اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :6  (رابط المشاركة)
قديم 11.05.2009, 12:16
صور أبوحمزة السيوطي الرمزية

أبوحمزة السيوطي

عضو شرف المنتدى

______________

أبوحمزة السيوطي غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 23.04.2009
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 2.544  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
20.06.2023 (12:40)
تم شكره 36 مرة في 25 مشاركة
افتراضي رد: الجزية في الإسلام


أستاذنا الفاضل الدكتور غريب بارك الله فيك ..

لا أدري كيف أشكرك على نصيحتك ولا أجد أفضل من جزاك الله خيرا فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن من قالها فقد أبلغ الثناء .

لكن يا دكتور لا أنكر عليك الشدة في الرد على المخالف الذي يتعدى على أئمة السلف وتسفيههم وتجهيلهم فلا أجدني كذلك حتى تُنزل علي صواعقك هذه ..

وقبل البيان أقول :
هذا المقال ليس بحثا شاملا في الجزية إنما هو مجرد تعريفات من رأس القلم وضعته في منتديات نرد فيها على شبهات النصارى المعروفة لدى رواده ردا فيها على ما سأبينه لاحقا مما لم أرى - ولعل ذلك من قصر نظري - أن أكرر كلامهم المعروف لدى المهتمين بالحوار مع النصارى ..


أستاذي وأخي الحبيب قد اتهمتني بتُهمتين أبرأ إلى الله أن أقترفهما وادعيت علي ما لم أقله وهما :

1- حيث قلت لي :
اقتباس
ضاربا بأقوال أئمة المسلمين عرض الحائط زاعما أن هذا مخالف لحكم الإسلام قائلا إن هذا ظاهر اجتهادهم.. فوالله ما عدلت في القضية ولا حكمت بالسوية..

اقتباس
قلي بربك أين لك أن ما نقلوه هو اجتهاد ..

فأنت ادعيت أنني ضربت بأقوال أئمة المسلمين عرض الحائط ... وكأني يا دكتور خالفت إجماعا !!! أو أنك لم تقرأ !

أنا قلت بالنص " بعض اهل العلم مما فيه ما هو مخالف لأصل الإسلام في الإحسان وعدم الظلم "
ولم أعمم ولم استحق ما قلته في ..

وسألتني ما هو فأقول .. نقل بعض المفسرين :
أن معنى صاغرون :
قال الكلبي : إذا أعطي يصفع قفاه وقال هو أن يؤخذ بلحيته ويضرب في لهزمتيه ويقال له أدِّ حق الله يا عدو الله .
وقيل : إنه يلبب ويجر إلى موضع الإعطاء بعنف . وغيره الكثير ..

ومثل هذا يا دكتور هو مقصود الموضوع لأن هذا ومثله هو ما يتمسك به النصارى في الكلام على الجزية وقد أنكرته وقلت أنه مُخالف لأصل الإسلام ولا زلت على رأيي ولست في ذلك سابق زماني أو من يجتهد أصلا وإنما أنكره قبلي من العلماء الكثير وإنما أنا تابع ..

قال القاسمي في محاسن التأويل :
الرابع : قال السيوطي أيضاً : استدل بقوله تعالى : { وَهُمْ صَاغِرُونَ } من قال إنها تؤخذ بإهانة ، فيجلس الآخذ ويقوم الذمي ويطأطئ رأسه ، ويحني ظهره ، ويضعها في الميزان ، ويقبض الآخذ لحيته ، ويضرب لهزمتيه .
قال : ويردّ به على النووي حيث قال : إن هذه سيئة باطلة . انتهى .
قلت : ولقد صدق النووي عليه الرحمة والرضوان ، فإنها سيئة قبيحة ، تأباها سماحة الدين ، والرفق المعلوم منه ، ولولا قصده الرد على من قاله لما شوهت بنقلها ديباجة الصحيفة .
ثم رأيت ابن القيّم رد ذلك بقوله : هذا كله مما لا دليل عليه ، ولا هو مقتضى الآية ، ولا نقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا عن أصحابه ، قال : والصواب في الآية أن الصغار هو التزامهم بجريان أحكام الله تعالى عليهم ، وإعطاء الجزية ، فإن ذلك الصغار ، وبه قال الشافعي . انتهى .

وأفضل ما يُستشهد به في ذلك كلام المعصوم صلى الله عليه وسلم :
" ألا من ظلم معاهداً، أو انتقصه، أو كلفه فوق طاقته، أوأخذ شيئاً بغير طيب نفس منه، فأنا حجيجه يوم القيامة " رواه أبوداود وأحمد والبيهقي وصححه الألباني رحمة الله على الجميع .

فكيف والنبي عليه السلام يمنع انتقاصهم ان نقبل كلام من ادعى صفعهم بالقفا ولبهم على أصداغهم ولطمهم وجرهم من اللحى وركلهم وضربهم !!!

هذا هو المقصود يا دكتور مما لم تستوعبه من كلامي ... ولعل خطأي أني لم أبين لكن خطأك يادكتور وأنت الناصح أنك عنفت جدا وتكلمت وكأن بالمسألة إجماع ولم تطلب بيانا .

2- تقول :
اقتباس
والله يعلم الله أن قولك هذا أخي هو القول الأجوف العاري عن العلم والمعرف بل وهو المخالف للشريعة الغراء..وما مثلك ومثل من نبذت كلامهم من أئمة الدين والعلماء والتفسير إلا كقول القائل رمتني بدائها وانسلتِ..

اقتباس
كيف تعمد إلى قول لم تذكر لك فيه سلف


وعتابي عليك يا أستاذي الحبيب أنك لم تقرأ هذه الجزئية جيدا فأنا قد ذكرت سلفي في الكلام بل أنا أبين كلامه وليس لي فيها اجتهاد شخصي وهو القاضي ابن العربي الذي ذكر هذا التفسير في أحكامه ونقله عنه القرطبي في تفسيره ..

قال ابن العربي في أحكام القرآن :
المسألة الثانية عشرة : شرط الله تعالى هذين الوصفين ، وهما قوله : { عن يد وهم صاغرون } ; للفرق بين ما يؤدى عقوبة وهي الجزية ، وبين ما يؤدى طهرة وقربة وهي الصدقة ، حتى قال النبي [ ص: 482 ] صلى الله عليه وسلم : { اليد العليا خير من اليد السفلى } .
واليد العليا هي المعطية ، واليد السفلى هي السائلة " ; فجعل يد المعطي في الصدقة عليا ، وجعل يد المعطي في الجزية صاغرة سفلى ، ويد الآخذ عليا ، ذلك بأنه الرافع الخافض ، يرفع من يشاء ويخفض من يشاء ، وكل فعل أو حكم يرجع إلى الأسماء حسبما مهدناه في الأمد الأقصى " .

ولم يتفرد به ابن العربي وحده .. قال ابن القيم :
" قلت لما كانت يد المعطي العليا ويد الآخذ السفلة احترز الأئمة أن يكون الأمر كذلك في الجزية وأخذوها على وجه تكون يد المعطي السفلى ويد الآخذ العليا "

ونقل المفسرين عن عكرمة ما يشابهه :" أن يدفعها وهو قائم ويكون الآخذ جالسا "

فأنا لم أخترع كلاما من عندي !
اقتباس
وقد فسرها أهل العلم بأنه أخذ الجزية عن يد وهم صاغرون.. فالصغار هنا هو الذلة المذكورة في تلك الاية..

اقتباس
وماذا تقول في قوله تعالى ( سيصيب الذين أجرموا صغار عند الله وعذاب شديد..)..
وماذا تقول في أقوال أرباب اللغة أن الصغار هو الذلة ..أمل تعلم أن القرآن أنزل بلسان عربي مبين ..وأن من فقه القرآن وعلم لغته - الذين رميتهم أنت بقلة العلم والمعرفة والابتعاد عن الشريعة الغراء- قد فسر الآية بما هو معروف مسطور ثم تأتي لنا بعد مئات القرون وتزعم أن لك قولا حادثا تخالف فيه كافة السلف ترى أنه من اجتهادك..فبئس الاجتهاد الذي يجعل صاحبه ينتقص اهل العلم بل والصحابة الكرام والتابعين ومن تبعهم..



رحمني الله وإياك أخي الحبيب ووالله ما ادعيت اجتهاد قط ولا محدثة ولم أنتقص أحدا وقد بينت سالفا سَلَفي ..

ودعنا نناقش هذه النقطة وننسى للحظات الإتهامات الشخصية لي .. حتى يستفيد القراء من هذا الموضوع حقا ..

لا ننكر أن بعض العلماء فسر الصغار بالذلة مثل البخاري وغيره ونحن اتباعهم فيه ولكن ما هي الذله ؟؟

هل هي في فرض الجزية عليهم مرغومين أم في أداء الجزية عن طريق أن يأتي المُعاهد مطأطأ الرأس ويصفع على قفاه ؟!

نقل ابن المنذر في الأوسط عن الشافعي قال :
وَكَانَ الشَّافِعِي يَقُول: " سَمِعت عددا من أهل الْعلم يَقُولُونَ: الصغار أَنيجْرِي عَلَيْهِم حكم الْإِسْلَام، قَالَ الشَّافِعِي: وَمَا أشبه مَا قَالُوا بِمَا قَالُوا، قَالَ الشَّافِعِي: فَإِذا أحَاط الإِمَام بِالدَّار، فعرضوا عَلَيْهِ أَنيُعْطوا الْجِزْيَة على أَن يجْرِي عَلَيْهِم حكم الْإِسْلَام، لزمَه أَن يقبلهَامِنْهُم، وَلَو سَأَلُوهُ أَن يعطوها على أَن لَا يجْرِي عَلَيْهِم حكم الْإِسْلَام،لم يكن ذَلِك لَهُ، وَكَانَ عَلَيْهِ أَن يقاتلهم حَتَّى يسلمُوا، أَو يُعْطوا لْجِزْيَة عَن يَد وهم صاغرون، بِأَن يجْرِي عَلَيْهِم حكم الْإِسْلَام ". وانظر كتاب الأم

وقال ابن حزم في المحلى :
" وَقَالَ تَعَالَى حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ، عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ وَالصَّغَارُ هُوَ جَرْيُ أَحْكَامِنَا عَلَيْهِمْ، فَإِذَا مَا تُرِكُوا يَحْكُمُونَ بِكُفْرِهِمْ فَمَا أَصْغَرْنَاهُمْ بَلْ هُمْ أَصْغَرُونَا وَمَعَاذَ اللَّهِ مِنْ ذَلِكَ "

وقال ابن عبد البر كما في التمهيد والاستذكار :
" وقال في كتاب الجزية لا خيار للامام ولا للحاكم اذا جاءه في حد الله عز و جل وعليه ان يقيمه عليهم في قول الله عز و جل ( حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون ) التوبة 29 والصغار ان يجري عليهم حكم الاسلام وهذا القول اختاره المزني "

وقال ابن قيم الجوزيه :
قال ابن القيم في أحكام أهل الذمة :
" واختلف الناس في تفسير الصغار الذي يكونون عليه وقت أداء الجزية فقال عكرمة أن يدفعها وهو قائم ويكون الآخذ جالسا .
وقالت طائفة أن يأتي بها بنفسه ماشيا لا راكبا ويطال وقوفه عند إتيانه بها ويجر إلى الموضع الذي تؤخذ منه بالعنف ثم تجر يده ويمتهن .
وهذا كله مما لا دليل عليه ولا هو مقتض الآية ولا نقل عن رسول الله ولا عن الصحابة أنهم فعلوا ذلك والصواب في الآية أن الصغار هو التزامهم لجريان أحكام الملة عليهم وإعطاء الجزية فإن التزام ذلك هو الصغار "

ولخص ذلك الشيخ أبو بكر الجزائري في أيسر التفاسير :
وهم صاغرون : أي أذلاء منقادون لحكم الإِسلام هذا .

فما ذهب إليه هؤلاء العلماء في معنى الصغار وما صح عن النبي عليه الصلاة والسلام في النهي عن انتقاص الذمي لا يُعارض الاية مُطلقا ..

اقتباس
لكنك تطاولت على علمائنا وسلفنا فكان ينبغي الرد على ردك بمثل ردكعليهم..

اقتباس
وإني عليك لمشفق من هذاالقول الشاذ الذي أتيت به ..وليتك أتيت به وسكتَّ..لكنك أتيت به زاعما أنه هوالصواب وهو من جعبتك راميا سلفنا الصالح وعلماءنا بالجهل وقلةالمعرفة..
هذا كله حمية لدينالله ووالله لو كان كلامك هذا عن شخصي أنا لما شددت عليك لكن أئمتنا وعلماؤنا ليسلنا غيرهم بعد ربنا في فهم ديننا.



لا أنكر عليك سيدي الكريم عصبيتك لأئمتنا وأنا على الدرب معك لكن أنكر عليك أنك وضعت حميتك في غير موضعها وتقولت علي ما لم أقله مما يُظهر أنني أخترع دينا وخالفت إجماع السلف وجهلتهم ولا أرى أن ما كتبته يستحق منك ذلك والله يعلم أني بريء من هذا الإفتراء .. ولكني مُتقبله وسعيد بمداخلتك ومتشرف بمرورك في موضوعي .

اقتباس
فتب إلى الله وعليك بطريق الأولين من السلف الصالح ففي علمهم البركة والدقة وطريقتهم أسلم وأعلم وأحكم




التوبة مطلوبة لكن طريق الأولين أنا عليه بفضل الله والمنصف يعرف ذلك ومن يعرفني يعرف ذلك ولكنك لم تُحط بكل علم الأولين فظننت أني اخترعت ولم تتبين كلامي فاتهمتني بأبشع التهم وخرجت عن حسن الظن .
وياليت الإخوة يترفقون بإخوانهم ولا يهدمونهم سريعا ويخرجوهم من المنهج بهذه السرعة وبأقل الأخطاء وأسأل الله أن يُعافينا من هذا الذي تفشى فينا .

اقتباس
والسلام



أرجوا أنك لم تعن تعليق السلام ولم تترفع عن إلقاءه علي فأنا أخوك المسلم الذي يجب أن يُلقى عليه السلام من المسلمين لا أن يُعلق هكذا ..

وعليك السلام يا دكتور ورحمة الله وبركاته .







توقيع أبوحمزة السيوطي
إذا كُنت تشعر انك لاتعيش جيـداً ...فاعلم أنك لاتصلي جيداً


رد باقتباس