز (الفلور) فيها، وهي الطريقة التي جعلت أي مُدّع كان، متخصص، أو هاوي، بأنه إذا عثر على بقايا عظمية قديمة، سواء للإنسان، أو لغيره، أن يفكر بصحة اكتشافه جيداً، قبل أن يُطلب منه تقديم عينة من تلك العظام، لاجتياز ذلك الاختبار، أو حينها قد تحدث الكارثة، إن كان اكتشافه كاذباً. وهو اختبار مَعْمَلي، إلى درجة أن (أوكلي) كان يذهب بنفسه إلى المكان الذي يُعثر فيه على المواد العظمية القديمة، ويأخذ تلك العينات بنفسه، أيضاً، وبالأخص بعد أن عُرف أن عظام "الإنسان الإنجليزي المبكر" كانت عظام مزوّرة بجودة عالية.
وتتلخص هذه الطريقة بأن غاز (الفلور)، الذي يوجد في المياه الجوفية، بنسبة زهاء جزء واحد في المليون، تمتصه العظام، عندما تمكث فترة طويلة من الزمن في التربة، حيث تتصل (أيُّونات) غاز (الفلور) بفوسفات الكالسيوم الموجودة في العظام، بما في ذلك الأسنان، فتقوم بامتصاص هذا الغاز، وكلَّما مكث العظم فترة طويلة في التربة، كلما زادت فيه نسبة ذلك الغاز. وتُعد العينة الصالحة من العظام لاجتياز هذا لاختبار بنجاح، هي التي يمضى عليها في التربة زهاء (10) ألف سنة، أو أكثر، بينما المواد العظمية التي تمكث في التربة أقل من هذا التأريخ، من غير الممكن قياس نسبة غاز (الفلور) فيها، بسبب الزمن غير الكافي لعملية الامتصاص، وبذلك يكون هذا النوع من العظام، في الوقت نفسه، حديث العهد، أيضاً. علما أن معرفة وجود (الفلور) في المياه الجوفية، وكذا امتصاص العظام لهذا العنصر، كانت قد سبقت هذا التاريخ بكثير، ولكن كثرة الإدعاءات في العثور على مثل تلك العظام القديمة، آنذاك، عجلت بظهور طريقة قياس نسبة ذلك العنصر في المواد العظمية القديمة، أو كما يُقال: "الحاجة أم الاختراع".

الاختبار الأول، والنتيجة بين عض الأصابع، ووقوع الكارثة:
أقرّ بعض العلماء في عام 1953م تقديم عظام (إنسان بيلتداَون)، أو " الإنسان الإنجليزي المبكر" إلى ذلك الاختبار، باعتباره صار اختباراً مطلوباً للبقايا العظمية التي يدَّعي أصحابها بأنها قديمة، سواء للإنسان، أو لفصيلة الآدميات بوجه عام، وقد كان من غير المقبول أن يُطلب من الآخرين تقديم مكتشفاتهم لاجتياز هذا الاختبار، ولا يُطلب تقديم عظام "إنسان بيلتداون" لنفس الاختبار، أيضاً، وبالأخص أن تلك العظام كانت محفوظة في المتحف البريطاني، كما سلف الذكر، مع أن الكيل بمكيالين يحدث أحياناً "عيني عينك"، وفي قضايا كثيرة. ولكن تقديم تلك العظام لاجتياز ذلك الاختبار، كان بهدف أعطاء " الإنسان الإنجليزي الأول" شرعية علمية إضافية، أيضاً، غير أن نصف الكارثة، وقع خلال اختبار الأجزاء العلوية من عظام الجمجمة، بينما وقعت الكارثة بأكملها، وعض الأصابع، عند اختبار الفك الأسفل منها، وهو الفك، مع ذلك الناب، اللذان أُقِرِّ بهما، في الأساس، أن تلك العظام تعود لإنسان قديم، تاريخه يصل إلى زهاء مليون سنة.

غريب هذا "الإنسان الأول" نصفه عاش فيما قبل التاريخ، والنصف الآخر في القرن العشرين
فقد كانت نتيجة ذلك الاختبار مفاجئة حقاً، حيث أتضح من خلالها، أن نسبة (الفلور) في عظام الجمجمة قليلة جداً، بحيث لا يمكن معها بأي حال من الأحوال، أعادتها إلى مليون سنة، وحتى إلى مئة ألف سنة، وإنما تاريخها، لا يتعد بالكثير خمسون ألف سنة، مع أن هذا التأريخ قديم، أيضاً، ولكنه لا يتجاوز، في جميع الحالات، بداية ظهور الجنس البشري المعاصر (الإنسان العاقل) (Homo Sapiens)، والذي يؤرخ له من حوالي أربعين ألف سنة. بينما الفك السفلي الذي أخضِع لنفس للاختبار، لم تسجل فيه نسبة تذكر من ذلك الغاز، وهذا يعني أنه كان حديث العهد جداً، لا يتجاوز تاريخه القرن التاسع عشر الميلادي، أو بداية القرن العشرين. وهنا أجاب، أنصار "بيلتداون" على هذا السؤال المهم في الحال، وهو: هل من الممكن أن يكون في ذلك التأريخ القديم، وهو قرابة خمسين ألف سنة، قد وجد فيه بشر على وجه الأرض من نوع الإنسان المعاصر، بمثل هذه الجمجمة القديمة والكبيرة، أيضاً، وفي الوقت نفسه بفك صغير، ذو سمات فيزيائية (بدائية) يعود تاريخه إلى الوقت الراهن؟، أو بعبارة أخرى فإن ذلك تحليل، يخالف الحقيقة.
لقد كان بالفعل كائن غريب جداً، بهذه الصورة، نصفه عاش فيما قبل التاريخ، أو (منذ خمسين ألف سنة)، وهي الأجزاء العلوية من تلك الجمجمة، بينما النصف الآخر منه عاش في القرن العشرين، أو إلى أقدم من ذلك بقليل، وهو الفك السفلي من الجمجمة نفسها، والذي يُعدُّ من حيث السمات الفيزيائية، أكثر بدائية من جزءها العلوي. مع أن ذلك الاختبار كان يُشير بوضوح إلى أن عظام الجمجمة أُخِذ من مكان ما لإنسان قديم. بينما الفك السفلي أخِذ من مكان آخر، لكائن آخر، أيضاً، وهو حديث العهد. ولكن هذه النتيجة لم يرض بها أنصار "إنسان بيلتدوان" فقد كانت، بالنسبة لهم، سيئة جداً، على الرغم من إشادتهم بهذه الطريقة خلال اختبار البقايا العظمية الأخرى.

الاختبار الثاني، والنتيجة 3,6 :
قُدِّمت هذه العظام لاختبار آخر، وهو اختبار كيميائي، يقاس من خلاله نسبة غاز النيتروجين، أو (الأزوت) في العظام. وقد قام بهذا الاختبار في هذه المرَّة، متخصص إنجليزي آخر، في مجال الكيمياء، فكانت النتيجة مذهلة، كذلك، أو أسوأ بكثير من نتيجة الاختبار الأول، بالنسبة لأنصار " الإنسان الإنجليزي الأول". فالاختبار المذكور مبني على مبدأ قياس نقص النيتروجين في البقايا العظمية القديمة المطمورة تحت سطح الأرض، بالمقارنة مع النسبة الموجودة من ذلك الغاز في عظام الكائن الحي، أو المعاصر، بوجه عام..
فقد عُرف أن كمية (النيتروجين) في عظام الإنسان المعاصر تصل إلى نسبة 4%، بينما هذا النسبة في البقايا العظمية المطمورة تحت سطح الأرض لبضع ألاف من السنين، تصل إلى 2%، وقد أظهر ذلك الاختبار الذي خضعت له الأجزاء العلوية من جمجمة "إنسان بيلتدَاون"، أن النتيجة الأخيرة متقاربة جداً، مع ما وصل إليه (أوكلي) باختبار مادة (الفلور) من قبل، إن لم تكن هذه النتيجة قد قلَّلت من عدد تلك السنوات، سالفة الذكر.
أمّا بالنسبة للفك الأسفل من جمجمة ذلك "الإنسان الإنجليزي الأول"، فقد احتوت على 3,6% في المائة من ذلك الغاز، وهي النسبة التي تؤكد بوضوح أن ذلك الفك، هو فك لكائن آخر معاصر جداً، وهي النتيجة نفسها التي تطابقت كذلك، مع الاختبار السابق للفك نفسه عند (أوكلي)، بعنصر (الفلور)، أيضاً.

"الجنتلمان" في اختباره الثالث: يا ترى من يخسر الرهان؟
فقد تطلب الأمر التأكد من النتيجة الأخيرة بصور أكثر، من خلال الفحص الدقيق لأسنان هذا "الإنسان المبكر" باستخدام عدسات مكبرة، في هذه المرة، ولكي يقتنع أنصار وجوده، كذلك، بما ستؤول إليه هذه الدراسة، أيضاً. فقد كانت تلك الأسنان تحمل سمات مشتركة بين أسنان الإنسان، وأسنان القردة، ولكن نتيجة فحصها بتلك العدسات كانت مذهلة، هي الأخرى، حيث أفادت أن السمة الإنسانية في تلك الأسنان ناتجة عن عمل حَدَث بيد إنسان معاصر، أيضاً، استخدمت هذه اليد، في ذلك العمل، مبْرَداً، أو آلة حديدية أخرى، لتعديل تلك الأسنان، بحيث أكسبتها تلك الصفة الإنسانية، من خلال ذلك العمل، إلى جانب سماتها الأصلية، سالفة الذكر.



جمجمة "إنسان بيلتداون" بعد استكمال تركيبها: الأجزاء المعتمة هي العظام التي عُثر عليها، بينما الأجزاء البيضاء هي مادة صناعية تكميلية للأجزاء التي لم يتم العثور عليها.
المصدر : مجلة الآثار-28/4/2010الكاتب : الدكتور عبدالرزاق المعمري


المصدر الموقع العربي لمجلة الاثار





رد باقتباس