فما كان لإلحادهم بك تبرير ..
ولا سابق علم ٍ ..
ولا دلالة تفكير ..
فمن أمسك السماء أن تميد ..
وخلائق الأرض أن تبيد ..
و أجرام السماءِ في نظام ٍ مُحكم ٍ رشيد ..
من أجرى الرياح لواقح للسُحب ِ فتمطر ..
وللنبات فيزهر ..
فأتم بها الحياة ..
{
وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ} [الحجر: 22]
وأهلك بها الطغاة ..
{
وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ- مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ } [الذاريات: 41-42
{
وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ } [الحاقة: 6]
فإلى خير ٍ إن شاء ..
وشر ٍ كيف شاء ..
ولنا مانرى من الأعاصير المدمرات لعبرة لأولوا الألباب ..
" وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ وَمَا هِيَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْبَشَرِ" (المدثر:31)
ومن هدى الأرض للدوران ..
فحفظها من السقوط في غياهب النسيان ..
فتعاقب عليها الليل والنهار ..
وجرى الريح بها والماء في البحار ..
ودارت حول الشمس ..
ودارت الشمس حول المجموعة الشمسية ..
ودارت المجموعة حول المجرة ..
والمجرة حول الكون ..
فتسابقت ودارت حول مقام ٍ محمود لا يعلمه إلا هو ..

{ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ }
ومن هدى المسلم للدوران ..
في إتجاه مسير الأكوان ..
إلاك يا واسع الإحسان ..
كأنه إنصهر في الكون ..
وذاب في حركة السدم والمجرات ..
يسبح بحمدك ويستغفرك ..
فسبحانك لا يُحمد على الآئك إلاك ..
تباركت من رب ٍ عظيم ..
جلت قدرتك على الوصف ..
وعظمتك عن القول ..
وعجز عن مدحك اللسان ..
أنت كما أثنيت على نفسك ..
يتبع