اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :2  (رابط المشاركة)
قديم 24.06.2010, 10:55

الاشبيلي

مشرف أقسام النصرانية و رد الشبهات

______________

الاشبيلي غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 23.04.2009
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 2.798  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
12.01.2024 (10:38)
تم شكره 157 مرة في 101 مشاركة
افتراضي


الحلقة الثانية:
إقرار التزوير، والتربُّع على العرش لأكثر من أربعين عاماً
فحصت بقايا (إنسان بيلتداون) العظمية نخبة من العلماء المشهورين في الوسط العلمي البريطاني، بينهم أساتذة جامعات، ومن تخصصات علمية مختلفة، أيضاً: من علم الأنثروبولوجية (Anthropology)(علم الإنسان)، (أرثر كيت) (Arthur Keith- 1866- 1955) ، وهو الشخص الوحيد من أبطال (بلتداون)، الذي عاصر اكتشاف ذلك التزوير، ومن علم الأحافير، أو (المستحثات) (Paleontology) ، (آرثر سميث وود وارد) (Arthur Smith Woodward –1864- 1944) ، ومن علم التشريح (Anatomy) (غرافتون أليوت سميث) (Grafton Elliot Smith- 1871- 1937) ، ومن علم الحيوانات القديمة (Zoology) (رِاي لينكستر) (Ray Lankester – 1847- 1929)، وآخرون، أيضاً.
وقد أقرَّت هذه النخبة بشكل نهائي في عام 1913م بأن تلك البقايا العظمية ترجع إلى أقدم إنسان عُرف على الأرض آنذاك، فسُمي، بناءً على ذلك الحكم، بـ (الإنسان الفجري) "Eoanthropus "، أو (الإنسان الانجليزي المبكر، أو الأول) (The Earliest English Man) ، وعلى أساس بدائية عظام تلك الجمجمة، وآثار البِلى على العظام، ونوعية الطبقة الجيولوجية، أعيد تاريخ هذا الإنسان إلى مليون سنة.

الجمجمة مزورة، وغظ الطرف عنها قد يكون لمصلحة مدبَّرة
لقد كان الفك الأسفل من تلك الجمجمة، الذي عُثر عليه في الحفرة نفسها التي عُثر فيها على البقايا العظمية الأخرى، على قدر كبير من البدائية، إلى درجة كان يُصعب معه أيجاد إي نوع من المقارنة بينه، وبين فك الإنسان، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، فإن ذلك الفك كان لا يتلاءم، بحجمه الصغير نسبياً، مع باقي الأجزاء الأخرى لتلك الجمجمة، وبذلك فقد كان فك غريب جداً، على الأقل، في هذا الجانب، مقارنة بذلك الانسجام، أو التلاءم الذي وجَد بين أجزاء جمجمة إنسان (جاوة)، رغم بدائيتها، وإنسان (هيدل برج)، والتي كانت هذه الجماجم قد عُرفت في تلك الفترة، إلى درجة أن هناك من أعتقد أن ذلك الفك، هو فك لقرد شمابنزي، ولكن الخوف من الاتهام بضعف الوطنية، كان يستدعي غظ الطرف عن ذلك، خاصة وإن المملكة البريطانية العظمى كانت حينها مقبلة على دخول الحرب العالمية الأولى، أيضاً، وبالتالي قد تكون هي الأخرى بحاجة إلى مثل ذلك الاكتشاف، وبالأخص في هذا الوقت بالذات. " دولة عظيمة، ولا أحد يعصي الدولة".

إنجليزي جاهز بجنسيته من المصنع
إن الحقبة التاريخية التي زُعم أن "إنسان بيلتداون" يرجع إليها، والتي قُدِّرت بمليون سنة، لم تكن قد تشكلت فيها السلالات البشرية، المعروفة اليوم: القوقازية، أو (الهندو- أوروبية)، والمغولية، والزنجية، ما بالك بالحديث عن تشكل الإثنية، أو (الجنس) الانجليزي، الذي لا يتعد تاريخه تاريخ العصر الحديدي، وقد يقل بكثير عن ألف سنة، ومع ذلك فقد سُمِّي بـ " الإنسان الإنجليزي المبكِّر، أو الأول" (The Earliest English Man)، إلى جانب التسميات الأخرى، سالفة الذكر. وقد يكون اكتشاف (إنسان هيدلبرج) نفسه في عام 1907م، سبب من الأسباب التي دفعت بالبحث عن إنسان إنجليزي قديم، جاهز بجنسيته، حتى وإن جُهِّز في ورشة، أو مصنع، استناداً في ذلك إلى أن اكتشاف "إنسان بيلتداون" حدث بعد اكتشاف (إنسان هيدلبرج) بزهاء سنة واحدة، مع أن ذلك التزامن قد يكون مجرد صدفة، وما أحلى الصدف أحياناً، وخاصة في مثل هذه الحالة.
أضف إلى ذلك أن في عام 1856م أكتُشف إنسان (نياندارتال) في ألمانيا، أيضاً، وفي أسبانيا كذلك تم اكتشاف إنسان جبل طارق في عام 1848م، في الوقت الذي كانت فيه مستعمرات كل من أسبانيا، وألمانيا، قليلة، مقارنة بمستعمرات المملكة البريطانية العظمى التي كانت لا تغيب الشمس عنها آنذاك، وبالتالي كيف لا يكون لهذه المملكة العظمى إنسانها القديم، أيضاً، مقارنة على الأقل بأسبانيا، وألمانيا، إضافة إلى ذلك كان البعض يرى أن موطن (تشارلز داروين) لا يخلو بدوره من وجود هذه الآدميات القديمة، أيضاً.
والأنكى من تلك الاكتشافات، سالفة الذكر، هو اكتشاف إنسان (جاوة) في عام 1891م في (إندنوسيا)، في وقت كانت فيه (إندنوسيا) مستعمرة من مستعمرات بريطانيا العُظمى، ومن الغضب على هذا البلد، تغيير بنيتها الإثنية، والدينية، من خلال ترحيل أكبر عدد ممكن من الهندوس إليها، والذي قد لا يكون له علاقة بهذا الشأن، وإنما طريقة من طرق التفكير عند النفس التي استطاعت أن تخلق "إنسان بيلتداون" من العدم.

الإعلان عن "إنسان بيلتداون" سبق (هتلر) بتوظيفه المقلوب لعلم الآثار
يُعدُّ إقرار وجود "إنسان بيلتداون" في عام 1913م، سابق لوصول (هتلر) إلى السلطة، بزهاء إحدى وعشرين عاماً، خاصة منذ أن أخذ يؤله الجنس (الآري) على الأجناس الأخرى، بدءاً بعام 1934م، مستخدماً في ذلك معطيات علم الآثار بطريقته الخاصة، ولكن فقد وجَد "إنسان بيلتداون" واقفاً له بالمرصاد، آنذاك، لأن تاريخه كان قد حُدِّد بما لا يقل عن مليون سنة، وبالتالي لا طاقة للجنس (الآري) هنا بالمنافسة، بما في ذلك إنسان (هيدلبرج)، الذي أكتشف في عام 1907م، كما سلف الذكر، في ألمانيا، وهذه خدمة من الخدمات، التي قد تكون مفيدة من اكتشاف "إنسان بيلتداون" في تلك الفترة، ومع ذلك لا يُستبعد أن يكون (تشارلز داوسون)، سواء أكان وحيداً، أم مع آخرين، قد رغب شخصياً بدخول التاريخ من هذا الباب.

اتهام "الإنسان الإنجليزي المبكِّر" بعدم الذكاء فيه جفاء للحقيقة
كان واضحاً من أن سعة الجبين، وبروزه إلى الأمام، وارتفاعه، أيضاً، في جمجمة ذلك الإنسان، الذي زُعم بأنه "الإنسان الإنجليزي الأول" (وهي المنطقة الواقعة بين حواجب العينين، وخصلات الشعر في مقدمة الرأس)، إلى جانب الحجم الكبير للمخ نفسه في تلك الجمجمة، أيضاً، والبالغ (1350سم مكعب) (لوحة1)، يدل على أن ذلك الإنسان غير بدائي، أو أن ذكاءه لا يقل عن ذكاء أولئك الذين أعادوا بقاياه العظمية إلى زهاء مليون سنة، مع فارق في التعليم، بينهما، والشهادات "العلمية"، أو على الأقل لم يكن ذلك الإنسان غبي مقارنة بالإنسان المعاصر، بوجه عام، فهو ينتمي إلى الإنسان العاقل (Homo Sapiens)، أو (الإنسان المعاصر)، وحتى أن تلك الصفة الوحيدة البدائية، التي وجدت في تلك الجمجمة، وهي ثخانة سمكها، والبالغ مقداره (10مم) (لوحة1)، توجد هي الأخرى عند بعض الناس المعاصرين، أيضاً، ومع ذلك فإن هذه الخصائص، لم تعيق النتيجة النهائية التي توصلت إليها نخبة العلماء، سالفة الذكر.

المصدر : مجلة الآثار-8/4/2010الكاتب : الدكتور عبدالرزاق المعمري





رد باقتباس